صلاح المختار
إيّاك تجني سُكِّرًا من حنظل فالشيء يرجع بالمذاق لأصله
الامام الشافعي
منذ سنوات طويلة خصوصا منذ خمسة اعوام ونحن نناقش بعقل مفتوح ومنطق متحفظ تجنب اطلاق الحقيقة كاملة حول مواقف ما يسمى بـ (المؤتمر القومي العربي) وقراراته التي تتعارض مع تسميته وما اعلنه عن واجباته ولكن دون جدوى، فلقد كنا كأننا نطرق على حجر اصم رغم ان لل(الحكومة) التنفيذية المسيطرة عليه عيون واذان ودماغ لكنها لا تريد ان تسمع ولا تقبل ان ترى ولا تحاول ان تفهم!
الان انتهى وقت الصبر والتحفظ وعلينا ان نسمي الاشياء باسماءها الحقيقية دون لف او دوران لأن شعبنا يذبح وترمى عشرات الجثث يوميا في المزابل العراقية بعد اغتيالها من قبل عصابات تتجول بحماية الحكومة التابعة لايران وامريكا في نفس الوقت!
(صبرنا انتهى) قلناها قبل اكثر من خمس سنوات ولكن (حكومة) المؤتمر القومي العتيدة تصر على عدم احترام عروبتنا ومواصلة الرقص الفاضح على جثث الاف العراقيين والسوريين واللبنانيين ، لذا علينا فضح اللعبة الجهنمية التي تمارسها حكومة (المؤتمر القومي العربي) ، وسيكون البيان الاخير الصادر عن دورته في القاهرة هو محور النقاش ، مع الضرورة القصوى للانتباه الى اننا حينما نقول المؤتمر القومي لا نقصد اعضاءه عامة بل نقصد تحديدا النخبة المسيطرة فقط وهي بمقام (حكومته ) المستبدة بلا حدود ولا رادع ، لان الاعضاء بغالبيتهم مازالوا عربا حقيقيين ويلتزمون بخط قومي لاشك بصدقه واصالته ولذلك علينا ان نميز بدقة بين حكومة المؤتمر وبين الاعضاء الطيبين الامناء على عروبتهم . وفي هذا الجزء سنناقش فقرة واحدة فقط من البيان .
يقول البيان حرفيا حول العراق : (وعلى قاعدة الربط بين استهدافات المشروع الامبريالي – الصهيوني على امتداد الوطن العربي يرى المؤتمر أن ما يجري في العراق اليوم يدخل في صلب هذه الاستهدافات من محاولات تفكيك للدولة العراقية ونزع لهويتها العربية وتحويلها إلى جماعات عرقية ومذهبية متصادمة وموظفة في خدمة جهات إقليمية ودولية.)
هذا كلام صحيح ولكن الاصح منه هو طرح السؤال التالي : لم تتجاهلون الدور الايراني في هذا المخطط مع انها الشريك الرئيس لامريكا واسرائيل وتصرون وبلا تزحزح على ذكر امريكا واسرائيل فقط ؟ هل ايران غير مشاركة في تنفيذ هذا المخطط التفكيكي للدولة العراقية ؟ اذن دعونا نذكركم ياحكومة المؤتمر بالحقائق التالية التي تثبت ان ايران مشارك رئيس فيه :
أ – في عام 2004 اعترف نائب الرئيس الايراني محمد علي ابطحي في مؤتمر دولي في الامارات العربية المتحدة بان ايران هي التي ضمنت نجاح غزو امريكا لكل من العراق وافغانستان وبدون دعمها ما كان للاحتلال ان ينجح ، بقوله حرفيا ( لولا المساعدة الايرانية لما نجحت امريكا في غزو افغانستان والعراق ) . هذا اعتراف رسمي بمسالة بالغة الوضوح وهي انه لولا الدعم الايراني لما نجح غزو العراق ، وليس هناك غموض فيه ابدا . وتأكد ذلك بتصريحات متكررة ومتعاقبة لكل من احمدي نجاد الرئيس الايراني الذي ( عاتب ) امريكا مستغربا لانها كافأت ايران على دعمها لانجاح غزو العراق بالتأمر عليها ، وهذا ايضا ما قاله هاشمي رفسنجاني وغيره .
