وجهات نظر
عبدالرحمن العبيدي
من ركائز الدعاية الصفوية كحركة سياسية مغلفة بالدين، الاعتماد على آيدلوجية أو مبدأ السب واللعن لأصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والطعن بأزواجه، رضوان الله عليهم أجمعين، بالاضافة الى عدد من الطقوس والشعائر الدخيلة على الاسلام، والغاية منها هو شق وحدة الصف الاسلامي بإثارة المشاكل بالفعل ورد الفعل .
هذه الايدلوجية موجودة في الكتب والمراجع الدينية للتشيع الصفوي منذ تأسيسه قبل قرون عدة، وتتداول في المجالس الخاصة في العراق ودول الخليج العربي، وأخذت في السنين الاخيرة تظهر في وسائل الاعلام بصورة علنية .
في شهر شباط من العام الحالي انبرى أحد التدريسيين في جامعة ديالى بالطعن بصورة غير مباشرة، بتوجيه سؤالا الى طلبة كلية القانون فيه إساءة واضحة لزوجة النبي عائشة والخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأعلنت حينها إيران منحه اللجوء السياسي إثر تلقية تهديدات من (متشددين) من الطرف الاخر، ودافع عنه (وزير التعليم) علي الاديب بتبرير هذه التجاوزات التي تمس عموم المسلمين على أنها غير مقصودة، وحاول تجريدها من البعد الطائفي .
قبل ايام وأثناء زيارة الامام محمد الجواد وتصاعد أعمال العنف والتفجيرات وجرائم القتل الطائفي التي تشهدها المدن العراقية، خرج عدد من الاشخاص (لا نريد أن نذكر الاسماء لعدم أهميتها) بحماية القوات الامنية الحكومية بتظاهرات في مدينة الاعظمية مرددين هتافات طائفية مرفوضة من عموم الشعب العراقي.
تكرر السب واللعن أثناء مناسك الحج الاخيرة في المدينة المنورة من قبل أحد الحجاج العراقيين وقامت الشرطة السعودية باعتقاله، وأحالته الى المحاكم التي أصدرت حكمها بقطع رأسه بالسيف حسب ما جاء في العديد من المواقع الالكترونية، وطالب النائب فرات الشرع عضو كتلة المواطن في البرلمان العراقي الذي لم نسمع أي صوت له لإنقاذ الصيادين العراقيين المعتقلين في السجون الإيرانية، بتدخل (الحكومة) العراقية لإنقاذ هذا (الحاج) العراقي من هذه العقوبة. مع رفضنا لهذه العقوبة الكبيرة، التي لاتتناسب مع الفعل الذي قام به هذا ولأن الاعدام سيجعل منه قضية.
ظاهرة السب واللعن والطعن لم تعد ممارسات تطلق بشكل ضيق بتصرف فردي تلقائي بل باتت ظاهرة علنية ممنهجة بشكل تصاعدي رغم كل دعوات الرفض والادانه من قبل معظم العراقيين المتمسكين بالوحدة الوطنية ومن كبار علماء الدين، الامر الذي يدل على أنها أجندة سياسية معادية، سيما أذا أخذنا الوقت والظروف التي تطلق فيها، كذلك قيام بعض المسؤولين بالدفاع عن القائمين باللعن والسباب وكذلك عزم الجارة إيران منحهم اللجوء .
وإذا كانت غاية (الحكومة) العراقية من دفع هؤلاء الاشخاص لهذه الممارسات وحمايتهم هو لإثارة الفتنة الطائفية في العراق وصولا للاقتتال، لأغراض انتخابية كما أوضح عن ذلك العديد من الكتاب والمحللين، فإن غاية الجارة إيران هو دفع بعض المحسوبين على الشيعة لهذه الممارسات بغية إبعاد الشيعة العراقيين عن محيطهم العربي، بعد أن بدأ الشارع الشيعي يتململ من الغلو في ممارسة الطقوس الدينية والتبعية لايران وتسلطها على العراق وظهور حالات من التلاحم الوطني والوحدة (بين السنة والشيعة) في الشارع العراقي إزاء العديد من المواقف والدعوات لنبذ الخطاب الطائفي. لكن (الحكومة) ومن يقف خلفها سوف لن يألوا جهدا بإثارة المزيد من عوامل الانقسام والفرقة. برغم انه لا مكان للدخلاء في وحدة العراقيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق