وردتني هذه المقالة، الشهادة، عبر رسالة بريد إلكتروني من صديق شاهد عيان، حدثت الواقعة أمام ناظريه، وسجَّلها قلمه الصادق لينقلها لنا كما رآها، بلا إضافات وبلا تزويق.. وهي صرخة مظلوم، تحدث مرات ومرات كل يوم في العراق المحتل (الديمقراطي)، ترتفع إلى عنان السماء في ليالي العشر الأواخر من رمضان، إلى حيث لاحجاب بينها وبين الرب العادل المنتقم..
إلى أنظار كل من يهمه الأمر وكل عراقي غيور..
حدث في العراق الديمقراطي..!
الزمان: يوم الخميس الماضي الساعة 11 ليلاً..
المكان: منطقة رأس الحواش في الأعظمية..
مشاهدة : عبد الله الأعظمي
قام جندي الحرس الوطني بالتحدث مع سائق سيارة أجرة (سايبا) وهو أحد أبناء المنطقة بضرورة التحرك لأن الشارع مزدحم.. (رغم الوقت المتأخر الا ان الأعظمية مكتظة بالناس والأزدحامات بسبب قرب العيد) فقال السائق للجندي (يابه وكفت علمود كروة مرأة مريضة خطية وعلى كيفها جاي تصعد) فصاح الجندي على المرأة: (هو هنا الي يوكف تكسي؟؟ بابا لا تصعدين وشوفيلك غير سيارة)..! وقال للسائق بلهجة آمرة (وانت اطلع بسرعة)..! السائق وقف (على صفحة) فاسحاً المجال لمن خلفه منتظراً ركوب المرأة الكبيرة.. فعاد اليه الجندي وهو يسب ويشتم (شلون ماتتنفذ أوامر سيادته)..!! وبدأ يدخل يده داخل السيارة ويضرب السائق وسط أنظار الناس..! المرأة تركت الركوب ونزلت للشارع تترجى الجندي بأن لا يضربه.. ولكن الجندي زادت (عنجهيته) ومسك السائق من (الياخة) ويريد إخراجه من السيارة والمرأة بينهما تتوسل به.. فتح السائق الباب ونزل (للتفاهم)!! وبدأت تأتيه ضربات الجندي (البطل المغوار) ولكون هذا المواطن رجل وله كرامة فرد ذلك (العنصر الأمني) بضربة واحدة رمته أمتاراً..!! وهنا بدأ (فاصل بطولي) لجيشنا الباسل الجديد (جيش الزي الأمريكي) حيث هجم أربعة جنود على السائق يضربونه بلا رحمة وبكل قوتهم ركلاً ورفساً ويطعنونه بفوهات بنادقهم في كل جسده وهم يشتمونه بأقذع الكلمات التي لا ينطقها إلا أبناء الشوارع.. والله العظيم رأيتهم حتى (يعضونه) كالكلاب تماماً.. وعندما حاول بعض الناس التدخل احرقوا الجو بالرصاصات مانعيهم من الاقتراب.. وروعوا الناس وأرعبوهم.. وعلت أصوات عبارتهم النابية و(كفرهم)..!!
لماذا..؟؟ لماذا يا قواتنا الأمنية الأشاوس..؟؟ هل لو كان هذا المواطن اجنبياً أو حتى (يهودياً) هل كان احدكم ليتجرأ أن (يسحب أقسام سلاحه)..؟؟ وهل يوجد منكم (رجل) كان يقول لجندي أو موظف أمريكي (على عينك حاجب)..؟؟ أم أن شجاعتكم وبطولتكم على أبناء البلد فقط وعلى الغرباء نعاج..؟؟
المهم.. الناس وقفت تلعنهم وتدعوا عليهم في تلك الليلة الرمضانية.. والنساء تبكي لحال ذلك الشاب الذي ولوه (ولية المخانيث)..! أربعة يرتدون زي العسكر و(البساطيل) ومتشجعين (بزود السلاح) يضربون رجل أعزل كاسب (بطرك البرمودة والشحاطة) فكم هم (رجال) وكم هم (سباع)..!!
وبينما كانوا يستخدمون معه (أدوات التفاهم والحوار الديمقراطي) ضربه احدهم من خلفه بعنف على ظهره فسقط السائق أرضاً.. وهنا قاموا برفسه في خاصرته وبطنه ووجهه دون رحمة وهم مازالوا يشتمون أصله وشرفه بعبارات تدل على مدى تربيتهم وأصلهم...
أتساءل.. ما الذي فعله هذا المواطن؟ وكم مواطن مصيره نفس المصير يومياً في عراق الحريات وحقوق الأنسان على يد هؤلاء الحاقدين حتى على أنفسهم..؟؟ ومن أعطى الحق للقوات الأمنية بضرب المواطنين..؟؟ ومن علمهم أن (عدوهم) هو ابن البلد..؟؟
وهل ان عنصر الأمن الذي يتعامل بهذه الطريقة مع الناس يستحق أن يؤتمن على أرواح الناس وأعراضهم وممتلكاتهم..؟؟
المهم.. (للقصة بقية)..
