قضيت الساعات الأولى قبل فجر اليوم وأنا في حوار مع رفقة من مشارب واهتمامات شتى، حول مخاطر المرحلة المقبلة بعد سقوط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وهو مسألة وقت باهظة، وكان الحديث عن مخاطر إيران على عموم منطقتنا العربية والاسلامية، بل والعالم، واحداً من اهم مفردات الحوار.
ولدى تصفّحي لسلّة البريد الإلكتروني هذا الصباح، وجدت هذا المقال الذي يتحدث عن إيران في مرحلة مابعد الأسد.
وقد يكون من التبسيط المخلِّ جداً، قول البعض ان إيران بعد زوال حكم الأسد ستكون في وضع أضعف لأنها ستفقد ذراعها اليمنى في المنطقة، ذلك أن حزب ولاية الفقيه، ومقره في طهران، زرع فروعاً له، علنية وسرية، في كثير من أقطارنا العربية، وفي أفريقيا السمراء والسوداء، شمال الصحراء وجنوبها، وفي أوروبا وأميركا، وأخطرها طبعاً في العراق ولبنان وأقطار الخليج العربي واليمن.
ولعلي هنا أنبِّه المعنيين بالأمر في أقطار الخليج العربي، حيث فرض الأمن وإدامة الاستقرار أهم مستلزمات الحياة هناك، كما في كل مكان، إلى أن فروع حزب ولاية الفقيه، المغروسة في أقطارهم، تحت مسميات شتى، جاهزة للحظة الانقضاض، وفق خطط مرحلية مدروسة، وأن سياسة تشابك المصالح الاقتصادية، التي تنتهجها بعض تلك الأقطار، لن تُجدِ نفعاً في هذا الإطار.
إيران بعد الأسد أخطر من إيران قبل زواله، والعراق المحتل، بعد الأسد أخطر من العراق قبل سقوط الأسد، بل ان الأدوار المقبلة للعراق على درجة من الخطورة تجعل من الغباء حقاً التغاضي عنها، والسماح للوضع القائم فيه بالاستمرار، لأنه بكل بساطة السكين المعدَّة جيداً لذبح أقطار الخليج العربي، تنبهوا أيها العرب، ويامسؤولي الأمن في المنطقة، فقادمات الأيام أخطر، حمى الله الأمة والانسانية من شرور ولاية الفقيه، نظاماً وحزباً ومؤسساتٍ وعقائد.
مصطفى
.........
فكروا في إيران ما بعد الأسد
طارق الحميد
لا بد أن عبارة «سوريا ما بعد الأسد» قد باتت مألوفة اليوم، خصوصا مع تحرك جل الدول الغربية المؤثرة، ومعها دولنا العربية، أو هذا ما يفترض، من أجل العمل على مرحلة ما بعد سقوط، أو رحيل، الأسد، لكن هناك أمرا آخر يستحق أن تبدأ دول المنطقة، تحديدا، التفكير فيه، إذا لم تكن قد شرعت في ذلك فعليا، وهو: إيران ما بعد الأسد! فالتفكير لا بد أن يتركز الآن أيضا على كيف ستكون إيران بلا حليفها، وعميلها، الأسد الذي سهل لها التحرك في حيز مهم وحيوي من منطقتنا، من العراق إلى لبنان، ومن الأردن إلى غزة، ومن مصر إلى الخليج العربي، وكذلك اليمن، حيث تشارك كل من إيران الخمينية وسوريا الأسدية في تربية، وتسمين، كل أنواع الوحوش الإرهابية بمنطقتنا، ومن كل حدب وصوب.
فكيف سيكون وضع إيران من دون الرئة الإرهابية لها بالمنطقة، وهو نظام الأسد؟! وكيف تفك الحصار المتشكل اليوم على حسن نصر الله الذي من الممكن أن يتحول سلاحه إلى خردة في الضاحية الجنوبية من بيروت بعد سقوط الأسد؟! وكيف يمكن لإيران أن تكمل تمتعها بعراق سيكون محاصرا بالقطيعة من كل جيرانه العرب، وحتى تركيا، نظير طائفية النظام الذي بات لعبة بيد إيران؟! وكيف ستتعامل طهران مع نظام جديد في سوريا يكفر بالتبعية لطهران، ويراها اليوم العدو الأول لسوريا، وليس لأسباب طائفية، بل بسبب دعم إيران الخمينية لنظام الأسد الإجرامي رغم كل ما يقع بحق السوريين من قتل وتنكيل؟! والقصة هنا ليست قصة تنبؤات، فقد قال أول من أمس لـ«الشرق الأوسط» القيادي في الجيش الحر المقدم المظلي المنشق خالد الحمود إنه «من الممنوع لأي إيراني من الآن فصاعدا دخول سوريا، وسنقص لهم أرجلهم، أيا كانت التسمية التي يدخلون بها، سواء أكانوا مقاتلين أم حجاجا».
ومن هنا، فإذا كان الاهتمام منصبا الآن على سوريا ما بعد الأسد، فيجب ألا تغفل منطقتنا، وتحديدا الدول المؤثرة فيها، وكذلك تركيا، عن ضرورة الشروع في الاستعداد لإيران ما بعد الأسد، وهي مرحلة سيترتب عليها الكثير بمنطقتنا أمنيا، وسياسيا، واقتصاديا، فحينها ستكون إيران في حالة جنون حقيقي، كيف لا وها هي طهران تتذوق مرارة ترنح نظام الأسد في سوريا؟! حيث تجد إيران نفسها مضطرة للجوء إلى كل من تركيا وقطر ومناشدتهما من أجل التدخل لإطلاق سراح الإيرانيين المحتجزين من قبل الجيش الحر بدمشق!
وما يوجب التفكير جديا في إيران ما بعد الأسد أيضا هو ما حدث على الحدود المصرية- الإسرائيلية في سيناء، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال فصله عما يجري في سوريا، خصوصا مع تهديدات عدة مسؤولين إيرانيين للعرب وإسرائيل، وكذلك الغرب، بأن سقوط الأسد سيعني إحراق المنطقة، ومعها إسرائيل.
ولذا، فلا بد من الشروع بالاستعداد لإيران ما بعد الأسد، وفي كل منطقتنا، فسقوط الأسد سيكون لإيران بمثابة زلزال سياسي مدوٍّ يستشعره الملالي تحت أقدامهم بطهران، مثلما سيستشعره حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية.
ملاحظة:
نُشر المقال هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق