موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 13 أغسطس 2012

رفقاً بالشيعة!

وصلني هذا المقال، عبر البريد الإلكتروني من أخ كريم شاء إطلاعي عليه، وانا أنشره رغم اختلافي مع كاتبه المحترم في المقدمات والنتائج، دون ان أغفل انه يحوي عبارات وأفكار محكمة وأخرى متشابهة.



أنشره لأنني أريد أن أفتح بذلك حواراً بشأنه، وأنشره لأنني أريد أن أنفي صبغة الطائفية التي يراها البعض في كتاباتي وبعض ما أنشر.
ينطلق هذا المقال من فكرتين أساسيتين، هما:
1.   ان العراقيين يعيشون حالة حرب فيما بينهم
2.   ان السنة في العراق في حالة حرب مع الشيعة.
دون أن ينسى الكاتب المحترم أفكاراً جوهرية أخرى.

أولاً: أؤكد ان مثال سيدنا أبي عبيدة، رضي الله عنه، مع أبيه في معركة بدر الكبرى مثالاً لايصلح في مناقشة كهذه.
ثانياً: ان فكرة ان السواد الأعظم من الشيعة في العراق هم ضد السنة، كلام مغلوط، والصحيح في هذا المقام ان كل الاحزاب العميلة، شيعية كانت أم سنية، في حرب مع شعب العراق، كله.
ثالثاً: ان الغالبية العظمى من مثقفي شيعة العراق العرب الأصلاء، وأقول العرب، من باب التركيز فحسب، أنقياء في الموقف والتصوِّر والرؤية والسلوك، أما سواد الرعاع من اللطامة والمشاية والعلاسة، فأولئك مجرد أرقام لا معنى لها إلا في مناطحة البهائم وفي الحشد الطائفي المقيت.
رابعاً: ان افتراض كون سنة العراق في حرب مع شيعته، يفضي إلى نتيجة حتمية، وهي مباركة وتأييد تلك العمليات الارهابية التي تحصد أرواح شعبنا وتسفك دماءه، وهو أمر لانستطيع تحمل وزره في الدنيا ولا في الاخرة، فسفك الدماء البريئة محرَّم، بنص كتاب الله وسنة نبيه.
أما مجابهة ميليشيات وعصابات الحكومة العميلة وقتالهم، فهو أمر مباح، لا بل انه واجب شرعي، مصداقاً لقول الشارع الحكيم (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وهو أمر واضح بالقتال، وبغيره طبعاً، بالنظر لسياق الآيات الكريمة السابقة له، فهذه العصابات هي أدوات المحتلين ومخالبهم القذرة التي تنهش دماء شعبنا في كل مكان، وهي حرب بالاستعاضة، تقوم بها دولة ولاية الفقيه الإيرانية ودولة الارهاب الأميركية، وهما في جبهة واحدة، ضد شعب العراق كله على الجبهة المقابلة، مع تركيز يصل إلى نسب عالية جداً على أبناء السنة حصراً، ليس لكونهم سنَّة فحسب، بل لأنهم عماد المقاومة الباسلة وعمودها الفقري، لأسباب كثيرة شائكة للغاية، ليس أوان حصرها الآن.
خامساً: ان الصراع بين السنة والشيعة، صراع افتراضي من جهة، ومغلوط من جهة أخرى، فالسنة مذهب فقهي، والشيعة مذهب سياسي، فيما الجعفرية مذهب فقهي، والفرق في اعتقادي واضح بين الاثنين.
اننا، كمثقفين، لايجوز ان نتحاور بعد أكثر من 1400 عام، حول قضية سياسية في أحقية أي من صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بتولي مسؤولية قيادة المسلمين من بعده، فتلك قضية انتهت في حينها وحُسِمت على النحو الذي حسمت به، ولن ينفعنا في شيء، إطلاقاً، تأكيد أفضلية أي منهم، وهم كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم، كما  يصفهم سيدهم محمد بن عبد الله، عليه الصلاة والسلام.
سادساً: مع إيماني المطلق بأن السنة هم الأمة الاسلامية بغالبيتها، والشيعة هم طائفة منها، ومع إيماني بصواب اعتقادي الفقهي وخياراتي السياسية، الا انني أشدد على ضرورة أن لايكون هذان الاعتقادان مثار فتنة، فهناك فرق كبير بين الدفاع عن حقوق مجموعة ما، أياً كان حجمها العددي، وبين الروح الطائفية المتمثلة في إلغاء الآخر أو مسخه، على قاعدة ان الانسان الطيب هو الانسان الميت، وضع بدلاً عن كلمة (الانسان) ماتشاء.
