موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 21 يناير 2013

استثمار الفوز يعني إنجاز النصر الحقيقي


عبدالصمد الغريري
من المعروف بالعلم العسكري ان كل معركة تبدأ بمراحل أولها نقطة التحشد ثم تليها مرحلة خط الشروع وبعدها تنفذ الصولة ثم احتلال الهدف، ولم تنتهي المعركة بتحقيق هذه النتيجة وإنما حسمها بشكل نهائي يتطلب تنفيذ مرحلة (استثمار الفوز)، اي تعزيز احتلال الهدف بما يضمن المحافظة عليه.

وعلى الرغم من ان مرحلة استثمار الفوز تأتي بالتسلسل في نهاية مراحل المعركة لكنها من حيث النتائج هي الأهم والأخطر لأنه بدون تحقيقها ستكون النتيجة لاحقا هي الهزيمة وما يرافقها من تضحيات وتأثير على المعنويات. مع ان المرحلة التي سبقتها لا تقل اهمية عنها لكنها مهما تعثرت فيمكن معالجتها ولا تؤثر بالقدر الذي ينتج من اي خلل في مرحلة استثمار الفوز.
مما تقدم يجعلنا نؤكد إن معركتنا ضد العدو المحتل لتحرير العراق بدأت منذ أن دنست قدم أول جندي أمريكي وجنود من تحالف مع امريكا ارض العراق في أم قصر الباسلة وتواصلت على مر سنين الاحتلال حتى اندحر المحتل امام صمود المقاومة الوطنية وصبر شعبنا الابي وتضحياته، وأعلن انسحابه مهزوما بعد أن تكبد أفدح الخسائر في جنوده ومعداته، لكن تحقيق هذا الهدف لم يكن هو المرحلة النهائية في معركتنا لان النصر النهائي الحقيقي يتطلب (استثمار الفوز) كون العدو المحتل ترك خلفه عملية سياسية مخابراتية مقيتة تدعمها وترعاها أكبر سفارة امريكية في التاريخ، وتنسيق ونفوذ ايراني يشكل احتلال اخر تحقق بتنسيق ورعاية أمريكية، وشيوع طائفية نتنه، وممارسات اجرامية تمثلت بالقتل والاعتقال والتهميش والتهجير، وسلوك لا اخلاقي تنفذه حكومة المالكي التي نصبها المحتل، لذلك وإمام هذا الواقع تناخا ابناء العراق لإسقاط هذه الحكومة في وقفتهم الشجاعة بساحات العز والحق والكرامة في الانبار وسامراء والموصل، واتسعت هذه الوقفة الشجاعة لأبناء العراق الغيارى في كل مدن العراق معلنة رفضها لجرائم المالكي وممارساته القمعية وغير الانسانية، وكانت البداية برفع مطالب محددة ثم تصاعدت بسبب مواصلة حكومة المالكي بنهجها الاجرامي المعادي لطموحات الشعب حتى وصلت المطالب لإسقاط هذه الحكومة والعملية السياسية برمتها، والدستور المسخ الذي اعده المحتل ليكون سيفا على رقاب كل عراقي وطني. وهذه هي مرحلة (استثمار الفوز) لتحقيق النصر الحقيقي والمحافظة عليه.
أيها العراقيون النشامى... ان جهادكم لانجاز هذه المرحلة وتحقيق النصر فيها يعني تحرير العراق أرضا وشعبا ومقدسات وإنهاء كل مخلفات الاحتلال من ممارسات طائفية وجرائم قتل واعتقال وتهجير وتهميش ونهب ثروات، والأهم من ذلك اعادة كرامة المواطن العراقي التي حاول المحتل وعملائه من اطراف العملية السياسية تدنيسها.
ان الثبات في ساحات الاعتصام والمواصلة والصبر هو النصر بعينه بل هو روح النصر العظيم الذي طال انتظاره من اجل تحقيق كل مطالب الشعب وعلى رأسها اسقاط حكومة المالكي الصفوية العميلة لأن اسقاطها يعني تحقيق كل المطالب الأخرى لأنها تمثل المشروع الصفوي المعادي للعراق بل معادي للأمة العربية.
اما لا سمح الله ان كان غير ذلك ولا اريد ان اتلفظ بها او اذكرها بكلمات يعتصر منها قلبي وتتردد يدي من كتابتها، فان اهلنا ابناء العراق المعتصمين بساحات الكرامة والحق والتحرير لا يمكن ان يقبلوها لأنهم جميعا أهل عز وكرامة وإباء ولن يقبلوا بعد هذا الجهاد والصبر والتضحيات إلا تحقيق النصر الذي يفرح الصديق ويغيض العدى، وان النصر والصبر ساعة والله يرعى ويعين المجاهدين الصابرين.
اسأل الله سبحانه وتعالى الثبات للمجاهدين العراقيين في ساحات الاعتصام، وعونه جل في علاه لتحقيق النصر القريب بإذنه تعالى، وما النصر الا من عند الله وهو القائل :

{وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} آل عمران126

ملاحظة:
نشر المقال هنا.

هناك تعليق واحد:

ابو ذر العربي يقول...

لا بد من ااستثمار الفوز حتى النهاية والا
فالمعركة لا تنتهي بتسجيل النقاط بل باعلان العدو عن هزيمته وتجرعه السم
ولنا في ابطال العراق اسوة حسنة في هذا المضمار الرائع عبر التاريخ
وشكرا لكاتب المقال
ولكم تحياتي

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..