موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 10 يونيو 2013

نبرأ لله من دم كل عراقي

جاسم الشمري
الغاية من الكتابة الهادفة هي نشر الأمن والأمان، والسلم والسلام، والخير والمحبة لكل الناس، والكاتب الصادق هو من يجعل قلمه شمعة تضيء الطريق للآخرين، وسُلماً لرفعة أهله ووطنه وأمته وخدمتهم، ولا يجعل منه معولاً للهدم والتخريب والقتل.


ومما لا شك فيه أن لكل كاتب، أو مفكر، أو أديب، أو فيلسوف، أو صحفي، أو أي إنسان نهجاً معيناً في الحياة، وموقفاً من القضايا المختلفة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهذا النهج، أو الموقف هو الرأي، وهذا الرأي يظهر جلياً عبر التصريح، والتصريح يكون إما عبر الأحاديث اليومية العادية، أو كتابة المقالات أو غيرها من فنون التعبير، أو عبر التصريحات الاذاعية والتليفزيونية، وهذا ما يطلق عليه اسلوب الكاتب.
ونظرة الناس للقضايا المتنوعة، تختلف تبعاً لفكرهم وثقافتهم، لكن الأمر المهم الذي ينبغي التركيز عليه أن اختلاف الرأي لا يعني أبداً سلب حرية الآخرين بالنظر للأمور، ولا يمكن للخلافات الراشدة أن تصل إلى درجات الكراهية والقتل والتخريب، وهذه من المستويات المتدنية التي لا تليق  بالأخيار الهبوط إليها، وإلا فما هو اختلافنا عن الظلمة والديكتاتوريين؟!
ولا نريد أن نكون من الذين يقولون ما لا يفعلون!
والكاتب - أي كاتب- حينما يكتب، فإنه يعبر عن وجه نظره الشخصية للمسألة التي يتطرق إليها، وهو يحاول أن يستقرأ ما يتناوله من قضايا مختلفة، والكاتب المتميز هو الذي يُجهد نفسه من أجل تشخيص بعض الآلام التي يعاني منها الوطن والمواطن، والعمل على إيجاد الحلول الناجعة لتلك القضايا المشخصة، وإن كانت الحلول ليست ركناً أساسياً في مفهوم الكتابة الصحفية.
وفي زحمة الكتابة، ومحاولة التنويع في استخدام الأساليب والمفردات المتنوعة للتعبير عن الفكرة التي يتناولها الكاتب، ربما يكتب الكاتب كلمة يَفهم منها المتصيدون في الماء العكر على أنها استباحة لدم شخص ما، أو استهداف لجماعة ما، وهذا من الظلم الذي لا يمكن السكوت عليه، ولا التغاضي عنه، فحينما ترد قسم من العبارات في بعض المقالات، مثل: )  تنقية الصفوف، تصفية البلاد، تخليص الشارع،...)، وغيرها من المفردات التي يراد منها العمل على اعادة هيكلة الصفوف الوطنية، وتحجيم دور المخربين والمتخاذلين والمنتفعين، وتنقية الصفوف من مشاريعهم غير الرصينة، فإن هذه التنقية، وهذه التصفية، وهذا التحجيم، وهذا التخليص لا تستوجب استباحة دم أحد من المواطنين العراقيين، كائناً من يكون، ومهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته.
محاولة بعض الأحباب تحريف القول، وتحميله ما لا يحتمل أمر مؤلم، وهكذا حكم الناس على الأشياء عموماً؛ فإنهم إن أحبوا فحكمهم يكون طيباً، وإن كرهوا، أو اختلفوا  فالحكم – حينها- يكون ظالماً قاسياً، فكل حسنة لمن هو في الضفة الأخرى - المخالفة لهم- إن لم يعتبرونها سيئة، فإنهم يتجاهلونها، وبالمقابل فإن كل سيئة لمن هو في ضفتهم، أو لمن يحبونه، إن لم يعتبروها حسنة، فإنهم يغضوا الطرف عنها!
وهكذا الحال مع الكتاب والصحفيين، فان الذين يتفقون مع كاتب ما، أو أنه من المؤيدين لهم، أو من المتعاطفين معهم في مبادئهم ومفاهيمهم، فإنهم- حينئذ- يرفعون من شأنه إلى درجات عالية، ربما لا يستحقها.
أما إذا كانوا غير متفقين مع هذا الكاتب، أو ذاك فيحاولون الحط من قدره بأي وسيلة كانت، ظنناً منهم أنهم قادرون على تحسين القبيح، وتقبيح الحسن، وهذا خلل كبير؛ سواء من حيث إنه بعيد عن الإنصاف، أو إنه من الأخلاق التي لا تليق بالرجال الرجال.

وهنا لا بد من التأكيد على أن أهلنا في العراق- كلهم جميعاً- دماؤهم معصومة، وفي ذات الوقت فإن كل من يعتدي على حرمة الدم العراقي مجرم قاتل؛ ينبغي أن ينال جزائه العادل، ولا يمكن قبول مهزلة المحاباة والمجاملة في قضية الدماء؛ لأنها تهدم بنيان الله في الأرض، وهذا قمة الإرهاب على وجه المعمورة.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..