وجهات نظر
أبوالحق
أطلّ علينا قبل أيام المسخ (البشري) المتسمي بالبطاط من على شاشة قناة السومرية، ضمن لقاء تلفزيوني في برنامج (حديث الوطن) أداره الإعلامي غزوان جاسم.
برأيي، فإنّ توقيت اللقاء لم يأت وليد المصادفة، فقد خرج المالكي عقب تلك الليلة مباشرةً وهو يزفُّ للشعب العراقي خبر تشكيل قوة عراقية داخلية وأخرى خارجية، لمجابهة الإرهاب، فهو لقاء تضمَّن تصريح البطاط بأن بينه وبين المالكي إتفاقاً، يعني موافقة الأول بشأن (ما يفعله) الثاني، كما تضمّن مطالبة البطاط بتجنيد المجرمين من مرتزقته في الجيش والشرطة ولو بحساب الربع أو الثلث إن لم يكن الكل (عرضه قابل للمساومة إذن!!!) ، واللقاء هذا سبق إعلان المالكي عن تشكيل قوة إرهابية حكومية إضافية هذه المرة للدفاع عن النظام الفوضوي الدموي الآيل للسقوط وذلك بعد إهتزاز شعبية المالكي وحزبه مؤخراً وبشكل حاد (العوامل كثيرة منها إجماع شركائه باللعبة على خلعه وتوسع المظاهرات الشعبية ضد سياساته وظلمه ومن ثم قصة عنتريات أبو جاسملر أو أحمد المالكي التي جعلت من الإثنين مسخرة عام 2013 لدى كل العراقيين تقريباً، إلا من أبى) .
تأسيس هذه القوات جاء كما يبدو كي لا يقال أنها (ميليشيات) منفلتة لا سيطرة لدولة القانون عليها، فهي شرعنة لوجود هذه العصابات وهو إرهاب دولة متأسّس بحجة مقاومة الإرهاب. إذن، من هو الإرهابي الحقيقي؟
مصطلح "الإرهاب" هذا هو تعبير أمريكي المولد، مصطلح مطاط يتحمل مختلف أنواع التسميات وفق هوى الحكومة الطائفية، فهو في حقيقته يعني واحدةً أو أكثر من هذه المسمّيات ( مقاومة الإحتلال، المعارضة الشعبية الداخلية، أهل الأنبار وصلاح الدين والموصل وديالى، الجيش السوري الحر، أهل السنة، البعثيون، معارضو خطط المالكي، وهكذا)، أصبح مثل مصطلح "القدرية" يوم فسرته الفرق الإسلامية كلٌ على هواها في خضم تسفيه كل فئة لغيرها فجعل يتأرجح بين معنيين متناقضين بالمرة، والتسمية هيَ هيَ نفسها.
كنت قد حكيت قبلاً عن كلب مسعور كان يعوي قبالة البيت طيلة الليل ولم أجد أحداً يعطيني تفسيراً وقتها: علام يعوي وكيف لا تكلّ حباله الصوتية كل تلك الساعات الخمس أو الست. وحده قصاب أعرفه قال (إنه خائف أو هو موجوع ربما)! وكذا كان حال البطاط في اللقاء وهو يعوي: متألماً من شيء لا يفصح عنه بل يلمّح فحسب، مرتعباً من فكرة تهاوي الوضع القائم ومن سقوط محدق بحكومةٍ فاشلة يرى نفسه جزءاً منها (نفس حالة قيس الخزعلي). بدلاً من إتخاذ موقف الناصح الأمين للحكومة كما يفعل خطيب الجمعة في كربلاء دوماً فهو قد إختار فرط القتل لتكريس فكرة حكومة الموت التي تقتل قبل التثبت وتبيد بالجملة وتقطع الألسنة وصولاً للحبال الصوتية. بدلاً من إقتفاء آثار وطباع الأئمة الذين حملت ألقاباً وعناوين هي أبعد ما تكون عن القتل والتنكيل وعلى الظنة، فقد إختار شخصية "المختار" الإجرامية التي قرنت الثأر من قتلة الحسين أولئك بالإجرام وإدعاء النبوة وتلقي الوحي! هذا هو "المختار" الذي به يتأسّون!
