موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 17 أكتوبر 2013

حرب أكتوبر: ما هي صلة خميني بالسادات وأسد والزمر؟ 4

وجهات نظر

صلاح المختار
مابين الحق والباطل ٤ أصابع، الحق أن تقول مارأيت، والباطل أن تقول ما سمعت.
الإمام علي، رضي الله عنه
مهم فهم الاحداث ولكن الأهم توقعها
بعد صدور كتابي (الاعتراف بإسرائيل ومستقبل الثورة العربية) باعوام كثيرة والذي توقعت فيه وقوع حرب، قبل وقوعها بعام، اكد عدد كبير من المسؤولين والخبراء والكتاب العرب والاجانب ان حرب اكتوبر كانت مدبرة مسبقا، بناء على ما حصلوا عليه من معلومات لاحقا، في تأكيد شامل وحاسم لما قلته وحددته ككاتب ومحلل. ومن بين هؤلاء خبير ومفكر مصري معروف هو د.عاصم الدسوقي الذي كان اوضح وادق من كتب عن تلك الحرب، وفيما يلي بعضا مما قاله بعد تلك الحرب بحوالي ثلاثة عقود:

س: قلت بأن حرب أكتوبر مدبرة بين السادات وأمريكا, ما هي الأدلة التي استندت إليها ؟                                      . 
ج : من بين أدلة هذا الاتفاق بين السادات وأمريكا هو مذكرات عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثاني , وأشرف غربال القائم بالأعمال المصرية في أمريكا , وإبراهيم كامل في كتابه "السلام الضائع في كامب ديفيد" , ووالتر بوين الضابط في سلاح الجو الأمريكي والذي نشر كتاب في سبتمبر 2002 بعنوان "حرب الساعة الثانية" وكتاب هيكل "أكتوبر.. السلاح والسياسة". وعندما تقرأ كل تلك المراجع تدرك أن الحرب كانت من أجل التفاوض . 



س : إذا كانت حرب أكتوبر متفق عليها بين السادات وأمريكا .. هل كانت إسرائيل لا تعلم بهذا؟
ج : عرفت إسرائيل بقرار الحرب فجر يوم 6 أكتوبر ليس من السادات, لكن من الملك حسين ملك الأردن. وجمعت غولدا مائير مجلس الحرب فجرا وقالت أن مصر ستشن حربا , واقترح أحدهم شن هجوم وقائي مثلما حدث في 1967, فقالت: نتصل بأمريكا أولا رغم أنها تدرك أن المعلومة مؤكدة. وطلب منها الرئيس الأمريكي نيكسون عدم اتخاذ أي إجراء ضد مصر , بحجة أن أمريكا لن تقف مع من يبدأ العدوان , أي أمريكا أرادت توريط إسرائيل في الحرب . يواصل د. الدسوقي كلامه قائلا : فالسادات قال للأمريكان قبل الحرب بأنه يريد أن يتخلص من ميراث عبدالناصر من اشتراكية وفلسطين وقومية عربية مقابل الاعتراف بإسرائيل , لكنه لا يستطيع أن يوقع سلاما مع إسرائيل وهو منهزم , وبالتالي لابد من عمل شئ بعدها يمكن أن يبدأ التفاوض ويوقع اتفاقية سلام ويعترف ..
س : ولكن اعتقادك بتدبير حرب أكتوبر ينقص من الدور العسكري المصري في النصر؟
ج : نحن لا نشكك في ذلك , هي حرب عظيمة , وضرب فيها الجنود أروع آيات الشجاعة , نحن نعترض فقط على التسوية السياسية التي تمت بعد الحرب. عبدالمنعم واصل يقول بأننا عبرنا القناة ثم جاءت إلينا الأوامر بالوقوف , والعساكر تريد أن تتقدم , وكلما اتصلنا القاهرة يقولوا: لا توجد تعليمات جديدة , وفي يوم 12 أكتوبر هددنا بتطوير الهجوم وسحبنا الجيش الثاني والثالث , فحدثت الثغرة. برأيك: هل يوجد أحد يعري الجبهة بهذا الشكل بحجة تطوير الهجوم؟!                     
يواصل الدسوقي كلامه : وحينما جاء هيكل في فبراير 1974 ونشر مقال في الأهرام بعنوان "اللانصر واللاهزيمة" رسم خلاله خريطة شرح بها الموقف العسكري بأن الإسرائيليين عبروا قناة السويس كما عبر المصريون إلى سيناء , وفضح حقيقة الموقف , فأقاله السادات من الأهرام في يوم 4 فبراير . وفي 17 أكتوبر وقف السادات في مجلس الشعب يقول بان جنرالات المقاهي لا يعلمون أن أمريكا هددت بمد جسر جوي منها إلى إسرائيل..لكن "والتر بوين" يقول بأن فكرة دعم إسرائيل بجسر جوي بدأت منذ 10 أكتوبر , ولكي يتم إرسال سلاح لإسرائيل لابد من وجود محطات في الطريق , وكل دول حلف الأطلنطي خشت من انقطاع إمدادات النفط عنها ، والدولة الوحيدة التي وافقت هي البرتغال لأنها كانت تأخذ بترولها من أنغولا.
ويقول : وبالفعل نزلت الطائرات الأمريكية في جزر الأزور وعبرت منها على موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ولم يعترض أحد الجسر الجوي رغم أن الطائرات العسكرية تسير على ارتفاع منخفض حتى وصلت الإمدادات يوم 14 أكتوبر .. لماذا لم تفعل شئ طوال هذه الأيام ؟ لأن السادات كان يريد حرب تحريك وليس حرب تحرير وهذا ما جعله يستغني عن الفريق محمد صادق , والذي رفض لذلك. يقول الدسوقي ايضا : لكن الشئ الغريب أن السادات أرسل رسالة إلي كيسنجر يوم 7 أكتوبر بأن مصر لا تريد أن توسع جبهة القتال مع إسرائيل , حينها أصدرت جولدا مائير أوامر للطائرات الإسرائيلية بالتفرغ للجبهة السورية.    
س : وهل كانت ثغرة الدفرسوار بالاتفاق أيضا؟                                         .   
ج : وهل من الذكاء أن تسحب الجيش الثاني والثالث من الضفة الغربية لتطوير الهجوم وتترك الجبهة الشرقية مكشوفة تماما
س: المشير الجمسي قال أن الثغرة انتهت إلي استنزاف إسرائيل بعد أن أصبحت محاصرة بالقوات المصرية ؟ 
ج : هذا صحيح . لكن السادات رفض ضربها.. لماذا ؟ حتى تنتهي الحرب بالتعادل واحد لواحد. 
س: لماذا انتظر السادات حتى عام 1979 ليوقع اتفاقية السلام مع إسرائيل؟  


