وجهات نظر
صلاح المختار
في كبرنا نكتب بقلم رصاص، لأننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلاً محوها
حكمة من يريد تجنب الخطأ
في العام الثالث لبدء الانتفاضة العربية مازال هناك من يقول انها ثورات قامت بها الجماهير لكن القوى الاستعمارية والمشبوهة ركبت موجتها وحرفتها عن وطنيتها ومبدأيتها ونقاوتها !!؟؟ رغم ان كل الشواهد تؤكد بالقطع بأن ما حصل كان عبارة عن قيام المخابرات الامريكية ومن تعاون معها باستغلال الغضب الجماهيري المتراكم والمتفاقم ضد الانظمة الفاشية والمستبدة والفاسدة وتسخيره لإسقاط الانظمة وتدشين مرحلة الفوضى الهلاكة بدل إقامة بدائل وطنية تقدمية تنهي معاناة واستغلال الجماهير!
السؤال الاجباري هو: هل ما حصل ثورة ام اجهاض مشروع الثورة الاصلي؟
بما ان من خطط وقاد وسير هو المخابرات الامريكية فان الحصيلة الفعلية والواقعية ل(الثورات العربية) العتيدة هو الاجهاض المتعمد والمخطط لمشاريع الثورات العربية الاصيلة والجذرية والتي تختمر منذ عقود فجاءت امريكا ونغولها لتجهضها وتولد لنا مخلوقا متوحشا وهجينا تارة يسمونه (التكفيري) وتارة اخرى (الشبيح) اخذ يدمر كل ما ينته الامة خلال قرن من الزمان تحت اسم وغطاء مزور هو الثورة ، وهي بهذا الواقع احداث لا صلة لها لا بالثورة ولا بالاصلاح .
ما نراه اليوم فوضى هلاكة ضربتنا ومازالت تضربنا في الصميم وتدمر مجتمعاتنا ودولنا وبنانا التحتية والفوقية ، ومنها روابطنا الاجتماعية ، ولم تبقي شيئا لم تنوشه بالخراب والتشويه ، وهذا ما نراه الان بلا غموض في مصر وتونس واليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيره ! فهل نحن بأزاء حالة التحدث بلغات مختلفة ويجهل كل مثقف وسياسي لغة الاخر فلا نتفق ولا نلتقي حتى على بديهيات التفكير والفهم ؟ ام اننا بأزاء (عناد) محسوب عاطفيا او لاسباب اخرى يجعل البعض يتعمد عدم رؤية الواقع كما هو فيتخيله كما يرغب ؟
ما جعلني اكتب هذا التحليل تحديدا هو الشعور العميق الذي يترسخ لدي بان عددا من المثقفين والساسة تغربوا بلغتهم ونمط تفكيرهم وطلقوا اي صلة لهم بالواقع وبالامة ، وتلك من اكبر كوارث الثقافة والمثقفين لان هؤلاء في كل العالم وفي كل الازمان هم مشاعل التنوير التي تجعل ، بما تكتبه او تقوله او تمارسه ، الجماهير في حالة توحد قوي نتيجة فهم هذه الطليعة الصحيح لما يجري فتبعد الجماهير عن الفهم الخاطئ الذي يؤدي الى تمزيق صفوف الجماهير بين هذا وذاك نتيجة غموض الوضع المترتب على تحليل المثقف او السياسي .
اما منذ تضاعفت كوارثنا في عام 2011 فان البعض من مثقفينا وساستنا يلعبون دورا لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون دور مثقف ثوري ، او حتى مثقف عادي ، لانه دور ابتعد كثيرا عن الواقع وصوره بغير حالته الفعلية وادى ذلك عمليا وبغض النظر عن الدوافع الى زيادة تمزيق صفوف الحركة الوطنية العربية وسمح بخلق ثغرات استغلها العدو لمواصلة تأمره تحت غطاء ان كشف خططه مجرد هاجس من هواجس نظرية المؤامرة وليس حقيقة عيانية ، وهذا ما يروج له البعض من المثقفين الوطنيين !
وهذه الحقيقة المثيرة لاشد انواع الاسى والاستغراب تفرض طرح اسئلة لم يعد ممكنا التهرب منها : هل ما نواجهه ثورات حقيقية شعبية نقية ولكنها حرفت ؟ ام انها خطط نفذت وجرّت الجماهير والنخب الوطنية اليها جرا بقوة العواطف وضياع بوصلة الوعي ؟ كل ما نراه الان ، وبعد اكثر من عامين ونصف ، يكفي للقول بلا تردد اننا نعيش فعلا وبلا مبالغة افظع كوابيسنا واخطر مراحل حياة العرب منذ الاف السنين ، لاننا نذبح انفسنا بيدنا وندمر مابنيناه بايدينا ومالنا ، ونهدم كل صروح القيم الاخلاقية والدينية التي تبلورت عبر الاف السنين ، ونقطع كل اواصرنا بطلقات بنادق صنعناها لتوجه الى اسرائيل وامريكا وايران ، لكنها استدارت فجأة واخذت تطلق النار علينا ، على فلذات اكبادنا ، شبابنا ونساءنا واطفالنا ! نرى الرؤوس تتطاير نتيجة استخدام مناشير كهربائية او فؤس لا ترحم !
فماذا يجري ايها السادة ؟ هل هذا هو هو الربيع الموعود ؟ هل هذه هي الثورة التي تحرر الشعب من ظلم الانظمة لنقع في ظلم متعدد الاطراف واول طرف يظلمنا نخب معينة ركبت رأسها وهي تقول : ارقصوا وغنوا فهذا هو الربيع المنتظر رغم انها ترى تلال الجثث يوميا وجنبها جبال الركامات التي كانت تسمى بالامس مساكننا وقرانا ومدننا واحياءنا ومعاملنا ومدراسنا وملاعبنا ؟ لم نعرف حالة ثورة كهذه ابدا ، الثورة لا تتقاتل فيها الملايين من نفس الناس ونفس الطبقات ، الثورة يتقاتل فيها ابناء الشعب مع نظام مستغل او محتل ، ولم يحصل ان تقاتلت الملايين مع ملايين من الشعب ووصفت بانها ثورة ، بل وصفت احداث مثل هذه باتفاق الكل بانها حرب اهلية ، فهل مانراه في مصر منذ عام 2011 ثورة ؟ ام حرب اهلية بين ملايين تؤيد هذا الفريق وملايين اخرى تؤيد الطرف الاخر ؟ هل كارثة فلسطين بكل مأسيها ولوعتها شيء سوى جزء يسير مما يطحننا الان فنقدم في يوم واحد شهداء او ضحايا بقدر شهداءنا في كل حرب مع اسرائيل ؟
الحق مع من : هل مع من تدعمه ملايين ؟ ام مع الاخر المناقض الذي تدعمه ملايين اخرى ايضا ؟ هل نراقب موقف امريكا ؟ الحقيقة التي يراها حتى الاعمى هي ان امريكا تشجع وتدعم الطرفين في كل قطر عربي على مواصلة القتال وعلى الحسم وبلا مساومات ، امريكا الان تقود (جبهة) رفض كل الحلول الوسط حتى تلك التي تقترحها هي لاخفاء دورها وتشجع الطرفين على رفض كل حل وسط لانهاء الصراع خصوصا اذا كان دمويا ، واسرائيل تصرخ بمن يدلي رأيه من مسؤوليها في قضايانا : ( اصمت ايها الاحمق دع العرب يذبحون بعضهم البعض الاخر ولا تتدخل فينتبهون لدورنا وربما يتوحدون مرة اخرى ضدنا ) . فيصمت الاسرائيلي الذي اراد ابداء الرأي فيما يحدث !
هل نستوعب معنى انتشار الفتن الدموية في الاقطار العربية في زمن واحد تقريبا ، سواء بالتعاقب المخطط او بالتزامن المبرمج ؟ هل الصدفة تتكرر بهذا الالحاح الاكثر من غريب ؟ ام انه الهدف الموضوع سلفا ؟ هل نقرأ معنى كل هذا ؟ هل نفهم لم تفعل امريكا كل ذلك التحريض لكل الاطراف ولم تدعم امريكا ومعها اوساط اوربية كل الاطراف بالمال والسلاح والدعاية او القنوات الدبلوماسية ؟ اذا استبعدنا الناس البسطاء فان المتعلم الغبي وحده هو الذي يقول لا افهم ما يجري ، ومن لديه ذرة وعي يعرف الان وبيقين ان ما يحدث هو المؤامرة الاشد خطورة في تاريخنا العربي كله قديما وحديثا ، فلم نواجه خطرا مميتا كالذي نواجهه الان ، واذا كان هناك من يعترض فليتفضل ويقول لنا متى واجهنا مثل هذا الخطر منذ عهد الفتوحات الاسلامية وحتى الان .
ايها السادة : يقتل الان كل يوم في سوريا على الاقل مائة عربي ، ويقتل كل يوم عشرات الليبيين ، وتجري عمليات منظمة لتصفية الكوادر التي اعدتها دولنا بمالنا ودمنا من طيارين وعسكريين وعلماء ومهندسين نراهم الان يذبحون يوميا امام نواظرنا ! وفي مصر كر وفر وفقدان للامن واستشراء للفوضى الهلاكة ، ومصر الان تتجه لكارثة عظمى نتيجة تواصل الفوضى وعدم وضع حد لها تحت غطاء (حرية التظاهر) ! اي حرية هذه التي تمهد لشرذمة مصر اكثر مما حصل حتى الان ؟ حرية التظاهر لا يمكن ترجمتها الا على انها تكتيك اكثر من واضح لتقسيم مصر ومنع توقف نزيفها ! وفي اليمن تترسخ عوامل التقسيم وتزداد العداوة بين ابناء اليمن ويعود اليمن لعهد اسوأ بمراحل من عهد ما قبل الثورة التي اطاحت بالملكية ، ففي اليمن الان من يطالب بالفدرالية والتقسيم واصبح جيشها الوطني جيوش شيوخ قبليين او سياسيين او عسكر يستعد كل منها لمقاتلة الاخر بحماس لا نظير له ! هل نسينا انه يقتل يوميا عشرات العراقيين ووصل عدد شهدائنا ثلاثة ملايين عراقي منذ الغزو فقط ؟ هل ترون الدم من اي جسد نزف وينزف ؟ انه ليس الدم الاسرائيلي ولا الدم الايراني ولا الدم الامريكي انه فقط الدم العربي !
اذا وضعنا العراق جانبا ، لان من دمره ويدمره هو امريكا وايران وادواتهما ، برب كل عاقل فيكم هل خسرنا هذه الدماء في كل حروبنا مع اسرائيل ؟ برب كل عاقل فيكم هل دمرت مدننا في سوريا وبدأ في مصر تدمير مدننا بيد العدو ام بيدنا ؟ الحقيقة المفزعة والمفجعة هي ان القتل العشوائي والدمار يتم بيد شبابنا المنتفض وجنودنا وشرطتنا وليس بيد صهاينة او امريكيين او ايرانيين ! نعم من خطط هي امريكا والصهيونية دون شك ، نعم من شارك بالابادة والتدمير بصورة رئيسة ايران بدون شك ، ولكن من ينفذ هم ابطالنا ساسة وشباب ، حكاما ونخبا تريد التغيير بلا بوصلة ! فهل ترون نتائج انتفاضة بلا بوصلة هادية لتجنب الالغام ؟
دمرت سوريا وبدأ تدمير مصر كما دمر العراق وليبيا وقسم السودان في خطوة اولى ستعقبها خطوات تقسيم اخرى ، واعدت اليمن والبحرين وتونس ولبنان للتدمير لاحقا ، وتطبخ الجزائر على نار هادئة لحين وصول قافلة الموت اليها لا سامح الله، وهذا ما يحصل للسعودية ايضا، اما الاردن فان نتنياهو ينتظر الفرصة لاعلان دولة فلسطينية فيه لانهاء مشكلة اللاجئين، وفي الانبار (يناضل) الحزب الاسلامي بلا هوادة لجعله اقليما مستقلا تنفيذا للمخطط الاسرائيلي القائم على توطين اربعة ملايين لاجئ فلسطيني فيه واقامة دولة كونفدرالية فلسطينية – اسرائيلية بعد زاول الاردن من الخارطة ! هذه ابرز حقائق ونتائج موضة (عصر الجماهير المقدس) !
