ضرغام الدباغ
* جيد أن تدرك الحكومة في بغداد أن التفاوض هو أقصر السبل وأفضلها لحل المشكلات، هذه تستحق علامة صح.
* جيد أن تدرك الحكومة في بغداد أن عاصفة الطائفية هي عاصفة يراد منها تدمير الأوطان، وهذه العاصفة تهدد العراق كما تهدد أقطار أخرى في المنطقة، وهذه تستحق علامة الصح.
* جيد أن تقتنع الحكومة في بغداد أن الاقتتال والصراع يمكن أن يحل بوسائل التفاوض. وهذه تستحق أيضاً علامة الصح.
* وجيد أن يذهب رئيس الوزراء بنفسه إلى أربيل لتفادي صراع أو قتال محتمل، ولكن أن لا يكون ذلك من أجل قضية محددة وهي النفط، بل لتفادي دم عراقي عزيز.
إذا كان الدم العراقي عزيز حقاً، فهو عزيز في الموصل كما في أربيل، كما في الأنبار، كما في الناصرية وكركوك وميسان وديالى والبصرة وكل أرجاء العراق، فالعراقي هو واحد، ودمه محرم.
ولكن المطلوب حتى يكتمل الصح، ويبلغ تمامه، أن تقترن الأقوال بالأفعال، وأن يكون التوصل إلى هذه الحكم والقواعد بالاقتناع، لا بالاقتتال، وبالتالي لأن يحول المنهج والسبيل السلمي إلى استراتيجة لا تكتيك. وبادئ ذي بدء، ومطلعه لابد من توفير الأمن والأمان، وتطمين النفوس والهواجس، وحتى نبلغ هذه المرحلة الأولى الأبتدائية، فهناك الملايين من البشر، لا يشعرون بالأمان، ولا بالاطمئنان، في ستة محافظات، يجري القتل والاغتيال والاعتقال، والاختطاف يومياً، فيما لدى الناس مطالب سهلة ليست معقدة، ولا تمس سيادة البلاد، ولا تدعو لتدخل أجنبي، بل هي تريد إبعاد الأيادي الأجنبية عن العراق، وهي لا تريد حصصاً من الأموال العراقية، بل تريد توزيعاً عادلاً لها، المطالب كلها عادلة، والشعب قد صمم على الحصول عليها،لا محالة، وبالوسائل السلمية، فهل تنحو الحكومة منهج لندخل في السلم كافة .....؟
فلنتصدى للمظاهر الطائفية معاً، وفي مقدمة ذلك انتشار الميليشيات في المدن العراقية، تمنح لنفسها الحق بقتل العراقيين واختطافهم، وإهانتهم، علناً وعلى رؤوس الأشهاد.
احتكار السلطة من أساليب الحكم البائدة، التي لم تعد تتماشى مع العصر وأحكامه، والاستيلاء على إرادة الآخرين وسيلة أندثرت، والتسلط على الأساس الطائفي لم يعد ممكناً، ولن تنفعه حتى القوة المسلحة الغاشمة، ولا الميليشيات المسلحة حتى الأسنان، والأفضل من كل ذلك التوصل إلى حلول ليست بالضرورة أن ترضي المطامع والغرور، ولكن دعها ترضي العقل وأصحاب الحقوق، وتقطع دابراً لهول لا أحد يريده، ولكن لكل ذلك فنحن بحاجة إلى إرادة الطرفين، فلا يكفي أن يكون أحد الأطراف مسالماً، والاخر يتربص به يريد اغتياله.
السياسة والتفاوض تحتاج إلى إرادة الطرفين بحقوق أعتبارية متساوية، وبقناعات مشتركة، ولكن الامر لا يدور على هذا المنوال منذ عشرة سنوات، أما الآن فإذا كان هناك نهج جديد، فهذا تطور مرحب به، ولكنه بحاجة لأكثر من الكلام.
مشكلات العراق كما نراها ونلمسها نحن وغيرنا في العراق وحتى المراقبين، هي مشكلات كبيرة، ومن أجل التصدي لها، فنحن بحاجة إلى توجه استراتيجي لا تكتيكي يهدف إلى تحقيق مكاسب انتخابية، بل ليتوجه الساسة العراقيون صوبها بهدف اقتلاع الألغام وإبعادها من الاحتمالات الكارثية، أما تحقيق مكتسبات وقتية فهذه لن تكون الخطوة الصحيحة على الطريق الصحيح.
* لقتلاع الطائفية والغاؤها هو مطلب شعب عام يريده الجميع ومن كل الطوائف.
* إنهاء قوانين الإبعاد والاجتثاث، ولتكن العملية السياسية متاحة للجميع.
* الشروع بخطوات مادية ملموسة ضد الفساد.
* استئناف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعد انقطاع طويل.
* إنهاء حالات الاحتقان السياسي لن يكون إلا عبر الانفتاح على كافة القوى.
* إطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين.
هذه عناوين عامة ورئيسية، لمن يريد الشروع بعملية سياسية عراقية يراد منها نتائج ملموسة، إن كانت الأطراف تريد توفير الدماء، وخراب فوق الخراب. وبتقديرنا أن العراقيون كافة سيتفقون على حماية البلاد، والنهوض صوب عراق ديمقراطي جديد، وسوى هذه العناوين الرئيسية إنما نحرث في الماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق