موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 29 يناير 2013

الحناجر بمواجهة الرصاص!

ذكرى محمد نادر
لم يطق المالكي صبرا، فأحرق كل أوراقه بمواجهة الحراك الجماهيري العراقي الذي واجه سخرية سلطته ومماطلتها بالاصرار وواجه كلماته البذيئة بحقهم بالترفع عنها, واتهامه اياهم بالطائفية برفع شعارات وطنية عبَّرت عن هوية المتظاهرين العراقية ما دفع عشائر الجنوب للانضمام للحراك الشعبي رغم محاولات السلطة بالتضييق من خلال اعتقالات منفذي الاعتصامات، وسارعت عشائر الغربية بدحض اتهاماته لهم بالتمويل الخارجي, بفتح مضايف كرمها لتجود كل عشيرة بإطعام المعتصمين.

استنفد المالكي كل وسائله لجرهم الى معارك جانبية لاستنزافهم لكنهم بحنكة تجاوزوا  شراكه محافظين على ثبات موقفهم بالاعتصام السلمي، حتى انه ومثل اي زعيم للمافيا هدَّدهم على شاشات التلفزة قائلا: إنتهوا قبل ان تُنهَوا!
ولم يتبقَّ أمامه سوى الاعتداء عليهم عسكريا, وذلك ما تحقق حينما توجهت قواته الأمنية نحو ساحات الاعتصام ففتحت نيرانها على منصات الخطباء وعلى جموع المصلين في  ساحاتها, ما تسبب في سقوط 7 شهداء وأكثر من 60 جريحا في وقت كانت تتعالى فيه أصوات المحتجين بمواجه رصاص  العسكريين القتلة : سلمية سلمية!
مشهد يُذكر بأداء الجيش النظامي السوري الذي بادر لقتل المتظاهرين السوريين فكانوا يتغرغرون بدمائهم منادين: سلمية يا الله سلمية!”
الحل الأمني الذي ابتدأ بمجزرة, اسقطه المحتجون بثباتهم بالحفاظ على سلمية تظاهراتهم ورغم حالة الغضب والهياج التي أصابتهم, الا ان العقل المنسق للحراك الجماهيري, تجاوز بشجاعة وحكمة لحظة الغضب, واستطاع ان يطوقها بكثير من الحنكة والبأس, رافضا الانجرار نحو مستنقع دم مقصود , فقد بات مفهوما ان المالكي يسعى لسحبهم لمعركة تنفي شرعية سلميتهم, فليس بمعرض اهتماماته على ما يبدو, الضحايا العراقية التي ستسقط جراء نزقه السياسي وشهوته للبقاء على كرسي حكم لم يعد لائقا به بعد ان اُسقطت عنه اخر اوراق ما يدعيه من شرعية.
وأثناء طواف نعوش شهداء الفلوجة, بعد منع  شهداء منطقة الكرمة لوداع ساحات الاعتصام وعقب المجزرة الحكومية جاءت كلمات الشيخ العلامة عبدالملك السعدي كصفعة بالغة القوة على وجه المالكي  ليخاطبه: لماذا يا مالكي تفتح قواتك النار على الآمنين العابدين؟ لماذا الاستفزاز الصارخ للمطالبين بحقوقهم المشروعة, ولماذا هذا الاعتداء على الثائرين لشرفهم وكرامتهم؟
 
فماذا تنتظر بعد فعلتك هذه في الفلوجة وغيرها؟ مستطردا, بما لن يسر المالكي لسماعه لأنه سيعارض نواياه ويربك حساباته، قائلا: ومع كل هذه الإساءة فسيبقى المتظاهرين اكرم منك وانهم سيطاولونك بالصبر والسلم الى ان يقضي الله تعالى امرا كان مفعولا, انت تريد ان تحولها لدموية وهذا امرٌ لن يتحقق, بل ستستمر سلمية على الرغم من انفك!
 
