يوسف الكويليت
الحرب مع إيران قومية ومذهبية وفي المستقبل عسكرية، وهناك تعبئة عنصرية ضد كل ما هو عربي، حتى الشيعة من أصول عربية، لأنها تعتبرهم جذوراً وعروقاً أقل من أرومتها الآرية، لكن ما هو أخطر من ذلك المواجهة الإعلامية حيث هناك ما يقارب 40 محطة فضائية تمولها الاستخبارات الإيرانية موجهة للعرب سواء من الداخل الإيراني أو العراق ولبنان وبعض الدول الخليجية التي سمحت لطوائفها فتح قنوات تموَّل من التجار الشيعة، أو من إيران نفسها..
نفس الشيء مع الإعلام المقروء سواء على شكل صحف أو مواقع إلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد استخدمت كل الوسائل بالشحن والتضليل والادعاء أنها في مواجهة مع أمريكا وإسرائيل لتمرير أهداف تجعلها في بعض الأوساط العربية مناصرة لقضاياهم في فلسطين وغيرها، حتى انها أدعت أن الثورات العربية ما هي إلا استنساخ لثورة الخميني، في أكبر كذبة تاريخية..
إيران من الداخل مجموعة شعوب وقوميات ومذاهب من السهل اختراقها بإعلام مواجهة منظم وبقوى معارضة يتم توظيفها ودعمها بفتح عشرات القنوات الناطقة بالأذرية، والبلوشية والكردية، والبشتونية وكذلك السريانية وغيرها من لغات الأقليات الصغيرة، واعتماد خطة لا تقف على جانب واحد من وسائل الإعلام، بل وكالات أنباء وصحف ومواقع إلكترونية تبث على مدار الساعة ولعل معاناة أخوتنا بالأهواز والتي لم تلق القيمة الفعلية لنصرتهم أعطى إيران حق ترحيلهم وسجنهم ومنع التعليم أو حتى النطق بلغتهم الأم، خصوصاً أن الإعلام المفتوح والذي أصبح من أهم أدوات الحرب والضغط على الشعوب لا نمارسه بشكل جيد يوازي ما تفعله إيران والدول التي تساندها..فهي تتحرك لافريقيا، وآسيا، وحتى أمريكا الجنوبية في الدعوة لوجاهة قضيتها وتحاول في المحيط الإسلامي، وخصوصاً الدول الفقيرة تشييع العديد من السنّة لدرجة أنها استطاعت في اندونيسيا ايجاد أعداد أصبحت جزءاً من استراتيجيتها وتشجعهم وتمدهم بفتح مدارس وحسينيات بغية معادلة أعداد السنّة، لكنها في توجهها الحقيقي تركز كل قواها على المنطقة العربية، حتى أن اليمن أصبح جزءاً من استراتيجيتها الأساسية في العمل مع بعض الزيديين بتلاحم المذهبين، ومدهم بالسلاح ومحاولة تقطيع اليمن في دويلات تدور في فلكها..
المؤلم أن الدول الخليجية العربية والتي أصبحت مركز الحرب الدعائية لا تملك الخطط بالمواجهة الإعلامية، وهي التي لا تحتاج إلا إلى التنسيق فيما بينها في توجيه ونشر الواقع الايراني، وكيف يتم عزل شعوب عن تراثها وإقصائها وتدمير بيئتها الداخلية، وعدم توظيفهم في المجالات السياسية والاقتصادية وإبعادهم عن الجيش ووسائل الإعلام، والقضاء على ثقافاتهم الأساسية، وهي ذخيرة تستطيع أن تحول إيران من دولة هجوم إلى دفاع إذا ما استشعرت فضح أساليبها في الداخل، وأن هناك من يناصر تلك الشعوب والأقليات الأخرى ويرفع صوتها أسوة بغيرها في المحافل الدولية ومخاطبة شعوبها الأصلية بما يؤكد أن العرب مع حريتهم واستغلالهم..
ملاحظة:
نشر المقال هنا.
هناك تعليق واحد:
اعتقد ان نقطة ضعف القوى الثورية العربية الاسلامية هو في الاعلام المضاد لمشاريع العدو من احتلالات او تفريس او ارهاب او التحدث باسم الثورات وايصال اهدافها للجمهور والعالم بطريقة علمية اعلامية
وهذا النقص يكلف الامة الوقت الكثير الثمين حتى تتوصل الجماهير الى النتيجة التي وصل اليها الثوار من قبل ولكنهم لم يستطيعوا ايصالها مبكرا للجمهور
وهذا امر خطير يجب الانتباه له واعطاؤه المزيد من العم والجهد والمال والخبرات
وهو مهمة لا تقل خطورة عن اي مجال اخر من مجالات الثورة
ولكم تحياتي
إرسال تعليق