ان مايدعو إلى الأسف الشديد ان الاحتلالين الأميركي والفارسي، وقوى أخرى، تدفع باتجاه تعميق الخطاب الطائفي، وهذا واحد من أخطر نتائج الغزو الأميركي للعراق، حيث سقط في مستنقعه الكثيرون، بكل أسف.
سابعاً: ان ثمة فرق كبير، بين الالتزام الفقهي والسياسي، وبين تسخير ذلك الالتزام لصالح المشروع الفارسي المتمثل بحزب ودولة الولي الفقيه، فإذا كنا نترك الخلق للخالق فيما يتعلق بالأول، فإننا نفضح ونكافح الثاني بكل قوة.
ثامناً: اننا حين نتعرَّض إلى (شيعة) بعينهم، فإننا لانقصد معتنقي مذهب الشيعة السياسي ولا معتنقي مذهب الجعفرية الفقهي، إذ لايقع ذلك بين اهتماماتنا، بل نقصد بوضوح عملاء إيران وأميركا من أتباع الشيعة السياسية، ومروِّجي الخزعبلات والأضاليل والانحرافات العقائدية الخطيرة من أتباع الجعفرية الصفوية، وبين الحالتين فرق واضح بيّن، لا مجال فيه للبس أو ظن.
وكما نتصدى لهذين الصنفين، فإننا نتصدى لأصحاب مناهج التكفير واستباحة الدماء وللعملاء واللصوص والقتلة في الطرف الآخر، إذ لافرق لدينا بين عميل شيعي أو عميل سني، ولافرق لدينا بين مروِّج أضاليل صفوي ومروِّج خزعبلات سني، فالكل عندنا سواسية، ولكن!
نعم ولكن!
ان تركيزنا في النشر على عملاء الشيعة ومضللي الصفوية أكثر من تركيزنا على أمثالهم من السنة، هذا صحيح، فلماذا؟
لذلك أسبابه، وأهمها ان الغالبية العظمى من العملاء والمضللين والقتلة واللصوص هم من هذا الطرف، تحديداً، بكل أسف، في حين ان الذين يقفون في هذا الصف من الطرف الآخر أقل عددا.
ثم ان اللصوص والقتلة الذين يتحكَّمون بالعراق، منذ احتلاله، هم من هذا الصنف في غالبيتهم العظمى، دون أن يعني اننا لانفضح اللصوص والقتلة من الطرف الآخر، وقد فعلنا ذلك حيثما أمكن، مصداقاً للشعار الذي رفعناه منذ الساعة الأولى والمتمثل في الآية الكريمة (قال ربِّ بما أنعمت عليَّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين) والمجرمون لفظ عام لايشمل فئة ويستثني أخرى.
تاسعاً: ان لغة التحريض الطائفي وخطاب إثارة الفتن مرفوضان، من أي طرف جاءا، وهو ماتقوم به، بحرصٍ شديدٍ، قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع إلكترونية يموِّلها مالٌ حرام، ويديرها قتلة مأجورون، ولقد كان هذا واحداً من اهم أهداف الغزو الأميركي، بل قبل ذلك، من يوم اتفق العملاء وأسيادهم على تقسيم العراق إثنيات وطوائف، فغابت عن ألسنة الجميع وعقولهم، أو بالأحرى غُيّبت لمقاصد خبيثة، قيم الوطنية والوحدة والعيش المشترك، لتحلَّ بدلاً عنها نعرات المكونات والأقاليم والعراق والطوائف، مع تغذية بالسلاح والمال لعصابات تفتك بكل بارقة أمل خيِّرة وبكل معلمٍ شريف.
عاشراً: لن أقول ان الشيعة العرب هم أهلنا وهم إخواننا، فهذا من فضول القول، فالشيعة كما السنة، والعرب كما الكرد والتركمان، والمسلمون كما المسيحيون، وغيرهم، أبناء العراق الواحد، وليذهب إلى الجحيم كل عميل مجرم، أياً كان جنسه ولونه وعرقه ومذهبه.
حادي عشر: ثم إنني أسأل السيد الكاتب: إذا كان الأمر كما أوضحت، فما هو الحل، الذي تراه، لوجود نحو 15 مليون من الشيعة في العراق؟ هل تعني إبادتهم في محرقة لانظير لها؟
أخيراً، أقول للكاتب المحترم: أرى اننا في النهاية نشترك في حقيقة مهمة، يلخِّصها الرسم الكاريكاتيري الذي أرفقته بمقالك، فالمالكي، كنموذج للعملاء القتلة المتحكّمين بالعراق، يجلس على كتف الولي الفقيه الذي سرق البلاد والعباد، وهي حقيقة اكيدة ماثلة يلسمها كل إنسان، وهو مايجب أن نركِّز على فضحه ومكافحته.
لم يكن الوطن، عندي ذات يوم، بمثابة مقهى، ندخله متى قدَّم شاياً جيداً، ونغادره متى وجدنا أفضل منه، انه الوطن، ويكفيه ان يُقال عنه إنه العراق.
هل أوضحت موقفي بمايكفي؟ آمل أن أكون كذلك..

مصطفى
.......

رفـقــاً بالشـيـعــة!

  

الكاتب: عبد الله الدليمي:: خاص بالقادسية

في ردودهم على بعض كتاباتي التي أنشرها في بعض المواقع والمنتديات، يطالبني بعض الإخوة بـ (الترفق مع الشيعة) و(الابتعاد عن الطائفية) و(مراعاة الشيعة العرب الوطنيين) و (التفريق بين الشيعة العرب والشيعة الصفويين في التعامل)... إلخ. 
ومنهم من يطلب مني التحدث مع الدكتور طه الدليمي– حفظه الله - لكي (يخفف حدته) مع الشيعة وألا يعاملهم على أنهم سواء، لكي (لا ينفر من يرتجى منه خير) أو نثير سفهاءهم.
ولهؤلاء جميعا أقول: إن الرفق واللين والتلطف أمور مطلوبة مع الحيوان – فضلا عن الإنسان؛ والآيات القرآنية والأحاديث النبوية كثيرة في هذا الصدد، لكن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل ذلك مطلوب في كل الحالات والمراحل، أم أن لكل مرحلة ما يناسبها من أساليب خطاب وآليات عمل؟ أليست الحكمة وضع الشيء في موضعه – قولا وفعلا؟
نحن في حالة مواجهة لا مرحلة دعوة
لو كان وضع أهل السنة في العراق اليوم طبيعيا فليس هناك عاقل يدعو إلى  المصادمة والتصعيد مع الشيعة – قولا أو فعلا- وسأكون أول من ينادي باتباع كل وسيلة ممكنة لدعوتهم إلى دين الله بالرفق وحسن القول والصبر وتحمل كل ما يتحمله الداعي في سبيل الله من أذى وإساءة. وفي هذه الحالة فقط تكون مطالبات هؤلاء الإخوة منطقية وفي محلها.
أما ونحن في حالة حرب شرسة تكلفنا أرواحنا وعقيدتنا وأعراضنا وهويتنا وبشكل يومي، فهل يعقل التعامل معها بنفس أدوات مرحلة الدعوة وآلياتها؟
في سياق الدعوة، يأمر الله – سبحانه وتعالى – نبيه – صلى الله عليه وآله - بقوله:
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..." (النحل: 125) وقوله: 
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ..." (آل عمران: 159)
لكنه في موضعين آخرين، يخاطبه – عليه الصلاة والسلام- بقوله:
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ .." (التحريم: 9)، وقوله: 
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ..." (التوبة: 123)
فما سر هذا التحول في الخطاب من الأمر بالتحلي باللين والموعظة الحسنة – في الآيتين الأوليين- إلى الأمر بالقتال والغلظة – في الآيتين الأخيرتين؟
أليس هو اختلاف السياقين تبعا لمرحلتين مختلفتين: الدعوة والمواجهة؟
لقد كان المسلمون في مرحلة الدعوة يتجنبون استفزار المشركين بأي كلمة تثيرهم، لكن بعد أن جاءت مرحلة المواجهة والتصدي نرى النبي - صلى الله عليه وسلم – يحرض أصحابه على القتال والتضحية بكل ما أوتوا من  بسالة وإقدام، ويشجع شاعره حسان بن ثابت – رضي الله عنه- على هجائهم بقوله: "أهجهم وروح القدس معك"؛ فاللسان صنو السنان في الحرب.
فإن قال قائل: "نحن اليوم مستضعفون وليس من الحكمة استثارة عدو يفوقنا قوة"، فسأقول له: مهما بلغ عدونا من قوة فلن يكون أقوى من جيش أمريكا الذي جرعناه كأس الهزيمة قبل بضع سنين، لكنه الخور والهزيمة الداخلية التي دبت فينا فصورت لنا الجرذان أسودا.
إنقاذ السني مقدم على كسب الشيعي:
عندما نناقش واقع أهل السنة المزري، فلا بد من الدقة في التوصيف وتسمية الأمور بأسمائها دون مواربة أو مجاملة من أجل التشخيص الدقيق المفضي إلى علاج دقيق. وإذا ما اتفقنا على إن أساس مصائب أهل السنة في العراق – وغيره من البلدان – هو إيران وشيعتها، فلا بد من كشف كل الحقائق والوقائع التي تدين الشيعة بكل وضوح لكي يعي أهل السنة ما يدور حولهم ويعرفوا عدوهم الحقيقي فيحذروه قبل أن يأتي يوم يسحقون فيه أو يذوبون في مستنقع التشيع. 
