دحضاً لكل الأصوات المنادية بالفيدرالية وتشكيل الأقاليم وكل ما من شأنه تقسيم العراق، وبعضها يصدر عن حسن نية في ضوء مايعيشه سكان المحافظات ذات الغالبية السنية من مآسٍ على يد السلطات العميلة الموغلة في الإجرام، وبعضها عن جهل بحقائق الأمور ومآلاتها، وبعض آخر، قليل بحمد الله تعالى، يصدر عن مخططات خبيثة ولئيمة، رداً على كل ذلك أصدر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالملك عبدالرحمن السعدي، هذا اليوم الفتوى التالية ..
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى شرعية في تقسيم العراق إلى أقاليم
صادرة من مكتب سماحة العلاّمة أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.
قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران: 103.
وقال: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران: 105.
وقال: (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون:52.
وقال -صلى الله عليه وسلم- : {إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهُمْ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ}.
أمَّا بعد: فقد سمعتُ -في هذه الظروف الحالكة- أنَّ هناك مَن ينادي بجعل بعض المحافظات إقليما -وهو ما يسمى بالفيدرالية-، وتحت ذرائع عديدة:
منها مالية، ومنا أمنية، ومنها سياسية، ومنها الاستقلال عن هيمنة حكومة المركز المتسلِّطة في الأذى والتهميش والإقصاء والمداهمات والاعتقالات وعدم التوازن الإداري والعسكري وغير ذلك.
فأقول:
إنَّ السعي لإعلان الإقليم سعي لتجزئة العراق وإضعافه وذلك مُحرَّم شرعا؛ لأنَّه المطلوب لدى إسرائيل وأمريكا وحتى من يتظاهر بأنَّه لا يريد التقسيم من الحُكَّام وبعض الدول المجاورة.
ومادام الدستور العراقي الحالي يُخوِّل القائد العام للقوات العسكرية التدخل في الإقليم بحجة حماية الحدود وفض النزاع، وله صلاحية اعتقال أي فرد بما فيهم رئيس الإقليم، فما فائدة قيام الإقليم؟!.
وقياس الإقليم على إقليم كردستان قياس مع الفارق؛ لأنَّه أخذ الحكم الذاتي بوقت يختلف عن وقتنا هذا.
وبما أنَّ الإقليم لا يُحقِّق المصلحة في هذه الظروف الراهنة لأهل الأنبار أو صلاح الدين أو الموصل أو ديالى: أقول بتحريم الدعوة إليه؛ لأنَّه لا يُحقِّق إلاَّ تفتيت العراق والقضاء على وحدته، ولربما تستولي بعض الدول الإقليمية على إقليم الجنوب إن أعلنا ذلك؛ لأنَّ هناك بعض الدول لها أطماع بأنَّ حدودها هي إلى بغداد كما سمعته من بعض حُكَّامها عام 1979م.
فأدعوا الإخوة إلى العدول عن هذه الدعوة، والسعي لإصلاح ما فسد من أمور العراق وفي مقدمتها تعديل الدستور وقانون المحافظات بما يحقِّق الأمن والرفاه للمحافظة فهو خير من الإقليم.
والله الموفِّق
مكتب سماحة العلاَّمة أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي
12/ربيع الأول/1434هـ - 2013/1/24م
12/ربيع الأول/1434هـ - 2013/1/24م
ملاحظة:
المصدر هنا.
هناك 21 تعليقًا:
نريد تحرير كامل التراب العراقي ونريد العزة والكرامة لكل أبناء العراق لنعلن هذه المحافظات مناطق محررة وننطلق في الكفاح المسلح لتحرير كل العراق
ونحن نشاركك في رغبتك بتحرير جزء من العراق والانطلاق منه لتحرير باقي تراب الوطن الواحد
شكرا لهذا النداء الذي يعجز الكثير عن القيام به ولكن هو حقيقه بارض الواقع.
