هالني وأنا أقرأ مقالة الاستاذ كاظم فنجان الحمامي، التي بعث لي بها على بريدي الإلكتروني، أن أجد عراقياً يعتقد بأن جارة السوء الجنوبية التي انطلق منها عدوان أميركا المجرمة عام 2003، صاحبة فضل على العراق، ولكن مالعمل وقد قذفت أمريكا المحتلة لنا بنماذج على هذه الشاكلة.. وصار لزاماً علينا أن نتعامل معهم، صبح مساء.
لا فضل لهؤلاء على العراق
سألوا الزعيم النازي أدولف هتلر قبل وفاته: من أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك ؟؟. فرد عليهم: أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي هم أولئك الذين تنكروا لأوطانهم, وأعانوني على الإساءة لشعوبهم. .
كاظم فنجان الحمامي
يقولون: عش رجبا ترى عجبا, فقد ظهر من العراق من يعدد أفضال الكويت علينا, فيمتدحها تارة, ويثني عليها تارة أخرى, ووصل به الغباء إلى سرد تلك الأفضال, التي (تكرمت بها الكويت على العراق), فالكويت في نظر (عماد مكية) مدير شركة (زين) للاتصالات, هي التي أنقذت الشعب العراقي من عصور الجهل والتخلف, وهي التي انتشلته من دهاليز الظلام, وهي التي فتحت أبواب (الخير) على ربوعه وروابيه, وكأنه لا يعلم أنها هي التي استجمعت صواريخ الدنيا كلها لدك مدننا وحرقها ونسفها وتدميرها, وهي التي سخرت مطاراتها ومنافذها الحدودية لجرذان الصحراء, وخفافيش البنتاغون, وقروش المارينز, وضباع بلاك ووتر, وصعاليك الدبدبة ليشنوا غاراتهم الحاقدة علينا, وينسفوا بنيتنا التحتية والفوقية والوسطية. .
ثم يعود (عماد مكية) ليضع المبررات والمسوغات لخناجر البند السابع, ويجمّل صورتها البغيضة, فهو يرى: (( إن التعويضات التي يدفعها الشعب العراقي حق من حقوق الكويت الشرعية, كفلته لها المواثيق الدولية, ويرى إن شركة (زين) تمثل إحدى العلامات الفارقة لأفضال الكويت الكثيرة على الشعب العراقي, وان الذين ينكرون هذه الأفضال أغلبهم من ناكري الجميل)). .
لقد استفزتنا تصريحات هذا المنافق المنتفع من همرات الغزاة, المتمسح بأذيالهم, الذي باع ضميره الوطني بثمن بخس, وتنكر لعراقيته وإنسانيته, وتجاهل القنابل العنقودية والفسفورية والحمم, التي صبتها الطائرات فوق رؤوس أطفال العراق من شماله إلى جنوبه, وتجاهل قوافل الشهداء الذين سقطوا بعد الغارات, التي شنتها الصواريخ المنطلقة من أوكارها في الكويت, وتجاهل قوافل الأرامل والأيتام, التي خلفتها الفيالق الحربية المتجحفلة في حفر الباطن, وتجاهل الحصار الاقتصادي والثقافي والإنساني والغذائي, الذي فرضته علينا اللجان الدولية بتحريض من الكويت وقطر. .
ليست غريبة علينا هذه اللهجة المدفوعة بدوافع المصالح اللئيمة الضيقة, فقد اعتدنا سماعها من أصحاب الوجوه الزئبقية, ولم تكن ثرثرة (عماد مكية) مختلفة عن تصريحات الكويتي محمد باقر المهري يوم 28/2/2012, والتي قال فيها: ((على الشعب العراقي أن لا ينسى فضل الكويت عليه)).
الحقيقة إننا لسنا هنا بحاجة للرد على المهري, ولا على التبريزي, ولا على تابعهما (قفة), ولن تؤثر علينا مثل هذه التصريحات الاستفزازية التافهة, فالعراق عراق والكويت وكويت, وشتان بين مهد الحضارات الإنسانية كلها, وبين الدويلات الخليجية الصغيرة, التي خرجت توا من ثقوب الأبراج النفطية, ولا مجال للمقارنة بين إمارات النفط والغاز وبين مثوى الأبطال, ودار الخلافة, وصومعة الأئمة, ومهبط الرسالات, وبوابة الشرق, ومنارة العلم, وقلعة الجهاد, وأرض السواد, وأقوم البلدان قبلة, وأعذبها دجلة, وأقدمها تفصيلا وجملة. .