ج : هذا أيضا كان بالاتفاق , البداية كانت في مايو 1974 حينما زار الرئيس الأمريكي نيكسون مصر ومعه وزير المالية الذي تقابل مع عبدالعزيز حجازي, رئيس وزراء مصر وقتها , وفي اللقاء طلب حجازي مساعدة أمريكا, فرد عليه الوزير الأمريكي بأنه لا يستطيع أن يساعد الاقتصاد المصري وهو تحت القطاع العام , والحل هو  تحرير الاقتصاد. ومع ذلك لم تأت الاستثمارات، فاشتكت مصر، فقالت أمريكا إن المستثمر الأمريكي لن يأتي إلى مصر طالما انه لا يوجد سلام مع إسرائيل, فاتفاقيات فك الاشتباك مثل الهدنة يمكن أن تنهار في أي وقت. قبل ذلك في نوفمبر 1973 زار مصر وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وتقابل السادات في قصر القبة , ثم انفرد مع السادات , وهذا الاجتماع ظل مغلقا لأنه لم يسجل على غير العادة , فأي شئ في مكتب الرئيس يسجل ؛ حتى المكالمات التليفونية . لكن هذا الحديث بالذات لم يسجل ولم يحضره ثالث .
يضيف الدسوقي : بعد الاجتماع تقابل كيسنجر مع صحفي اسمه "ريتشارد كالب" , وقال له سأقص عليك ما حدث بشرط عدم النشر ؛ وبالطبع كان كيسنجر يعلم أن الصحفي سينشر حديثه ؛ قال كيسنجر للصحفي: إن السادات أكد رغبته في التخلص من ميراث عبدالناصر , لكنه يدرك أن العرب لن يساعدوه ولهذا يحتاج إلي مساعدة أمريكا. وبالفعل نشر الصحفي ما قاله كيسنجر, وتضايق السادات , فطمأنه كيسنجر ضاحكا بان الصحفي هو المخطئ , كما أن له نصيب من اللغة العربية , فاسمه ريتشارد كالب وهو "كلب". نصدق من؟ نصدق الفعل.. والسياسات التي تم تطبيقها بعد الاجتماع تؤكد صدق ما قاله الصحفي.  
ويربط الدسوقي بين ما اتقف عليه السادات مع اسرائيل كثمرة لتلك الحرب فيقول : شئ آخر حيث نجد المادة السادسة من المعاهدة تنص على أنه إذا تعارضت التزامات أحد الطرفين مع أطراف أخرى فإنه يتم ترجيح مصلحة الطرف الآخر , وهذه المادة نسفت اتفاقية الدفاع العربي المشترك والجامعة العربية. ولنأخذ أمثلة عملية : في 1980 ضربت إسرائيل المفاعل النووي العراقي ولم يفعل السادات شيئا , وفي سبتمبر 1982 دخلت إسرائيل جنوب لبنان ولم نتحرك أيضا , وفي 1999 ضربت إسرائيل محطة كهرباء جنوب لبنان؛ وسافر الرئيس مبارك إل لبنان وتعهد بإصلاح المحطة , بعدها بأسبوع تقدم "توم لنتوس" عضو مجلس الكونجرس عن نيويورك وقتها  - وكان صهيونيا - بمشروع يقضي بتخفيض المعونة العسكرية لمصر بمقدار النصف لأنها لم تعد تحارب، أي أنه كان يريد معاقبة مصر على وقوفها بجوار لبنان.( المصدر شبكة المحيط  12 - 6 – 2010)
وفي مقابلة اخرى للدكتور الدسوقي مع شبكة الفكر القومي العربي في  24 مايو 2010 قال د.عاصم الدسوقي :