ب – اعترفت ايران قبل اي دولة اخرى بالوضع الجديد في العراق المحتل ، وكان فيلق بدر اول من دخل العراق وقاتل الجيش العراقي قبل وصول قوات الغزو الى بغداد واستشهد عشرات المتطوعين العرب برصاص فيلق بدر ، والشهود من الجرحى المتطوعين للدفاع عن العراق مازالوا احياء .
ج – كانت الاحزاب والكتل الموالية لايران في العراق ومازالت هي القوة الرئيسة الداعمة للاحتلال ومصدر قوته وتعاظمه وانتشاره وديمومته ، فمنها تشكلت اطول الحكومات واخرها حكومة المالكي ومنها تشكلت قوات الامن والجيش الجديد ، ومنها تشكلت ميليشيات طائفية انتشرت في كل العراق تقتل وتذبح وتغير سكان العراق لمحو هويته العربية . وباسم مظلومية زائفة روجتها ايران بدعم امريكي كامل حشدت الاف البسطاء لدعم الاحتلال وتقديسه بوصفه (تحريرا) والدفاع عنه وقمع كل مناهض له وتصفيته بلا رحمة . وبأوامر ايرانية صدرت فتاوى من مراجع ( عظام ) في النجف وقم تدعو لدعم الاحتلال بلا تردد وفي مقدمتها فتاوي السيستاني ، ورأى العالم كله بالصورة والصوت تبادل القبل من الفم بين بول بريمير الحاكم الامريكي للعراق وبعض تلك المراجع .
هذه بعض اعمال ايران ولولاها لما وجدت امريكا من يمسك الارض في العراق اسنادا لها لانها كانت عاجزة وعمياء ولاتعرف العراق وليس لديها رجال تابعين لها باعداد وتأهيل يمكنهم من تسهيل عمل الاحتلال ، فتقدمت جماعات ايران لتقوم بدور الدليل والمرشد للغزو الامريكي والمرسخ لوجوده . هل هذه حقيقة مجهولة ؟ كلا انها احدى حقائق الاحتلال ويكفي النظر في اسماء اعضاء مجلس الحكم والوزارات التي شكلت بعده والميلشيات وغيرها لنتاكد من ان اتباع ايران هم الركيزة الاساسية للحكم في ظل الاحتلال ، وانهم ادواته الحاسمة في ترسيخ وجوده وادامته ، وما الدعم الامريكي حتى هذه اللحظة لحكومة المالكي الايرانية الهوى والهوية الا ابرز دليل على صحة هذه الحقيقة .
كما ان تسليم العراق من قبل امريكا الى المالكي في اطار صفقة امريكية – ايرانية معروفة ، وليس الى عملاءها الرسميين الذين جاءوا مع الغزو ، مع انها تعرف بصورة تامة انه اداة ايرانية دليل اكثر حسما يؤكد هذه الحقيقة ويثبت حقيقة وجود الشراكة الستراتيجية وليس التكتيكية بين امريكا وايران . ما الذي يترتب على هذه الحقيقة ؟ ببساطة ابرز الحقائق واكثرها ثباتا حقيقة ان كل الجرائم التي ارتكبها الاحتلال وحكومة الاحتلال تمت بقرار مزدوج ايراني وامريكي . ولهذا لا مفر من طرح السؤال التالي : هل ما جرى ويجري في العراق امر عادي او خطأ عابر او هو موقف خاطي فقط ويمكن معالجته كي تتجاهل حكومة المؤتمر تلك الحقيقة المروعة ؟
لقد توالى اصرار حكومة المؤتمر على رفض ادانة المشاركة الاساسية لايران في غزو العراق والقيام احيانا باسقاط فرض بتوجيه نقد اشد نعومة من الحرير لها ، محاطا ب( تقديس ) دور ومواقف ايران كلها لاجل تحييد النقد الحريري واعتبار موقف ايران من غزو العراق ( خطأ بسيط وعابر ارتكبته في العراق ) ! بل ان النقد هذا يتم بأمر ايراني مباشر لحكومة المؤتمر لضمان عدم انفضاض اعضاء المؤتمر ! ذلك كله ليس فضحا ولا كشفا لواقع الحال في العراق ولا تحديدا صحيحا للدور الايراني الحقيقي بل هو في الواقع المعاش تعتيم على الدور الايراني التدميري والخطير من اجل ادامته وتوسيعه . نؤكد لم يصدر اي بيان يدين المشاركة الايرانية في غزو العراق باعتبارها مشاركة رئيسية .