إذن فما يهمنا هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه والعمل على توعية الصف السني وليس كسب بعض الشيعة، لأننا إن بقينا على جهلنا بعدونا ودينه – بل وبديننا أيضا – فلن ينفعنا إسلام شيعي أو عشرة أو حتى مليون؛ فمشكلتنا في نقص الوعي والهمة لا نقص العدد.
إن الذين يأخذون علي – وعلى الدكتور طه الدليمي من قبلي – "الشدة" على الشيعة في طروحاتنا وتعميم الحكم عليهم دون مراعاة لمن يعولون على "وطنيته" أو "اعتداله" إنما ينظرون إلى المسألة نظرة "حولاء"، فهم يركزون على آحاد يمكن "كسبهم" من الشيعة ويغفلون عن مئات الآلاف الذين نفقدهم من أهل السنة بين قتيل ومعتقل ومهجر. أوليس درء المفاسد مقدم على جلب المصالح (على فرض تحققها)؟
ونحن نقول - ونكرر القول - إن الشيعة ليسوا سواءً، وليس من الإنصاف وضعهم في خانة واحدة، وقد نجد فيهم وطنيين ومعتدلين ولا يضمرون لأهل السنة شرا (وهذا لا يمكن إلا أن يكون غير ملتزم بدينه)، لكن ما نسبتهم؟ ما تأثيرهم؟ أين دورهم؟ ما الذي فعلوه لنا وعصابات بني جلدتهم تذبحنا ليل نهار وبدم بارد؟ 
العبرة بالقاعدة لا بشذوذها:
لو التقى جيش مسلم بآخر كافرٍ في معركة مصيرية (كمعركتنا اليوم مع الشيعة) فهل للمقاتل المسلم أن يلين أمام خصمه بحجة أن أخاه أو قريبه لم يشترك في المعركة؟ وهل يجب التراخي عن الكثرة المقاتلة مراعاة للقلة المسالمة؟ بل هل نحن مكلفون بالتمييز بين المقاتل راضيا والمقاتل مرغما؟ 
إن في تاريخنا الإسلامي الكثير من الأحداث التي تقدم لنا دروسا في وجوب المفاصلة بين الحق والباطل والتفريق بين ما يستوجب اللين وما يستوجب الغلظة من مواقف. مثال على ذلك قتل أبي عبيدة – رضي الله عنه – لأبيه المشرك في معركة بدر- هذا الموقف البطولي النادر الذي سأعرج سريعا على ثلاث فوائد منه:
الأولى: مع صعوبة موقف يواجه فيه الأبن أباه بسيفه، لم تحُل بين هذا الصحابي الجليل وبين والده اعتبارات الرحم أو الدم أو العروبة أو الوطنية فأحجم، وإنما عمل بمقتضيات العقيدة فأقدم.
الثانية: لم يعمد أبو عبيدة إلى قتل أبيه في البيت، لأن للبيت أحكاما أخرى يكون فيه ملزما بالأمر الرباني: "... وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا..." (لقمان: 15)
أما ساحة القتال فحكمها: "... فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب..." (محمد: 4) 
وليس في ديننا ما يستثني الأب أو الأخ أو أي ذي رحم من هذا الحكم إن خالفونا في العقيدة وحانت المواجهة.
الثالثة: عندما رأى أبو  عبيدة أنه وجها لوجه مع أبيه في ساحة القتال – ويا له من موقف! – لم يُبقِ عليه بحجة بر الوالدين واللين ومحاولة كسبه إلى صفوف المسلمين، وإنما عمل بما تقتضيه المرحلة. ولم يلمه النبي- عليه الصلاة والسلام - أو أحد من أصحابه أو يطلب منه الترفق بأبيه وتجنب "الشدة"، بل نزلت فيه آية قرآنية تشيد بموقفه الرائع: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ." (المجادلة: 22)
الخلاصة: يا أهل السنة – نخبا وعامة! ابحثوا في التشيع تجدوه دينا يهودي البذرة  مجوسي التنشئة والرعاية، لكنه يتخذ من الإسلام ستارا لتقويضه من الداخل. فاعرفوا عدوكم واعملوا بمقتضيات المرحلة التي لا تستحمل المجاملات ولا يغني معها دفن الرؤوس في التراب... لا تجاملوا أحدا على حساب العقيدة والدم والثوابت بحجة الشراكة في الوطن والوطنية الزائفة، وما سنحاسب عليه هو الدين لا الوطنية...والحق أحق أن يتبع.


