موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

الرئيس الإيراني الجديد وانعدام فرص الحركة

قيس النوري
حال إعلان فوز حسن روحاني بمنصب رئيس الجمهورية في إيران، سارعت القوى الغربية، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأميركية التي أعربت عن استعدادها بالتعاون المباشر مع إيران، في أول رد فعل أميركي على فوزه، ثم تبعتها بريطانيا وفرنسا، باعتبار أن الرئيس الجديد (إصلاحي) و (معتدل) طبقا للتصنيفات الغربية، ويمكن أن يسلك منهجا مختلفا عن سلفه (نجاد) فيما يخص الملفات الساخنة المتمثلة، حسب الرؤية الغربية، بموقف إيران الداعم للنظام السوري إضافة إلى الملف النووي، معتبرين هذه الملفات هي الأساس في رفع مستوى تعامل القوى الغربية مع إيران، بعد أن تعاملت معها بواقع مباشر خلال العقد الماضي فيما يتعلق بالعراق..


الموقف الأميركي وكذا مواقف دول الناتو من إيران ليس جديدا ، فهذه القوى تبحث دائما عن فرص لرفع وتيرة العلاقات معها ما دامت الأخيرة منغمرة في تنفيذ أجندات ذات طبيعة صراعية في منطقة المشرق العربي وبما يخدم و يغذي المنهج المعتمد السائد المتمثل بتوظيف الطائفية وسيلة لتفتيت المجتمعات العربية ، وهو منهج تتوافق عليه القوى الغربية والكيان الصهيوني ويخدم مرحليا إيران ، دون أن تعي القيادات الإيرانية أن هذا المنهج يصلح بدوره لاستخدامه لاحقا ضد إيران نفسها التي يتكون مجتمعها من عناصر أثنية وطائفية لم تنجح (ولاية الفقيه) في جعلها لحمة وطنية متماسكة نتيجة السياسات الأقصائية والقمعية والهيمنة الطاغية لمكون عرقي دون غيره على حساب المكونات الأخرى..
المسألة الأخرى التي تدركها القوى الغربية جيدا، أن مركزية صناعة القرار السياسي الإيراني لا يمتلك فيها رئيس الجمهورية الإيرانية، سواء كان إصلاحيا أو محافظا أي هامش لرسم السياسات، فرئيس الجمهورية منذ عام 1979 انما هو موظف تنفيذي يتقيد حرفيا بقرار (المرشد) الذي ينوب في تراتبية طوباوية عن (الله) ما دام المرشد ، أو الولي الفقيه ، هو نائب الأمام الغائب ، ومن ثم فأن رئيس الجمهورية لا يستطيع الخروج عن طاعة (الولي) كون خروجه ، طبقا لهذه الفلسفة العقيمة ، أنما هو خروج عن أمر (الله) .. الغرب وكذلك الشرق (روسيا) يفهمون بعمق هذه الفلسفة التي تتحكم في العقلية السياسية القائدة في إيران وهم بالضرورة يتقاطعون معها فلسفيا وجذريا وعمليا ، لكن متطلبات السياسة مصحوبة بمنهج توظيف التناقضات لخدمة أهداف السياسة تستطيع أن تهضم وتوظف أي هراء ما دام يخدم الأهداف (لا يهم لون القط مادام يصطاد الفأر) هكذا هي لعبة السياسة بمفهومها البراغماتي النفعي..
المؤشر الأخر تعقيبا على تسارع ردات الفعل الغربية الإيجابية حيال فوز روحاني ، أن هذه المواقف استبعدت تماما التدخل الإيراني المتغول في العراق وعبثها اليومي في هذا البلد للإبقاء عليه ضعيفا ممزقا ، وهذا مفهوم أيضا حيث يمثل هذا الموقف نقطة تلاقي وتوافق رئيسية بين القوى الدولية ، بخاصة الأميركية والإسرائيلية.
ماذا يعني كل هذا على صعيد المستقبل ؟ سؤال يطرح نفسه أمام الفوضى اليومية السائدة في دول المشرق العربي إضافة إلى مصر وليبيا .. أن هذا يعني استنتاجا من مسارات الأحداث ، أن الغرب وأميركا بالذات تعي تماما أن نقطة الارتكاز الأساسية في تواجهانها الرامية لأحكام القبضة على المنطقة ، بما فيها إيران مستقبلا ، لا يكتب لها النجاح دون نجاح العملية السياسية البائسة التي أوجدتها وترعاها الولايات المتحدة في العراق وبتوافق إيراني مصلحي وذو طبيعة أنية لا يمكن أن تنجو حتى إيران من نتائجها أن كتب لها النجاح ، لذلك فأن القيادة الإيرانية أن هي أرادت أن تصوغ سياستها تجاه محيطها العربي من منطلق منهج المصلحة الوطنية عليها ألا تستمر بالتصرف من موقع عقدة الثأر ، فالدول كما هو معروف ترسم سياساتها من منطلق مصالحها وليس من خلال رؤية تستحضر عقد وبؤس تفكير عقيم مصحوبا بممارسة دموية المستفيد الوحيد منها هو الغرب الاستعماري وكيانه الاستيطاني في فلسطين العربية..
هل تدرك القيادات الإيرانية أن ممارساتها الدموية في العراق أنما هي المدخل لفتح ملفها القادم بعد أن ينتهي عرس الخداع هذا بينها وبين أميركا؟

السؤال يبقى مطروحا، والبداهة تشير إلى أن أول من يجيب عليه افتراضا إيران نفسها قبل غيرها. 

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..