هذا مقال للخبير القانوني البارع الأخ الدكتور أكرم عبدالرزاق المشهداني، تلقيناه، منه، باعتزاز هذا الصباح على بريدنا الإلكتروني، حول واحدة من أهم المسائل التي يتصدى لها الكتاب العرب في الوقت الحاضر، انها مسألة الطائفية والخطاب الطائفي السياسي والاعلامي، الذي نشهد استعاره بشدة منذ احتلال العراق، وخلال السنوات القليلة الأخيرة على وجه الخصوص.
مقال جدير بالقراءة فعلاً..
الطائفية والسلوك الطائفي في العراق الجديد والمنطقة
الكل يلعنون الطائفية ولكنهم يُصلّون في محرابها صباح مساء
أكرم عبدالرزاق المشهداني
كثر الكلام عن الطائفية وخطر السلوك الطائفي بين جميع المتصدين للإعلام بأنواعه، الكل يلعن الطائفية، ويحذر من مخاطرها ونتائجها على وحدة النسيج الإجتماعي للبلاد، وتخريب الهوية الوطنية الجامعة، ولكن كثيراً منهم (بل نسبتهم الأعظم!) تتكلم شيئا وتتصرف شيئاً آخر، فهم يلعنون الطائفية ولكنهم يُصَلّون في محرابها صباح مساء! كما قال احد المفكرين اللبنانيين.
طائفية النخب السياسية!
الطائفية إمتدت لتصل إلى النخب، من ثقافية وسياسية واقتصادية، بمن فيهم الكتّاب أدعياء التقدمية والعلمانية واليسارية، أما كيف يُمكن أن يكون شخصٌ علمانياً وبذات الوقت "طائفياً" فذاك ما لم أجد له جواباً سوى أن الطائفية "متعشعشة" في أبدان البعض بل وتسري في عروقهم.. نعم إن من مهمة السياسي القومي التقدمي المتحرر أن يترفع عن طروحات الطائفية تحت ستار المظلومية والأغلبية والقهر المذهبي، فالمفروض بالمفكر التقدمي أن يكون صاحب رسالة توحيدية وخطاب جامع لكل الناس.. وأن لايمارس الفكر الطائفي التفريقي، فكيف يطمح سياسي تقدمي بوطن حر واحد وشعب سعيد واحد ـ كما يدعون ـ وهو يمارس الخطاب الطائفي التفريقي! وللتاريخ فإنني ما زلت اتذكر تظاهرة أو مسيرة استقبال شباك ضريح العباس القادم من ايران، عام 1965 التي انطلقت من جامع براثا بالكرخ متجهة الى الكاظمية، لكن منظموها ارادوها تظاهرة طائفية استفزازية !!! فبدلا من توجهها المباشر من براثا الى الكاظمية على مبعدة 2 كم ساروا بها عبر جسر الصرافية الحديدي في محاولة للعبور الى الكاظمية من خلال الاعظمية وجسر الائمة، وتصدى عدد من اهل الاعظمية للتظاهرة واعادوها بالقوة من حيث أتت من جسر الصرافية باتجاه براثا ثم الكاظمية، فقد شهدتُ بعيني وجود اساتذة جامعة اعرفهم شخصيا وهم من الشيوعيين يتقدمون هذه التظاهرة ؟؟؟؟ فكيف انسجمت الليبرالية والماركسية مع السلوك الطائفي؟
ذريعة الواقعية!!
المشكلة في البعض أنه يستخدم ذريعة "الواقعية"، بهدف تكريس الخطايا التي تعج بها حياتنا اليومية في ظل شيوع الظلم والقهر والتخلف والتمزق الطائفي، فيقف الكاتب اليساري العلماني التقدمي ليدافع عن سلطة طائفية، أو يُسهم في تلميع صورة أحزاب قائمة على الطائفية، تسعى لتكريس الإنقسامات بين أبناء المجتمع الواحد! لقد صارت الطائفية وباء هذا العصر في العراق وعالمنا العربي، فدمّرت النسيج الاجتماعي وفرّقت شمل العوائل المسالمة المتآلفة من سنين، وكرّست لظاهرة التهجير الإجرامية، تحت دواع طائفية، وفرّقت بين الجيران والأصدقاء..