هناك 12 تعليقًا:

Anonymous يقول...

الأحق ان نطلب من الكاتب ان يرفق بالاسلام وليس بالشيعة واليكم الايات التالية
1-اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
2- ان اللذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم في شئ انما امرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون الانعام 159
3-ولا تكونوا كاللذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جائهم البينات واولئك لهم عذاب اليم.ال عمران 105
الكاتب يهدف اساسا ان كان يقصد ام لا يقصد ان يجعل الحالة حالة حرب بل ويؤججها ويزيد
الجواب على التفرقة لا يكون بتفرقة مضادة فالخطأ لا يبرر الخطأ.بل يكون معالجة الخطأ بالصواب بأن نفنًد خطأ
التفرق طائفياونبتعد عن الشحن الطائفي .
لدينا ما يكفي من المفرقين من الاعداء فدعونا لا ننصًب من انفسنا اعداء اضافيين للاسلام وبلدنا وامتنا العربية المجيدة

ضمير الطائي يقول...

أؤيد كلام الأخ الغير معرف فيما ذهب إليه ، كما وأقول إننا نعيش في حالة لا تسمح فيها المجاملات ، حيث لايمكن ان نجامل على حساب الوطن والشعب والأرواح من أجل عقول واهية تفكر ما تفكر ..

Anonymous يقول...

بارك الله فيم أستاذ مصطفى وجزاك الله خيراً لما يحمله خطابك من جكمة وعقلانية وقيم اصيلة وروح وطنية جامعة. وحمى الله العراق والعراقيين من كل طائفي آشر سواء كان من الشيعة أو السنة.

Anonymous يقول...

ثائر
قرات الموضوع اكثر من مره بالرغم من سعته واتساعه فكلما تولدت لدي فكره للتعقيب اراها تلتقي تمامآ بما اورده الاستاذ مصطفى ولاتبتعد ابدآ عما ورد براي الاخ غير المعرف 1 وكذلك اشد على يد صاحب التعليق رقم 2 الفاضل أو الفاضله ضمير الطائي وازيد بثنائي لما جاء بالتعليق رقم 3 دمتم برعايته ولعن الله من اشعل نار الفتنه وهم معروفون ولكن الذي يطرق الباب يجب ان يتلقى الجواب من اهل الدار ... رمضان كريم واللعنه على المشركين والصلاه والسلام على سيد المرسلين وعلى آله واصحابه الطيبين والحمد لله رب العالمين ... ومن الاوفياء لعراقنا الحبيب الدعوه والتوسل لله تعالى في هذه الليالي واشرفها بان ينصرنا على القوم الظالمين وليجعلنا شهداء عنده تعالى لما يحبه ويرضاه قولو آمين يارب العالمين

علي النقاش يقول...

حمى الله العراق والعراقيين من كل طائفي آشر سواء كان من الشيعة أو السنة.كلام موزون احترم من يتمسك به قولا وعملا كلام من متداخل غير معروف ولكنه معروف باخلاصه للبلد .. أخي أستاذ مصطفى إن العملاء والوطنيين هم من كلا الجانبين وهي حقيقة يجب أن لا نغفل عنها وبنظره إلى ممن يشترك في العملية السياسية وإطرافها لرأينا أنها تتكون مناصفة من كلا الطائفتين شيعه وسنه إن أبعدنا الخيار القومي للكرد (وهم لا يمثلون إلا أنفسهم ) فالمشتركين من الجانب الكردي جميعهم من ألسنه وهذه حقيقة أخرى يجب أن لا تغرب عن بالنا ..مع احتقاري لكل هؤلاء العملاء ولكني احتقر أكثر كل من يعول على هذا التقسيم الطائفي ولا ننسى ما جاء في القران الكريم فابى لهب هو عم النبي لم يشفع له نسبه وقرابته من الرسول الكريم إن ينعت بافضع نعت لعربي وان يلاقي مصيره الذي يستحقه ...فتبت يدا ابي لهب, وتبت يدا كل طائفي عميل مجرم ..إن الطائفية هي مشروع الاحتلال والمعول الذي يهدم العراق ويذبح أابنائه وكل من ينصر فئة على أخرى لن يخرج توصيفه عن قاتل وعميل ..لنترك الطائفية ونبتعد عن هذا الخطاب ونوصف العملاء بإعمالهم الاجراميه لا من اية طائفة أو أي عرق عندها سنضع قدمنا على الطريق الصحيح و اتجاه الهدف الذي ننشده مستقبلا ونحبط ما يخطط لنا عدونا لان العدو يريدنا أن نضل في هذا المستنقع بين اخذ ورد ولن نخرج من هذه المتاهة إن استمررنا على هذا التجاذب في الطرح أبدا ...احترامي للجميع ..

رافد العزاوي يقول...




بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم و رحمة الله وبركاته




تحية معطرة بعبق المغفرة والرحمة ونحن في العشر الأواخر ...

تحية لأخي مصطفى ولكل القراء

أعتقد أن الجميع عرفوا وخبروا موقفي من أوضاع العراق من خلال مقالاتي، وهو متطابق مع ما كتبه أخي مصطفى فلا أزيد عليه بشيء الا بعض الامور التي ربما سيجدني البعض فيها غريبا ...!

في الحقيقة عند قرائتي للمقال وجدتُ تعاليم وفتاوي و أوامر المقبور المجرم الزرقاوي في كل حرف فيها!! أنني المس نفس المواقف الطائفية الموجودة عند المجرم جلال الدين الصغير أو عند الزنيم المقبور عبد العزيز الحكيم فلا فرق بين الموقفين!

وحتى أننا نرى الكاتب يستخدم نفس الطريقة الملتوية في تفسير الآيات الكريمات لكي تصب في مصلحة ما يعتقدهُ هـــــو ومَن لفَ لفهُ !!!