العراق اصبح مقسم ولكن بطريقه غير رسميه
الله يحمي العراق واهله ويبعد عنهم كل شر
الناس البسطاء هم الضحيه بكل وقت وزمان
ندعو من الله من كل قلوبنا وهو اضعف الايمان
اخت زينة مع احترامي لتعقيبك .. العراق مقسم عند الطائفيين والإنتهازيين فقط وليس عند عامة الشعب ... تحياتي
لشيخنا الكريم الاستاذ الدكتور عبد الملك السعدي كامل الاحترام و التقدير و هو فوق كل الشبهات لكن من المؤسف حقاً صدور هذه الفتوى في هذا التوقيت و أتمنى لو يتم تعديلها. الشيخ بهذه الفتوى ينزع ورقة ضغط سياسي من يد الثوار بشكل مجاني لا مبرر له .. كان يمكنه السكوت و تأجيل الأمر أو صياغة الفتوى بشكل آخر.
الجميع ضد أي فكرة تقسيمية أو أي مشروع تقسيمي هذا مما لا خلاف عليه و يستطيع الشيخ أن يقول أنه ضد فكرة التقسيم أو إقامة الأقاليم بما يؤدي إلى التقسيم و لكنه لا يمنع إقامتها ضمن فكرة اللامركزية الادارية و السياسية.
أيضاً هذه الفتوى في هذا التوقيت ستثير مشاكل فالبعض كان يفكر بالاقاليم كحل و أخرين يرفضون الفكرة و طرح الشيخ للفتوى يثير النقاشات و الخلافات و هذا غير مفيد.
إذا نجح الحراك الشعبي الثوري في إحداث تغيير جذري حقيقي في بغداد و في عموم العراق الأمور بالتأكيد ستتجاوز فكرة الأقاليم و لا أحد سيعود يفكر بطرحها لأن الحاجة للتفكير بها تصبح منتفية تماماً لكن ماذا لو لم تتطور الامور كما نسعى و نتمنى و يتمنى كل المخلصون ..
في السياسة لابد من التفكير بحلول بديلة و لابد من تجنب التنازل المجاني عن الأوراق ..
هذه الورقة كانت ستشكل عامل رعب للحكومة المتسلطة في بغداد حتى قبل تطبيقها على الارض.
هذا صحيح تماما يا ابو يحي
مع احترامي لرأي الاستاذ ابو يحيى مالفائده المرجوه من ذلك أذا كانت الحكومه قادره على التدخل باي وقت والاعتقال والمداهمات والعمل العسكري.
ثم أين ورقة الضغط استاذنا الفاضل في مثل هذه التوجه؟المالكي وحكومته يتصيدون ألاخطاء ويكيلون الاتهامات للثوار. فماذا لو أنهم رفعوا شعار الاقليم السني مثلا؟عندها سيكون المالكي هو البطل الوحدوي والثوار هم دعاة التقسيم الذي يصب في مصلحة اسرائيل واميركا والغرب الاستعماري.عندها سيحشد الرأي العام في وسط وجنوب العراق ضد ذلك وقد تغريه هو الاخر لاعلان اقليما مرتبطا بجارة السوء وما يمثله ذلك من السيطره على اكثر من 90% من نفط العراق سيما وهناك دعوات سابقه لاقامة مثل هذا الاقليم في الجنوب أو ربما يقود الى حرب اهليه وما الى ذلك من نتائج لا يمكن التنبؤ بها.
مع تحياتي
بسم الله الرحمن الرحيم
حين ينطق الايمان على الجميع ان يستمع لانه صوت الروح والعقل والضمير ، ولم يكن الهوان والعجز في أي مرحلة من مراحل تاريخ الامة وحاضرها عنوان علاج لازمتها ، وما الدعوة للاقلمة الا نتاج عجز وضعف وهروب من مواجهة الاستحقاقات الوطنية والشرعية ، ومن يفهمها على غير هذا النحو فأنما يخدم المخطط الاحتلالي ، لان ما يقوم به المالكي وينفذه الا تجذير لتقسيم العراق وفقا لمشروع بايدن يدعمه في ذلك وذات القدر من الرغبة في تجذير هذا المشروع المتنكرون لعراقيتهم الباحثون عن شخوصهم في وحل العمالة والخنوع.حيا الله الشيخ السعدي عبد الملك في فتواه..الله اكبر حي على الجهاد
ليس اقامة الاقاليم هي شعار المطاهرات وانما اسقاط النطام الطائفي فلماذا الهجوم على مسئلة لا وجود لها الا في ذهن بعض المتطاهرين وفقط اذا ظل هذا النطام الطائفي هو النطام السائد؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك ياشيخ لقد احسنت القول والفعل.