1 - ويروي اشرف غربال رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية بأمريكا في مذكراته أنه  جاء من أمريكا برسالة واجتمع بالسادات يوم 23 سبتمبر قبل الحرب بأسبوعين وأوصى غربال بأن تكون الحرب محدودة (وهذا مسجل في  المضبطة التي كتبها أشرف غربال عن الجلسة ) وكان ذلك من أجل أن يقنع السادات الشارع المصري والجيش بالسلام مع إسرائيل؛ لأن هناك فرقا بين أن نعقد سلام ونحن مهزومون في 67 وبين أن نعقد سلام بعد انتصار عسكري ولو بسيط، وهو ما حدث، والدليل على ذلك أن السادات اتصل بهنري كسينجر ثاني أيام حرب أكتوبر والجيش المصري في قمة انتصاره وأمريكا لم تكن قد تدخلت، وأخبر كسينجر بأنه لن يطور الهجوم وان القوات المسلحة ستتوقف عند نقاط بسيطة بعد العبور فبلغ كسينجر الرسالة لإسرائيل وبناء عليه خففت إسرائيل هجومها عن الجبهة المصرية وركزت على سوريا !
وأضاف دكتور الدسوقي : تنص الاتفاقية على أنها ملزِمة للطرفين، ولها الأولوية في التطبيق لكلا الطرفين عن أي اتفاق مع أي أطراف أخرى، أي أن كامب ديفيد مقدمة على كل الاتفاقيات العربية .....
س : وطالما الأمر كذلك فلماذا قبل السادات بها ؟
ج: السادات قال قبل ذلك إنه لا يحتمل هزيمة أمام شعبه؛ لأن عبد الناصر هزم في 67 وتمسك به الشعب، أما السادات فلا يملك أي رصيد، فكان الحل أن يكتسب شرعيته عن طريق الغرب الذي يسمح للسادات بانتصار صغير أمام إسرائيل لحفظ ماء الوجه أمام شعبه، وهذا النصر يكون تحت الشروط الأمريكية الإسرائيلية، وذلك كله من أجل الحفاظ على الكرسي .( انتهى الاقتباس .)
هذا بعض ما قاله الخبير والمؤرخ دكتور عاصم دسوقي حول طبيعة حرب اكتوبر ،وما قاله لا يحتاج لاي تعليق او شرح لوضوحه الكامل ومعلوماته وتحليلاته مطابقة لما قلناه ، ولكن الفرق اننا قلنا ذلك قبل الحرب بعام بينما الدسوقي قاله بعد 37 سنة ، فالحرب وقعت في عام 1973  وما قاله جاء في مقابلات اجريت معه في عام 2010 ، بل ان الدسوقي استعار حتى تعابير الاعلام العراقي وقتها والذي كان اول من روج مصطلح (حرب التحريك) ورفض مصطلح حرب التحرير .
اما المخابرات الامريكية فقد حاولت التمويه وخلط المعلومات لتجنب اكتشاف اللعبة ، فقد كشف تقرير أخير صادر عن المخابرات المركزية الأمريكية هذا العام، القصور في دور المخابرات الأمريكية خلال فترة نيكسون في توقع الحرب يوم 6 أكتوبر وكيف كان محللو المخابرات الأمريكية غير مقتنعين بأن ضربة موجهة لإسرائيل كانت وشيكة ، فالمخابرات الامريكية في هذا التقرير لا تريد انكار معرفة ان حربا ستقع لان المعلومات عنها كانت متوفرة لدى اكثر من شخص ومصدر ولذلك فان الطريقة الوحيدة لاخفاء العنصر التأمري في تلك الحرب هو الادعاء بان المعلومات التي توفرت عن الحرب لم تكن موضع تصديق المحللين او المسؤولين ! وارجو تدقيق الفقرة التالية مرارا وتكرارا لاهميتها في كشف المستور : أكد التقرير معلومات تفيد برفض المخابرات الحربية الأمريكية ووزارة الخارجية معلومات أوردتها المصادر الاستخباراتية علي الأرض، توضح أن الحرب في الشرق الأوسط أصبحت وشيكة للغاية، لكن المحللين رفضوها ووصفوها بالخاطئة!