لكننا نتوجه لأصحاب الحل والعقد في عموم المدن العراقية بمجموعة من الأسئلة والاستفسارات, ونناقشها مع قادة الكتل السياسية المتنافرة والمتضافرة, من اجل أن نضع النقاط على الحروف, ونسمع منهم ما يقولونه بهذا الخصوص بعد اطلاعهم على التصريحات المتكررة, التي صرنا نسمعها هذه الأيام عن أفضال الكويت على العراق, وأفضال إيران على العراق, وأفضال تركيا على العراق, وأفضال الأردن على العراق, وأفضال (حسنة أم اللبن) على العراق, فهل سيأتي علينا اليوم الذي نسدد فيه فاتورة هذه الأفضال من عائدات النفط ؟, وهل يتعين علينا أن نمنح الأقطار (المتفضلة علينا) المزيد من التنازلات الحدودية حتى نسدد ما بذمتنا من ديون إضافية و(نرد لها الجميل) ؟, وهل بات من حق الانتهازيين العاملين في الشركات الاستثمارية أن يسيئوا إلينا وهم داخل العراق ونسكت عنهم ؟, وهل صرنا ملطشة للأقزام والصغار والمسوخ البشرية والكائنات الطفيلية؟, وهل من العدل والإنصاف أن يكون هذا حالنا في مواجهة هذه القرود المتقافزة فوق رؤوسنا ؟. .
لقد اختار الله العراق من بين أقطار السماوات والأرض ليكرمه بالمكرمات العظيمات, ويجعله مهدا للحضارات, ومنطلقا للسلالات, هنا هبط سيدنا آدم من الفردوس إلى جنات عدن عند اقتران دجلة بالفرات, فتشرفت (القرنة) بولادة الأهوار, ووقف الأنبياء بباب الإله (باب إيل), فكانت (بابل) رمزا للسبي البابلي, وأبحر سيدنا نوح بسفينته من قرية الرب (كروب إيل), فتشرفت (كربلاء) بولادة شمس الحرية والإنعتاق من الظلم, واجتمعت الآلهة الأربعة في (أرب إيل) فتحصنت قلعة (أربيل) ضد قوى الشر, وفي (أوروك) ولد سيدنا إبراهيم, فصارت زقورتها عنوانا لولادة خليل الله, ورمزا لارتباط (أوروك) بعروق الميزوبوتاميا المقدسة, فتشكلت حروف اسم (العراق) من (أوروك) على الألواح الطينية النقية, فكتبوا اسمه أول مرة بالخط المسماري, ثم كتبوه بكل اللهجات الآرامية السامية, فتمرد (النمرود), وسار أتونابشتم على وجه الماء, وثار الثور المجنح, وزأر الأسد البابلي, وولدت عشتار وتموز وشبعاد وحمورابي ونبوخذ نصر وآشور بانيبال وجلجامش وإنليل وأنكيدو, وعاش السومريون والكلدانيون والبابليون والآشوريون والأكاديون في هذا السهل الرسوبي العظيم قبل ولادة أمريكا وزبانيتها بآلاف القرون, فكيف تفضل علينا هؤلاء ؟؟. . .
ختاما نقول: لقد تعلمنا في مدارسنا البحرية الأولية إن من يعش في النهر عليه أن يصادق التمساح, ولكن ليس إلى الحد الذي تصبح فيه الشواطئ مفتوحة للضفادع لكي تتطاول علينا بنقيقها, وتزعجنا بهذه الأساليب الدونية الرخيصة. . .
