موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 12 أكتوبر 2013

تصريحان وبينهما ثالث كامخ.. أين العراق الجديد منها؟ 2

وجهات نظر
ضياء حسن
استهلالاً نؤكد ما اوضحناه في الحلقة الاولى من هذا المقال، بأن اختيار المالكي لفترة حكم ثانية تطلبته حقيقة اميركية واحدة وهو كونه الاكثر لينا في إطاعة التوجيهات التي تصدر عن سيده بايدن وبمراعاة لما تم الاتفاق عليه بين بوش الصغير وطهران على اداء عملائهم في العراق دورا فاعلا في استكمال تدمير البلاد وتصفية قادته وعلمائه ومثقفيه، وفي خطوة تالية بث الفتن بين اهله وبالتالي تصفية اوسع قاعدة من ابنائه، في عملية منسقة مطلقة بترتيب توحي لنا بأن هناك تنسيقا بين التابع والمتبوع، نقصد بين المالكي ومن كلفه بإدامة مخطط تدمير كل ما يحقق هدف استرداد العراق لنهوضه من جديد. وهو هدف تلتقي عليه واشنطن وطهران كما وفر ويوفر له الاتفاق الامني الستراتيجي الذي وقعه المالكي شروط ادامة حماية نظامه ما دام يواصل الالتزام بما يطلبه منه بايدن ، ثمنا لترجيح كفته في تولي:  