أنني أعتقد بأنني سأكون مملاً جداً اذا أعدتُ بعض المعلومات على الأخوة القُراء ولكنني مجبر على ذلك !!

1/هل يتذكر القُراء مجموعة الخمسين أسم من المطلوبين من القوات المحتلة الأمريكية؟ كان 35 شخص منهم شيعي.

2/ كل العراقيين يعرفون تماماً أن 60% من قياديوا وأعضاء كادر حزب البعث في عموم العراق كان من الشيعة ومن الجنوب!

3/ هل يتذكر القراء الاستاذ محمد سعيد الصحاف؟ لقد كان آخر وزير عراقي في النظام الوطني السابق يترك مقر عمله وجنود الاحتلال على مقربة 20 متر منه أول أقل.
4/ الرفيق حسن علي العامري؟! عضو قيادة قطر العراق

5/ الشهيد محمد حمزة الزبيدي؟!

على العموم القائمة تطول وتطول جداً ولا مجال لذكرها هنا الان ولكنني سأذكر شهيد واحد فقط حتى نترحم على روحه الطاهرة في هذه الايام المباركة أنه اللواء الركن إستخبارات ســـنان أبــو كــلـل الذي تم تعذيبه وقتله من قبل شيعة مثلهُ لماذا؟ لأنه كان مثالا للوطنية والعراقية الأصيلة ..

نعم سيظهر المزيد من أمثال كاتب المقال من هذا الطرف، ومثلما يوجد جلال الدين الصغير يوجد طه الدليمي !! وسيظل هذا الشحن الطائفي المتبادل لأن كـــــــــِـــلا الطرفين يُساهمون فيه ...

لكنني أسأل سؤال لكاتب المقال: هل فقط الشيعة من رموز الاحتلال هم اللذين يستبيحون دمائكم وأعراضكم؟ وماذا عن طارق الهاشمي؟ وماذا عن رافع العيساوي؟ وماذا عن قاسم الفهداوي؟ وماذا عن أحمد البو ريشة؟

كلمة أخيرة أقولها هنا:

بسم الله الرحمن الرحيم

((وأكثرهم للحق كارهون))

صدق الله العظيم

يوغرطة السميري يقول...

تعليقكم لامس الابداع المعرفي بل هو الابداع العلمي العلمي و المنطقي ...
كل التقدير ... مع استسماحكم نقل التعليق الي صفحتي حتي تعم الفائدة لأصدقائي المباشرين ...

عبد الله الدليمي يقول...

السلام عليكم جميعا.. وتقبل الله طاعاتكم.

أشكر الأستاذ مصطفى على نشره لمقالتي وعلى حسن أسلوبه في الطرح وأدبه مع المخالف له في الرأي.

أشكر كذلك كل الذين تداخلوا بتعليقاتهم وإن كانت كلها مخالفة لرأيي. ولا غرابة في ذلك في موقع يشترك مرتادوه من كتاب ومعلقين في التوجه.

قرأت تعليق الأستاذ مصطفى، ولي وقفات مع كل النقاط الإحدى عشرة التي ذكرها، وما تفضل به الآخرون كذلك.. لكن اختصارا للوقت والجهد ولعدم رغبتي في الدخول في تشعبات ودهاليز أجدني في غنى عنها، سأضع بين أيديكم هذه المقالة، ففيها إجابات على معظم النقاط المثارة.

والسلام.


http://alqadisiyya3.com/q3/index.php?option=com_k2&view=item&id=2248:%D9%83%D8%B0%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7-%D9%88%D9%84%D9%88-%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF&Itemid=101

مصطفى كامل يقول...

الأستاذ عبدالله الدليمي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضانكم مبارك وتقبل الله صالح أعمالكم..

وأنا بدوري اشكر سعة صدرك وحسن ردك وتفهمك لما تم طرحه، وكنت قرأت هذا الصباح مقالتك الجديدة، ولا اكتمك انني حسبتها أول الأمر رداً على ملاحظاتي.
وأنا اعلن صراحة ان تساؤلاتك في هذا المقال الجديد، جديرة بالنظر ومعتبرة، ولكنها بالطبع تنطلق من مبدأ نفي وجود شيعي عربي واحد يقول بخلاف ذلك، وانا لا انفي ذلك..
ونظرا لوجاهة تلك التساؤلات فإن لها مقاماً آخر غير النشر الاعلامي، علما انه لايفوت حصيف مثلك، ان متصدري المشهد في عراق العمائم الطائفية العفنة هم اتباع تلك اعمائم ومروجي افكارها، ولذلك فهناك تعتيم مقصود على اي موقف مخالف.. ولنا في مجزرة الزركة مثال واضح.
اما قصة الصرخي والخالصي، وسواهما، واتباعهم، فهؤلاء ليسوا المقصودين بكلامنا ابدا، فهؤلاء يقتربون منا أو يبتعدون طبقا لحساباتهم لا لحسابات الوطن والحق والانصاف.
بالنسبة للتعليقات، فأقسم لك انه لم يردني تعليق مؤيد لما تفضلت، وحلت دون نشره، أما كوننا، قراء وكتابا، نشترك في ذات التوجه، فأعتقد انه غير دقيق 100% لأن هناك دائما من يخالف صاحب الرأي المعني في رأيه.
يهمني كثيرا الاجابة على التساؤل الوارد في ملاحظتي برقم 11، فهو تساؤل يؤرقني فعلا.
لك تقديري واتمنى دوام حسن التواصل لأن من شأن ذلك إغناء الفكر بموقف أو رؤية أو معلومة..