ويواصل البيان : ( لذلك يجدّد المؤتمر تمسكه بوحدة العراق الجغرافية وبوحدة شعبه ووحدة دولته وبهويته العربية وبدوره العربي ما يبعد عنه كل أشكال التدخلات الإقليمية ويحرره من قيود العملية السياسية التي فرضها عليه قانون "بريمر" وملحقاته الدستورية والتشريعية.) .
تزوير صارخ اخر تقوم به حكومة المؤتمر : كيف تتمسك حكومة المؤتمر بوحدة العراق وهي تتجاهل الطرف الاكثر خطرا ونجاحا في اشعال الفتن الطائفية في العراق وهو ايران ؟ لماذا تعمى عيون هذه الحكومة ويغيب عقلها ولا تسأل نفسها السؤال الحاسم التالي : لم ارتبط تفجر الفتن الطائفية في الوطن العربي بوصول خميني للحكم مع انها كانت قبله غائبة رغم محاولات الاستعمار الغربي والصهيونية منذ بداية القرن العشرين اشعالها ؟ وكيف تدين حكومة المؤتمر العتيدة العملية السياسية للاحتلال وبنفس الوقت تدعو في بيانها الاخير الى المصالحة معها علنا ورسميا ؟ وكيف تدين حكومة المؤتمر ( القومية ) حتى نخاع العظام التدخلات الاقليمية دون تسمية الدول التي تقوم بها ؟
هل يجوز ان ندين في نفس البيان الحكومات العربية من القضية الفلسطينية ، وهو موقف صحيح تماما ، ونسميها بالاسم لكننا حينما يتعلق الامر ب( قدس اقداس ) حكومة المؤتمر - اي ايران - وهي من يفكك العراق وينشر فيه الفتن الطائفية نتجنب ذكر الاسم ، وان ذكر فبصورة عامة كأن التدخل لا يشمل تفكيك العراق بل هو عبارة عن خرق بسيط وعابر للسيادة العراقية ؟! المطلوب لاثبات صدق حكومة المؤتمر ورفضها تفكيك العراق والتدخلات الخارجية والتخلص من العملية السياسية ان يبدأ ذلك الرفض بتحديد الاطراف الفاعلة التي تتمسك بالعملية السياسية وبدستور الاحتلال وتعدهما غطاءان لها ومنهما تستمد مشروعيتها الزائفة كما يحصل الان من مواقف المالكي تجاة الانتفاضة واصراره على التمسك بدستور الاحتلال وب(المنجز ) الديمقراطي للاحتلال في محاولته تخطئة منطلقات الانتفاضة الوطنية !
لماذا تندلق عينا حكومة المؤتمر خارجتين من محجريهما وتتهستر عندما يطرح السؤال التالي : هل المالكي مستقل عن ايران ام انه لعبة قرقوز بيديها ترقصه كما تشاء ؟ الم ترقصه على انغام التوبة من معاداة بشار وامرته بالانغماس حتى شعر الرأس في معركة سوريا ؟ لم لا تدينون المالكي بالاسم بصفته راس العملية السياسية الفاسدة والمفسدة ؟ ولم لا تشيرون الى انه مسير من قبل ايران وان كل موقف وكل خطوة في العراق المحتل لا تتخذها حكومة المالكي الا بامر من قاسم سليماني الحاكم الايراني بامره في العراق ؟ هل مسموح لحكومة المؤتمر كشف جرائم اسرائيل ورفض تبادل الارض الفلسطينية ، كما ورد في بيان المؤتمر وهو موقف سليم تماما ، لكنها غير مسموح لها بكشف جرائم ايران في العراق وتحديد انها وراء استمرارية العملية السياسية والتمسك بها ؟
لم تتناس حكومة المؤتمر ان اتباع ايران يحكمهم ويتحكم بهم مفهوم ولاية الفقية وينظم حتى غزلهم مع زوجاتهم لانه يقوم اساسا على العبودية والخضوع التام لاوامر الولي الفقية خامنئي ، وتكفير من يخرج عن طاعته ( لان طاعة الولي الفقية اوجب من طاعة الانبياء ) كما ينص هذا للمفهوم ؟ ربما ستقول حكومة المؤتمر بان ذلك مجرد فقه نظري ولكن نتحداها ان تقدم دليلا واحدا على ان اتباع ايران في كل الاقطار العربية تجاوزوا مرة واحدة فقط طاعتهم العمياء لعلي خامنئي .
