موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 24 يناير 2013

حزب الدعوة.. فقر في الكفاءات وتخمة بالمتخلفين والنكرات


هارون محمد
ثمة ملاحظة لا بد ووقف عندها الكثير من المراقبين السياسيين والمتابعين لشؤون وشجون المشهد السياسي في العراق، تتعلق بافتقار حزب الدعوة الاسلامية الذي يقود السلطة بالعراق منذ قرابة تسع سنوات، ابتداء من حكومة ابراهيم الجعفري مرورا بحكومة نوري المالكي الاولى وانتهاء بالحالية، الى الكفاءات العلمية والفكرية والاقتصادية والعسكرية والثقافية ولا نقول الفنية لاننا نعرف ان (الدعوة) له موقف صارم ضد كل اشكال واجناس الفنون، بينما يضم في صفوفه المئات من المعممين المغمورين وأنصاف المتعلمين ويكاد يخلو تماما من إسم معروف في مجال ما أو شخصية في ميدان معين، والمفارقة ان قادة الحزب يزعمون ان عمر حزبهم قد عبر الخمسين عاما.



ومن يطلع على سجلات الاحزاب العراقية منذ العشرينات من القرن الماضي الى نهايته ، يصاب بالحيرة والغثيان عندما يقارن أعضاء وقيادات أحزاب الوطني الديمقراطي، كامل الجادرجي ومحمد حديد وحسين جميل وهديب الحاج حمود وعبدالمجيد الونداوي، والاستقلال محمد مهدي كبة وفائق السامرائي وصديق شنشل وعبدالرزاق شبيب، والشيوعي العراقي فهد وسلام عادل وعامر عبدالله وعبدالقادر البستاني وزكي خيري وعزيز شريف ومكرم الطالباني، والبعث في جميع مراحله من فؤاد الركابي وفيصل حبيب الخيزران الى سعدون حمادي وشفيق الكمالي وشاذل طاقة وصدام حسين، والتيار القومي عبدالرحمن البزاز وعبدالعزيز الدوري وعبدالرزاق محيي الدين ومحمود شيت خطاب وناجي طالب ونازك الملائكة وعاتكة وهبي الخزرجي وخالد الشواف وصبيحة الشيخ داوود، والحزب الديمقراطي الكردستاني وقادته الملا مصطفى البارزاني وابراهيم أحمد وصالح اليوسفي واحسان شيرزاد وعزيز عقراوي، والمستقلين الوطنيين عبدالفتاح ابراهيم وطلعت الشيباني وعبداللطيف الشواف ومحمد رضا الشبيبي ومحمد مهدي الجواهري وعبدالوهاب البياتي وجواد سليم وبلند الحيدري وبدر شاكر السياب (ذكرنا الاموات فقط) مع قيادات وكوادر واعضاء حزب الدعوة المتوفين والحاليين، نجد بونا واسعا بين تلك الاحزاب وحزب الدعوة، حتى ان المقارنة لا تصح ولا تستقيم، ويخيل للمراقب الحيادي ان حزب الدعوة لا يمكن ان يكون عراقيا لان العراق زاخر طوال تاريخه بالمرموقين من السياسيين والعلماء والادباء والشعراء والمثقفين والمبدعين والفنانين، ومن المستحيل ان تظهر جماعة في احدى مدنه او ينبثق حزب في أي منطقة منه، دون ان يضما جمعا او مجموعة من البارزين في مختلف الصعد.
هل طغى قادة حزب الدعوة الاوائل من الايرانيين أمثال مهدي آصفي وكاظم الحائري ومرتضى العسكري وصادق قاموسي وحسين جلو خان على مسار الحزب وحرفوه عن بيئته العراقية وما تحمله من هوية حضارية ثقافية واجتماعية وتاريخية، وحولوه الى حزب منغلق دينيا يسوِّق (الشيعية) طائفيا مثل سلعة تعرض في الاسواق؟