الطائفية وباء مستحدث
الحقيقة التاريخية هي أن العراقيين لم يشهدوا صراعاً طائفياً، كالذي شهدته أمم ودول أخرى، بل المشكلة كانت في تسييس الطائفية واستخدامها (ورقة) من قبل السياسيين لأغراض سياسية سلطوية نفعية وليس شيئاً آخر. إن الطائفية في العراق، وباء مستحدث، فلا أتذكر أنني قبل ثلاثين عاماً سألت عن مذهب جاري، أو زميلي بالدراسة أو في العمل، وأقسم على ذلك! ـ وبقيت عقودا طوال لا أعرفه سنياً كان أم شيعياً لأن هذا الأمر لايهمني بقدر ما يهمني الحفاظ على علاقة طيبة مع جاري الطيب!.. بل كان سؤال الفرد عن مذهبه يعتبر سبة أو شتيمة! وهذا الشأن ينطبق على زميلي في المدرسة وفي العمل، إلى أن جاء الإحتلال الأمريكي الذي قسم أتباعه ممن يسمون بالمعارضة على أساس المذهب برغم أن كثير منهم يدعون العلمانية والليبرالية.. وجاء بول بريمر الحاكم المدني لسلطة الإحتلال ليكرس الطائفية من خلال توجيهه السؤال لكل من يقابله: إنت شيعي أم سني؟ حتى تلقى جوابا من عراقي أصيل عنفه على سؤاله وقال له نحن عراقيون أولا وأخيرا.. والمذهب شأن شخصي تعبدي لا علاقة لك به!
علمانيون ملحدون..لكنهم طائفيون!
المشكلة في العراق اليوم، أنك ترى مثقفين وساسة ومتعلمين بينهم يساريين ومُلحدين وعلمانيين، يمارسون الطائفية، وأحدهم لم يسجد يوماً في صلاة ولا مارس الصيام.. لكنهم يحرّضون على كراهية الآخر طائفياً، ويجترّون التاريخ في جانبه المأساوي المُصطنع بعيداً عن التفكير المعاصر؟ صار الشعب عندهم مُكونات من ملل ونحل، ولم تعد الهوية الوطنية عابرة لكل تلك الانقسامات بل صارت تكرسها. إن حالة النكوص الطائفي التي تحكم سلوك وكتابات، بعض أدعياء الليبرالية والتقدمية والعلمانية، تثبت أن الطائفية مرض كاشف!. فكيف يستقيم ان يقبل قيادي الحزب الشيوعي في العراق عضوية مجلس الحكم تحت مسمى طائفته وليس تياره الفكري والحزبي؟.. ونفس الحال ينطبق على قادة احزاب غير دينية تدعي الوطنية والليبرالية والتحرر كيف ارتضوا عنوانا طائفيا لمشاركتهم في المجلس ذاته الذي هو الاساس لما تفرعت عنه من عملية سياسية عرجاء؟
الإسلام الحقيقي دين وحدة واعتصام بحبل الله
بإسم الدين والتديّن كرّسوا الطائفية متناسين أن الإسلام الحقيقي دين وحدة واعتصام بحبل الله، وقد حرص الاسلام على وحدة وتماسك المسلمين، كما حرص على أن يتفكروا ويتفقهوا حتى يكون إيمانهم راسخا على قواعد المنطق، وبالتالي يكتسبون قوة بعد أن يكونوا قد امتثلوا لقوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”، ولكن الطائفيين وبدافع من أطماعهم نجحوا في الانحراف عن جادة الصواب فأحدثوا في المجتمع الإسلامي هذا الشرخ العظيم فصار المسلمون يتربصون بإخوانهم في الدين ويكيدون لهم المكائد، بينما أعداء الاسلام يتلهون بمآسي المسلمين وهم فريسة الفقر والعوز والتخلف في وقت كان الدين الحنيف سببا للوحدة والتآلف "وكونوا عباد الله إخواناً".
وكان الإسلام واضحا في تحديد الصواب في التعاطي مع الطائفيين في سورة الحجرات:”وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تتبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين”، فهذا هو القول الفصل الذي لا لبس فيه، والقانون العادل الذي يحارب العدوان ويأمر بالمعروف وهو يتبرّأ من الطائفيين، داعيا إلى حربهم وقتالهم بلا هوادة والأخذ على أيديهم، لأن في ذلك سلامة الأمة ووحدة المسلمين الذين ضرب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهم مثلا في الحديث الشريف:“مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
التنكيل بالاخر وإقصائه لدواع طائفية!
ومن المؤسف أن الاحزاب والقوى التي سيطرت على الواقع السياسي العراقي بعد الغزو الأمريكي، كانت تحمل توجهات فكرية طائفية إقصائية، تسعى وبقوة السلاح الى إحتكار السلطة والاجهزة الامنية والجيش والثروات ووضعها بيد فئة قليلة، وحظيت بدعم أمريكي وإيراني في هذا الشأن، لذلك بدأت بالتنكيل ومحاربة كل القوى التي تناهض المشروع الطائفي، وإبعادها عن الواقع سواء بالقتل أو بالاعتقال والتهجير، وتمت أعادة هيكلة الدولة العراقية على يد أشخاص تابعين لتلك الاحزاب لكي تتحول مؤسسات الدولة إلى مؤسسات إقصائية تُديم التفرد، وهذا نتج عنه غياب التوزيع العادل للسلطة السياسية، وعدم إحترام القانون، وشيوع الفساد، وإنحدار التعليم والثقافة نتيجة تولي عناصر إقصائية أمية لمواقع قيادية في العملية التربوية.