أول مرة نسمع فتوى صادقة تنصر الاسلام والمسلمين ودين الحق ندعوا الله ان يطيل في عمركم ويهدي الصالحين الى خير الاعمال وانفعها.
باركك الله في الدينا والاخرة وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم ان شاء الله.
مع جل احترامي واعتزازي بالشيخ الجليل وعلمه الوفير الا انه ليس رجل سياسة , ورؤيته ليست بالضرورة صائبة. كما ان الايات التي اسشهد بها لا تمت بصلة بما يجري ! .
ولا اعلم من اين اتت قدسية الحدود؟ ام هل غاب عن الكثير انها من صنع - ابو ناجي - .
نعم اتهموني بوطنيتي فقد اعتاديت على ذلك .... واكثرهم للحق كارهون .
لا ينادي أو يفكر بالفدرالية إلا أربعة :
* أنصار الحزب الأسباني و أشباهه .
* كل من دخل العملية الاستسلامية القذرة. وذلك بحثا عن كراسي أعلى و مكاسب أكثر.
* طائفي لا يفهم معنى سنة محمد صلى الله عليه و سلم ولا يحبها، و غالبا هذا مدفوع من أجهزة و دول لها مصالحها .
* دول الجوار العربي و غير العربي . و ذلك لتحقيق مصالح خاصة بها . من أهمها إنشاء حاجز بينها و بين إيران . على حساب العراق .
فأية سياسة و أية ورقة ضغط هذه ؟؟!!
جياد التميمي
لن ادخل بتفاصيل او شروحات ونقاشات .. ولكن .. سأتكلم بلسان ابن الشارع البسيط .. المتابع للاحداث بشغف و واقعية عل الله عز وجل ان يأتيه الفرج .. واقول .... رغم المكاسب الايجابية لقيام الاقليم .. من يضمن لنا نحن ابناء السنة والجماعة من خارج الاقليم سلامتنا وسلامة اهلنا وشبابنا من بين فكي افتراس الحكومة الطائفية ؟؟.... مالمصير المجهول الذي ينتظرنا نحن اهل بغداد والكثير من اهل الجنوب ؟؟... وهل ستبقى الاعظمية و العامرية وشارع حيفا والزبير وبادية الناصرية وبهرز ؟؟ ماهو امتدادهم ومن ظهرهم ؟؟.... ام تطالب هي الاخرى باقليم داخل المدن ؟؟... سادتي الافاضل
ان قيام الاقليم نعم من الممكن ان يرفع عن كاهل جزء كبير منا الظلم ولكن على حساب الجزء الاخر الباقي الذي سيذوب في حكومة طائفية صريحة ....
اخواني لست ولن اكون اهلا للافتاء لكني مذكركم فقط بالقاعدة الفقهية الاتية ... درء المفسدة اولى من جلب المنفعة ....... لا الضرورات تبيح المحظورات .....
وتذكرونا مو تنسونا ....
أخ احمد الأعظمي حياك الله على ما تفضلت به وانا اؤيدك 100% ..
سلمت
كلام جميل وصحيح 100% اخ احمد الاعظمي لكنك نسيت منطقة الدورة المظلومة وشكرا
السلام والتحية للجميع وإحترامي لكافة الأراء بلا إستثناء. حقاً إنه لمحزن ومؤسف طريقة البعض من مثقفينا في مناقشة المواضيع وأسلوبهم في طرح الأراء والأفكار حيث يتركون أصل الفكرة والموضوع المثار والرأي المطروح بشأنه ويشغلون أنفسهم بشخصية صاحب الرأي مدحاً أو ذماً (وفي الغالب ذماً). هم وبدل أن يبذلوا جهداً في محاولة إدارة حوار ومناقشة هادئة وموضوعية وإبداء التحليل العلمي المنصب على جزئيات الطرح وعرض البدائل المناسبة لما يرونه يحقق الهدف .. نراهم يعقدون محكمة لشخصية صاحب الفكرة والرأي والتعليق وينصبون من أنفسهم حكاماً ويطلقون سيلاً فياضاً من التهم والأوصاف مما لا يليق بمستوى حوار ناضج جاد يهدف إلى الخروج بنتائج مفيدة. من السهل علي أنا أيضاً و كذلك على غيري أن نترك النقاش ونبدأ بإطلاق الأحكام على شخوص المخالفين بالرأي وأقول وعلى طريقة الأخ العزيز جياد التميمي في التصنيف أن من يعارض الفيدرالية اليوم هو لا يعدوا أن يكون أحد إثنين كلاهما يخدم المالكي وسادته في طهران حيث هو إماً أن يكون جاهلاً أحمقاً غبياً أو عميلاً وذنباً منتفعاً ذلك أن معارضة الفيدرالية اليوم تعني إستمرار هيمنة المالكي و من ورائه إيران على عموم العراق و تنفيذ مخططاتهم في إستئصال شأفة الثائرين و القضاء على بؤر الثورة فضلاً عن نشر المشروع الطائفي الصفوي .. لكن هل مثل هذا المنهج والمسلك في طرح الأراء ذماً أو مدحاً وإستخدام اللغة الانشائية الخطابية في حالة المدح في غير موضعها النافع المفيد مما لا يسمن ولا يغني من جوع .. هل هو المنهج المناسب للمثقفين الحريصين على إيجاد الأفكار والسبل المناسبة لإنقاذ وطنهم وأمتهم. لست أدعي أن وجهة نظري هي الصائبة ووجهة نظر الأخرين هي الخاطئة كما يفعل غيري ولكني أقول أنها وجهة نظر وفكرة يا ليتنا نعتني بمناقشتها علها تفتح كوة من بصيص أمل في حالة إنسداد الافق التام بوجوهنا .. أنا رأيي يتركز (وأتمنى أن ينتبه لذلك الأخوة جيداً) ليس على قبول فكرة الأقاليم والمناداة بها كخيار جيد مفيد مطلوب في ذاته نسعى إليه إبتداءاً بل اقول هي فكرة فيها سلبيات ولكن ليس من الجدير رفضها والزهد بها لمن هو بمثل حالنا حيث أننا قد نضطر وفي ظروف معينة إلى التفكير بها واللجوء إليها (ونسأل الله مخلصين أن يجنبنا تلك الحالة) وذلك بدل السقوط في هاوية الانهاء التام للبؤر الثورية للمقاومة و للحراك والقضاء على كل أصحاب الغيرة من أرض العراق وجعلهم بين شهيد أو سجين أو مشرد كما يخطط ويعمل لذلك العدو. العدو يا إخوتي وكما لا يخفى عليكم ليس غبياً أو ساذجاً أو ساكناً مستكيناً بلا مشروع يتحرك لتحقيقه .. العدو هو إيران وهي تسعى بكل ما لديها من قوة وبدعم أمريكي لبسط هيمنتها ونشر مشاريعها في عموم المنطقة وهي تسعى حثيثاً وبكل جهدها لأن لا تتكرر تجربة سوريا في العراق وأن لا يتسع نطاق هذه التظاهرات أو غيرها وأن لا تتكرر
أنا وحين أسجل إعتراضي على فتوى شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور عبد الملك السعدي لا أعترض على أصل مبدأ حرمة التقسيم الذي أصل له شيخنا بالآيات القرآنية الكريمة في مقدمة الفتوى فلو إكتفى شيخنا الجليل بتحريم التقسيم لما كان هناك أي خلاف أو إعتراض من أي أحد .. المشكلة هي في إعتبار الشيخ للأقاليم تقسيماً وتحريمها بناءاً على هذا الإجتهاد وإعلان ذلك الأن وفي هذه الظروف. من المعلوم أن التقسيم هو إستقلال الأجزاء أما الأقاليم فهو تنظيم سياسي إداري يعطي للمناطق بعض الفسحة والتحرر من سلطة وهيمنة المركز مع بقاء الدولة موحدة ويتضح هذا جلياً من حيث وجود سلطات إتحادية تدير الدولة الفيدرالية أو ذات الأقاليم وتحظى هي وحدها بالإعتراف و التعامل على المستوى الدولي. أما إحتجاج الشيخ في فتواه بمسألة إنعدام فائدة الإقليم لجهة حصانة أهل الإقليم تجاه تصرفات المركز الأمنية فهذا إحتجاج لم يستند لمعلومات دقيقة حيث أن الدستور الحالي (في حالة بقائه وعدم القدرة على تغييره كما نتمنى) وقانون الأقاليم المسن بموجبه يمنحان الأقاليم حق تشكيل سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية خاصة بهم وأيضاً إنشاء قوة مسلحة بشكل دستوري وقانوني تسمى حرس الإقليم وعلى تقدم تشريعات الإقليم على التشريعات الإتحادية. أما التخوفات من الشرور التي قد ترافق هذه الحالة نعم هي تخوفات حقيقية و مشروعة ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا أن الحالة المركزية بعيداً عن الأقاليم هي الأخرى تحمل شروراً والسياسة تبقى دائماً هي عملية موازنة بين المنافع والمضار وهنا كل نقاش مقبول ومطلوب للوصول إلى الإستنتاج الدقيق و الحكم الصحيح المناسب للمرحلة. ليس هذا هروباً من مواجهة الواقع السيء بل محاولة للتفكير بشكل سياسي و عملي فيما يمكن من بدائل عند إنسداد الأفق .. الهروب الحقيقي هو العجز عن تقديم أجوبة عملية واضحة وحلول عملية واللجوء إلى الإنشاء والخطابة. أعود وأكرر أننا لم نكن بحاجة لإثارة هذا الموضوع في هذه المرحلة حيث الجماهير موحدة ومنشغلة بكل قواها بمواجهة العدو ولم يدعوا أحد بجدية حتى الأن لهذا الموضوع لكن يبدو أن هناك من أقنع الشيخ بضرورة إصدار مثل هذه الفتوى ليوصل عبرها رسالة إعلامية لدفع تهمة تلصقها الحكومة بالمتظاهرين من بين تهم عديدة ليس أقلها رفع علم العراق الوطني الذي يعتبرونه سابقاً ويخص حقبة مظلمة بحسب وصفهم ولا نستبعد أن يصدر الشيخ فتوى بهذا الشأن من باب الوحدة أيضاً وإحترام القانون والنظام لتستمر القصة حتى نعود شيئاً فشيئاً إلى المنطق الحكومي في تصنيف الطلبات قانونية وغير قانونية و نتحول من ثائرين إلى اصحاب طلبات إسترحام. في الصراعات من المهم أن يتحرر من يرغب بالحصول على النصر عن مجاراة قواعد اللعبة التي يضعها الخصم و أن يضع بنفسه قواعدها وشروطها بما يناسب مصلحته و أن يكون مبادراً ومهاجماً على الدوام بدل أن يشغل نفسه بدفع تهم خصمه.
السلام و التحية لأساتذتنا الكرام و لجميع الأخوات و الأخوة .. يبدو أننا سنضطر للدخول في نقاشات كنا إلى يوم أمس في غنى عنها .. لذلك قلت منذ البدء يا ليتها لم تصدر هذه الفتوى التي لم نكن بهذه الحاجة الماسة لها. لكن يبدو أن ليس هناك بد من الدخول في هذا النقاش النظري .. حيث الثورة المباركة تجري على الأرض لإحداث تغيير شامل يغنينا عن كل هذه القصص. التحية لأستاذنا العزيز الغالي أبا عبيدة .. أولاً أنا ضد فكرة إقامة إقليم موحد بعنوان إقليم سني كما يفكر البعض بذلك لأننا لا نريد أن نشغل أنفسنا بهذه التسمية ذات الطابع الديني مما يفتح علينا مواضيع نحن في غنى