ليس الوجع والألم فقط هو ما بدا على البطاط بل معالم بالون بشري ينفخ نفسه بنفسه ليقنع ذاته بأنه شخصية قيادية لها ثقل ووزن في الساحة العراقية المحترقة، فهناك الكثير من الدلائل على أنه يفرض نفسه على الفصائل المسلحة تلك وهم منكرين له لا يرونه سوى (مريض نفساني)! وهذه (نَكَزَهُ) بها مقدم البرنامج واستثاره بيسر من خلالها لكن البطاط تذرَّع بكونه لا يريد النزول لمستوى خصومه وليس في هذا التوقيت الذي تهتز فيه صورة (الحكم الشيعي الوليد) ذي العشر سنوات من العمر!
من جهة أخرى فالبطاط لا يبدو مجرد دعيّ يحاول أن يأخذ مكانه بذاته فحسب بين المجرمين الميليشياويين الذين تحفل بهم الساحة العراقية كي يرضي غروره ويحقق إنتقامه: إنه أداة مالكية يستخدمها أبو إسراء ليحرِّك بها السواكن وليضرب خصومه من دون محاسبة، فالبطاط بالنسبة للمالكي هو كالذيل بالنسبة للهر الذي يحاول (خمط) بلبل من داخل القفص، يدخل ذيله ليخيف البلبل من جهة بعيدة فيسوقه للقفز بعيداً عن الذيل، وعندها يقع بمخالب الهر التي تنتظره على الجانب المقابل، لكن العراقيين الأحرار والثوار والمجاهرين برفضهم للمالكي ومن يشابهه ليسوا بالبلابل وإن كان قفص اللعبة هذه يحتويهم! هذه يحتاج المالكي أن يدركها جيداً، هو وذيله البطاط الذي أسمى نفسه بالقاتل الصامت متباهياً: يقتل بدون تحقيق أو محكمة شرعية ومن خلف الستارة "ولا حد شاف ولا حد دري"! وهذه بحد ذاتها تدينه في كل جرائم القتل المقيدة ضد مجهول، هذا لو كان هناك بالبلد عدالة أو عدل أو وزير عدل يعرف العدل! لكنني أدعو الأستاذ عبدالإله البياتي وجماعته في محكمة بروكسل هنا لرفع دعوى ضد هذا المجرم الذي أقرَّ بنفسه أنه قاتل بالخفاء فهو وراء مقتل كل عراقي متصوراً ومسوّغاً ومتحججاً في ذلك بأنه خطر على "النظام الشيعي" كما يسميه .
كثيرة هي الأسئلة التي وجهها غزوان جاسم للبطاط وكل منها كان في محله المرتجى ولكن سؤالاً مهماً وحيوياً أفلت من المقدم الحصيف: "بدل إحصائيات الأرقام التي حفظتها كالبلبل، كم يا ترى قتلت يا بطاط لحد اليوم من العراقيين الذين تعتبرهم إرهابيين من دون أدلة؟ بصراحة يعني! وفي أي المدن والمحافظات عثت فساداً بدعوى حب آل البيت؟" فالسؤال الذي وجهه مقدم البرنامج للبطاط بخصوص نشاطاته عاد بجواب إرتجالي أنه "يعرف من هم أهدافه" و"هم يشرعون بشتم علي بن أبي طالب فور الإمساك بهم!!". توحي لنا هذه الإجابة بمشاهد من طقوس طرد الشيطان المتلبِّس بأجساد الممسوسين، كما في فلم التعويذة حيث الممسوس يشتم ويلعن كل من يقترب منه بما يثبت أنه ممسوس حقاً (!!) فمن منا يمسك لسانه عن شتم مقدسات القتلة يوم يحطمون باب البيت ويسحبونه أمام عائلته لجولة تعذيب سادية يعقبها إعدام وحرق بالنار؟! أنا من الناس أشتم كل وثن جعل هؤلاء السفلة إسمه وسماً ووشماً على سكين الذبح ورخصة قتل توحي لهم بكل هذا الإجرام كي يمارسونه ويستمرون بالممارسة، وحاشا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
إذن فنحن إزاء كاهن مهووس من بقايا محاكم التفتيش الإسبانية الكنسية تلك، يعتقل ويدين ويعذب ويقتل كما يوحي له عقله الموتور بالحقد وبالتعصب، وكله تحت خيمة (دولة القانون) التي قال إنه على إتفاق مع المالكي فيها، ولم يظهر أي تكذيب من المالكي لذلك بل كما قلت فالمالكي إستجاب لطلب تجنيد مرتزقة هذا البطاط وأعلنه رسمياً.