فرقٌ بين الدفاع عن حقوق الطائفة وبين السلوك الطائفي
يجب ونحن نناقش موضوع الطائفية والسلوك الطائفي، أن نميّز بين ((حقوق الطائفة والانتماء المذهبي)) وبين ((الطائفية والسلوك الطائفي))، فلكل طائفة أو ملة، حقوقها المشروعة في إطار المشروعية ومبادئ حقوق الإنسان الدولية، بشرط ان لا تتضمن تجاوزاً على حقوق الطوائف الاخرى أو أن تأخذ اكثر من حقها، والا انقلبت الى الطائفية المقيتة ذات الدلالات والمضامين السلبية، وعلى هذا الاساس فمن حق اصحاب الهويات الفرعية الخصوصية (ضمن الوطن الاشمل) ان يتبنوا مسألة الدفاع عن حقوق الطائفة بغض النظر عن حجم تلك الجماعة أو الطائفة ووزنها ضمن المجموع الكلي للوطن، لأن هذه حقوق كفلتها المواثيق الدولية، شريطة أن لاتتجاوز تلك المطالب حجمها.
العوامل المساعدة على تصعيد الخطاب الطائفي
ونحن حين ننتقد المتمسكين بالواقعية، فنحن لا ننكر أو نغضّ الطرف عن وجود هذا الواقع، بل إن أي تفكير آخر يحاول ان يُعاكس هذه الواقع فهو ضرب من الخيال ولون من المثالية غير موجودة في أي مجتمع. ولابد قبل الخوض في الاسباب والعوامل والجهات التي تقف خلف تصعيد الخطاب الطائفي في العراق ، من التعرف على العوامل المساعدة التي خلقت الجو العام المساعد على بروز ظاهرة الخطاب الطائفي الاعلامي.
دور الإعلام الموجه في تصعيد الحشد الطائفي
شهد العراق والمنطقة، مَدّاً إعلامياً هائلاً وانفتاحاً عالمياً على مختلف القنوات الاعلامية العربية والعالمية نتيجة لرفع الحواجز التي كانت تحول دون الاندماج والاطلاع على مختلف التوجهات الاعلامية في العالم عبر الفضائيات وشبكة الانتريت ومحليا من خلال التوسع الهائل في المشهد الاعلامي العراقي حيث شهد العراق بعد الغزو الأمريكي موجة هائلة من الضخ الاعلامي المنفلت والمتنوع، على مستوى الصحف التي فاق عددها الثلثمائة مطبوع وعشرات المجلات العامة والمتخصصة وقرابة الأربعين فضائية ( والعدد مرشح للتزايد) فضلاً عن التلفزيونات المحلية ومحطات البث الاذاعي، ومعظم الاعلام المسمى بالعراقي اليوم غير مملوك للدولة وتقف وراءه في الاعم الاغلب جهات ومؤسسات تمثل بشكل عام توجهات سياسية محددة وهذا مايدعو الى التأمل في هذه النقطة بالذات فيما يتعلق بموضوع الخطاب الطائفي في العراق اذ انها خاضعة لسياسة الجهة المالكة وتتأثر بما تمليه عليها إرادة المشرفين عليها.
لقد اسهمت التوصيفات المقصودة المستخدمة من قبل الإعلام الغربي والعالمي، في توصيف الأحداث المأساوية التي شهدها العراق منذ 2003، من عنف وتخريب وتفجير، على أسس طائفية، وكرّرتها مثل الببغاوات اجهزة الاعلام العربي، من دون التخلص من تلك التوصيفات الطائفية، فزادت من التهييج الطائفي. كما أن الفتاوى الدينية المتطرفة، من كل الاطراف، لم تكن كما يُفترض بها توحيدية، بل كانت تـُنَكيّئ الجراح وتدفع نحو العنف الطائفي، وتمزق من النسيج الاجتماعي للشعب العراقي.