يا سيدي.. يا ضوء عيني يا عراقَ الأوفياءِ
يا صرخةَ العطشِ الذبيحِ يَظَلَّ من دون ارتِواءِ
أنتَ المُرَجَّى يا عراقُ وأنتَ عُنوانُ الرَّجاءِ
أنتَ المُعَنَّى يا عراقُ وأنتَ خاتِمَةُ العَناءِ
وَتَظَلَّ نَخوتُكَ العَظيمَة يا تُرابَ الأنبياءِ
صَوتاً يَهُزَّ الأرضَ، عَلَّ الأرضَ تَشعُرُ بالحياءِ
مِمّا أحَطُّ ذِئابِها جَلَبَتْ عليكَ من البَلاءِ
هناك 3 تعليقات:
وصف هتلر كاف وشاف بحق الخونة المارقين
لكن لننظر من جانب اخر ألا وهو كم قصًرنا نحن في ابعاد العدوان الغاشم عن بلدنا وعرضنا واموالنا و مستقبل بلدناوتاريخنا ووووو
لنفحص بموضوعية وبتركيز عن حالات معبرة وليس من باب احاطة شاملة
-عدوان 1991 احدى اهم وسائل تسويقه القرار في الكونغرس الذي كان لشهادة نيًرة ابنة السفير الكويتي انذاك الاثر الاكبر.اين كنا من استخدام حملة اعلام مضادة؟؟لمنع صدور القرار بالعدوان.كان جماعتنا بالاعلام غارقين بالصراخ الاعلامي في وسائل اعلام داخلية لا تقدم ولا تؤخر
في التأثير على الرأي العام العالمي.
الخلاصة ان لم تعش العصر بوسائله المؤثرةفلن تستطيع على الاقل اعلام الموثرين في هذا العلم بحقيقة امرك وتنطلق من ذالك لكسب المعركة الاعلامية.
-غزو 2003 ماذا اعددنا لهم من حملات اعلاميةعالمية؟؟لم يحدث شئ من هذا القبيل بينما كان علينا الاستفادة من تجربةنيًرة.
هذا على صعيد الاعلام وحدث بلا حرج على بقية الصعد.مثل مبالغات رموزالتصنيع
العسكري بما لديهم من اسلحة مثل (المصيادة)التي عرضهاعبدالتواب ورأيناهافي التلفزيون والله مخازي يا ناس وضحٍكت الخلق علينا.
أسأل بمرارة كم ساهمنا نحن بالنتيجة المدمرةلبلدنا. الحق الحق أسانا ادارة المعركة وما قبلها بأسوأ ما يمكن .وبدون تحليل موضوعي نبقى نلقي اللوم على العملاء وننسى فشلنا الفاضح
موضوعيتنافي التحليل تفادي الامة المزيد من النكبات والتي سيثبت التأريخ ان نكبة العراق اكبر من نكبة فلسطين عند قياسهابمعيار الامة العربية ككل.
شيء عادي ان يمتدح هذا الدنيوي عماد مكية احبابه الكويتين لطالما نعرف اساليب شركة زين الرخيصة مع مستخدميها وطريقةالكسب المادي التي تنتهجها ووسائلها المزعجة ومحاولاتها في الضحك على ذقون المستخدمين وسرقة ارصدتهم عيني عينك ، أصلا شركة زين من انذل شركات الإتصالات .. فعليه ، وكما تعلمون الطيور على أشكالها تقع
ان غدا لناضره قريب وشمس الحقيقة لا يمكن ان تخفى بغربال
الكويت عراقية ومحافظة من محافظاته واما فضل العراق على الكويت وعلى كل دول الجوار لا يمكن تجاهلة حيث استفادت كل الدول من مصائب العراق وخصوصا وقت الحصار وكانت الدول تستغل العراق تجاريا ولا يمكن تجاهل فضل العراق على جميع الدول خصوصا الدول الخليجية وولها الكويت عندما تحمل العراق وحده مسؤلية الدفاع عن الحدود الشرقية ضد المد الفارسي طوال ثمان سنوات وقدم اغلى ماعندةمن شباب واموال العراق في سبيل الدفاع عن حقوق الامة العربية وحتى المطالبة بالجزر الاماراتية الثلات طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى والتي لازالت الامارات تطالب باسترجاعها من ايران ولا يمكن ان ننسى تبرعات العراق المادية في زمن مضى لكل الدول المحتاجة كالصومال والسودان على سبيل المثال لا الحصر
فماذا فعل حكام الكويت غير جلب الفساد ونشر الرذيلة والتحالف مع الامريكان ويكفي ان نذكر ان كتاب القران المزور قد نشر عندهم من مؤسسات ماسونية
إرسال تعليق