1-  منصب رئاسة وزراء العراق للمرة الثانية  مع الانفراد بقيادة جميع الاجهزة الامنية والاستخبارية_ وبدلا من ان يكحلها عماها_ فقد اعتمد جيشا طائفي النزعة اغلبيته فاقدة الاهلية في ضبط الامن لانها شكلت (لملوما) من القتلة جمعوا نتيجة دمج عناصر الميليشيات مما افقد العراق الامن والامان ، وتسبب بنشر الفساد في مفاصل الدولة واجهزتها المدنية والعسكرية وخصوصا في مكاتب الرئاسات الثلاثة والاجهزة الامنية والوزارت كافة .
2- وادى ذلك الى استفحال ظاهرة الارهاب التي تقودها منظمة القاعدة فارتفعت ارقام التفجيرات الارهابية لتصل مستوى قياسية قابلا للزيادة يوميا وليس للنقصان  والسبب واضح وبين ويعود لفشل القوات المكلفة بحفظ الامن في مهماتها ولانها تمارس واجبات رجال الشرطة وليس من اختصاصها كقوة برية تتولى مهمات الدفاع عن سلامة البلاد من اي تجاوز خارجي وحماية وحدة التراب الوطني والاجواء والمياه الاقليمية من احتمالات الاختراق ، فمهمات الجيش شيء ومهمات الشرطة غيرها الا في تصنيف العملية السياسية في العراق التي وضع اسسها الاخرق بريمر!   
وشهدت فترة رئاسة المالكي الثانية لمجلس الوزراء ارتفاعا في عمليات اغتيال المواطنين في جميع المحافظات وخصوصا في المحافظات الست المتفضة وصار قتل المصلين وائمة الجوامع الشغل الشاغل لاوغاد الميليشيات القادمة من ايران قبل دمجها لتكون العمود الفقري للقوات التي دربت من قبل الجنرال الاميركي جيمس ستيل  لتكون تحت قيادة المالكي حصرا لتقوم بدور رئيس في اثارة الفتن الطائفية وفي مقدمتها قوات سوات الغادرة في اغتيال هؤلاء المواطنيين اثناء اداء الصلاة اوهم في حالة سجود او بعد ادائهم الصلاة .
كما لعبت هذه  القوات دورا رئيسيا مكشوفا في جميع المجازر التي شهدتها بعض مدن هذه المحافظات وفي مقمدتها مجازر الفلوجة وجامع السارية في بعقوبة والجامع الصغير في بغداد الجديدة وجوامع اخرى في بغداد والمحافظات راح ضحيتها عشرات المواطنين بين شهيد وجريح وابرزها مجزرة الحويجة السلمية التي استشهد فيها اكثر من 50 شهيدا و150 جريحا .
وللحقيقة نسجل بان ارهابيي القاعدة المجرمين يتنافسون مع الطائفيين في شن حملات تفجير على المساجد والحسينيات المنتشرة في بغداد وعموم المحافظات العراقية مستهدفين الحاق الدمار بها وقتل اهلنا الذين يرتادونها لاداء الصلاة واخر ما استهدفوه وليس اخيره كان مجزرة شملت اهلنا ابناء منطقة الكسرة الشعبية وهم يدخلون حسينية التميمي لاداء الصلاة  وقد تجاوز عدد الضحايا المائة ضحية بينهم الثلاثين شهيدا اضافة الى عدد كبير من المصابين تجاوز السبعين مصليا.
3- هناك احتمال لدور مضاف يطمع ابو ما _ننطيها_ان يلعبه  لان مهمة تلك الاجهزة التي تولت واشنطن الاهتمام بتدريبها وتسليحها لتكون اجهزة قمع للعراقيين وليس الدفاع عنهم مع التركيز على حماية المسؤولين في السلطة وعموم الاشخاص المحسوبين على الاحزاب الدينية الذين سلموا حصرا من عمليات التصفية التي شملت عشرات الالاف من المواطنين الابرياء في حين ظلوا طلقاء لم يصبهم اي خرطوش من اسلحة الموت المسربة الى العراق عبر الحدود غير المؤمنة عن قصد بمعرفة اميركية _ ايرانية لان الجانبين يدركان ان الاسلحة بتنوعها وتعدد الجهات التي تنتجها لن تصوب الا الى المواقع التي يتجمع فيها العراقيون وهي الجوامع، المساجد، الحسينيات، الكنائس، وغيرها من اماكن ممارسة الشعائر الدينية لاهلنا من الصابئة المندائيين، اليزيديين والشبك.
وامعانا في توسيع قاعدة تصفية العراقيين ذهب الحلف الحقود الى التركيز على  الاماكن التي تشهد تجمعات اكثر اكتظاظا بالعراقيين والاوسع مساحة في استيعاب المناسبات التي تحتضنهم على مدار ايام السنة الواحدة، كالافراح والماتم والملاعب الرياضية وخصوصا الملاعب الشعبية التي استباحها الارهابيون المجرمون والميليشيات الطائفية التي جيئ بها من ايران كقوات الدمج التي دربها  الاميركيون لتكون معدة لتلعب دورا رئيسا في ِاشعال فتيل الحرب الطائفية (القذرة) التي وضع تصميمها الاساس بايدن نائب اوباما  في ظل ولاية الديمقراطي كلنتون وجاءت بدايته في صيغة .
اولا : اصدار الكونغرس الاميركي قانون تحرير العراق عام 1991 بترويج من بايدن نفسه ودعا  القانون الى اعادة تشكيل العراق الواحد _ المفردل _ تقوده حكومة اتحادية تتولى الاشراف على شؤون الدفاع والامن والاقتصاد وادارة ثروات العراق النفطية وغيرها من الثروات الوطنية والشؤون الخارجية والتربية والتعليم والتعليم العالي والصحة والاقاليم وغيرها من الوزارات الخدمية، وينص القانون على تقسيم البلاد بفدرلته الى ثلاثة اقاليم ، الشمال والوسط والجنوب.
ثانيا : واذا وقفنا عند الاحداث التي مرت بالعراق وشعبة منذ الغزو الاميركي الاجرامي للعراق وحتى  الان وتأملنا ما مر بابناء الامة العربية من مآس واحداث جسام  نجدها جاءت نتيجة طبيعية لتغييب العراق عن ساحة التصدي كقوة  فعل ريسة في مواجه مخطط قوى الظلم الاستعماري العالمي الرامي الى فرض هيمنتها على الاقطار العربية  ، لكن ثمة حقيقة مهمة ظلت تطرح نفسها على الساحة العربية هل انحنى العرب امام ما حدث ،وهل حقق المعتدون مخططهم وامسكوا بهدف اطفاء جذوة النضال العربي ام ان الوقائع على الارض تؤكد ان هذه الجذوة تزداد اوارا في مقارعة  الاعداء  وانتقلت الى ملاحقتهم لتوجه الى كلابهم السائبة اقسى الضربات فصاروا يستغيثون تشبثا باسيادهم  باتوا يولولون سعيا وراء  مغيث ، ولا من مغيت لمن تلوث وباع نفسه للشيطانين الاكبر والاصغر .   
والقصد من تاكيد التعريف بما جرى في محيطنا العراقي والعربي ، ليس بهدف اثارة الشجن بقدر ما هو استشعار بحجم اللؤم الواقع على اهلنا بسبب اصرار هؤلاء االاعداء على اللجوء الى اثارة الفتن بين ابناء شعبنا بعد سقوط عدوانيتهم امام ازدياد توحدنا وتراص جبهتنا الوطنية وبسالة مقاوميها. والقصد ايضا من وراء ذلك ادامة التذكير بتسلسل احداثها في محاولة لالقاء الضوء على من كان وراء صفحاتها الماساوية ، راسما ، متابعا واخيرا مشاركا في تنفيذ ما رسم وصمم من قبله ، وكشف حالات تصحيحه لتصرف من لم يكن الفعل التدميري الذي كلف به متطابقا مع ما تريده واشنطن ، اوبالدقة بايدن نفسه بصفته عراب الملف العراقي بكل تفاصيله المرسومة من قبله وما نفذ منها او ما لم ينفذ حتى الان وايضا ما مطلوب تنفيذه لاحقا حتي يكتمل المشهد العراقي متبلا (ببهار ديمقراطية) جو بايدن ،وصولا  لهدف ستراتيجي اميركي  حددته الولايات المتحدة الاميركية وِاشتركت ادارتا الجمهوريين والديمقراطيين في التخطيط له وتناوبتا على تحقيق صفحاته بكل ما تضمنته من كذب وبهتان في التمهيد له، ومن جرم ووضاعة في التنفيذ ومن شراء لذمم من اصطفوا مع العدوانيين الغزاة وصاروا اكثر اندفاعا في الترويج له والمشاركة في الغزو!!
واجد ان التذكير بما صدر قبل فترة من تصريحات عن عدد من المسؤولين الاميركيين مع تنوع مواقع مسؤولياتهم  ولكنهم على تماس بالشان الاحتلالي الاميركي للعراق الذي لم يغادرنا كما ادعى اوباما بل الاحتلال مستمر ولكن باسلوب استبدال الاداة ليس بالغائها طبعا وانما بتقليل عددها واستبدال المغادرين بقوات اميركية ضاربة اقل عددا وبجيشين ؟؟!
التفاصيل في الحلقة المقبلة: هل تم الانسحاب الاميركي فعلا في ضوء التصريحات التي سنقرأها تذكيرا، ثم ماذا عن التساؤل الذي يطرحه الناس حول بحر الدم الذي تحدث عنه المالكي، وبينه وبين من؟ وبتكليف من من؟


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..