موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 24 مايو 2012

لم يفعلها الجيش السوري الحر!


نعم لم يفعلها الجيش السوري الحر، أقولها بملء الفم وبإصرار تام، وهذا ليس كلاماً دعائياً ولا دفاعاً عاطفياً، فلا دعاية ولا عواطف هنا، وانما وقائع وشواهد.

منذ أيام ووكالات الأنباء ووسائل الاعلام العربية مشغولة بنبأ اختطاف مجموعة من اللبنانيين القادمين من إيران عبر تركيا فسوريا إلى بيروت.
وعلى الفور وجَّه حزب الله في لبنان والحكومة السورية، وجهات أخرى تدور في ذات الفلك، أصابع الاتهام إلى الجيش السوري الحر، وتسارعت الأحداث ليتم إطلاق النسوة المصاحبين للرجال المختطفين، فيما تم الاحتفاظ بالذكور جميعاً.
وصدرت مخاوف من البعض باحتمال تعرض المختطفين للتعذيب أو ربما الاعدام، فيما سارعت جهات أخرى لبث الطمأنينة في النفوس بأن اطلاق سراح المختطفين سيتم قريباً جداً.
ولأن الشأن السوري معقَّد وفيه قدر كبير من الغموض والتهويل، فد حرصت على التزام الحذر في تناول هذا الشأن، على أهميته الفائقة، لكن هذا لايعني عدم التدقيق في عملية مهمة من هذا النوع.

شددَّني الفيلم المنشور هنا، والذي تم حذفه من اليوتيوب، بعد ساعات من نشره، كما ستشاهدون، وفيه كم من التخبط والتضارب، يوحي لمتابع يضع الشك نُصب عينيه، مثلي، بوجود لغز ما في القضية برمَّتها.
ولأن الفيلم تم حذفه فسأوضح لقرائي بعض ماجاء فيه.
يروي الفيلم القصير شهادات لنسوة من ضمن القافلة التي تعرَّضت للاختطاف (!) لدى وصولهن إلى مطار بيروت بعد إطلاق سراحهن، وتحتوي، كما أسلفت على كم من التناقض والتزييف.
قبل ذلك دعونا نتساءل: لماذ تم حذف هذا المقطع بعد ساعات قليلة من نشره؟
وسريعاً نجيب: حُذِف الفيلم لأنه يفضح التضليل في هذه القضية التي يُراد منها تحقيق أغراض خبيثة، وليس بسبب الملكية الفكرية التي يتم انتهاكها في كل لحظة.
ومع أنني فاتني الاحتفاظ بنسخة من هذا الفيلم الوثيقة، بعد مشاهدتي له يوم أمس، لكنني سأعرض عليكم مقطعاً آخراً يفضح شيئاً من هذا التضليل، بنسب أقل، مع الأسف.
تتحدث في الفيلم، وهو من عدة محطات تلفزيونية (المنار والجديد والسورية) عدة نساء، نساء فقط، ومذيعة:
المرأة الأولى : ما قالوا مين هنن (بس نعرفهم) وتعرضونا بطريق الذهاب ولم يؤذونا.
المرأة  الثانية : قالوا انو هنن الجيش الحر - شي لابس مدني وشي لابس عسكري -تعرضونا بطريق الذهاب.
المرأة  الثالثة : كانوا لابسين لباس عادي مدني - قال هنن الجيش الحر.
المرأة  الرابعة : لم يعرفوا عن حالهم ولا نعرفهم ولم يقولوا لنا بانهم الجيش الحر وبعدنا لانعرف شئ سوى على التلفزيون.
أما الخامسة والسادسة على التلفزيون السوري يتكلمون عن الخاطفين بكلام يشبه كلام مؤيدي النظام ويتحدثون عن الحرية وخرابها للبلد وتقول احداهما أن توجيه السلاح عليهم هو ارهاب ارهاب!

...

