موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الجمعة، 28 يونيو 2013

صناعة الارهاب بالصدمة

وجهات نظر
مهند العزاوي
يدخل العالم العربي منعطفاً خطيراً, يتسم بالفوضى والنزاعات الافقية, وظواهر الاحتراب على السلطة, وتبرز ملامح الاستنزاف المنظم للموارد البشرية والمالية والمكانة السياسية العربية, واضحى الفاعلون الدوليون عوامل تأثير ذكي في لعب الادوار ضمن استراتيجية "الاقتراب غير المباشر" عبر حروب الوكالة بفاعل اقليمي وتبدوا ملامح خلق طائفة مارقة مسلحة في جسد الامة هو المنهج الاستراتيجي لتهديم العالم العربي، حيث باتت مضاعفاتها تنذر بعواقب وخيمة يصعب التكهن بنتائجها وحلولها.


ويبدو من خلال قراءة الخارطة العربية المتخمة بالرقع الحمراء المتسمة بالنزاعات الافقية وفق فلسفة "صناعة الارهاب بالصدمة" الذي اشاع ظواهر المذهبية المسلحة, ومجازرها المروعة لتغييب الدولة وتجعلها خزين لوجستي لمنهجيتها الهمجية, وتفني المجتمعات وتروعها بإرهابها العابر للقيم والدين والإنسانية, ونقف اليوم امام انفاق مظلمة يصعب تحديد بصيص الضوء في نهاياتها, ولعل غياب رد الفعل العربي المؤثر والناجع في سير الاحداث وفق فلسفة "لا تحرك ساكناً ولا تسكن متحرك" كان سببا رئيسيا , كما حصل في العراق و السودان ولبنان والصومال وسورية واليمن وليبيا ومصر وكأنها حرب تجزئة دولية تدار عن بعد بأدوات اقليمية ومحلية متعددة.
كشف الجنرال (جورج كيسي) رئيس قيادة اركان قوات الاحتلال الامريكية السابق في العراق ، النقاب عن "ان ايران هي المسؤول عن تفجير المرقدين العسكريين في قضاء سامراء بمحافظة صلاح الدين عام 2006". ونسبت الانباء الصحفية الى (كيسي) قوله في كلمة ألقاها خلال مؤتمر عقدته المعارضة الايرانية في فرنسا حيث اكد أن ((ايران هي المسؤول عن تفجير المرقدين العسكريين في سامراء من اجل اشعال الفتنة الطائفية في العراق بين السنة والشيعة))وذلك لإضعاف العراق وتخريبه لإنهائه كدولة, ليمكن لهذا التصريح ان يمر كخبر عابر دون ان تتناوله المؤسسات الدولية والإقليمية والعربية بشكل موضوعي وقانوني رغم التعتيم الاعلامي عليه, لأنه يتعلق بالفلسفة الامنية في العراق التي بنيت على اساس هذه الجريمة, وقد روجت وسائل الاتصال والإعلام العالمية والعربية والمحلية الحزبية والحكومية لها بشكل واسع مع التكرار, ولعل ابرزها كانت قناة العربية الموجهة لتهديم المجتمع العراقي على ان السنة العرب هم المسئولون عن تفجير سامراء ونعتتهم بالإرهاب الشامل في العراق, وذهبت كافة مؤسسات السلطة ومليشياتها لاعتقال مبرمج وتنكيل منظم وقتل خارج القانون وتعذيب همجي يصل للموت, على اساس ان الفاعل معروف رغم علم السلطة وبنظرة المتيقن ان المنفذ وفقا للإمكانيات وشكل التفجيرات والتوقيت والاحداث اللاحقة يقف خلفها دولة متمرسة بتلك العمليات الارهابية , وليس مجموعة او تنظيم او عمل عشوائي , ويدخل هذا ضمن مفهوم الصدمة وتوظيف ردود الفعل بصناعة اعلامية سياسية شبحيه مخابراتية معا, وهذا ما جرى بالضبط  من قبل فيالق الموت الايرانية بأدوات عراقية.
هناك الكثير من الاسئلة التي لابد من طرحها على الزعماء في العالم والرأي العام الرسمي والشعبي الدولي والعربي:
لماذا لم تعلن القوات الاميركية من نفذ هذه الجريمة لحقن دماء العراقيين ومنع الابادة الذي نفذتها المليشيات المذهبية بحق الابرياء العزل؟
لماذا لم تستخدم القوة لمنعها واتخذت موقف المتفرج؟
لماذا صمت المالكي وهو يعلم بذلك بعد اخبار الجنرال كيسي له؟
لماذا استمر القتل والتنكيل والتعذيب والاعتقالات للسنة العرب طيلة سبع سنوات بجريرة هذه العملية المصنعة في اروقة المخابرات الايرانية؟
لماذا شاركت الكتل والسياسيون والنواب بهذه الجريمة, دون الوقوف بحزم وكشف المخفي والجميع يعلم ان ايران سبب المصائب بالعراق؟
لماذا استمر تطبيق قانون 4 ارهاب على الوطنيين والشرفاء؟ بينما نشهد القتلة والمجرمين وأتباع المذهب الدموي الايراني يقتلون حتى الان دون مساءلة قانونية في العراق وسوريا وفي كل مكان ضمن خارطة التاثير الايرانية؟
لماذا صمت العرب وهم يعلمون عبر اجهزتهم التخصصية من صنع هذا الحدث ليحقق الوصول السياسي والأمني للعراق؟

واخيراً لابد للمجتمع الدولي ونسقه الغير منتظم بالقوانين الدولية ان يفتح ملفات جنائية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بهذه الجريمة التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين الابرياء على يد فرق الموت المذهبية المدعومة من ايران، هل سنشهد ذلك؟

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..