هل خسرنا في كل حروبنا مع اسرائيل بشرا ومالا وعمارة بقدر ما نخسر الان ؟ كل عاقل لديه وعي يعرف ان خسائرنا بشرا ومالا وعمرانا في كل حروبنا مع اسرائيل لا تصل الى 1 بالالف من خسائرنا الحالية ! الا يكفي هذا وحده ليقول اي ساذج وغبي بان ما يحصل ليس سوى خدمة مجانية لامريكا واسرائيل وايران ؟
اسألوا اي ماجدة عربية اغتصبت على يد شبيحة النظام او التكفيريين او البلطجية او (ثوار) النيتو : هل تتمتعين بربيع عربي رغم ان اكثر من ذئب سربله الجرب اعتلى جسدك ولهث فوقك وسال لعابه فوق وجهك بينما تفجرت جراثيمه كلها في احشاءك ؟ اسألوا ملايين العراقيين والسوريين الذين شردوا : هل ادت كارثة احتلال فلسطين الى تشريد عدد بقدر من شرد من العراق وحده والذين بلغ عددهم سبعة ملايين مهجر ومشرد ؟ وهل من شرد من سوريا اقل ممن شرد من فلسطين عام 1948 ؟ أسألوا كل هؤلاء : هل تتمتعون بهذا الربيع ؟ وهل هو ربيع حقا ؟
كلنا نعرف ان من شرد من فلسطين وقتها كان اقل من مليون فلسطيني ، اما الان فنحن نتحدث عن سبعة ملايين عراقي مشرد ومهجر من الديار او الوطن ! ونتحدث عن مليوني سوري مهجرين ايضا ! هؤلاء بغالبتهم الساحقة بلا مورد لذلك حصل كل ما يدمي القلب للنساء والاطفال والشباب ! والان تعد العدة لتهجير عشرين مليون مصري على الاقل تحت ضغط صراع الحزبين المناضلين الجزيراوي والعربياوي والذي يتخذ شكل تظاهرات تشل الحياة وتجر مصر جرا للخراب ! اما لبنان فانه دخل نفق حرب اهلية لم يشهد لها مثيل بفضل (مقاومة) حسن نصرالله وتطلعات ايران الاستعمارية والتي تغذيها الاجهزة الامريكية والاسرائيلية ، وسنرى غدا عشرات الالاف من اللبنانيين الذين يبحثون عن مأوى خارج لبنان !
اذن اين الثورات ؟ هل سرقت ؟ هل كانت ثورات خططت لها الجماهير او طلائعها لكن امريكا (الشيطانة ) ركبت موجتها وحولتها الى فوضى بواسطة من دربته واعدته مسبقا ؟ ام انها اصلا خطة مدبرة مسبقا وبالتفاصيل الدقيقة ؟ من الذي ركب الموجة اذن ؟ من الراكب ومن المركوب ؟ لنعيد توضيح الامر وسوف نخصص بدقة لكي لانتهم بالتعميم :
1 – حينما قلنا منذ بدأت انتفاضة تونس وقبل ان تقع انتفاضة مصر ان ما يجري ليس ثورة وانما انتفاضة لان الانتفاضة بداية ثورة ومشروعها القائم على عناصر حتمية لاثورة حقيقية بدونها لانها بوصلة الهداية في طريق العواصف العاتية اهمها التنظيم الشعبي الجماهيري القوي المنسجم ايديولوجيا (في حالة حزب) او المتوافق ايديولوجيا (في حالة جبهة وطنية) ، والستراتيجية الواضحة التي تتحكم بخطة الثورة وتعاقب مراحلها ، فاذا انتقلت من اسقاط النظام الى بناء البديل بيد من قام بالانتفاضة وليس بيد سراقها فانها تدخل مرحلة الثورة ، لان الثورة بالمفهوم الثوري المبسط هي التغيير الجدري نحو الافضل ولخدمة ملايين الناس . ولكي ندرك قيمة البوصلة انظروا لمن انتفض بدون بوصلة في تونس ومصر وكيف انه اوصل القطرين الى حافة كارثة الحرب الاهلية بدل حل مشاكل الجماهير ! الم نحذر من ذلك منذ الاسبوع الاول لانتفاضة تونس ؟
ولكي يتوقف من يزور كلامنا وينتقي منه مايشاء يجب ان نؤكد على ان ما حصل هو ان الجماهير التي انهكتها الديكتاتوريات والفساد والظلم الاجتماعي والاقتصادي كانت تحلم بالثورة بلا جدوى ، وكانت يائسة نتيجة قمع الانتفاضات السابقة بفضل بوليسية النظم والدعم الامريكي لها بلا تحفظ ، لذلك فان الجماهير ما ان رات بوادر تغيير مشجعة حتى التحقت بالالاف وبالملايين بمسيرة التغيير دون ان تكون عارفة بالخطوة التالية لاسقاط النظام وبلا معرفة هوية قادة الانتفاضة ، لان الاهم بالنسبة لها كان التخلص من انظمة اذلتها وقهرتها وافقرتها .