تعالوا نناقش القضية بهدوء ونحلل الحدث بعض الشيء:

هل يُعقل أن تأتي مجموعة من حزب الله، أو من شيعة لبنان، في هذا الوقت الملتهب، لتمرَّ من الأراضي التركية عبر حلب متوجهة إلى بيروت؟

الجواب: لا، ليس بسب الظروف الأمنية الخطرة، وهذا بالغ الأهمية طبعاً، فحسب، بل لأن المرور إلى الأراضي اللبنانية للقادمين من تركيا، لا يكون عبر بوابة باب الهوى/ حلب، وانما عبر بوابة كسب/ اللاذقية، فهي الأقرب جغرافياً من جهة، والذي يعود إلى وطنه يرغب الوصول سريعاً إلى بيته، فضلاً عن كون هذه الوجهة الأكثر أماناً، وهذا بالغ الأهمية من جهة أخرى، مرة ثانية.
لماذا إذن يجرؤ هؤلاء على الذهاب إلى حلب؟ وخصوصاً إذا علمنا ان هذه المجموعة تعرَّضت للتهديد بالاختطاف خلال رحلة الذهاب قبل مدة؟
ولماذ ثارت هذه القضية الآن، ولم تثر قبل أسابيع، فالأوضاع الآن في سوريا أهدأ وهناك مراقبون من الأمم المتحدة، في إطار خطة كوفي عنان؟
ولماذا هذا التناقض في أحاديث النسوة؟
ولماذا هذا التناقض في أعداد المختطفين، فهم تارة 13 لبنانياً، وأخرى 10 لبنانيين، وثالثة 12، بينهم سوري؟
ولنا بعض الملاحظات:
أولا: الاعتماد على نفي الجيش الحر لوحده، لا يعني ان هذه المجموعة لم تقم بهذا العمل.
لعله من المفيد، ثانياً، التذكير بأن من يقوم بعميلة من هذا النوع لايعلن عن هويته، بل ان تسميته لطرف محدد، يعني ان القصد هو إلقاء التهمة على هذا الطرف وإبعاد الأنظار عن الفاعل الحقيقي.
ثالثا: القصد من هذه العملية هو تصدير الأزمة السورية إلى لبنان، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية هناك والحرائق الطائفية التي تشتعل في ربوعه، بين السنة والشيعة، وهي طريقة يجيدها بعض أركان الحكم في سوريا بطريقة مذهلة، لخبرتهم التفصيلية بالشأن اللبناني.
رابعاً: تأكيد حسن نصرالله على ان القضية ستنتهي سريعاً، يؤكد ان القضية مفتعلة، لأن اعلاناً سريعاً من هذا النوع يدلُّ على وجود اتصالات وترتيبات من نوع ما، ولا يفهم على انه محاولة للتهدئة.
أما دعوته لعدم إثارة المشاكل في لبنان ونداءه لأتباع حزبه وأعضاء حركة أمل بعدم قطع الطرق، فهذا نداء على نفس الطريقة التي شهدناها في العراق عام 2006 و 2007، تحديداً، أي إنها رسالة تعني العكس تماماً.
خامساً: الجيش السوري الحر بحاجة إلى كسب مزيد من التأييد العربي والدولي، وطبعاً المحلي، وخطوة كهذه ستفقده الكثير، على كل الصعد، ولن يجني منها شيئاً إيجابياً على الإطلاق.
الآن أترككم مع هذا الفيلم القصير لتشاهدوا جانباً من التضليل والتناقض اللذين أشرت إليهما في أعلاه، وتساءلوا عن من يقف وراء هذه العملية وحينها ستعرفون إلام يرمي!



هناك 10 تعليقات:

Anonymous يقول...

سيخيب ظن المجرم بشار وحليفه الطائفي الآخر حسن نصر الله في نقل الفتنة إلى لبنان لصرف الأنظار عما يجري في سوريا من مجازر..وهذا الفيديو يفضح الأكذوبة.. وبارك الله في موقعكم الطيب لكشف الحقائق وفضح مؤامرة النظام الطائفي الايراني في دمشق ومن يقف معه

أبو يحيى العراقي يقول...

تحقيق رائع عن الموضوع و أغرب ما في القصة هو مسار خط الذهاب و الاياب للزوار. لماذا لم يكن هناك نقل جوي مباشر من بغداد الى بيروت أو مروراً بدمشق إن إستلزم الأمر و خصوصا في ظل هذه الظروف التي تعيشها سوريا على الارض و في مناطق الحدود.

مصطفى كامل يقول...

عزيزي ابويحيى المشكلة انهم لم يذهبوا الى بغداد كانوا في ايران ثم الى تركيا فسوريا فلبنان!

أبو يحيى العراقي يقول...

