مناجاة عاطفية لثلة من أطباء العراق المغتربين، تنقلها بأمانة مقالة الصديق الأستاذ مثنى الطبقجلي، الذي بعث إلينا بها، مشكوراً.
هل نراك .. هل نراك.. موطني
مثنى الطبقجلي
الى عمائم العراق، من صدق منهم ما عاهد الله ومن كذب..
الى شذاذ الافاق الذين حملوا الينا امراضهم الطائفية والوبائية ..
الى كل حمائم العراق التي اجبرت على الرحيل عن اعشاشها قسرا وغيلة..
الى كل أطبائنا وعلمائنا ومثقفينا الذين لم ينسوا اسم العراق فغنوا له في ديار الغربة : موطني.. موطني ..
والله ..لقد .. ابكانا نشيد موطني الذي رددته حناجر اطبائنا في امريكا في مؤتمرهم , الذي جاء ضمن تقليد درجت عليه الجمعية العراقية للاطباء في شيكاغو, فهل بعد هذا يا وطن هناك من ينساك ومن لايريد لك دائما ان تكون غانما سالما منعما ... موطني..
موطني... لم ينس هولاء المحتفلين وبينهم كبار اطباء العراق المهاجرين والمهجرين قسرياً، موطنهم المفدى رغم تعرض بعضهم للقتل والتهجير واغتصاب بيوتهم ,الا انهم جمعتهم وحدة المعاناة والبحث عن روافد جديدة تتعلق بالرافدين لتستزيدان منه عظمة وبهجة وكبرياء,عبر احتفالية طبية القيت فيها البحوث الطبية الحديثة ... وكانت في الوقت نفسه سبل تعارف لاتنقطع بينهم ومع الذين جاءوا الى المهجر بحثا عن الامن والامان ,ولاكنهم لازالوا يحملون في داخلهم ذكريات لاتمحى عن الاوطان وتحلم بالعودة. وغالبيتهم كانوا يرددون ..هل نراك ..هل نراك ..؟
في احتفاليتهم هذا العام والتي حضرها زملاء لهم من استراليا وكندا والاردن والمهاجر كان اسم العراق عاليا شامخا ,مثل علم العراق ذا الثلاثة نجيمات التي تتوسطه كلمة الله اكبر، الذي وزعته الجمعية وشاحا على كل المشاركين في احتفاليتها .. وكان شجو نشيدهم وموسيقاهم التي ترددت في جنبات قاعة اكبر فندق في المدينة, بحب العراق وقد جمعتهم السلوى والمحن والشجون والذكريات .. ولم تنسهم المعاناة ما حل به, فكان صدى الاحاديث الشخصية يتناول الشان العراقي من منظار يبتعد عن الطائفية ويكرس الوحدة الوطنية ويطلق نداءات حب الوطن رغم كل ما مر عليهم من خطوب ومحن. فكان رجع الصدى .. الجمال والجلال في رُباك.. في رُباك..
لله درك ياعراق اينما نذهب ويذهبون نْذكُركَ بنشأتنا الاولى ومرابع طفولتنا وكل ذكرياتنا، وإن بلادي وإن جارت علي عزيزة... وسيظل فظلك يطوق الاعناق وسنظل نرفع اسمك عاليا يا عراق ...مهما تعالت اصوات المزورين للشهادات والعمائم وقطاع الارزاق والاعناق .. موطني .. موطني ..
هناك تعليقان (2):
نحن ابناء العراق والله نحس بمعاناتكم ونتألم لها .. لكن ثقوا بعد ان جاء هؤلاء الظلاميين جعلوا ابناء العراق يعيشون الغربة حتى وهم يعيشون داخل العراق .. ومرات نحسدكم لانكم لا ترون ما لا نراه نحن نحن نرى كل يوم المعاناة ونلمسها بايدينا . صح انكم تعيشون معاناة الغربة وهي مؤذية جدا لكن على الاقل انتم في مأمن من هؤلاء القتلة المجرمين ..
وفق الله الجميع لما هو خير ..
الله كريم سيأتي اليوم التي تنجلي فيها هذه الغمة عن العراق
ثائر
تحيه عبقه لجمعية العلوم الطبيه العراقيه وبارك الله بوقفتهم هذه والتي لم تكن غريبه على كل من هو اصيل في عراق الاصاله عراق العلم والعلماء واجزم بكل ماقاله الاستاذ الطبقجلي هو تعبير عما يحمله الاصلاء دمتم بخير ورعاكم الله وحفظكم لتعودو الينا موشحين بالنصر المبين
إرسال تعليق