عنها. فكرة الأقاليم إن إضطررنا و اضع عدة خطوط تحت كلمة إن إضطررنا إليها كحل سياسي عند العجز التام عن التصدي للحكومة الصفوية و إحداث تغيير شامل في بغداد و العراق ينبغي أن يقتصر موضوعها على حصر الصراع في الجانب السياسي و مع السلطة و عدم النحو به نحو مناحي أخرى قد تفجر خلافات إجتماعية .. أيضاً فإن الدستور يمنع إقامة الأقاليم على اساس طائفي .. لذلك أنا و من وجهة نظري المتواضعة قد أكون موافقاً مع إحترامي التام لأراء الجميع على تحويل المحافظات إلى أقاليم بإعتبار ذلك حلاً سياسياً يتم اللجوء إليه إضطراراً و إستثناءا عند فشل كل الجهود لإحداث تغيير في العاصمة و في العراق. بلا شك إن وجود الأقاليم في صلاح الدين و الانبار و ربما ديالى إن أمكن سيقدم خدمة هائلة لأهالي المناطق الثائرة و المنتفضة في بغداد و سيوزع و يشتت الجهد الحكومي بين الأقاليم و المركز. الأقاليم لن تكون خدمة فقط لأهلها بل هي ستشكل ظهيراً قوياً لكافة مناطق بغداد. لاشك أن ابناء العامرية و الغزالية و الجامعة و اليرموك سيجون متنفساً غذا ما قام إلى جوارهم إقليم متحرر من سلطات المركز بينما ذراع المالكي الأمنية تمتد في كل أنحاء العراق و تتحرك بأمن و إطمئنان و تعتقل من تشاء بقوة القانون. وجود الأقاليم سيتيح لأهلها بناء قواهم و سحب الكثير من الكفاءات التي تذهب نحو كردستان أو تبقى مهددة في بغداد أو تغادر العراق و سيمثل الاقليم فرصة لتوفير الامكانيات لتحرير بغداد لاحقاً .. نسأل الله أن لانضطر لهكذا سيناريو و أن تنجح هذه الانتفاضة المباركة في إحداث تغيير حقيقي يغنينا عن هكذا إختيارات صعبة يكرهها جميع أحرار العراق و لم تكن تدور بخلدهم يوماً إلا أن يكونوا مخيرين بين أن تبقى و تتنامى سطوة المالكي و الأحزاب الصفوية ليجهز و يقضي تماماً على كل إمكانية للحراك لاحقا
عذرا أبا يحيى .. لكن فكرة الفدرالية و الأقاليم مرفوضة جملة و تفصيلا .. و هي فكرة مستقزة حقيقة .
و كل التفصيل الذي أتيت به (مع كل احترامي و تقديري ) هو حلم .. و رومانسية جميلة .
لأن هذا الإقليم لو قدر له الوجود سيكون مولودا منبوذا مشوه محاصرا ضعيفا .
أو مهيمنا عليه من قبل دول أخرى . يقوده فاشلون كمن يوصفون بزعماء السنة اليوم .
تقول : "لانريده إقليما طائفيا للسنة " ! لكنه كذلك و يريدونه كذلك .
السلام و التحية للأخ جياد التميمي اشكركم اخي العزيز لسعة صدركم و لتحملكم الاستفزاز و تقبل مناقشة الامر موضوعيا. لاشك أن حياتنا و قضايانا صارت مملؤة بالكثير مما يستفزنا و صرنا مضطرين في بعض الأحيان إلى التفكير بما لم يدر بخلد أحد منا أننا سنضطر للتعامل معه. هذا الموضوع و غيره من الفضائع التي مرت بنا صرنا مضطرين للتفكير به وكما يقول المثل إيش جابرك على المر غير الأمر منه. أتمنى أن يبقى دائماً في أذهان كافة اساتذة و الأخوة الأعزاء أن النقاش هذا ليس للترويج لفكرة الأقاليم فهي و كما سبق و أن قلت ليست الخيار الافضل الذي يمكن لاحد ان يدعوا له إنها ليست سوى الحل الأخير الذي نتمنى أن يبقى متاحاً أمامنا تفادياً لما هو أسوأ منه يوم يتمكن المالكي و من لف لفه من إجتثاث كل الخيرين من كل المحافظات و يأتي يوم لا نجد فيه أنبار أو موصل أو نينوى أو صلاح الدين كأماكن و أوكار للهمة و للغيرة تناضل من أجل حقوق جميع العراقيين و يلجأ إليها وطنيون