نعم يا أستاذي العزيز و كان يمكنهم ركوب طائرة الى لبنان مرورا ببغداد و دمشق.
بعض الاخبار تناقلت في البداية انهم كانوا في العراق و لاحقاً تم الحديث عن كونهم في طهران.
في كل الاحوال لماذا يسلكون طريقاً برياً في الذهاب و العودة و الجميع يعلم ان الظروف على الارض غير منضبطة امنياً و الاكثر غرابة ان يكرروا نفس الطريق في رحلة الاياب بعد ان لمسوا بانفسهم التهديدات على هذا الطريق في رحلة الذهاب !!!!!!!!!!!!!!.

Anonymous يقول...

1-
كشف مصدر تركي واسع الاطلاع أن الرهائن اللبنانيين الذين أفرج عنهم بعد ظهر اليوم ، والمتوقع أن يصلوا إلى بيروت بين لحظة وأخرى، جرى نقلهم إلى داخل الأراضي التركية فور اختطافهم ، وكانوا داخل مقر المخابرات التركية في بلدة " كيليس" التركية إلى حين نقلهم اليوم إلى مطار مدينة أنطاكيا في إقليم "هاتاي"(لواء اسكندرونة المحتل) من أجل نقلهم إلى بيروت.
وقال المصدر ، وهو وثيق الصلة بقسم العلاقات الخارجية في "حزب العدالة والتنمية" ، إن الخاطفين ينتمون لـ"كتيبة أبابيل" التابعة لما يسمى "الجيش السوري الحر"، التي يتزعمها النقيب المنشق عمار الواوي، وكانوا تلقوا أمر الخطف مباشرة من نائب المراقب العام للأخوان المسلمين السوريين ، نائب رئيس "المجلس الوطني السوري"، فاروق طيفور.

Anonymous يقول...

2-
وسرد المصدر تفاصيل ما جرى بالقول "حصلت عملية الخطف على تخوم قرية (السلامة) السورية من الجهة الشمالية، أي على بعد أقل من 2 كم من نقطة الحدود التركية و أقل من 1 كم من نقطة الحدود السورية . وكان الخاطفون على علم مسبق بقاقلة الحجاج اللبنانيين منذ لحظة خروجها من نقطة الحدود التركية ، حتى أنهم حصلوا على رقمي الباصين اللذين كانا ينقلان الحجاج واسمي سائقيهما عن طريق ضابط في المخابرات التركية يدعى (صبحي)، وهو جهة التنسيق ما بين المخابرات التركية من جهة ، والعقيد رياض الأسعد وفاروق طيفور من جهة أخرى ، ويعمل لدى الأسعد كما لو أنه سكرتير عسكري". وأكد المصدر أن الرهائن "جرى نقلهم في البداية إلى الحي الغربي من بلدة إعزاز المجاورة ثم ، وبعد حلول الليل، جرى نقلهم إلى قرية (قسطل جندو) الواقعة في منطقة وعرة إلى الشمال الغربي من إعزاز بحوالي 3 كم . ومن هناك جرى نقلهم إلى مقر المخابرات التركية في مدينة (كيليس) الملاصقة للحدود مباشرة ، حيث خضعوا لتحقيق مكثف من قبلها، معتقدين أنهم لم يزالوا في قبضة المسلحين السوريين".

Anonymous يقول...

3-
على الصعيد نفسه، قال المصدر " إن السلطات التركية ، التي كانت تريد استخدام المختطفين من أجل التفاوض على بعض الملفات الأمنية، فوجئت بدخول حزب الله على خط الأزمة فورا بشخص أمينه العام حسن نصر الله ، وبالتهديد الذي أرسله عبر القنوات الديبلوماسية لجهة أنه يعتبر تركيا هي العنوان الوحيد للخاطفين وليس أي جهة سورية معارضة، لأن معلومات حزب الله الاستخبارية تشير بشكل لا لبس فيه إلا أن الخاطفين خاضعون لإشراف المخابرات التركية وحصلوا على مساعدة لوجستية واستخبارية من النقطة الحدودية التركية سهلت عليهم اختطاف الحافلتين فور دخولهما الأراضي السورية". وبحسب المصدر ، فإن الموقف التركي أصيب بصدمة أخرى ظهر اليوم عندما أصدر أهالي الخاطفين بيانا كان واضحا حتى للمغفل أنه صيغ وكتب من قبل حزب الله وليس أي جهة أخرى.

Anonymous يقول...

4-
فقد كان البيان ينطوي على تهديد واضح لا لبس فيه بأنه سيجري اللجوء إلى طرق أخرى للإفراج عن الرهائن إذا لم يطلق سراحهم اليوم. و كان هذا البيان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير التركي . فقد قرأته السلطات التركية على أنه "تفاوض تحت النار، خصوصا وأنه جرى إيصال نسخ فورية من البيان إلى السفارة التركية في بيروت وإلى القنصلية التركية في حلب"! وعلى صعيد هذه الأخيرة ، قال المصدر"إن ضابطا في المخابرات التركية برتبة مساعد قنصلي ، في القنصلية التركية في حلب، أدار عملية التفاوض مع السلطات السورية ، وكان على تواصل دائم مع المسلحين السوريين"! وختم المصدر بالقول" بعد وصول البيان إلى السلطات التركية ، وبسحر ساحر، توقف حديث مسلحي (الجيش الحر) ورعاتهم الأتراك عن الادعاء بأن القصف السوري للمكان الذي يحتجز فيه الرهائن هو ما يعيق عملية إطلاق سراحهم. والواقع لم يكن هناك قوات سورية في المنطقة كلها ، باستثناء نقاط الشرطة الموجودة في المنطقة منذ قيام الدولة السورية. فقد كان الغرض الوحيد من هذا الادعاء هو الإيحاء بأن المخطوفين لا يزالون على الأراضي السورية ، وللتعمية على حقيقة أنهم نقلوا منذ اليوم الأول إلى داخل الأراضي التركية"!

Anonymous يقول...

عزيزي الأخ مصطفى
نشكرك على هذا المقال الذي فيه تحليلات مهمة
ولكن للأسف كل مادة التحليل التي اعتمدت عليها هي من الاعلام الكاذب

ماذا يا أخي لو كانت عصابات ما تسمى الجيش الحر هي التي فعلت هذا وقد راينا رأي العين بعض الذين تعرضوا للنهب والسلب والقتل حتى على الهوية وكلها نتاج الطائفية البغيضة التي تديرها الوهابية لتحارب الشيعية كما يزعمون وكما فعلوا في بلدنا العراق الحبيب الذي تمزق جغرافيا ونفسيا جروحاً لا يمكن التآمها لأن هذه الجروح وصلت لجسد المسلمين الذين يؤمنون بالله ورسوله الحق بعيداً عن الطوائف المستحدثة

ماذا يا عزيزي مصطفى لو اكتشفنا أن الجيش الحر هو صنيعة الامبريالية وصنيعة صنيعته أي الوهابية وهو كذلك فيما يبدو كما أعلن من الوهابية وكما تشير الوقائع وليس كما يشير الاعلام المشترى منهم

هل تريدنا أن نصدق مثلاً أن نظاماً سورياً لم يسقط إلى الآن بصمود الشعب يستطيع أن يغفل عن ترتيب اعلام ليس فيه تناقض ...
هل تريد أن تقنعنا أن هذا النظام فعل ما فعل وغفل عن أبسط شيء .

ماذا لو اكتشفنا أننا نعيش بكذبة تسمى الوهابية تريد محاربة الشيعة بينما هما نظامان استعماريان يريدان هدم الاسلام

أجبني بكل ما تملك من منطقية ولكن بعيداً عن شواهد اعلامية كاذبة لأننا لم نعد نصدق الاعلام بعد فضائحة المتكررة وكشفنا لمعظم تلك الفضائح , نود منك الرد بكل موضوعية حتى لا تفقد مصداقيتك كصحفي شريف نحترمه لا يرضى على نفسه خداع الناس بما يغضب رب الناس وابدأ كما عودتنا بالبسملة و قل أعوذ برب الناس ثم أجب ...

لك اشواقي

مصطفى كامل يقول...

لاجواب على التعليقات الخمسة الأخيرة، سوى القول عسى ان يكون مانسمعه من ادعاءات عبر الاعلام صحيحا.
اما بالنسبة لقصة الوهابية فأنا لا ادافع عنها وارفض كثيرا من افكارها، وانا ضد استهداف اي فئة بسبب هويتها، ولكنني اعتقد يقينا ان ايران تستخدم قصة الوهابية في اطار حربها ضد الاسلام الصحيح وضد العرب ايضا، وخاصة اقطار الخليج العربي.
لنترك هذه النغمة النشاز والمعزوفة المملة.
تحياتي

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..