ذهب ضابطان يرتديان الزي المدني لسيارة (الهمر) التي كان يجلس فيها (آمر الفوج) الرائد الركن (أمجد عباس حنون) وقالوا له: (جنودك يضربون مواطن) فقال لهم برد ينم عن حسه (الوطني) العالي ويدل على كونه رجل له (غيرة) على البلد وأبناء البلد.. حيث قال لهم: (أيطبه مرض)..!!
الله على الرجولة والشهامة وحماية الناس..!
عندها قالوا له (أحنا ضباط.. جنودك راح يموتون السائق.. انزل أمنعهم).. المهم نزل (الشفية) بعدما عرف الجماعة ضباط.. ولعب دور (المحقق) في القضية.. كل هذا والشارع مقطوع والناس واقفة..! وأخذ السائق يحقرهم ويصرخ عليهم ويدعوا عليهم وامام ضابطهم وهم يلوحون له ببنادقهم ويهددونه بالقتل..!!
فقام أحد الجنود وهو صغير العمر وبطول (متر ونص) تقريباً بإخراج مسدسه وإطلاق الرصاص (طبعاً عمي اليوم يومكم يا أبطال الحرس الوطني) وهي فرصة لتستعرضوا صولاتكم وبطولاتكم وتدشين أسلحتكم التي ملأها (الزنجار) براس الشعب المسكين الأعزل.. فمنعه الضابطان المدنيان عن ذلك خوفاً على أرواح المواطنين.. فما كان منه إلا أن يقول للضباط وهو يشهر مسدسه عليهم (يلله منا.. وإذا ضباط ؟؟ أنعل أبوكم لابو حتى الرتبة)..!!
ياسلام .. التجاوز وصل لحد الرتبة العسكرية والمرسوم الجمهوري..!!
وبعد التحقق تبين أن هذا (المتر ونص) هو (مراسل الضابط)..
اي والنعم..!!
فقال أحد هؤلاء الضباط لآمر الفوج الرائد الركن (أنا ضابط استخبارات وسأرفع عليكم قضية لسبكم لنا وللرتبة العسكرية).. فأجابه الرائد الركن (أمجد عباس حنون) آمر الفوج الأول لواء 44 للفرقة الحادية عشرة المكلفة بحماية قاطع الأعظمية بالقول (وين ما تروحون روحوا.. لا تخلوني أسب حتى الاستخبارات)..!!
فإذا كانت هذه أخلاق الضابط فكيف تكون أخلاق جنوده..؟؟
المهم..
بعد كل تلك المعمعة.. وتلك الصولات البطولية لأبطال الحرس الوطني.. رجال الخطة الأمنية الأشاوس.. قال الرائد الركن للسائق (اصعد بسيارتك وروح) طبعاً لإيمانه العميق بأنهم (ظلموا) هذا المواطن الكاسب والناس كلها تدعو عليهم..
فهل يستحق الأمر كل هذا..؟؟
وهل هذا هو ما وصل إليه الجيش العراقي الذي كان (الرابع عالمياً) يوماً من الأيام..
كل ما في الأمر أن الشارع كان مزدحماً.. وقوات الحرس تمارس عملها المعتاد (كشرطة مرور) في تنظيم السير !! فما الذي فعلوه لعلاج الازدحام..؟؟
اضطرب الشارع وتعطل السير وانتهكت كرامة مواطن.. وروِّع الناس وضاع الوقت..
وتالي ماتالي لم يتركوا غير الأثر السيء في نفوس الناس..
لأن السبب ببساطة (فاقد الشيء لا يعطيه) إذ كيف للعناصر غير المنضبطة تربوياً وأخلاقياً ومهنياً أن تضبط لنا بلداً..؟؟
والله من وراء القصد....
هناك تعليقان (2):
لم نسمع على مدى التاريخ والامكنة والبلدان ان جيشا يتواجد في الشوارع للحراسة ... ولم نسمع بهكذا انحطاط اخلاقي لاي جيش حتى وان كان جيشا عدوا وليش جيش البلد ... ولكن ما المتوقع من حثالات لموها من الشوارع واعطوها كل الصلاحيات لتتمكن من شعب اعزل ومقهور على امره لااخلاق ولا دين ولا غيرة بل حقد ونقص في الشخصية ان ملكوها وجهل وصفاقة ولا اريد ان ازيد ....
لك الله ياشعب العراق وبارك الله في يد تقتل شرطي او جندي من هذا المثيل
فلا اعتقد قتلهم الا اقترابا من الحرية وتقربا الى الله
حسبنا الله ونعم الوكيل
قبل كان اللي يريد يددخل بالجيش يسالون عن اصله وفصلة واذا هو عراقي مئة بالمئة واخلاقة ويزكونه وبعدين فحص طبي مو جيش هالوكت جيش احتلال على كولت العقيد المهندس لاميهم من الشارع بل جايبيهم من مزابل امريكا فبعضهم وعدوهم باللجوء ومن راحوا هناك جندوهم ورجعوهم لنا ككلاب مسعورة
الله يرحم ايام زمان
إرسال تعليق