فاذا كان عمر حزب الدعوة نصف قرن وانه نتاج بيئة عراقية، فالسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو: لماذا لم يخرج منه سياسي واع واحد، أو مفكر بارز واحد، أو مثقف واحد يثير الانتباه، او عالم في الاقتصاد او الاجتماع واحد لا غير ؟ هل (الدعوة) حزب طارد يرفض أهل العلم والثقافة والآداب والابداع ؟ أم ان طبيعته قائمة على التجهيل والتخلف ومقاومة كل أشكال التقدم والرقي؟.
واضح ان الأمرين يدخلان في نسيج حزب الدعوة ويقودان توجهاته، والتجربة أكبر برهان، ويبدو ايضا ان مقولة جيمس بيكر وزير خارجية بوش الاب قد تحققت عندما هدد باعادة العراق الى عصر التخلف، ولكنه أخطا عندما اعتقد ان ذلك سيحصل في ظل النظام السابق الذي رغم حرب (عاصفة الصحراء) المدمرة وحصارها الجائر كانت نهارات العراق تعج بالحركة والعمل والانتاج، وتزهو لياليه بالامن والطمأنينة والامان، وتسهر نواديه ومقاهيه على أنغام الشجن العراقي الجميل وامسيات الشعر وندوات الفكر ومعارض الفنون
ربما - وهذا هو الارجح - يكون المستر بيكر عالما بأن ابن رئيسه بوش الصغير وشلته المتصهينة من تشيني الى رامسفيلد الى بول وولفتز الى زلماي خليل زاد سيأتون بحزب الدعوة وينفذ لهم حلمهم القديم الجديد ويدمروا العراق ويقوضوا دولته الناهضة على أيدي قادة هذا الحزب (العراقي جدا جدا جدا) ويعيدوا البلد الى عصور الظلام. ومبروك للسيد الامريكي وخزيا للعبد الدعوي..! 
ولك الله يا عراق الاصالة والعراقة والحضارة، انها محنة المحن، ولكن ستزول كما زالت محن الماضي القريب والبعيد، وستعود كما كنت وطن المكرمات والنخوة وحاضن الابناء الامناء والاوفياء حماة الدار والديار، اما الوافدون على ظهور الدبابات والمتسلقون على جنباتها والراكضون خلف غبارها، فان الآتي من الايام كفيل بهم، وقد لاحت تباشير الخلاص وبانت علامات الساعة العراقية من الانبار أرض الرباط والموصل أم الربيعين وتكريت صلاح الدين وسامراء المعتصم وكركوك الخير وديالى (وثلثين الطك لاهل ديالى) وستمتد من الاعظمية الى الثورة ومن الكرخ الى الرصافة، وصولا الى بصرة النقباء وناصرية المنتفك ونجف الامام اليعربي القرشي علي بن ابي طالب وحلة بابل وديوانية المضايف وكوت الغراف وكربلاء الحسين والعباس وعمارة العشائر والدواوين.. انها الثورة لا ريب فيها، ثورتنا جميعا، فلنشارك بها، كل من موقعه وحسب طاقته وامكانياته، بالحشد والتظاهر والاعتصام، بالهتاف والقلم والاندفاع بلا تراجع لا تراجع لا تراجع.

ملاحظة من الناشر:
نحن نسمي هذا الحزب بـ حزب الدعوة الشيطانية، وهو نموذج حقيقي للفكر العنصري الطائفي المقيت، الكاره للعروبة والإسلام، وبالطبع فإن الأستاذ الكاتب يعرف جيداً هذه الحقيقة ويؤمن بها، ولكنه أراد استعراض تاريخ ومنهج هذا الحزب بطريقة أقرب للحيادية.

هناك تعليقان (2):

ابو ذر العربي يقول...

اعتقد ان اطلاق كلمة حزب على الدعوة فيها وجهة نظر
لان الحزب ليس فقط اعضاء يجتمعون وينفذون ما يؤمرون به
وهؤلاء المدعون هم عصابة بكل معنى الكلمة ينفذون جرائمهم في السلب والنهب والاغتيال والاعتقال والاغتصاب والتدمير
وكل ذلك يدبر في ليل
وتاكيدا لما تفضل به السيد الكاتب هارون فانه لم يظهر في عصابة المدعون اي مفكر مشهور سواء في الاقتصاد او الفلسفة او السياسة او اي مجال من مجالات الحياة الاخرى
فهم ادوات تنفيذ لاسيادهم في تل ابيب اولا ثم طهران ووا شنطن
ولكم تحياتي

Anonymous يقول...

بارك الله فيك يا أستاذ هارون, لقد كفيت و أوفيت في مقالك الرائع هذا عن حزب الدعوة العميل , كان دائماَ يخطر على بالي سؤالا; و من الغريب انه لم ييتطرق له اي أحد من المثقفيين و الكُتاب. سؤالي هو ; من متعارف عليه , أن كل حزب له أهداف معينة و شعار محدد, على سبيل المثال , حزب البعث شعاره أمةعربية واحدة ذات رسالة خالدة , اهدافه وحدة حرية أشتراكية , و كذلك الحزب الشيوعي وطن حر و شعب سعيد , يا عمال العالم اتحدوا, وهلم وجر على بقية الاحزاب , ولكنني و لحد هذه اللحظة , لا اعرف ماهي اهداف هذاالحزب و لا حتى شعاره , كل ما أعرف عن هذا الحزب انه طائفي يأمتياز و كل اللذين ينظمون الى هذا الحزب هم شيعة فقط . وبهذه الحالة فأنه لا يمثل كافة شرائح المجتمع العراقي . و اذا أخذنا بنظر الاعتبار بأن مؤسس الحزب حسبما يقال هو احد ال الصدر وبالتالي تبرء منه بعد حين . بللله عليك يا أستاذ هارون ان توضح لي هذه الاشكالية , أعرف جيدا بأنك ستضحك مني على هذا الطلب . ولكن و لربما تعرف سمعت عن أشياء يمكن ان تعطي مصداقية لهذا الحزب الذي أقتنع به منذ ان سمعت عنه في منتصف السبعينيات القرن الماضي بعد ان كان محظور من قبل النظام الشرعي انذاك , و لك مني الف شكر يا أستاذنا الفاضل , و انا من قرائك المعجبين . ياسر القيسي

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..