موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 18 يناير 2013

المشهد العراقي آخذ في الاتساع والثورة تلوح في السماء


ليث مشتاق
تستفزني احياناً بعض اقوال الاعلاميين العرب من ان الوضع في العراق ضبابي واذا ما ناقشتهم في الأمرِ قالوا: بصراحة نحن لا نعرف عن الوضع العراقي الكثير .. ووراء ذلك طبعاً جهلٌ مطبق وعدم تكلف عناء البحثِ او التغافل امام جرح العراق الذي بدأباحتلاله لينتهي بتسليمه لايران ارضاً وارادةً ومقدرات.



الا ان ثورة تستعرُ في صدور العراقيين على اختلاف انتماءاتهم (التي بُرّزت بفعل العملية السياسية وعرابي المحاصصة) أخذت تلوحُ بوادرها لتبدأ في اعتصاماتٍ في الرمادي والفلوجة غرب العراق ثم تتجه شمالاً الى الموصلِ مروراً بسامراء .. ولم تكد تمرُ ساعاتٍ حتى انطلقت الدعوات للاضراب العام والعصيان المدني تصدر على لسان علماء الدين الذين عرفوا بحياديتهم وعدم انضوائهم تحت رايات احزابٍ لوثت ايديها بالتوقيع على اوراق العملة النقدية الحاملة لشعار العملية السياسية المطبوعة في طهران وحبرها دماء العراقيين الاحرار