وفق هذه النظرة الوطنية الملتزمة وعلى لسان شيخهم جاء موقف المتظاهرين جليا, وعلى عكسه كان خطاب الحكومة بما لم يكن مستغربا  باتهامهم في البدء باطلاق النار, وهو واقع نفته  كل الافلام الملتقطة لجنود اطلقوا الرصاص الحي دون سابق انذار من وضع مستريح نحو صفوف المصلين والمنصات.
لجوء حكومة الخضراء لاعتماد الحل العسكري يدل على خوفها من اتساع رقعة التظاهرات الجماهيرية الى ما يتعارض ورغبتها ومصالحها, محققة تفوق يفوق  قوتها العسكرية, ومشيرا لتعويل المالكي واطمئنانه, على الاسناد الايراني الذي أكدته مرارا تصريحات مسؤولين ايرانيين, آخرهم علي اكبر ولايتي الذي عد المتظاهرين كأعداء للشعب العراقي وان طهران كفيلة بدعم  الحكومة عسكريا ضدهم !
احُبطت محاولات حكومة الخضراء, وجاءت حساباتها على غير توقعها, فقد زادت مجزرة الفلوجة اصرار المعتصمين, مثلما ضاعفت اعدادهم, وحقق ثباتهم على سلميتهم تجاوبا لافتا من اغلبية الشعب العراقي محققا لاستقطاب المترددين بحسم موقفهم لنصرة حراك اخوتهم. 

وسُجل مكسب سياسي, يُعد بمثابة ضربة قاصمة لأحلام المالكي وحزب الدعوة بتصويت مجلس البرلمان العراقي بأغلبية مطلقة على رفض قانون يُجيز لهُ الترشح لولاية ثالثة, ذلك ما دفعه واعوانه لحالة غضبٍ تبدت واضحة في أحاديثهم وخطاباتهم المتلفزة لتُظهِر حقيقتهم الطائفية وغير الوطنية.
وجاء رد مفتي الديار العراقية الشيخ العلامة رافع الرفاعي ليدينهم لاسترخاصهم للدم العراقي المسكوب في ساحات العز والكرامة، مطالبا بمحاكمة  قتلة المتظاهرين وفي مقدمتهم نوري المالكي ومثولهم أمام محاكم الانبار لإحقاق حق الضحايا مشددا على ان قطرة دم عراقية هي لأطهر واشرف مما يفترون، وأمهل باسم الثوار للتنفيذ اسبوعا واحدا.
سلمية حناجر الثوار الغاضبة المطالبة بحقوق الوطن المشروعة اثبتت صمودها وبسالتها, وعما قريب ستُسقط الحناجر اصحاب “مهزلة القانون” تباعا.. وهذا واقع اقرب كثيرا مما يتوقعون.

ملاحظة
نشر المقال هنا


هناك تعليقان (2):

أحمد الأعظمي يقول...

لابد للحناجر ان تواجه الرصاص .. فقد تعلمنا وتربينا ونشأنا ان للقلم والبندقية فوهة واحد ... فما يكتبه القلم تنطقه الحناجر وتتغنى به .. فكان حتما ان تواجه الرصاص حناجر واقلام من رصاص ......

ابو برزان البعثي يقول...

تحية رفيقتنا ذكرى
----
سرقة مجهودات الشعوب و صبها كمبالغ تصب في جيوب الحكام هي بداية الظلم عندما تمارس الدولة قيودا على شعوبها لا تفرضه على حكامها لابد من الشعوب أن تثور غضبا و يبقى فقط من يريد أن يعبث فيها و يعيث الفساد أينما حل و رحل لتقول حينها إنهم هم الشعب جميعا زمرة المطبلين و الحشاشة هم الذين يفتقدون هؤلاء الحكام الظالمين الذين يريدون دوما الإستفادة من حالة إنعدام الوزن ما بين صفوف الشعب حتى يستبيح الحاكم دوما لعبته في إراقة دماء معارضي سياسته بإثارتهم للمشاكل وهذا حال المالكي يخلق الازمات للهروب من فشله بادارة العراق

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..