موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 24 أكتوبر 2013

للفوز بالمقدمة حافظ على المؤخرة!

وجهات نظر
علي الكاش
لم تكن مؤخرة (الشيخ النائب) خالد العطية) رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون البرلمانية) من ضمن إهتماماتي الذاتية لو لم تصبح قضية رأي عام، وتجرَّدت من طابعها الشخصي لتكون ظاهرة واقعية وقضية جوهرية.

من المعروف عندما يتبارز السفهاء بألسنتهم الحادة، فغالبا ما تومض الحقيقة من هذا التلاسن. وهذا ما حصل في ملاسنة أعضاء مجلس النواب وإفتضاح أمرهم من خلال المصاريف الجنونية على تطبيب مؤخراتهم وأسنانهم وما خفي كان أعظم.
في مدينة الديوانية التي كان لها السبق الأول في إنتخاب خالد العطية نائباً لدورتين متتاليتين في الإنتخابات التشريعية، وفوز حزبة خلال إنتخابات المجالس البلدية الأخيرة، ألهبت مؤخرة الشيخ بسياطها الدموية غيرة وحماس أهل (المظلومية)، فخرجوا في تظاهرة هي الأغرب في التأريخ! إذ لم يحصل قبلها في التأريخ الإنساني القريب والبعيد أن تظاهر التاس احتجاجاً على مؤخرة. لذا يمكن أن تضاف التظاهرة كإعجوبة ثامنة من عجائب الدنيا السبع في العالم، والثانية في العراق بعد الجنائن المعلقة، وربما يطلق عليها(الجنائن المؤخرة).
الحقيقة إن أهل الجنوب يتحفونا بين آونة وأخرى بتظاهرات أحادية الطلب، كحلقات مسلسل تركي طويل وممل، مرة تظاهرة على الماء، وأخرى على الوقود، وتليها على الكهرباء وأخرى على رواتب النواب وأخيراً على مؤخرة (الشيخ النائب). إنهم يؤمنون بالتظاهرات على طريقة التقسيط المريح وليس مثل المحافظات السنية المنتفضة بطريقة الدفع السريع والكلي، ولو جمعنا مطالب التظاهرات السابقة واللاحقة في الجنوب، فإنها ستصب حتما في نفس رافد مطالب أهل السنة.
التظاهرة في الديوانية رفعت شعار "نفطات الشعب فدوه لبواسيره" اي فداءً لها، ويمكن متابعتها على الرابط التالي:
وهذا الربط ما بين النفط من جهة ومؤخرة (الشيخ النائب) من جهة أخرى دليل على عبقرية فذة، فهي إما جادت بها عليهم قرائحهم الفذة، أو ربما استعاروها من المغنية والراقصة العالمية جانيفر لوپيز، وافرة الظلال الخلفية. فقد أمَّنت على مؤخرتها عام 2004 بمليون دولار، ولكن سعر التأمين إرتفع إلى خمسة مليون عام 2010 ربما بسبب إرتفاع أسعار النفط. وهذا ما يجب على (النائب) ملاحظته فيما لو عمل تأميناً على مؤخرته في سوق الأسهم و(المؤخرات) العالمية! مع الأخذ بنظر الإعتبار إن مؤخرة (النائب) من الطراز القديم وغير مواكبة لتقنيات ومقاييس العصر الحديث، على العكس من جانيفر لوپيز التي فازت بلقب أجمل مؤخرة في العالم خلال مسابقة شاركت فيها نجمات هوليوود، فهي صاحبة موديل حديث وبمواصفات دولية معروفة!
ربما يعترض البعض على المقارنة بين مؤخرة (الشيخ) العطية ومؤخرة السيدة جانيفر لوبيز، ليس من ناحية المواصفات التي تجعل (الشيخ) في واد والسيدة في واد آخر. وإنما من حيث الشهرة والشعبية على إعتبار المؤخرتين أصبحتا قضية رأي عام. فالسيدة فازت على منافستيها من خلال إستفتاء دولي وحصلت على نسبة 48.02 % من الأصوات، تلتها كيم كارداشيان التي حصلت على نسبة أصوات 45.85 % ونيكي ميناغ التي حازت على نسبة 6.12% فقط من نسبة أصوات. في حين لم تعرض مؤخرة (الشيخ) العطية للإستفتاء ولو على مجلس النواب من الرجال فقط على إعتبار إن المنافسة مع وجود (صناعات) نسوية محلية عالية الجودة في البرلمان، تضع (الشيخ) في حرج كبير، سيما إن الجلوس الطويل على الكراسي وعدم الحركة، او الخروج من الزريبة الخضراء، قد وسَّع من القواعد الخلفية!
