مصطفى كامل
لا أريد أن أستذكر ما قاله حسني مبارك عن ولاء البعض لغير أوطانهم..
ولكن مجريات الأحداث تلحُّ على ذاكرتي.
ثمة أمور مسكوت عنها في تظاهرات تركيا، فالاعلام العربي والغربي يركِّز على جانب واحد، واحدٌ فقط مما يجري.
الاعلام كله، تقريباً، يتحدث عن التظاهرات الاحتجاجية في منطقة تقسيم أو بشأنها في مدن أخرى.
حديث طويل لا معنى له عن (ديكتاتورية) أردوغان وحديث عن بضع شجرات يتوجَّب قطعها في إطار مشروع لتطوير منطقة يزدحم فيها المرور كثيراً في ساعات النهار والليل، وحديث غير مبرر عن انخفاض شعبية الحكومة، وعن احتمال إجراء انتخابات مبكرة، وغير ذلك..
لكن الجميع يُغفل قضية أخرى بالغة الأهمية..
في 29 مايو/ أيار الفائت أعلن عن إنشاء جسرٍ معلقٍ ثالثٍ يربط ضفتي مضيق البوسفور، في إطار خطة لتطوير حركة المرور والمواصلات في إسطنبول التي تعاني من إزدحام شديد على العبور بين قارتي آسيا وأوروبا وخاصة في ساعات الذروة عند بدء الدوام الرسمي ونهايته.
ولكن!
هناك من يرفض ذلك، لا لأن المشروع غير جيد أو لأنه لن يحل أزمة المرور في المدينة المتوزعة على قارتين والتي يعيش عليها أكثر من 15 مليون نسمة ويزورها يومياً عشرات آلاف السائحين..
لا لا هذا ولا ذاك ولكن لسبب آخر، قد يبدو عند البعض تافهاً، لكنه في الحقيقة يحمل مغزى عميقاً..
السبب اسم الجسر..
السلطان سليم |
فقد قررت الحكومة ان يحمل الجسر اسم السلطان العثماني ياووز سليم، وهو والد السلطان سليمان القانوني.
ما وجه الرفض إذن؟
ومن يرفض التسمية؟
العلويون في تركيا رفضوا الاسم وبدأوا تظاهرات في بعض المدن، وفي إسطنبول، رفضاً للاسم.
ولكن لماذا؟
السبب الذي لا يشير إليه كثيرون، لأنهم يؤثرون السلامة ولايريدون وجع الرأس، هو ان السلطان سليم قاتل الشاه إسماعيل الصفوي، نعم، هكذا بكل بساطة، يرفض مواطنون أتراك إطلاق اسم أحد السلاطين على منجز مهم فقط لأنه قاتل الفرس، والشاه إسماعيل الصفوي تحديداً!
انها مشكلة الولاء المزدوج للعلويين في تركيا، وللأسف في سوريا أيضاً.
ومع انني لا أملك معلومات مفصَّلة عن صلة حزب العمال الكردستاني الارهابي ببعض مايجري في تركيا الان، لكنني مع ذلك يتوجبَّ علي الإشارة إلى ان فصيلاً من هذا الحزب، على الأقل، بات، لأسباب سياسية وأخرى طائفية، جزءاً من المخطط الأسدي للانتقام من حكومة رجب طيب أردوغان، وان ذلك الفصيل يضم علويين أكراداً بين صفوفه.
ومع انني لا أملك معلومات مفصَّلة عن صلة حزب العمال الكردستاني الارهابي ببعض مايجري في تركيا الان، لكنني مع ذلك يتوجبَّ علي الإشارة إلى ان فصيلاً من هذا الحزب، على الأقل، بات، لأسباب سياسية وأخرى طائفية، جزءاً من المخطط الأسدي للانتقام من حكومة رجب طيب أردوغان، وان ذلك الفصيل يضم علويين أكراداً بين صفوفه.
مهم جداً الاشارة إلى أنني لا أملك معلومات عن العلاقة الخفية بين زعيم "العمال الكردستاني" الارهابي عبدالله أوجلان والعصابات العلوية، سواءً تلك التي تقاتل في سوريا او التي تلعب بالنار في تركيا، لكن صورة تجمع بين جزار بانياس علي الكيالي وأوجلان يمكن أن تؤشر شيئاً ما، علماً ان الكيالي اسم مستعار، واسمه الحقيقي هو معراج أورال وهو علوي من مدينة أنطاكيا التركية.
(أنظر هذا الفيلم).
(أنظر هذا الفيلم).
لم اكن راغباً بالحديث عن البعد الطائفي لما يجري في تركيا، ولكن تطورات الأحداث أجبرتني.
هل تذكرتم ماقاله حسني مبارك عن ولاء المعنيين لإيران؟
لمشاهدة جانب من تظاهرات العلويين في تركيا، أخيراً، يرجى متابعة الفيلم التالي:
ولمعرفة موقف العلويين الأتراك من الأزمة السورية، يرجى متابعة هذا الفيلم
ولتفاصيل أوفى عن علويي تركيا وموقفهم من الاسلام والحكومة التركية، يرجى الضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق