موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

(الظالم) و (المظلوم): مقارنة لابد منها!

وجهات نظر
أياد الزاملي
نحن أبناء الطائفة الحاكمة الممسكة بالسلطة والمال الآن، علينا نكون صرحاء ونعترف امام انفسنا والتاريخ دون خوف او رهبة او وجل ونقارن بجرأة بعيدا عن اتهامنا بالارتداد او الإملاء بين عهد حكم (الظالم) وعهد حكم (المظلوم)، نحن اضطررننا الى المقارنة التي ستستفز البعض وربما الأكثر لأنهم يروها مقارنة ظالمة مجحفة لكنها في الحقيقة مقارنة واقعية.

كما اسلفنا علينا التحلي بالشجاعة ونقيم اداءنا نحن ابناء هذه الطائفة التي حكمت البلاد على مدى 10 اعوام، والتي كان يحركها مشاعر الحقد والانتقام من تاريخ موغل في القدم ومن اتباع هذا التاريخ حتى ادى ذلك الى شروخ وجروح غائرة في نفوس ابناء الشعب الواحد من الصعب التئامها دون اجراء هذه المصارحة بيننا نحن ابناء هذه الطائفة ..
علينا الإعتراف إننا فشلنا فشلا ذريعا في إدارة وتنمية البلاد لأننا كنا طلاب سلطة وإنتقام وتركنا غريزة الحقد والكراهية هي التي تتحكم بنا وباسلوب ادارتنا للدولة حتى أدّى ذلك الى تراجع شعورنا وانتمائنا الوطني!! .. ومظلوميتنا المدَّعاة كانت حائلا وحاجزا نفسيا منعنا من التواصل مع ابناء وطننا الذين شاركونا العيش على هذه الأرض منذ آلاف السنين ..
التاسع من نيسان عام 2003 كان تاريخا فارقا ومازال لنا نحن ابناء هذه الطائفة الحاكمة، فقد قدم لنا الأمريكان الدولة العراقية على طبق من ذهب وقالوا لنا: تعالوا امسكوا بها، بعد ان أزالوا كل تاريخ ومخلفات وما شيَّدته الدولة العراقية السابقة وتسارعنا الى هذا الطبق كما النمل يتصارع على بقعة من العسل!! .. ولأننا ظُلمنا- كما ندعي- على مدى 1400 عام فنحن اولى من الآخرين ببقعة العسل هذه، دون ادراك منا اننا لن نهنأ بها ابدا وسندفع يوما ثمن تدافعنا عليها !! ..
ولأننا اكثرية-حسب مقاسات الطائفة وليس بقياسات الوطن- والأشد من وقع عليه الظلم- كما ندعي- فنحن الأحق بإدارة الدولة وحكم البلاد، ولأن الحقد يحركنا والكراهية تدفعنا الى التمسك بالسلطة والتدافع عليها بحجة (الديمقراطية)، كانت لنا اول سُنة سيئة في وضع أسس الدولة الجديدة وهي المحاصصة!!، ليست هذه اول جريمة نقترفها بحق الوطن فحسب بل هناك جريمة اخرى اشد واقسى عندما دفعتنا غريزة الإنتقام الى اجثتثاث الملايين من ابناء الوطن من إدارة مؤسسات الدولة وقطع اعناقها اقصد ارزاقها بحجة انهم من اتباع (الظالم) ونسى (المظلوم) انه بذلك قد وضع قدمه على اول سُلم الظالم !! ..
وتوالت جرائمنا بحق الوطن وبدأنا نفكك الدولة بحجة التوازن حتى وصلت قيادة مؤسساتها الى الرعاع تقودها وتديرها .. فاصبح التزوير والفساد وتبديد ثروات البلاد وسرقة المال العام وتدمير مؤسسات الدولة التعليمية والخدمية والإنتاجية عناوين صارخة لهذه الإدارة الفاشلة، تدفعنا اليها غريزة الإنتقام من (الظالم) واذا بنا ننتقم من انفسنا ومن الوطن !! ..
(الظالم) مهما نعتناه فهو ظالم ، الا اننا كنا نقرأ في صحف ذاك الزمان ونتذكر ما حققه وما انجزه وما شيَّده ذاك (الظالم) في ميزانية هي الربع من ميزانية حكم (المظلوم)، هذا يعني ان (الظالم) ذاك لم يك فاسدا قط لكننا على يقين تام ان (المظلوم) اصبح فاسدا، ومنتقما، وكارها لوطنه لأنه ليس حريصا على بنائه وتشييده..!
نذكر ان عهد ذاك (الظالم) كانت سجونه مليئة بالمظلومين (ملاحظة من الناشر: الذين ضمَّتهم السجون في العهد الوطني هم أعداء الوطن وخونته فقط) الا ان شوارعه كانت زاهية، سالمة، سعيدة، نظيفة.. اما عهد (المظلوم) فسجونه مليئة بالمظلومين ايضا لكن شوارعه حزينة، مظلمة، يسكنها الموت !! ..
نذكر في عهد ذاك (الظالم)، كيف كانت نساؤنا جميلة وحبيباتنا سعيدة، نلتقيها وقتما نريد ونشاء.. اما في عهد (المظلوم) نساؤنا بائسة الوجوه، تعيسة، يغطيها السواد من قمة رأسها الى أخمص قدميها ..
نذكر في عهد ذاك (الظالم) مهرجاناته واحتفالاته الكثيرة ليست تلك التي كانت تمجِّد بأسمه بل تلك التي كانت بغداد تزهو بها في خريف وشتاء وربيع من كل عام.. اما في عهد (المظلوم)، فلن نجد غير احتفالات الحزن واللطم والبكاء وسفك الدماء على واقعة لا تعنينا، لكن (المظلوم) أرادها ان تكون احتفاله اليومي يفرضه علينا ..
(الظالم) كان يخشى اعداء الخارج فشيَّد لنا وطنا قويا مهابا لن يستطع احد اختراقه.. اما (المظلوم) ترتعد فرائصه من (اعداء) الداخل، فراح يبحث عن حماة له من الخارج، حتى اصبحنا وطنا مستباحا لا هيبة ولا سيادة له !! ..
المقارنة تطول.. لكننا هنا هل ظلمنا (الظالم) ام ظلمنا (المظلوم)؟
ولأن (الظالم) رحل الى غير رجعة ولن يعنينا امره وكي لا يستمر (المظلوم) في بكائه الكاذب وتدمير البلاد علينا ان نقف نحن ابناء الطائفة الحاكمة ونعترف اننا فشلنا وان (المظلوم) لم يك اهلا للحكم بل افسد الحكم.. والبحث عن اسوياء لا تحركهم عقد الكراهية والحقد والانتقام في حكم البلاد ، هذا إن اردنا لوطننا النهوض من كبوته ..

ملاحظة:

نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..