يلاحظ إن عملية التأمين على الأعضاء الجسدية تعد واحدة من ظواهر البلدان الأوربية الكافرة بنظر (الشيخ) العطية وكتلته (الإسلامية) جدا. فسيقان المطربة الأمريكية ماريا كاري هي الأعلى في العالم، وتليها تكلفة سيقان أربع نجمات معاً من هوليوود بمبلغ (5.4) مليون دولار، وبلغت قيمة بوليصة تأمينسيقان عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم (2.2) مليون دولار لوجود ندبة على أحد سيقانها. وتأمين ملكة موسيقى الكنتري الأمريكية دوللي بارتون على الثدي بمبلغ 60 ألف دولار، أي حوالي المبلغ الذي صرفه (الشيخ) على صيانة مؤخرته، وأمَّنت المذيعة الأمريكية الشهيرة ماري هارت على ساقيها الرشيقتينبمليون دولار. وربما ان جميعهن صرفن أقل مما صرفه الشيخ المعمم على مؤخرته المحلية وليست العالمية، وهذا فخر ما بعده فخر لشخصية عراقية معممة ترأس كتلة في البرلمان.
الرجال من أقران (الشيخ) العطية دخلوا في هذا المضمار أيضا أسوة بالنساء، بل سبقوهن في التأمين على أعضاء من أجسامهم، فقد أمَّن ديفيد لي روث المطرب والشاعر والملحن الأمريكي الذي يُعتبر من أشهر مطربي الروك في الولايات المتحدة على حيواناته المنوية بمبلغ مليون دولار في فترة الثمانينيات. والمطرب الآيرلندي الأصل توم جونز أمَّن على شعر صدره بـ 7 ملايين دولار. والمطرب وكاتب الأغنيات الإنجليزي رود ستيوارت أمَّن على صوته بــ 6 ملايين دولار. ومطرب موسيقى الروك جين سيمونز أمَّن على لسانه بمليون دولار. هنا التأمينات تدل على علامات الرجولة، لكن لم نسمع عن تأمين (مؤخرة) إلا من قبل شخص بريطاني سبق (الشيخ) زمنا، لكن (الشيخ) سبقه ثمنا، فتعادلت المؤخرتان البريطانية والعراقية في النهاية، وهذا نصر يضاف إلى نصر الديمقراطية والفدرالية والتحررية في العراق الجديد!
منافس (الشيخ) لا نسب له يشرف، ولا هو من أصول عشائرية معروفة، ولا رئيس كتلة برلمانية ولا نائب في مجلس العموم البريطاني كخالد العطية، إنه (غراهم باترفليلد) تاجر غني ومن عائلة ثرية جدا، أمَّن على مؤخرته بمليون جنيه استرليني فقط. ومؤخرة باترفيلد ليست كمؤخرة العطية في مخرجاتها المادية والغازية والصوتية، فهي ذات حساسية فريدة من نوعها، وتستخدم للكشف العلمي ولأغراض تجارية بحتة.فقد ذكر صاحبها لصحيفة (ديلي ميرور) "ربما يبدو الأمر سخيفاً، لكن مؤخرتي لا تشبه أية مؤخرة أخرى، وتتمتع بحساسية شديدة، فهي قادرة على تمييز المواد المستخدمة في الأسرَّة وتحديد جودتها، وإن القوى الخارقة التي تتمتع بها طبيعية جداً، ولا تجعلني بحاجة الي نظام رعاية خاص". في حين تحتاج مؤخرة (الشيخ) إلى عناية خاصة، بالرغم من كونها بلا إحساس وخالية من الحساسية.
ولأن مؤخرة (الشيخ) اصبحت الأغلى في العالم طالما إن تصليح بسيط في المقعد الخلفي كلَّف (59) مليون دينار! فإننا كعراقيين نناشده بأن يجلس على وجهه بدلا من مؤخرته خشية إيذائها وتحميل الشعب المزيد من المصاريف. وأحد مطالب الجماهير المنتفضة في محافظة الشيخ العناية بها (أي المحروسة) عناية خاصة، والتأمين عليها فورا أو تأميمها. وربما يستحسن كتابة شعار على السروال الداخلي للشيخ، قدس الله سره،  مثلا "إحذر التقرب لمسافة قريبة وإلا ستكون هدفا للرمي القاتل". أو وضع حراسة دائمة ومشددة عليها، ويفضل الحماية من شركات وطنية لغرض الستر وضمان عدم الملامسة. ومن مطالب المتظاهرين، أيضاً، مقترح لإجراء عملية جراحية لإستخدام صرة الشيخ بدلا عن المؤخرة في مناسبات القبض والإسهال خشية الإضرار غير المتعمد بمحيطها اللدن. والسبب في هذا الحرص المبالغ فيه، ذلك لأنها أصبحت ملكاً عاماً، طالما إن الصرف علي إدامتها كان من أموال الشعب وليس من أموال (الشيخ) الخاصة.
الآن بات من المعروف إن ثروات الشعوب أمانة في مؤخرات النواب. سيما إن هناك 6 مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر، وتعاني مؤخراتهم قلة المخرجات بسبب قلة المدخلات، وشفط النفطات من قبل النواب والنائبات.