أبو يحيى العراقي يقول...

التحية لأستاذنا الفاضل مصطفى كامل على تنكبكم مشقة طرح هذا الموضوع الهام و الحساس و إبداء الموقف المبدئي و الوطني و القومي المسؤل بشأنه. كما هو معلوم فإن الحكمة تقول إن التشخيص السليم نصف العلاج و أكثر , فيما التشخيص الخاطيء هو كارثة كبرى تضاف إلى أصل المشكلة محل البحث و الدراسة لتزيدها تأزماً و تعقيداً. إن الخطوة الأولى الصحيحة في التشخيص السليم تبدأ و كما هو معلوم بالدقة و الصدق و الشجاعة و الصراحة و الموضوعية في توصف الوقائع و الظواهر المرتبطة بالمشكلة و الابتعاد عن السطحية و المجاملات , يتلوا ذلك مرحلة الفرز و التفكيك و التحليل لهذه الظواهر و الوقائع برؤى و زوايا نظر متعددة. لاشك أن مجتمعنا العراقي و مجتمعات منطقتنا تعاني اليوم و بشكل حاد من أعراض مشكلة التعصب الطائفي و الصراعات الناجمة عنها و ما التهمة التي توجه إليكم أحياناً في بعض كتاباتكم و أرائكم و ما تنشرون في هذه الصفحة أو في المدونة إلا مظهراً لذلك. لاشك أيضاً أن أساتذة أخرين كثيرين غيركم و كتاب و معلقين توجهت أو ستوجه لهم مثل هذه التهم هنا أو في أماكن أخرى مما يوحي بحجم المشكلة و عمقها. لقد كانت التوصيفات في النقاشات و الحوارات السياسية و الثقافية فيما سبق هي من نوع : يساري , شيوعي , قومي , اسلامي , ليبرالي , برجوازي , رأسمالي .. الخ و لم تكن تذكر التوصيفات الطائفية مطلقاً أو الا فيما ندر .. فهل سبب كل هذا هو العامل الخارجي وحده فقط؟ أم سببه العامل الداخلي بمفرده؟ أم أن الأسباب خليط من هذا و ذاك؟ و ماهي حقيقة و حدود أبعاد هذه الخلطة؟. هل نستطيع أن نعالج الموقف عن طريق إعتبار أن المشكلة برمتها مختلقة مفتعلة بواسطة العوامل الخارجية و أن الحديث فيها يذكيها فيما تركها يميتها أو ينسيها؟ .. الموضوع شائك و حساس و يرتبط فيه الديني بالسياسي و ربما أي قول أو رأي فيه سيوضع في خانة التصنيفات الطائفية رغماً عن صاحبه. بلا شك أن السيد الكاتب عبد الله الدليمي و من ينهجون منهجه و ينطلقون من المقدمات التي لخصتموها في تقدمتكم للموضوع في كون المشكلة داخلية و صراع بين طائفتين في المجتمع العراقي إنما هم مخطئون و هم يتماهون من حيث شعروا أم لم يشعروا مع مخطط خارجي خطير لإذكاء الصراع داخل مجتمعاتنا و شعوبنا و جعله لا يجد سبيلاً للحل إلا بأحد ثلاثة أمور كارثية أما الإفناء أو الإخضاع أو التقسيم. أنا أؤمن تماماً يا أستاذنا الكريم بما ذهبتم إليه في كافة النقاط التي أوردتموها من أولاً و حتى حادي عشر فيما عدا بعض الملاحظات بخصوص النقطتين ثالثاً و خامساً. تحياتي و احترامي و تقديري للجميع

Anonymous يقول...