ويؤكد التقرير أن هنري كيسنجر رفض أن يقبل بالتحذيرات من هجوم علي إسرائيل حينها، واعتبر أنها غير جادة ويكشف التقرير أيضاً عن أن هنري كسينجر كان يمتلك الكثير من المعلومات السرية التي لم يفصح عنها لمدير المخابرات المركزية ويليام كولبي، والتي حصل عليها من الزعيم الروسي بريجنيف ومن خلال لقاءاته مع السادات والسفير الروسي بواشنطن، حيث أخبر بريجنيف كيسنجر في لقاء خاص أن العرب جادون، وأن الحرب قادمة، لكنه لم يبلغ كولبي أبداً بتلك المعلومات. (المصدر: محمد سعد الكصدر بوابة الاهرام 2013/10/7).
ماذا يلفت النظر في هذا التقرير الذي صدر في عام 2013 اي بعد الحرب باربعين عاما ؟ اول ما بلفت النظر هو ان كيسنجر كان اللاعب الرئيس في تلك الحرب خصوصا في محاولة التمويه عليها واخفاء حقيقتها ، فهو يعرف بكل تفاصيلها مسبقا لانه من مهندسيها ، لكنه لكنه لم يخبر كولبي مدير المخابرات بما لديه ! كما انه كان ينكر او يتلاعب بالمعلومات التي اكدت وقتها ان حربا وشيكة فيسخف المعلومات  ويستبعد حدوث الحرب كي يتجنب كشف الهدف الحقيقي للحرب وهو توفيرالبيئة المناسبة لاعتراف السادات باسرائيل واحداث انقلاب خطير جدا في الوطن العربي ضد القضية الفلسطينية ولصالح اسرائيل وامريكا .
ومما يلفت النظر ان ضباط المخابرات استلموا معلومات عن وجود احتمال كبير لوقوع الحرب لكنهم اهملوها بحجة انها معلومات غير دقيقة مع ان الامر كان يتطلب الاحتياط للامر حتى لو كانت الحرب  احتمالا ضعيفا ، فاذا كان الفرد العادي يتخذ احتياطات لحدث نسبة حدوثه قليلة ، فكيف يمكن لاكثر مخابرات العالم تطورا وخبرة ان تهمل عنصر الشك المدعوم بمعلومات مخابراتية موثوقة ولا تتخذ كافة الاستعدادات لمواجهته اذا حدث ؟
ولابد من التنبيه لامر اخر وهو ان السيطرة على الحدث ، اي على مجرى الحرب ، كان واضحا جدا من قبل امريكا خصوصا من قبل كيسنجر الذي تقدمه كل المعلومات المذكورة في اعلاه بصفته المهندس المشرف المباشر على ادارة الحرب ، فتحريك القوات المصرية اوقف بعد العبور لان ذلك امر متفق عليه مسبقا ، وبدأ الهجوم الاسرائيلي المضاد واحدث ثغرة الدفرسوار ، هو امر اخر متفق عليه مسبقا ايضا ، لاجل تحقيق التعادل بين الجيشين ، ولذلك ثار قادة الجيش المصري وفي مقدمتهم الفريق سعد  الدين الشاذلي والذين كانوا يريدون مواصلة الهجوم وتحقيق تقدم في الارض ،  وكان بامكانهم تحقيق هذا الهدف لكن ذلك كان مخالفا للاتفاق الامريكي - الاسرائيلي - الساداتي ، فقام السادات بايقاف الهجوم واخبر كيسنجر انه لن يواصل الهجوم ، فأخبر كيسنجر اسرائيل بقرار السادات فحولت قواتها من جبهة مصر الى جبهة سوريا واكملت اعادة احتلال الجولان بعد صمت مدافع الجبهة المصرية !
ومن الضروري التذكير بان الادارة الامريكية كانت تريد من الحرب ليس الاعتراف باسرائيل فقط بل ايضا اعادة بناء الاقتصاد المصري وعلاقات مصر السياسية ليكون اقتصادها ليبراليا تابعا للسوق الرأسمالي بصورة كاملة وانهاء الالتزامات القومية العربية والتوجهات الاجتماعية الاصلاحية الناصرية .