غلبت التباهيات على تصريحات البطاط طيلة الساعة التي إستغرقها اللقاء حيث كان يلمح لكونه (يفتح أبواب الجحيم) على من يخالفه ويطلق على نفسه لقب (السيد) في عقدة نقص جليّة، ومن جهة أخرى تراه يستخدم عبارات تواضعية مع مقدم البرنامج طالباً المجال لتوضيح وجهات نظره، من خلال عبارة (خلّي أخدمك) وكان ينقصها المزيد من التوابل كعبارة (مولاي) لتمشية الحال!! هل هو سيّد أم خادم؟
وفي معرض تباهياته هذه أعطى رأيه بجملة عناوين منها: دول الخليج، أميركا، القاعدة، شهداء القادسية الثانية، أهالي الشهداء، ومن ثم خصص الشيعة من بين أهالي الشهداء بالرد المَوتور الذي أطلقه وقد وضع نفسه محل ربّ العالمين، حاشا لله، يحكم بقبول إستشهاد هذا وعدم قبول ذاك. من هو التكفيري إذن بين الفريقين؟
كذا تتابعت تجاوزاته على هذه العناوين ولكن أكبرها على الإطلاق كان تعرضه لله تعالى عندما وصف الخالق بالديكتاتور وذلك بعد أن وصف علي بن أبي طالب، كرَّم الله وجهه، بالقاتل ليبرر ما يفعله هو بالناس كونهم من غير ملته!
في معرض إجابته عن الأسئلة التي وجهها له مقدم البرنامج، إنقاد البطاط لتلك الإستفسارات بدون أية ممانعة فكشف ما بداخله ولم يلجأ للإخفاء، وهذه لا أحسبها حسنة منه أن يكون صريحاً للعظم لكنها معاني الأمثال التالية: الإناء بما فيه ينضح، إذا لم تستح فاصنع ما شئت، مَن أمِنَ العقوبة أساء الأدب، الديك يصيح من فوق مزبلته. وعموماً فقد عَكَسَ البطاط في هذا اللقاء سمتين رئيسيتين:
1. أنه أكثر مما هو فارغ وسطحي، فهو متعصِّب بكل قبح إثر فهم خاص لشخصية الإمام علي بن أبي طالب ومسيرة حكمه في ثلاث حروب إسلامية- إسلامية، ثلاثة بالحد الأدنى تكلفت عشرات الآلاف من الرقاب التي حرّم الله الإستهانة بها أكثر من حرمة الكعبة. البطاط هذا لا يحتكم على أية قيمة علمية أو عقلية سواء فيما يخص الأحداث الراهنة أو تلك التي حدثت قبل قرون، كمعارك الفتن تلك، ففي خضم الأسئلة التي وُجِّهت إليه بيَّن موافقته على "ميثاق الشرف بين الكتل السياسية" رغم أنه لم يوقع عليه كما قال، لكن عندما جابهه مقدم البرنامج بأن ميثاق الشرف هذا الذي يوافق عليه هنا يحظر الميليشيات ومنها ميليشيا جيش المختار الذي يتزعمه هو، تراجع بكل صبيانية وقال (لا لا، إذا كان يحظرها فأنا لن أوقع عليه)!! وهو ضرب مثلاً عن أحليّة الخوض بدماء المسلمين وفق خلاف سياسي على الحكم فذكر إبادة علي بن أبي طالب لآلاف المسلمين في موقعة الجمل (أسماهم بالقاسطين والمارقين كما هو شأن الكتب الصفراء في مناورة دجلية للتملص من إدانة تلك المقاتل فالمقتولين لم يكونوا زناة محصنين