كمنتظر الزيدي و الأحرار من عشائر الجنوب الجنوب ليظاهروا فيها بعد أن عجزوا عن التظاهر في مدنهم المحتلة بالحرس الثوري كما يقول المناضل الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس. الأقاليم هي الاضطرار الاخير للحفاظ على الملاذات الأمنة التي يمكن أن تشكل قاعدة لتنمية قوى التحرير .. و لو كان هناك بدائل عملية و واقعية حقيقية أفضل لما فكر البعض بهذا الموضوع من الأساس و لكفينا عناء هذه المناقشة النظرية له و قد تم رفضه إبتداءاً من يوم سطر في الدستور المشبوه الذي رفض رسمياً من أبناء الانبار و صلاح الدين و الموصل. فيما يخصني أنا لم أبادر يوماً للدعوة لهذا الموضوع أبداً سوى بتعليقات هنا أو هناك أكون مضطراً لها لألقاء بعض الضوء بحسب تصوري المتواضع. إن أملي و مراهنتي كلها هي على ثورة شاملة تعم العراق (أو تهز العراق و إن لم تعمه) لإحداث تغيير جذري شامل لهذا الواقع المزري الذي خلفه الاحتلال بنوعيه الأمريكي و الإيراني و ما إضطرنا لهذا النقاش النظري المطول هو فتوى شيخنا التي حرمت هذا الشيء و التي أجدها غير نافعة من الناحية السياسية. ما تعتبره يا اخي الكريم رومانسية جميلة أعتبره أنا قراءة واقعية عملية أسردها لك بشواهد معروفة لنا جميعاً. الأقاليم إن إضطر البعض للجوء إليها و إن قدر لها الوجود قد تكون منبوذة من البعض لكنها بالتأكيد لن تكون منبوذة من الجميع و مصيرها في هذا الجانب سيرتبط بقدرتها على إنتاج الفوائد المرجوة منها .. أما مسألة أن يكون محاصر و ضعيف فهذه توقعات أظن أن الوقائع على الأرض لا تدعمها .. كيف تكون محاصرة و حدودها مفتوحة على أكثر من بلد مجاور بعضها ليس على علاقة طيبة مع الحكومة العميلة في بغداد. موضوع الهيمنة عليه من الدول الأخرى هو الأخر موضوع غير واقعي و هو دعاية حكومية مضادة معروفة. إن سكان هذه مناطق الأقاليم المفترضة هذه الذين عرفوا بإحتضانهم المبكر للمقاومة و المواقف التحررية الثورية التي يبدونها اليوم و التي تعكس فطرة و ثقافة معينة تميل بقوة إلى الاستقلال و رفض الهيمنة و رفض التشدد و الغلو و التي ظهرت جلية من خلال التأييد لمواقف شيخنا الجليل حين حضر للمظاهرات كلها عوامل و مؤشرات تجعلنا على ثقة أن هذه الأقاليم لن تكون على الحال التي تروج لها الدعاية الحكومية. إن حضور القوى الوطنية و الكفاءات من كل أنحاء العراق إلى هذه الأقاليم و دعمها و أخذها للفرصة المناسبة للتحرك بعيداً عن هيمنة الحكومة و الحرس الثوري الايراني سيمنحها على الارجح فرصة للتطور بإتجاه أن تكون حالة أفضل قد تدفع مناطق أخرى للتخلص من الهيمنة الصفوية و الانطلاق نحو حالة وطنية تتقارب مع هذه الاقاليم مما يعزز إمكانية التغيير المنشود لاحقاً. إن بروز الفاشلين من الساسة على الساحة السنية جاء بسبب وجود الضغوط الأمريكية و الايرانية و تدخلاتها في إنتخاب هذه النماذج و تصدريها المشهد الامر الذي سيكون أضعف مع عودة السلطة لاهلها في الاقليم و القدرة على إصلاح الخلل و تطوير القيادات النظيفة و زج الكفاءات الوطنية إلى جانبها بما يؤمن فرصة معقولة للنجاح. بلا شك ليس هناك شيء مؤكد و مضمون و لكنها محاولة لا ضرر أن تترك تحت اليد للجوء إليها عند الضرورة و ليس من المناسب تحريمها لأن علة الحرمة و هي الانفصال ليست مؤكدة و قاطعة في هذه الحالة.
إرسال تعليق