لماذا يتوجَّب علينا كعرب، وكمثقفين أصحاب رسالة، أن نحشد الطاقات ضد انتخاب عمرو موسى، رئيساً لجمهورية مصر العربية؟
هذا ماتجيب عليه مقالة الكاتب العربي الأستاذ محمد سيف الدولة، التي بعث لنا بها، مشكوراً، وهي جزء من حملة يتوجَّب على كل المناضلين العرب القيام والتبشير بها.
هذا ماتجيب عليه مقالة الكاتب العربي الأستاذ محمد سيف الدولة، التي بعث لنا بها، مشكوراً، وهي جزء من حملة يتوجَّب على كل المناضلين العرب القيام والتبشير بها.
لاتنتخب عمرو موسى
محمد سيف الدولة
قال صديقى الحيران ((اتفق معك فى انحيازك لمرشحى الثورة ، ولكن مأخذي عليهم جميعا انه ليس لأي منهم خبرة فى شئون الدولة ، على العكس من عمرو موسى ، فهو رجل دولة باقتدار ، كما انه الرجل المناسب لاعادة الاستقرار المفقود وانهاء حالة الفوضى)). ثم قال انه يعلم ان ((انتخاب شفيق خطأ بالغ لانه مباركي وفلولي من الدرجة الاولى ، ولكن هذا لا ينطبق على موسى)) .
فدعوته الى اعادة التفكير واسترجاع اهم الاحداث فى التاريخ المهنى للسيد عمرو موسى على الوجه التالي: فى الفترة من 1991 الى 2001 التى كان يشغل فيها منصب وزير الخارجية :
- قامت مصر عام 1991 بدور المحلل الشرعى للتحالف الامريكي الغربي بانضمامها لقواته في عملية غزو واحتلال الخليج العربي فيما عرف بحرب تحرير الكويت ، وما استتبعه من حصار للشعب العراقي لاكثر من عشر سنوات .
- وشاركت مصر، الولايات المتحدة في رعاية اتفاقيات اوسلو عام 1993 التي اعترفت فيها منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل وتنازلت لها عن 78% من ارض فلسطين وتنازلت عن حقها في المقاومة
- ونظمت مصر في شرم الشيخ عام 1996 المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الفلسطيني! وحماية امن اسرائيل ! برئاسة الرئيس الامريكي بيل كلينتون في مواجهة العمليات الاستشهادية الفلسطينية .
- واستسلمت مصر أمام المشروع الامريكي الصهيوني في السودان ، كما تدهورت علاقتها الافريقية ، في الوقت الذي نشطت فيه اسرائيل هناك وبالذات في محيط دول حوض النيل .
اما في الفترة من عام 2001 الى 2011 التى تولى فيها منصب الامين العام للجامعة العربية فلقد حدث ما يلي :
- احتلال الامريكان لافغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 مع تواطؤ عربي رسمي كامل ، وصل الى حد تقديم خدمات لوجيستية الى القوات الامريكية لتسهيل مهمتها وعملياتها العسكرية .
- مبادرة السلام العربي التي صدرت عن الجامعة العربية عام 2002 ، لتقدم لاول مرة منذ 1948 ، تنازلا عربيا جماعيا عن 78% من فلسطين لاسرائيل وتكتفي بالمطالبة بالضفة الغربية وغزة ، وتتعهد بالاعتراف باسرائيل والتطبيع معها في حالة انسحابها منها .
- تحالف امني عربي كامل مع الولايات المتحدة ضد مقاومة الاحتلال الامريكي والصهيوني تحت مسمى مكافحة الارهاب .
- صمت عربي امام العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 ، وامام حصار غزة والعدوان البربري عليها عام 2008 ، والابتلاع الصهيوني لمزيد من الاراضي الفلسطينية بالمستوطنات الاسرائيلية ، وتهويد القدس .
- عجز عربي كامل عن التصدي لمشروعات تقسيم الوطن العربي في السودان والعراق .
- كما تحولت الجامعة العربية في عهده الى احد ادوات السياسة الامريكية في المنطقة .