ولا مرتدين عن الإسلام ولا متورطين بدماء مسفوكة كي يستحقوا القتل) وفي حربه ضد الخوارج لمجرد أنهم تحملوا مسئولية قتل شخص محدد، لكنه أورد إسم ذلك الشخص على أنه حِجر بن عديّ بدلاً من إسم عبدالله بن خبّاب بن الأرَتّ الذي هو المقصود الحقيقي بمن تحمّل الخوارج كما قيل لوزر قتله، وشتان بين هذا وذاك، فحجر بن عديّ هو من أصحاب الإمام علي وأمراء جيشه في صفين والمهووسين بالموالاة له لدرجة مطالبته الجلاد الذي نفذ أمر معاوية بن أبي سفيان بضرب عنقه بأن يسبق ذلك بضرب عنق إبنه بدعوى انه لا يريد له أن يُفتن إن شهد هول السيف على عنق أبيه ويتراجع عن موالاة الإمام علي!!!!!!!! نحن إزاء صحابي قاتل في فتوحات العراق وإيران والشام ولكنه مبتدع ومتجاوز على حياة إبنه في هذه الكبيرة كما لو كان هو خالقها وبارئها! ربما كان يرى في نفسه "إبراهيم الخليل" من جديد كي يمد السكين لعنق إبنه! لكن ذاك نبي هو أبو الأنبياء وتلك كانت رؤيا ربانية. وكذلك فلتته الأخرى عندما ذكر 160 صفحة على الفيسبوك لجيش المختار!! و150 ألف صحابي في عهد علي بن أبي طالب!! وهو ربما كان يجمع معهم التابعين وتابعي التابعين ومن سبقهم بإحسان إلى يوم الدين، كما يقول خطباء الجمعة! نفس المبالغة الأخرى بنسبة من هم مع إيران من بين العراقيين والتي حددها البطاط على أنها 73 %! زين، ممكن تسويهه 75، لسهولة القسمة على خمسة؟!
2. إنه عميل إيراني متطوع لا يستحق الجنسية العراقية، فهو قد باع نفسه لقائده المفدّى علي خامنئي وأنه مستعد لمقاتلة العراقيين مهما كانت الدولة التي تهاجمهم طالما قيل له أن المهدي مع المعتدي! لذا بدا غير مكترث للتصريح بعمالته أمام الدنيا كلها في تزلف رخيص لقائده ووليّ نعمته خامنئي المجرم السفيه (الذي هو تناسخ آخر لشخصية أبو طاهر سليمان بن حسن القرمطي هادم الكعبة وسارق الحجر الأسود وقاتل الحجاج المتعلقين بأستار الكعبة، الذي كان ينادي بشعار "أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأقتلهم أنا".
شرع يمثل دور (أنت تسأل والبطاط يجيب) في توصيفه لعناوين متعددة كما في أدناه : دول الخليج هي لأناس"(بعارة)!! همج رعاع ينعقون مع كل ناعق"، ونحن لسنا مع أية دولة خليجية ولسنا حماة الرايات لها ولا من حملة بيارقها فذلك موضوع ذو شجون ليس هذا موضعه ولا هو أوانه، لكن السؤال هنا هو: هل هذه الصفة تنطبق على سكان دول الخليج كالإمارات وقطر أول ما تنطبق أم على المتحدث نفسه وهو عراقي الولادة إيراني المرجعية والهوى ينعق خلف ناعق إسمه خامنئي؟ يبصر البطاط القذاة في أعين الخليجيين ولا يبصر الجدعة في عين خامنئي!