ويكشف وزير الخارجية المصري محمود رياض جانبا اخرا من الخطة المدبرة هذه فيقول "  و إننى  أذكر  تلك الواقعة  لأننى  أشعر  أيضا  أننى  كنت  مخدوعا  مثل  السفير  باتل  لعدم  معرفتى  بالإتصالات التى  كان يجريها السادات مع الأمريكان و التى  تتعارض  مع  سياساتنا المعلنة  و  المتفق  عليها  .ففى الوقت  الذى كان السادات  يجرى  إتصالاته مع الولايات المتحدة سرا  حول الحلول  الجزئية  منذ  بداية  عام 1971  كان  يؤكد  لى  تمسكه بالحل  الشامل  كما  كان يعلن  ذلك على الشعب  ، فيؤكد فى  خطاباته  أنه  لن  يقبل  بالحلول  الجزئية  وانه يصر  على  إنسحاب  إسرائيل  من  كافة الأراضى العربية . ( المصدر مدونة نبش الخرابة 26 سبتمبر،2013 ).
ما يكشفه محمود رياض هو ان السادات كان ينسق مسألة الحرب والسلام مع امريكا منذ عام 1971 اي قبل الحرب بعامين ! وفي مقدمة كتاب الفريق سعد الدين الشاذلي بطل العبور والذي اكد فيه كل ما قلناه وردت التساؤلات التالية:
1-لماذا لم تقم القوات المصرية بتطوير هجومها نحو الشرق بعد نجاحها في عبور قناة السويس، ولماذا لم تستولي على المضائق في سيناء؟!!
2- هل حقاً كان ضمن تصور القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية أن يقوم العدو بالاختراق في منطقة الدفرسوار بالذات، وأنها أعدت الخطة اللازمة لدحر هذا الاختراق في حالة وقوعه؟ وإذا كان هذا حقيقياً فلماذا لم يقم المصريون بالقضاء على هذا الاختراق فور حدوثه ؟
3- كيف تطور اختراق العدو في منطقة الدفرسوار يوماً بعد يوم، وكيف كانت الخطط التي يضعها العسكريون تُنقَض من قبل رئيس الجمهورية ووزير الحربية؟!!
4- من هو المسؤول عن حصار الجيش الثالث؟ هل هم القادة العسكريون أم القادة السياسيون؟
5- كيف أثر حصار الجيش الثالث على نتائج الحرب سياسياً وعسكرياً؛ لا على مصر فحسب، بل على العالم العربي بأسره ؟
عن هذه التساؤلات يرد الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته هذه يعلن ولأول مرة أن الثغرة ليست ثغرة عسكرية، بل هي ثغرة سياسية فتحها السادات لتمر منها أميركا، وليمر منها السادات وكارتر لإنجاز الهزيمة القومية الكبرى، باستسلام مصر أمام العدو الإسرائيلي الذي حوله السادات إلى حليف !
هل هذه كل المعلومات التي تؤكد بأن حرب اكتوبر كانت حربا مدبرة من قبل امريكا ؟ كلا فثمة الكثير الذي يؤكد هذه الحقيقة واهمها اعترافات اسرائيلية خطيرة حول تلك الحرب ، هل تعلمون ماذا قالت اسرائيل عن حرب اكتوبر بعد 40 عاما من وقوعها؟

يتبع ...

ملاحظة ضرورية:

تلقيت رسالة من استاذ فاضل يقول فيها (لفت انتباهي انك ذكرت ان من قتل السادات عبود الزمر اكثر من مره والكل يعلم ان من اطلق النار هو خالد الاسلامبولي فهل قصدت عبود الزمر بتنظيره هو قاتل السادات؟) وقد اجبته شاكرا له ملاحظته بانني اعرف ان القاتل هو خالد ولكني استخدمت اسم عبود رمزا لهذه الجماعة تماما كما جعلت بن لادن واسد وخميني رموزا للظواهر التي مثلوها واثروا بواسطة رمزيتهم هذه، فخالد الاسلامبولي ماكان له ان يقوم بعمله لولا وجود تيار اثر فيه والزمر كان ابرز رموزه .

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..