هل تذكرون طاعة حسن نصرالله العمياء لولي الفقيه والتي يعبرعنها بسلوك عبودي واقطاعي المنشأ وهو تقبيل حسن ليد خامنئي كلما التقاه ؟ تقبيل يد المرشد هو كناية حرفية عن طاعته بعماء كامل وهو جوهر ولاية الفقيه ، فهل تعرفين ياحكومة المؤتمر الموقرة معنى ونتائج ذلك ؟ اذا لم تكوني تعرفين ذلك حتى الان فانظري لكيفية واسباب دخول قوات حزب الله الى سوريا بالالاف وانخراطها في قتال دموي بشع مع ابناء سوريا ! مع ان هذا الحزب اقسم امينه العام سيد (المقاومة) مرارا وتكرارا وبلا تعب من ترديد القسم على ان سلاحها لن يستخدم الا ضد اسرائيل ، الان هذا السلاح الافضل من كل اسلحة الحكومة اللبنانية يستخدم ضد الشعب السوري وتحت شعارات طائفية علنية احدها الدفاع المزعوم عن مقام السيدة زينب وليس تحرير مزارع شبعا اللبنانية التي مازالت محتلة من قبل اسرائيل ولا لدعم الشعب الفلسطيني الذي يواجه بمفرده عدوانات اسرائيل !
لقد لحس حسن قسمه المكرر والمغلظ لان خامنئي قال له : اسرع يا حسن ، ادخل سوريا ، انقذ (بروتوكولات حكماء الفرس) من الفشل ، هذا يومك الذي اعددناك له يا حسن ! وقبل هذا هل تذكرون خصوصا يا ايها الاعضاء اللبنانيون في حكومة المؤتمر كيف ان حزب الله استخدم سلاح المقاومة لاحتلال بيروت في صيف عام 2008 وسفك دماء عشرات اللبنانيين ؟ وهل تذكرون انه لم يفعل ذلك الا تنفيذا لاوامر ايرانية مباشرة بعد ان اكتملت ( شرائط التأهيل ) ، حسب تعابير مرجعية قم ، واكتسب سمعة طيبة جر بها الاف العرب لدعمه واصبح واجبه هو تسخير السمعة الطيبة لحزب قاتل اسرائيل في غزو عواصم عربية كانت بيروت اولها والان دمشق ؟!
هل هذا العمل شيء غير تفكيك الدولة في لبنان وسوريا والعراق وبمشاركة حزب الله مباشرة ؟ وهل يتجرأ اي وقح لينكر ان طائفية حزب الله المسلحة حتى الاسنان والمتطرفة حتى العظم والتي سفكت دماء عشرات اللبنانيين وابتزت ملايينهم هي التي انتجت الطائفية المسلحة للسنة خصوصا الطرابلسيين المقاتلين الان فاكتملت متطلبات احراق لبنان بكارثة حرب اهلية ستكون الاسوأ في التاريح اللبناني كما قال بصواب الامين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي ؟ اذن لم لا تقولين ياحكومة المؤتمر هذه الحقيقة وتعترفين بها مع ان الملايين من المعذبين والضحايا يعرفونها بيقين كيقينهم بوجود الله ، ولم لا تشموا روائح جبال الجثث في لبنان وسوريا والعراق رغم انها وصلت الى انوف اخرين في المكسيك والصين ؟
ثم يقول البيان العتيد : ( ويجدّد المؤتمر دعوته إلى الشعب العراقي إلى التوحد وفق برنامج وطني تصالحي يحمي العراق من مشاريع التقسيم. كما يدعو المؤتمر الحكومات العربية بإلغاء كل القيود على سفر العراقيين إلى البلاد العربية تخفيفاً لمعاناتهم، وذلك على طريق إلغاء التأشيرات أمام مواطني الدول العربية.) . انتهت الفقرة .
بعد عشر سنوات على احتلال العراق وبعد ان كشف كل عراقي عن وجهه وعرف العراقيون من هو القاتل ومن هو القتيل تأتينا حكومة مؤتمر ( الكتلة التاريخية ) العتيدة لتقول هذه الفقرة ! حكومة المؤتمر بكل اعضاءها ومن مختلف الجنسيات العربية تعرف بان النظام في العراق اقامه الاحتلال ودعمه الاحتلال والزمه بالتقيد التام والحرفي بدستور الاحتلال ، ومارس كل الجرائم ضد شعب العراق في السنوات العشر السابقة خدمة للاحتلال ، وهو لم يتغير ابدا بعد الانسحاب الامريكي لان امريكا سلمته العراق لانه تابع لايران ، بعد توقيع الاتفاقية الامنية في عام 2008 والتي تضمنت بنودا سرية وعلنية تعترف بان امريكا مازالت تقود وتتحكم وتملك قواعد نوعية في العراق للتاثير والتحكم في وضعه ، وايران قبلت بذلك وهي شريكة امريكا في العراق حتى هذه اللحظة !
بل ان حكومة المالكي وباوامر ايرانية رسمية اعلنت عنها شخصيات ايرانية تقمع ابناء العراق المتظاهرين السلميين وترفض حتى الغاء او تخفيف التمييز والاضطهاد العنصري الطائفي الذي اعترفت بوجوده ، لان ايران لاتريد التغيير تمهيدا لسيطرتها الكاملة على كل العراق ! وهل يمكن لاكثر من مليوني عراقي ماتوا بعد الغزو وبسببه ان يقولوا كلمتهم ويقدموا شهادتهم عمن قتلهم بدم بارد ؟ هل تلك حقيقة غائبة عن حكومة المؤتمر كي تدعو للمصالحة معها ؟ هل يصالح الضحية الجلاد ؟ هل هذا ينسجم مع ما ورد في البيان من رفض لموقف الحكومات العربية قبول تبادل الارض الفلسطينية وتأكيد ان المقاومة المسلحة ورفض التنازلات عن اي شبر فلسطيني هو الرد الصحيح ؟ لماذا حكومة المؤتمر مع الرفض المطلق للغزو الصهيوني في فلسطين لكنها مع الغزو الايراني في العراق ؟ لم تريد ان يقبل الضحية باعتبار الجلاد ، وهو تابع الاحتلال واداة الاحتلال ، كشريك (وطني ) في حكم العراق ؟
لو انكم قلتم انكم مع المقاومة وحقها في تحرير العراق من الحكم الحالي الشريك لامريكا لقلنا بارك الله فيكم وفي مسعاكم ، ولكنكم تقولون على المقاومة وانصارها وعلى القوى الوطنية العراقية التي قدمت عشرات الالاف من الشهداء وقاتلت الاحتلال التصالح مع المالكي اخطر ادوات الاحتلال على الاطلاق ؟ بربكم كيف توفقون بين رفض الصلح مع اسرائيل والدعوة للصلح مع عملاء لمستعمر اخر لا يخفي مطامعه في الارض العربية بل هو يحتل اراض عربية فعلا كالاحواز والجزر العربية واجزاء من العراق ؟ هل تستطيع الحكومة الموقرة للمؤتمر القومي توضيح هذه الالغاز المحيرة لاعضاء المؤتمر قبل ابناء الشعب العربي عامة ؟
نعم هذه الفقرة من بيان حكومة المؤتمر تقدم عشرات الادلة والشواهد على ان هذه الحكومة تخدم قومية ما وتدافع عن هوية ما ، وترفض المساومة حول هويتها القومية بأنفة وتطرف ، ولكن هل تلك هي القومية العربية ؟ هل ما تدافع عنه حكومة المؤتمر هو الهوية العربية والمصالح العربية والوجود العربي ؟ ام انها تدافع عن هوية اخرى غير عربية ؟ والاهم والاخطر هل غزو العراق كارثة قطرية محصورة التأثير ام انه جزء حاسم من خطة لتقسيم كافة الاقطار العربية وازالة الوجود القومي العربي ؟ واذا كان الجواب نعم انها جزء من خطة عامة الا يفرض ذلك طرح سؤال اخطر وهو : هل تدمير العراق كارثة اقل ام اخطر من كارثة فلسطين ؟ للاجابة علينا تذكر اهم قواعد التحقيق الجنائي وهي اعرف من المستفيد من الجريمة ؟
يتبع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق