هارون محمد
بالعين المجردة وعن قرب ، رأينا كيف حمى الامريكان قادة الاحزاب الطائفية الشيعية عندما نزلوا على عاصمة الرشيد عقب الاحتلال الامريكي من طهران وواشنطن ولندن ودمشق، وكيف وفّروا لهم البيوت والمقرات والمكاتب المحصنة، وهيأوا لهم أسباب (الشغل) والحراسات والسيارات المصفحة والالاف من قوات الـ(مارينز) انتشروا في مناطق وأحياء بغداد السنية في حين اطلقوا طائراتهم المقاتلة والمروحية وصواريخهم لهد اغلب المدن والمحافظات السنية العربية ابتداء من المقدادية شرقا الى القائم غربا، ومن الموصل شمالا الى الزبير وابي الخصيب والفاو وام قصر جنوبا، هذه حقائق لا تحتمل النقاش لانها واضحة وضوح الشمس في عز النهار.
ويكفي السنة ىالعرب فخرا انهم هم لا غيرهم من أجبر القوات الامريكية على الانسحاب من العراق عندما خاضوا معارك ضارية ضدهم، اعترف بوش ورامسفيلد وتشيني بشراستها، ويبدو ان سعد المطلبي الانتهازي المخضرم الذي خدم المرحوم عدي صدام حسين في تجمعه الثقافي وصحفه المتعددة مع اشقائه وابناء عمومته لسنوات طويلة قبل ان يغير جلده كان أعمى وأطرش لا يرى ولا يسمع ماذا فعل السنة العرب بالامريكان ويتغافل عن تصريح بوش الصريح عندما قال في منتصف عام 2006 ان ادارته كانت على وشك إصدار الامر الى القوات الامريكية بالانسحاب من العراق لتفادي الخسائر الفادحة في الارواح والمعدات نتيجة ضربات من اسماهم بـ(المتمردين) السنة، والمطلبي يتناسى ان قادة الاحزاب الشيعية الطائفية التي يخدم في ملاكاتها الآن ابتداء من ابراهيم الجعفري ونوري المالكي وخضير الخزاعي وعلي الاديب وآل الحكيم وهادي العامري دخلوا الى العراق خلف الدبابة الامريكية وبعضهم تعلق بها مثل موفق ربيعي وبحر العلوم والجلبي، ويتذكر ايضا ان احد حاخامات (الشيعة) وقف بلا حياء ودعا بصوته المبحوح الى اعتبار يوم التاسع من نيسان ( يوم احتلال بغداد) عيدا وطنيا عراقيا والغاء الاعياد الوطنية العراقية السابقة كعيد 14 تموز وعيد 6 كانون الثاني ذكرى تأسيس الجيش العراقي لانها من مخلفات النظام السابق (حسب رأيه الخرف).
وفي الوقت الذي كان السنة العرب يبذلون طوفانا من الدم دفاعا عن سيادة العراق وقدموا الشهداء زرافات ومواكبا، كان أسياد سعد المطلبي يتحلقون حول بول بريمر مندوب بوش ويقومون على خدمته ويحرضونه صباح مساء على قتل السنة العرب حتى وصلت الوقاحة بهم الى اطلاق اسم (عبد الامير) عليه وهو من الاسماء التي يتمسكون بها، إعتزازا بهذا الاستعماري القذر وتمجيدا بـ(كفاءاته) في اغتيال الاحرار ومطاردة المقاومين وتخريب المدن والبلدات السنية العربية.
لقد انكشفت ألاعيب نوري المالكي وشلته الطائفية ولم تعد خافية على أحد، ولم تبق في جعبته وسيلة لايذاء السنة العرب الا واستخدمها وزاد عليها مما يحمله في أعماقه من أحقاد باطنية وسموم طائفية ضد رموز وقيادات السنة العرب، ابتداء من الشيخ الدكتور حارث الضاري والدكتور عدنان الدليمي وعبدالناصر الجنابي ومحمد الدايني وطارق الهاشمي وانتهاء برافع العيساوي والقائمة تطول، في الوقت الذي يرزح أكثر من 40 ألفا من ابناء السنة العرب في سجون حزب الدعوة ومعتقلاته السرية والعلنية من ضمنهم ستة الاف معتقل في سجن (التاجي) وحده، علما بان اكثر من نصف هؤلاء كانت قوات الاحتلال الامريكي قد اعتقلتهم قبل انسحابها بتهمة الانخراط في المقاومة ضد الاحتلال فيما أضاف حزب الدعوة النصف الثاني وفق المادة (4 ارهاب) التي يفاخر المالكي بانها (4 سنة) لانها تطبق على السنة العرب فقط.
ان مداهمة منزل رافع العيساوي واعتقال افراد حمايته بطريقة فجة هي رسالة الى السنة العرب بان لا أحد منهم يفلت من الانتقام الصفوي الاسود حتى اولئك الذين يشاركون في حكومة المالكي، بمعنى ان الوظيفة السيادية وحصانتها غير مشمول بها السني العربي، وهذا ما لاحظناه في عملية ملاحقة طارق الهاشمي الذي أصدرت محاكم نوري المالكي ومدحت محمود النعلبند خمسة أحكام بالاعدام عليه لحد الان والبقية تأتي تباعا وجميعها مخالف للقوانين المعمول بها ووصل الاعدام الى عدد من افراد حمايته بعد اختلاق تهم مضحكة من قبل قاضي للتحقيق يدعى سعد الكناني عرف بانحطاطه الاخلاقي في التعامل مع المعتقلين والموقوفين السنة.
ولان نوري المالكي لم يكن يتوقع ان تكون ردود الفعل الناتجة عن مداهمة منزل العيساوي واعتقال مرافقيه بهذا الحجم من الغضب الشعبي، فانه اتخذ سلسلة من الاجراءات (المهدئة) واوعز الى صبيانه سعد المطلبي وعلى الشلاه وعدنان الشحماني (سارق الهواتف النقالة) في مجلس النواب، بالتصريح بأن (دولة رئيس الوزراء) لم يعلم بعملية المداهمة والاعتقال، وطلع وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي يعلن بانه سيعاقب القوة المسلحة التي اقتحمت بيت ومكتب العيساوي الذي أصر بان المالكي هو من أصدر القرارات وهو وراءها لتصفية حسابات سياسية معه.
وكان العيساوي وقبل اسبوع من مداهمة منزله واقتحام مكتبه الرسمي في وزارة المالية، قد دخل في سجال حاد مع وزير التعليم العالي الايراني ابن الايراني على يزدي الملقب بـ(الاديب) وهو عضو في المكتب السياسي لحزب الدعوة بسبب اقدام الاخير على تعيين 21 مديرا عاما وعميدا للكليات في وزارته، وعارض العيساوي لائحة التعيين التي حملها الاديب لاستحصال موافقة المجلس عليها لانها تضم شيعة فقط وطالبه بان يلتزم العدل والانصاف في اجراءاته وان يعتمد مبدأ التوازن الوطني في سياساته، وعندما قال الاديب بان جميع اساتذة الجامعات من السنة العرب (ارهابيون) ولا يصلحون لعمادة المعاهد والكليات، رد عليه العيساوي بانه طائفي أصلا ولا يرى غير جماعته وخاطب الاديب أمام المالكي والوزراء بانه مستعد لتقديم مئات الاسماء من الاساتذة والعلماء والاكاديميين العراقيين وجميعهم من الكفاءات والاختصاصات العلمية ولديهم المؤهلات والمواصفات المطلوبة ليتولوا إدارات المؤسسات والكليات في وزارة التعليم العالي، بينما قائمة الوزير الطائفي اقتصرت على اسماء مغمورة وغير جديرة بتسلم أي موقع في الوزارة، وتضامن الوزراء الاكراد وعدد من وزراء التيار الصدري مع منطق العيساوي وشعر الاديب بانه قد هزم واغتاظ المالكي ووجه انتقادا للعيساوي ووصفه بانه يشاغب على الوزراء الشيعة ويخلق المشاكل لهم، فرد عليه العيساوي انت الذي يجب ان يتحمل أخطاءهم وعيوبهم لانك اتيت بهم دون معرفة قدراتهم سوى انهم من حزبك او قريبين منك، وزعل ابن طويريج وضرب الطاولة التي امامه بيده وانهى اجتماع مجلس الوزراء.