وأما أميركا فقد قال أنها دولة (تافهة وضعيفة وفقيرة). وأميركا اليوم تحكمها حكومة فاشلة فعلاً فسفارتها في بغداد إعتذرت على موقعها قبل سنة تقريباً عن إعلانها تنظيم حفل موسيقي أمريكي في حديقة الزوراء كون الموعد تعارض آنذاك مع إحدى الزيارات الشيعية! وكنا قد حكينا كيف حسبها صديقي الكردي ذاك وعلى طريقته الخاصة من خلال ملاحظته لمطعم كنتاكي فرايد جيكن في السليمانية وهو يستخدم أكياس الصاص والمايونيز الإيرانية بدل الأمريكية المعتادة في فروع سلسلة المطاعم هذه! وأميركا في جانب نهر الهدسن على الساحل الشرقي حيث تتدفق المياه فيه بأضعاف أضعاف ما لدجلة والفرات هي غير أميركا الغرب الأوسط أو الساحل الغربي حتى حيث تجد فندق هيلتون في أناهايم يترك منشوراً ملوناً قرب سريرك يظهر عليه ما يشبه مقياس الوقود في واجهة السيارة يدعوك للإقتصاد بصرف الماء: فمؤشر المياه فيه لولاية كاليفورنيا هناك بالذات قد وصل الربع الأحمر السفلي! أو تجد فندق ماريوت يدعوك للتخلي عن عبوة الصوابين والمكيفات الخاصة بالجسم والتي يجددها لك كل صباح، لتتبرع بها مع بقية النزلاء لصالح العائلات الفقيرة في مقاطعة البرتقال! أصبحت لديهم ظاهرة الترشيد وظاهرة العوائل المتعففة يعني! وهو ليس فشلاً بقدر ما هي أعراض إرتخاء ديمقراطي وتحالف وتواطؤ ميكافيللي تأكد مؤخراً بشكل أوضح عقب وصول الرئيس حسن روحاني للحكم وزيارته لأميركا ومن مواقفها الإنتهازية من نظام بشار المجرم ونزولها عند تدخلات روسيا لصالح النظام المجرم.
المثير للسخرية هنا فيما يخص إستهانته بأميركا هو أنّ البطاط الذي كان صدام حسين قد أعدم والده الخائن وخلّص العراقيين من سحنته بإبقائه داخل سبتتانك عمومي، الأمريكان هؤلاء هم أصحاب الفضل على البطاط من خلال إسقاط نظام صدام حسين ورفع غطاء المنهول ذاك لتخرج هذه الصراصير حرّةً متحررة عقب ذلك، البطاط والخزعلي ومن شابههم، فهلا قليلاً من العرفان بالجميل القبيح ذاك!
سؤالي هو: ترى وقت وقف شرفاء العراق وشرفاء العرب بوجه الجيش الأمريكي العرمرم أين كنت أنت يا بطاط يا من أجبت مقدم البرنامج بأنك كنت موجوداً لكنك تلعب دوراً آخر غير مقاومة الأمريكان؟!
وأما شهداء القادسية الثانية فأولئك أمرهم متروك لربهم هو من يقرر هل هم الشهداء أم القطعان الخمينية التي صدّوها ومنعوها من التوغل بأرض العراق وسقطوا هم على الحدود لأجل ذلك، لكن أن يهدد البطاط بمواجهة أبناء الشهداء من الشيعة بالذات ويرحّب بهم بعبارة خبيثة المعاني (أهلاً وسهلاً بيهم، بمعنى: نحن لهم!) ردّاً على تعريض مقدم البرنامج له بأنه يستعدي أبناء الشهداء وهم شيعة بالأكثر، ربما، عبر مطالبته بحجب حقوقهم فتلك يجيبه عنها من فهم مراده منهم وأدرك حقيقة موقفه منهم ومن قضية آبائهم أو إخوانهم الشهداء رغم كون الكل من (شيعة علي)!