***
كل هذه الاحداث والسياسات كان عمرو موسى شاهدا عليها أو مشاركا فيها ، لم يعترض ولم يستقل ، بل نفذ بكل مهارة وحرفية واخلاص كل ما يكلفه به مبارك و شركاءه من الملوك والحكام العرب ، وحلف امامهم جميعا يمين الولاء وهو يعلم علم اليقين بطلانهم وبطلان الانتخابات التي اتت بهم وبطلان سياساتهم . فهو ليس سوى صنايعي ماهر متخصص في تنفيذ اوامر هذا النوع التابع المستبد الفاسد من النظم والحكام ، اولئك الذين تفجرت في وجوههم ثورات الربيع العربى . ولو اصبح رئيسا لمصر فسيعيد انتاج نظام مبارك ، فهو النظام الذي تعلم وتربى وترقى واحتل أعلى المناصب في ظله .
اما عن السيد احمد شفيق فهو على الاغلب الأعم ليس سوى "لوحة تنشين" لجذب و استقطاب وتشتيت وإبعاد كل السهام الموجهة الى الفلول والثورة المضادة ، بعيدا عن عمرو موسى ، لتصفو له الساحة ويتم تقديمه كبطل الاستقرار والمنقذ من الفوضى التي صنعوها هم بأيديهم .
*****
هناك تعليقان (2):
سلامي و تحياتي لأستاذي الفاضل ليس فقط عمرو موسى بل ربما المرشحين ال 13 الذين ابقتهم لجنة الانتخابات في القائمة النهائية للمرشحين علينا أن نكون حذرين جدا جدا في إختيارهم و هم بحسب معلوماتي المتواضعة يمكن تصنيفهم الى الاقسام التالية : مرشحون إسلاميون ابو الفتوح و مرسي و العوا و هؤلاء مجهزون لبناء دولة مصر على النموذج التركي بدرجات متباينة اي انهم جميعهم لديهم صلات بالامريكان تشبه صلات موسى و يعملون بالبراغماتية و الانكى من ذلك أنهم جميعا سمن على عسل مع الايرانيين مما يبشر بعصر ايراني في مصر. المجموعة الثانية و هي ما يصطلح عليهم بالفلول و هم موسى و شفيق الأول فيهم موسى هو الأسوأ لانه غاية في العمالة و الانتهازية و مستعد يبيع ابوه سواء لامريكا او لايران او الاثنين معا خصوصا و انهما الان في شهر عسل اما شفيق فهو عسكري و وطني و اداري جيد لكن عيبه هو ارتباطه بمبارك و احتمالية مواصلة نهجه في التعاون مع الامريكان. المرشح حمدين صباحي قومي عروبي ناصري و يساري محب للجماهير لكن عيبه مع سائر اليسارين و منهم ابو العز الحريري انهم في مقابل عدائهم لامريكا هم يميلون للتحالف مع ايران و لا يرون فيها عدوا للامة و تلك نقطة من اشد النقاط خطورة و ذلك حين يتوهم البعض العدو صديقا. البقية لا اظن لديهم اي حظوظ و هم ضمن هذه التقييمات.
مع الاسف أن ليس لحزب البعث صاحب التاريخ و النضال الطويل فرعاً تنظيمياً في مصر و لا يعمل على ذلك رغم اهمية الساحة المصرية.
تحياتي و محبتي و تقديري
المرشحين للرئاسة المصرية اما عسكر تابعين للمؤسسة العسرية ذات الميول الامريكي والبريطاني
او مرشح النظام السياسي المنهزم مثل عمرو موسى
او مرشحين وطنيين او قوميين او اسلاميين وكل منهم له اجندة خاصة قد لا تتطابق الا مع نفسه وهنا خطورة هذا التيار العروبي الاسلامي الوطني غير المتصالح مع بعضه البعض من خلال برامج متفق على الحد الادنى لهم الا وهو ابعاد مصر عن التدخلات الخارجية سواء امريكية او تركية او ايرانية
وفي غياب الاستراتيجية الموحدة لقوى الثورة ستضيع الاهداف التي من اجلها قام جياع الشعب المصري واحراره بثورتهم
ولا يمكن القبول بانصاف الحلول مع وجود ثورة وانتفاضة عارمة كالتي حدثت في مصر والا سنعيش فترة طويلة نسبيا في حالة اضطراب وتزييف لارادة الجماهير وبعد ان تكون قد خسرنا الوقت والاداة لاعادة تصحيح المسار
فلا بد من استغلال الوقت الحالي للبدء بعمل جذري حقيقي لتخليص مصر من عبودية جديدة
ولكم تحياتي
إرسال تعليق