ويبدو ان المشهد آخذٌ في الاتساع رغم تردد البعض ومخاوف البعض الاخر من الثورة ذاتها .. فلا تزال الذاكرةُ العراقية تحتفظ بالصورة المدلهمة للحرب الاهلية بين الاعوام 2005 -2007 والتي لايعلم حتى الساعة سبب توقفها المفاجئ الذي يشي باراداتٍ كانت تقفُ وراء نشوبها ووراء توقفها، لحصر العقل العراقي في زاوية القبول بأي شيء وخاصة الدستور من باب (اريه الموت كي يقبل بالحمى) ولكن على ماذا يخاف العراقيون اليوم؟.
طبعاً لا اعني كبار المنتفعين من الساسة وحاشيتهم ولا صغار المنتفعين ممن يعملون في قطاع المقاولات والصفقات الوهميةبالشراكة بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر مع الحكومة الحالية ممن تركوا اهاليهم في دول الجوار لينعموا بالسحتِ الحرام بينما ينطلق ارباب تلك الاُسرِ تحت مبرراتٍ شتى للمساهمة في هدم ماتبقى من اقتصاد العراق ونهبه الممنهج، بل اوجه السؤال او التساؤل للمعدمين المنتهكة حقوقهم صباح مساء .. المستعينون على الاستكانة والقبول بواقع الحال بأن الله كريم وماضاقت الا وفرجت والله تعالى كريمٌ منذ الازل والى الابد .. لكن الله خلق لكل شيء سبباً وادوات، لايغيرٌ اللهُ مافي قومٍ حتى يغيروا (هم) ما بأنفسهم .. وتغييرٌ ما بالنفسِ يتأتى بتغيير ماتتغير به النفسُ .. هنا اتساءل: 
هل اقتنع العراقيون بما هم فيه؟
هل اقتنع ابن البصرة والحلة والنجف والعمارة والناصرية وبغداد والموصل وكركوك بأنه يحيا حياة الادميين وهو يضطر يومياً وفي كل حركةٍ وسكنة الى دفع فاتورة سكوته وقعوده عن قول لا ؟
هل لأحد ان يقنعني بأن معاملة ما فيدائرةٍ ما او مؤسسة قد يتم انجازها بلا دفع رشاوى لذلك الشخص او تلك الجهة؟
هل انتهى الفسادُ، الذي صدعت رؤوسنا بالحديث عنه وسائل الاعلام الحكومية الحزبية عن النظام السابق ام ان واقع الفساد بات اكبر واكثر انتشاراً حتى بات عرفاً وعادة واعمقُ من ذلك وادهى؟
ذلك الخوف والتوجس الذي بات سائداً بين العراقيين فكلهم يخافُ البعض الاخر وكلهم يخشى الغدر منه والسبب الكامن وراء تلك الذهنية هو اليقين الجازمُ في اللاشعور بانه تم استقواءُ فئةٍ على حساب فئة ومكونٍ على مكون مما خلق حالة فزعٍ وتخندقٍ لامناص منها مادامت الاسباب موجودة وتلك الاسباب هي الوقود الحقيقي لبقاء حكومة الفاسدين بأن تدفع مكون بأسره للتورط ولو معنوياً بكل ما اقترفته هي من ظلمٍ وتهميش وقتلٍ وتعذيب .. فبات ابناء مدن بأسرها يخشون من ثورةٍ ما قد تطيح بالنظام السياسي وتأتي بنظامٍ اخر يجعلهم في خانة المحاسبة والقصاص وهو هاجسُ يخالجُ الكثيرين لأنهم صمتوا عندما مورس على الكثيرين فباتوا يتوقعون المثل، وذاك سبب ترددهم او تحزبهم او ذودُ بعضهم عن الحكومة وليست التبعية العقائدية لهذا المذهب او ذاك او هذا المرجع او ذاك.
واقولُ بكل صراحة وشفافية ان لاخير في ثورةٍ لا تصلُ بالناس الى نقطة الصفر والبدايات الجديد والصفحات النقية، واقولُ ايضاً ان لا مبرر لتلك المخاوف اصلاً وان الفرصة الحقيقية لاثبات البراءة من تلك الافعال الحكومية واثبات النظرية المعاكسة لذلك التعميم هي الآن .. والآن منذ ايامات الثورة الاولى خاصة وان الجميع يمتلك ادوات الغضب فحال المدن الجنوبية ليس بأفضل من المناطق الثائرة، بل لن ابالغ اذا ما قلت: مادياً يعيش ابناء القرىوالمدن السنية بوضعٍ افضل بكثير من القرى والقصبات ذات الغالبية الشيعية في الاهوار وريف العمارة والبصرة والناصرية وهذا واقع. 
اما امنياً وحقوقياً فإن المستهدف رقم واحد في العراق معروف وهو المكون السني وذلك مالا يقبل الجدال .. فالمادة 4 ارهاب صممت لتكون على مقاس السنة وهم رواد السجون الحكومية بامتياز وان الاعدامات الممنهجة والمحاكمات الصورية خصصت لهم فلا يكاد يمرُ شهرٌ واحد من غير تنفيذ احكامٍ يصادقُ عليها قضاءُ معلوم النزاهة منذ ايام الانتخابات واحكامه المسيسة. واتساءلُ ايضاً:
هل بلغت بنا الفرقةُ حد السكوت على انتهاك الاعراض؟ 
هل نحنُ عراقيون فعلاً؟
منذُ 10 ايام والهندُ مشتعلةٌ بتظاهرات عارمة لأن شباناً اغتصبوا فتاةً في باص نقل عام .. خرج المتظاهرون ولم يتساءلوا ان كانت هندوسية ام مسلمةً ام مسيحية لأن الانسانية لا تتجزأ .. ومنذ ساعات تتوارد الاخبارُ العاجلة على المحطات العالمية بخبرٍ مفاده ان البنت المغتصبة قد فارقت الحياة في مستشفى في سنغافورة وان الرئيس الهندي يعزي ذويها وتوقعاتٌ باشتعال شوارع الهند منذ الغد غضباً على عِرض الفتاةالمغتصبة فأين نحن؟.
اين نحن من عرض اي عراقية وكل عراقية ونحن نرى سياسيةً ما تطلق الاحكام جزافاً وتصفُ المعتقلاتِ بالعاهرات؟ متى نعود لسابق غيرةٍ كانت تسوقنا للدفاع عن اعراض الاغراب فما بالكم بعرض بعضنا البعض؟
اخيراً اختمُ هذه العجالة بقولِ ان ما بدأه هادي المهدي بدأ يثمر اليوم وان سفر تحرير العراق الذي خطت سطوره.
المقاومة العراقية الوطنية التي لم تستهدف عراقياً بدأت تكتمل بمقاومةً سلميةً للنفوذ الايراني والتبعية الفساد والنهب الممنهج لخيرات العراق، وان فجراً أتي بالأمن للعراقيين حتى يسير ابن البصرة لينعم بغابات الموصل وهو لا يخشى على نفسه .. ويحل ابن الرمادي ضيفاً على الكوفة آمناً مطمئناً .. ويعودُ لبغداد وجهها الحقيقي ،يوم تبتسمُ لكل العراقيين عندما يديرون وجوههم للماضي ويتطلعونلمستقبل بناء وطن حر آمنةُ فيه كل مكوناته بالعدل والمساوة وروح المواطنة .. فعندما غرقت بغداد قبل ايام لم يميز الماء الفائضُ بين بيت السني وبيت الشيعي وبيت المسيحي وبيت الكردي.

ملاحظة
نشر المقال هنا

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..