عبد الله الدليمي


أستاذي العزيز مصطفى كامل المحترم.. السلام عليك وعلى قراء الموقع جميعا.
طلبت مني جوابا على سؤالك في النقطة الحادية عشرة، وهو:
ثم إنني أسأل السيد الكاتب: إذا كان الأمر كما أوضحت، فما هو الحل، الذي تراه، لوجود نحو 15 مليون من الشيعة في العراق؟ هل تعني إبادتهم في محرقة لانظير لها؟
ولك علي الإجابة بما أراه وأدين الله به:
أولا: الرقم 15 مليون مبالغ فيه – اللهم إلا أذا كان من ضمن الرقم من عبر الحدود من إيران الشر وتم منحه الجنسية العراقية لتكثير سوادهم في الانتخابات التي زوروها ولتغيير التركيبة الديموغرافية للعراق.
لكن بغض النظر عن دقة هذا العدد من عدمه، فلن يؤثر في حقيقة أن الحل المطلوب هو أي شيء سوى العنف، فالفكر لا يواجه بغير الفكر، وإلا لكانت النتائج عكسية. ولم تكن الإبادة والإقصاء يوما حلا لاختلاف المشارب الفكرية – الدينية منها أو السياسية، الخ.
الحل برأيي يكون بهذا الترتيب:
1- فهم المسلم لعقيدته الصافية والتمسك بها.. ففي ذلك حصن ومناعة من كل ما هو خارج عن حدود الدين بأي غطاء كان، وجعل رابط العقيدة فوق كل الروابط القومية والوطنية والحزبية والفئوية. فإن قدمنا أولويات الدنيا على أولويات الآخرة خسرنا الدنيا والآخرة.

2- النقطة أعلاه تعني التعامل مع كل عقيدة مخالفة بما تقتضيه عقيدتنا وبالأساليب المتبعة في الدعوة والتثقيف والضوابط المعروفة: الحكمة والموعظة الحسنة، وعدم الإكراه في الدين، وإقامة الحجة .. الخ.
طبعا كلامي هذا في الحالة المثالية المفترضة، ولكن لأن حكومات العراق لم تكن اسلامية ولم تعر لثوابت الإسلام أهمية كما أعارت لاعتبارات الوطنية والقومية والحزبية، فالنتيجة هي كما ترى اليوم. ولو تم ذلك لما رأيت إيران تتمدد في العراق تحت عباءة محبة آل البيت ولما نجح أذنابها في الداخل في تسهيل تغلغلهم تحت ستار الوطنية والبعثية والقومية.. ولما تحولت البصرة وبغداد من مدينتين ذاتي أغلبية سنية إلى مدينتين ذاتي أغلبية شيعية لتستقبل عمائم الفرس وفيلق القدس وعصابات ثأر الله وحزب الله وفليق غدر وقطعان جيش المهدي ليصولوا ويجولوا فيهما آمنين مطمئنين يقتلون وينهبون ويعيثون فينا قتلا وتهجيرا وتعذيبا واغتصابا لحرائرنا ومقدساتنا.
3- إعلان الهوية السنية والتجمع تحت رايتها، والعمل باسم السنة لا باسم الوطنية التي لم نجن منها سوى المصائب لأننا قدمناها على الدين، وها نحن اليوم نعمل باسم الوطنية التي شاركنا فيها المنافقون فابتلعوا الوطن وتركوا لنا الوطنية نلوكها ليل نهار ولم تغن عنا شيئا.
نحن قاتلنا المحتل وتبرعنا بريع دمائنا للوطن والوطنية، فقطف الشيعة الثمرة وتركوا لنا القشر لنغص به ونتحمل وزره وندفع ضريبته بالعملة الصعبة جدا (المادة 4 "سنة".. أقصد إرهاب).

ولكن حتى بعد أن وقع الفأس بالرأس، وخربت البصرة، فالحل لن يتغير كثيرا.. التمسك بالدين والعمل ضمن ضوابطه والضرب بعرض الحائط كل ما سواه من روابط وهمية لن تغني عنا من الله شيئا يوم نقف أمامه فنسأل عن الذرة والقطمير.

آسف على الإطالة، لكنه سؤال ضخم على اقتضابه وتركيزه، وفيه يطول الكلام.

والسلام

عبد الله الدليمي يقول...

على إن كلامي أعلاه لا يعني تناحر الطوائف والمكونات أعلاه، إذ يجب أن يكون التنوع في أي بلد مثريا له ثقافيا وحضاريا وعامل وحدة وتقدم لا أقصاءا للآخر وتغولا لفئة على حساب الأخرى. فالدولة الإسلامية على عهد النبي صلى الله عليه وآله كانت تضم بين جنباتها اليهودي والنصراني مع تمتع كل بحقوقه في العبادة والخصوصية - وهو مصان الدم والحقوق والكرامة إلا أن يخون العهد ويتحول من ذمي مسالم إلى عنصر محارب. والذي يحدث في العراق اليوم وللأسف هو تغول الشيعة على حساب السنة وتهميشهم لهم بشكل لم يسبق له مثيل عبر التاريخ، فالسني إن حكم تكلم باسم العراق ولم يستأثر على غيره أو يهمشه. أما الشيعي فأن كان محكوما تبنى التقية والنفاق والمظلومية ويعمل ضمن مبدأ التمسكن وصولا الى مرحلة التمكن، وإن حكم أقصى السني وكفره وولغ في دمه. ودعوا كلامي هذا واسألوا التاريخ والواقع المعاش الذي لا يخفى إلا على جاهل أو كذاب- مع احترامي للجميع.

والسلام

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..