ونقترح بدورنا أن يغير (الشيخ) العطية إسم (المؤخرة) إلى (المقدمة) لأن التأخر واحد من صفات الأمة العربية المقززة والتي نوصف بها دوما من قبل الكفرة في الغرب. ولأن مؤخرته أمست من الطلائع الامامية على الصعد المحلية والإقليمية والدولية، فهي مرشحة للدخول في سجلات (غينس للأرقام القياسية)، عقبال مؤخرة  النجيفي...يا ربٌ.
ونود أن نبين للعطية في حال دخول المسابقة الدولية (غينس) أو التأمين عليها في الشركات العالمية المعروفة، فإن التعليمات تنص على خضوعها للمقاييس الدولية والكشف عن جودتها وحجمها وقطرها، وتأثرها وتأثيرها بالعوامل المناخية والفسيولوجية، ومقدار عطائها وعمرها التقريبي وإندثارها. وهذه الأمور يجب أن يضعها الشيخ أمام إنظاره كي لا يفاجأ بها، سيما إن العرض النهائي سيبث على الهواء مباشرة لملايين المشاهدين.
ونحاجج من يسخر ويستهزأ من حجم المبلغ المصروف (59) مليون دينار على مؤخرة (الشيخ) الوقور، مدعيا إنه مبلغ كبير وغير معقول وهو يكفي ويزيد لعلاح بواسير ديناصور أوفيل وليس بشر! أو يتهكم بالقول: إن كانت قيمة صيانة المؤخرة هكذا، فكم يكلف الجسد كله او على الأقل المقدمة؟ أو يدَّعي بأن مؤخرة (الشيخ) العطية لا تختلف بأي حال من الأحوال عن وظيفة أي مؤخرة أخرى في هذا العالم، من حيث الوظيفة البيولوجية! أو إن المبلغ يعادل ثلث المبالغ التي تسلمتها الأمم المتحدة لمكافحة المجاعة في دول الساحل الأفريقي، وأكثر من المبلغ المخصص لمواجهة المجاعة في موريتانيا!
نقول لهذا الوغد الطاعن في مؤخرة (الشيخ): خسأت يا عديم المفهومية! قُطع لسانك، وشُلت يداك، وكُسحت ساقاك! ورمدت عيناك. إلا تعلم إيها الجاهل البليد الحقائق التالية:
أولا: اللهم بلا حسدّ! ولا يجوز أن يحسد المسلم أخاه المسلم! وعيون الحسود فيها عود، إن مؤخرة (الشيخ) مستهلكة جدا وهي في أيامها الأخيرة.
ثانيا:  إن (الشيخ) عضو منتخب في مجلس النواب، أي هو ممثل الشعب، وهذا يعني بالنتيجة إن مؤخرته تمثل مؤخرة الشعب الذي إنتخبه!
ثالثا: هل يستوجب التذكير بأنها مؤخرة (شيخ) معمم من أتباع آل البيت؟ وليست مؤخرة واحد من الصعاليك. أليس ضمان سلامة مؤخرات السادة والشيوخ واجب على أتباع السادة والشيوخ؟
رابعا: إن مثل هذه الطروحات الملغَّمة لا يتحدث بها إلا اعداء العراق الجديد من الظلاميين والتكفيريين والمناهضين للعملية السياسية الناجحة في العراق التي يعد النائب المعمم خالد العطية من أبرز قادتها.
خامسا: كيف تتصور إن نمضي إلى الإمام، ونحتل من الركب الحضاري المقدمة، إذا كانت المؤخرة معطوبة؟
الفكرة الرئيسة في المقال، إنه ولو تعامل البرلمان العراقي مع الشعب كما تعامل مع مؤخرة (الشيخ) العطية أو كما تعامل مع النائبات العلويات (معالجات خاصة 25 مليون) أو على الاقل كالتعامل مع أسنان النائب احمد العلواني (تبيض أسنان بـ 9 مليون دينار) لكان العراق بخير.
وأخيراً وليس آخراً وصلنا الخبر السار التالي من قبل الدكتورة الالمانية (كيرن وذرباي) والمنشورة في المجلة الطبية العالمية (نيو انغلاند جورنال اوف ميديسن) وقد جاء فيه "نؤكد بأن الاستمرار في ممارسة النظر إلى المؤخرة الجميلة من شأنه أن يطيل من عمر الرجل بمعدل أربع إلى خمس سنوات، والنظرة تعادل 30 دقيقة من التمارين الهوائية الشاقة. والنظرة لعدة دقائق يومياً تحد من خطر الإصابة بالجلطة أو السكتة القلبية إلى النصف تقريبا".
حسنا! طالما فشل مجلس النواب في تقديم شيء مادي ملموس لشعبهم، أليس من الأولى بهم إن يساهموا بتقليل المخاطر الصحية المُحدِقة بالشعب الذي إنتخبهم مثل الإصابة بالجلطة أو السكتة القلبية إلى النصف تقريبا؟ إنها مسألة فيها نظر! عسى أن يناقشها المجلس!

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..