الحالة السورية وتصعيد الصراع الطائفي
ثم جاءت ثورة الشعب السوري ضد الظلم والقهر والاستبداد، فأدخلتنا الثورة السورية في دوامة من جدل لا ينتهي حول كثير من المفاهيم ذات العلاقة بالانقسامات الدينية والمذهبية، بعد أن كانت الأكثر إثارة للجدل أيضاً فيما يتصل بالبعد السياسي في ظل اعتقاد البعض بوجود (مؤامرة) على نظام المقاومة والممانعة في دمشق. وقد حضر البعد الأول بسبب التنوع الديني والمذهبي الذي يتوفر في الساحة السورية (عرب سنّة، أكراد سنّة، دروز، علويون، شيعة، مسيحيون). لكن المشهد ما لبث أن ازداد تعقيدا إثر التدخل والتحالف الإيراني المؤيد بقوة للنظام الحاكم على نحو استحال تفسيره خارج الإطار المذهبي، لاسيَّما أن الحشد المذهبي كان سابقا على الربيع العربي بعد احتلال العراق، وفي ظل سيطرة حلفاء إيران على البلد.
إن تصوير الانتفاضة السورية بأنها هي مجرد تمرد مسلح تقوده (القاعدة)، هو ظلم فادح للتاريخ وللواقع.. وهو قبل هذا وذاك، ظلم فادح للشعب السوري وإرادته في العيش الحر الكريم مثل سائر شعوب وأمم العالم. كما أن تصوير الإنتفاضة السورية بانها (سُنية) فيه كذلك ظلم كبير للشعب السوري وافتراء على الحركة التي شاركت جميع طوائفه فيها.
في الختام فإننا ندعو للحق والحرية والعدالة والمساواة على قاعدة المواطنة الكاملة، ونعتبر أن ذلك هو جوهر الربيع العربي, كما نرفض أي منطق عنصري تفريقي مهما كان. هذا ما نعتقده ونؤمن به، لكننا إزاء صراعات ينبغي أن تقرأ بشكل واقعي، فمن العبث أن يُطالب بعض الناس من أهل السُنّة في سوريا بأن يتحوّلوا إلى ملائكة لا يلتفتون إلى تلك التصنيفات، بينما يرونها تتحرك أمام أعينهم بشكل سافر، لاسيَّما خلال المرحلة الأخيرة بسبب التدخل الإيراني السافر، وتأثير إيران المذهبي الذي أدى إلى انحياز نسبة من أبناء طائفة رأس النظام ومشاركتهم إياه في ارتكاب المجازر، ودخول حزب الله لدواع طائفية معلومة الى جانب نظام القمع بالضد من ارادة الشعب السوري والمشاركة العلنية لقوات من حزب الله والحرس الثوري الايراني وميلشيات عراقية طائفية معروفة في القتال الى جانب النظام الظالم، ولكن من دون أن نتغافل عن حقيقة أن نسبة أخرى لا يستهان بها من أبناء الطائفة العلوية تستنكر القمع الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري المنتفض. وحين نجد البعض الطائفي يساند الحركة الاحتجاجية في البحرين المطالبة بالإصلاح على اعتبار انها جزء من الربيع العربي كما يدعون!!!، لكنه يقف بالضدّ من انتفاضة الشعب السوري الذي يطالب بالاصلاح وبالحرية وانهاء الطائفية، نفهم أبعاد المنطق الطائفي الذي يحكم تصرفات إيران وأنصارها تجاه ثورات الربيع العربي من منطلق يتسم بالإزدواجية والتناقض.. لكن الشعوب العربية وَعَت أبعاد المؤامرة وتفَهّمَت دواعيها وقرّرَت المضي في درب التغيير الثوري لإصلاح الأحوال العربية.
هناك تعليقان (2):
المقالةمتينة البنى في التشخيص والممارسات،خالصة المقاصد،وتدل بأن كاتبها الدكتور أكرم الشامخ بوطنيته،الدارس لخطورة وبؤس السياسة الطائفية والذي حلل وأجاد بجذور ومقاصد من يديرها، فبارك الله فيه ولمدونةوجهة نظر الأستمرار بالكتابة ونقل الرأي الوطني والعراقي الأصيل.
سرور ميرزا
أوضح عالم الإجتماع العراقي علي الوردي في دراسته لنفسية الفرد العراقي كيف يتحول الدين أحيانا في السياق الطائفي الملتهب إلى هوية مغلقة ومجردة من أي التزام أخلاقي ، وتوصل إلى أن الإنسان العراقي أقل الناس تمسكا بالدين ، وأكثرهم انغماسا بين المذاهب الدينية ، فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى " ( صفحة 47 علي الوردي : شخصية الفرد العراقي
ويقول ايضاً في كتاب وعاظ السلاطين ، ص 260 لقد ضعفت نزعة التدين في أهل العراق وبقيت فيهم الطائفية ،
حيث صاروا لا دينيين وطائفيين في آن واحد ، وهنا موضع العجب
إرسال تعليق