بقيت الكبيرة تلك، وصف البطاط لله تعالى بأنه ديكتاتور، فهي واحدة فحسب من تجاوزات هؤلاء الصفويين على كل قدس مقابل إحجامهم عن التلفظ بكلمة واحدة بحق أي إمام أو حتى مجرد عنوان ضئيل كالشريف الرضي. لا أحد سبق البطاط بهذه من العالمين فالله تعالى خالق وهو إله كما هو ربّ للعالمين، أن يكون ديكتاتوراً يملي على البشر ما يفعلوه فتلك تجديف بحقه. ترى هل يسكت المسلمون عنه وينهضون بوجه رسام الكاريكاتيرات ذاك أو مخرج الفلم الهولندي لمجرد أنّ واحدهما كان أجنبياً ومسيحياً؟ والقرآن الكريم في سورة البقرة يعطي الرأي بخصوص البطاط ومن يستسهلون التجاوز على الله تعالى بكل وصف يعنّ لهم لكنهم يفردون القداسة والتنزيه لبشر ممن خلق "والذين آمنوا أشد حبّاً لله.." فهي مقارنة بين شكلين من أشكال الحب: حب الله وحب غيره. أمثال البطاط تقديسهم موجَّه للبشر وليس لله فما فرقهم عن المشركين أولئك؟ إنهم أدغال فارسية ضارة لا نفع منها بل هي ضارة بالحياة ولا ينبغي تركها دون إقتلاع أو مكافحة!
ترى، هل للمرجعية في النجف رأي بذلك أم هي (سكتم بكتم) مرةً أخرى، والسكوت علامة الرضا كما معروف؟
إن أكثر الأحزاب والتنظيمات قتلاً للأبرياء واغتصاباً للضحايا وفتكاً بالمسالمين وخطفاً للأطفال لتجنيدهم (سواء أكان خطفاً فيزياوياً أم خطفاً فكرياً) هي تلك التي تتسمى بإسم الله (حزب الله، جيش الرب،... إلخ) حاشا لله أن يرتبط إسمه بهكذا مجرمين ساديين، لكن ما دور الحوزات (الشيعية) هنا؟ ألا يفترض بها أن تبدي رأيها وتنزع ثوب الكهنوت الباطل هذا عن هكذا مجرم مهووس أم أن دورها هو (خليهه على الله)!؟
الدريئة التي يحتمي البطاط وراءها في جرائمه هي هذه العمامة السوداء التي تتسبب لأذنيه بتشوه مضحك في نظري ومع هذا فهي توحي للمتعصبين الجهلة بهوية دينية أو مذهبية، كما لو كان (ظل الله على الأرض) في نظرهم، فهو قاتل يستخدم المذهب لتجييش الرعاع والإستقواء بهم خدمةً لأهداف أعداء العراق الأزليين، فهل هي من أمر الحوزة في شيء أم هي لافتة نعي فطس أبيه الخائن السوداء تلك في حينه والتي ما كان مسموحاً له أن يعلقها آنذاك، خزنها من يومه في خزانة متعفنة كما أتصور ومن ثم جعلها عمامة له واصطنع الحوزوية من خلالها في عهد حزب الدعوة حيث يحق للصفوي ما لا يحق لغيره؟
هناك 4 تعليقات:
هذا الوجه القبيح الاصفر كسيده في قم و طهران يجيد ممارسة دور ما يعرف في العالم * خالف تعرف* الاسلوب الامريكي القبيح المعروف هو الاخر.. لذا لنطبق المثل * جواب الجاهل حفنة تراب* رغم ان التراب اغلى منه و من امثاله العقارب الصفراء..
لكل مقام مقال ولكل وجه قبيح نعال , وهذا الوجه الاصفر يستحق نعالا عتيقا
وهل يقل سيستاني عمالةً عن هذا الإمَعَه .. أوليس هو سيستاني الذي أصدر فتواه بتحليل دم السنه وعرضهم ومالهم؟
السيستياني حلل احتلال العراق وحرم المقاومة وقد شهد له رامسفيلد وبريمر بذلك فهل بعد الكفر ذنب !
إرسال تعليق