وفي مناسبة سابقة قال المالكي للعيساوي انه تسلم ملفا من قوات الاحتلال الامريكي يتضمن انك عندما كنت مديرا لمستشفى الفلوجة عامي 2003 و 2004 استقبلت عددا من (الارهابيين) بحجة انهم جرحى وكنت تُخرجهم من الباب الخلفي للمستشفى، فرد عليه العيساوي: نعم.. حصل ذلك وافخر به، والذين تصفهم بالارهابيين يا دولة الرئيس هم ابطال المقاومة العراقية ضد الاحتلال، فطأطأ المالكي رأسه وراح يهمس مع نفسه بكلمات غير مسموعة، واضح انها تعبر عن حقده الدفين والمتجذر ضد المقاومة الوطنية والقومية التي أذاقت الامريكان مر العذاب والهوان.
وهناك حقيقة لا يقدر المالكي ولا المطلبي الهروب منها وتتمثل بأن لولا المقاومة التي ابداها السنة العرب في العراق ذودا عن وطنهم ودفاعا عن عروبتهم، لسخر العالم اجمع من بلد إسمه العراق وجدوا فيه أحزاب ومرجعيات الشيعة ترحب بالاحتلال بعد ان نجحت بدعم امريكي عسكري من تدجين المناطق والمحافظات ذات الاغلبية السكانية الشيعية، والسنة العرب وحدهم وقفوا وتصدوا للحاقدين والمرجفين ومنعوا تقولاتهم بان لا مقاومة في العراق، لما هبوا جميعا بشبابهم وشيوخهم ونسائهم وحتى أطفالهم يتصدون لقوات الاحتلال بالصدور والحجارة والرصاص والقنابل في وقت لم تطلق رصاصة واحدة من مناطق ومحافظات نفوذ الاحزاب الشيعية، بل ان جواسيس واتباع ايران في محافظات البصرة والناصرية والعمارة والنجف والكوت والحلة وكربلاء والديوانية تحولوا الى أدلاء للقوات الامريكية والبريطانية المحتلة في تحديد أسماء شيوخ قبائل وسياسيين وضباط عسكريين ومدرسين واطباء من الشيعة العرب وتعيين مواقع بيوتهم حيث اغتيل العشرات منهم وزج المئات في المعتقلات.
وعندما يتصل المالكي تلفونيا بالعيساوي بعد ان ظهر الاخير في مؤتمره الصحفي يحف به نواب القائمة العراقية ووصف ائتلاف دولة القانون بائتلاف دولة المليشيات وطالب رئيسه بالاستقالة لانه ليس رئيس حكومة وانما رئيس عصابة، فان عملية الاتصال الهاتفي والاعتذار، تدلل على ان المالكي جبان ورخيص لا يتوان عن التوسل والخنوع عندما يجد انسانا قويا وصلبا أمامه، وقد يتذرع بانه استخدم (التقية) في تعاطيه مع العيساوي ولكن الحقيقة تظل ساطعة بانه لا يقوى على المواجهة وجها لوجه وهذه طبائع أهل حزب الدعوة وأخلاق الشيعة الطائفيين، يلجأون الى المسكنة عندما يحاصرون ولكنهم يضمرون في نفوسهم الامارة بالشر دائما عندما يتمكنون، ويا رافع العيساوي.. حسنا فعلت عندما رفضت إعتذار نوري المالكي وواصل حملتك العادلة عليه مسنودا بأهل الخير والشهامة، بينما هو محصور بين أشباه الرجال ولا رجال، وهل يستوي اولاد المتعة مع ابناء الاصالة والعراقة؟
هناك 5 تعليقات:
بارك الله فيك يا أستاذ هارون على السطور الأخيرة لأنها وصف دقيق لهؤلاء الأرذال من حزب اللغوة العميل و غيرهم من المتملقين الى هذا الحزب الفاشل . ياسر القيسي / ايطاليا
سعدون
تبقى سهمآ لاذعآ يصيب العملاء ولاشفاء منه انشاء الله فنشاطك الدائم في فضح العملاء الاجراء يذيقهم السم الزعاف بورك بالتي انجبتك وبارك الله بك وسلفك ايها الغيور سهامك قاسيه عليهم لان الحقيقه لايحجبها ما يتسترون به
كل عملاء الامريكان والمشاركين في العملية السياسية الاحتلالية سواء كانوا سنة او شيعة فهم لا يستحقون منا الاحترام، بل هم خونة وان اقتربت افعال بعضهم من الحق. نتيجة تقاطع مصالحهم الشخصية.
سلمت يااستاذ هارون وبارك الله فيكم
استاذ هارون....انت مفخره لكل العراقيين
إرسال تعليق