هنا لدينا جماهير لا صلة لها باي تخطيط للانتفاضة ونخب درب قسم كبير منها على كيفية تفجير انتفاضة وتطويرها وتصعيدها دون تدريبها على ما بعد اسقاط النظام ، لذلك فوعي النخب التي قادت كان وعيا مرحليا قاصرا ، اما القسم الاخر الوطني النظيف فانه اندفع ليساهم في احداث موجة (وليس في قيادتها) سبق وان اطلقت بدون مشاركته في التخطيط لها فوجد فيها تحقيقا لاحلامه بالتغيير دون ان يملك القدرة على تحديد مسار الانتفاضة وكان مسيرا وفقا لالياتها المقررة سلفا ، اما المتحكمون بالميادين فهم من دربوا قبل سنوات ويخضعون لتوجيه السيد الجالس في مقر المخابرات الامريكية !!! من الراكب اذن ومن المركوب أيها السادة ؟
2 – نكرر ما قلناه قبل اكثر من عامين : فقط شرارة اشعال الحريق كانت عفوية وهي انتحار محمد البوعزيزي في تونس ، انطلقت الجماهير بعفوية لاشك فيها لكن هذه العفوية سرعان ما اغتيلت ، اولا بتدخل الجيش ، وثانيا باعادة تصدير رجالات الغرب وفي مقدمتهم السلفي راشد الغنوشي والليبرالي المنصف المرزوقي ، عاد هؤلاء الى تونس بعد ان تم اختيارهم بدقة ولاغراض محددة وهي نشر الفوضى الهلاكة في تونس ، اما بوعي منهم او بحكم طبيعتهم السياسية او النفسية ، فتولوا المسؤولية بعد انتخابات تمت في بيئة ملغومة، فماذا حصل ؟ بدأت لعبة تدمير تونس عبر النشر المخطط للفوضى الهلاكة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، وادخل السلاح من ليبيا الى تونس كما ادخل الى مصر بكميات رهيبة ليس لمقاومة احتلال بل لذبح ابناء تونس ومصر وغيرهما .
ويعرف كل تونسي الان ان مايحصل لم يكن ثورة ابدا وانما انتفاضة ارادت الجماهير تحويلها الى اسقاط لنظام فاسد وديكتاتوري واقامة بديل وطني يدفع تونس نحو حالة افضل مما سبق بكثير ولكن ما يحصل هو العكس تماما فقد فقدت تونس استقرارها وامنها وامانها واصبحت غابة قتل واضطرابات وفقدت تقريبا اهم مواردها وهو السياحة ! اين وصلت الثورة ؟ هل ركبت الجماهير والنخب الوطنية موجة تغيير لم تخطط له ؟ ام امريكا ركبت موجة انتفاضة وحرفتها وفقا للاتجاه الذي تريد ؟ من الراكب ومن المركوب أيها (القضاة) ؟ ماذا عن مصر ؟
يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق