موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 22 يونيو 2013

مؤتمر قومي ؟ نعم ، عربي ؟ لا 4


وجهات نظر
صلاح المختار
الحلقة الثالثة هنا.
إيّاك تجني سكرًا من حنظل  فالشيء يرجع بالمذاق لأصله

الامام الشافعي
2 - اما بخصوص ادعاء حكومة المؤتمر بان النظام السوري نظام ممانعة ومقاومة فمن الضروري فضحها مجددا بطرح السؤال التالي: ما معنى المقاومة والممانعة اذا كان النظام السوري لا يختلف عن نظام السادات في المسألة الجوهرية للنضال العربي وهي الاعتراف باسرائيل او الاستعداد الرسمي للقيام بذلك؟
هل تظن هذه الحكومة بان ذاكرة الناس ضعيفة ولا تتذكر الامس القريب والذي شهد ولادة المعنى الدقيق والاصلي للمقاومة ضد الكيان الصهيوني؟


كان ومازال معنى المقاومة يقوم على تحرير كل الارض الفلسطينية وليس الاراضي التي احتلت في عام 1967 فقط ، والدعوة فقط لاعادة اراض من التي احتلت في عام 1967 هو التزام ابطال الممانعة والمقاومة في دمشق ، فهل هذه حقيقة يمكن تغييبها لاجل منح صفة المقاومة بدون وجه الحق للسادات الاخر وهو حافظ اسد وابنه اللذان كانا ومازالا يؤكدان (ان السلام العادل مع اسرائيل هو الخيار الستراتيجي لهما) ؟ هل يتجرأ اي (بطل) في المؤتمر على انكار هذه الحقيقة؟ ان ابرز سمات المساومين والمنبطحين العرب استبدال الاصل وهو احتلال فلسطين في عام 1948 بما احتل في عام 1967، فأين المقاومة والممانعة في هذا الموقف؟
لقد وقفت القوى الوطنية والقومية ضد السادات لانه فرط بما احتل في عام 1948 وانطلقت المقاومة الفلسطينية لتحرير تلك الاراضي وهذا هو اصل الصراع ولبه ، فكيف اصبح شريك السادات في الموقف مقاوما بينما لعن السادات ؟ النظام السوري قبل بالقرارين 242 ( 1967) و338 (1973) واللذان ينصان على مبادلة ارض ، وليس كل الارض العربية المحتلة ، بما يسمى السلام ، وانخرط النظام السوري في ترتيبات الاعتراف فاجتمع حافظ اسد مع كلنتون في جنيف وتسلم النظام السوري ما يسمى ب(وديعة رابين) التي يطالب نظام بشار  وبحماس منقطع النظير اسرائيل بالالتزام بها !!!
ماذا بقى من المقاومة والممانعة ؟ مقاومة من ولاجل ماذا اذا كان المبدأ الجوهري للموقف المقاوم قد خرق وهو رفض الاعتراف ، واصبح هدف النظام السوري مقتصرا على مبادلة الجولان بالاعتراف باسرائيل واعادة بعض الاراضي الفلسطينية التي احتلت في عام 1967 ؟ اليس هذا هو بالضبط السياق الستراتيجي التأمري الذي اختاره السادات علنا بينما اجّل اسد اعلان قبوله لاسباب باتت معروفة ، وهو مناقض كليا للسياق الستراتيجي القومي العربي القائم على تحرير فلسطين ؟!
نعم من ( مانع وقاوم) ما يسمى ب ( الحل السلمي)  ليس النظام السوري بل اسرائيل فبعد ان قبل النظام السوري القرارين المذكورين وصل الى وضع قبول مبدأ الاعتراف بأسرائيل ، فمارست اسرائيل اسلوبها التقليدي في  التفاوض وهو طرح مطاليب جديدة وسحب الاتفاقات السابقة . وديعة رابين واحدة من اشكال تلك اللعبة : النظام السوري يطالب بها بحماس (ثوري) فريد واسرائيل ترفض ذلك! اين المقاومة والممانعة ؟ انها ليست اكثر من لعبة عض اصابع بين اسرائيل والنظام السوري هدفها تحسين شروط الاتفاقية النهائية بين الطرفين وليس تحرير فلسطين .
هنا يجب حسم الامر وكشف جذور الخيانة القومية استنادا للموقف القومي الاصيل والاصلي لكافة القوى القومية العربية كما كان حتى غياب الرئيس جمال عبدالناصر والذي كان اخر انجازاته القومية العظمى مقررات قمة الخرطوم التي تبنت اللاءات الثلاثة (لا صلح ، لا اعتراف ، لا  تفاوض) ، فالمقاومة محورها وجوهرها تحرير الارض كلها وليس عقد مساومات وصفقات ، في مقدمتها خرق اهم لاءات قمة الخرطوم الاعتراف، والذي يجر حتما لاسقاط اللائين الاخريتين : لا صلح ولا تفاوض ، مقابل اعادة بعض الارض التي احتلت بعد عام 1967 . وهذه الحقيقة تحكم حركات التحرر لكل شعوب العالم ، ومقاومة حزب الله في لبنان استخدمت تلك الحقيقة تكتيكا ذكيا لكسب الانصار قبل ان تجير دعمهم لها لخدمة مصالح ايران القومية كما نرى ذلك الان بوضوح، والنظام السوري فقد القدرة على المناورة تحت اسم المقاومة الممانعة بعد قبول القرارين نهائيا والذي يعني اول ما يعني الاعتراف باسرائيل ، ولذلك فمن البديهي جدا ان من يصفه بالمقاوم والممانع لا يختلف عنه في زاوية واضحة انه مع الاعتراف باسرائيل وبيع اكثر من 80% من ارض فلسطين لذلك لا يرى انحراف النظام السوري عن الموقف القومي الاصلي .
3 - نأتي الان الى ايران ونتساءل هل هي دولة مقاومة وممانعة ؟ الجواب المنطقي هو : لتترك اولا ما تحتله من اراض عربية اكبر من فلسطين مثل الاحواز ، ولتتوقف ثانيا عن استنزاف الاقطار العربية بفتن طائفية مدمرة، وللتوقف ثالثا عن الاصرار على موقفها القومي العنصري تجاه العرب خصوصا تكرار تصميمها على ضم اقطار عربية وليس البحرين وحدها، وعن تسمية الخليج العربي ب(الخليج الفارسي)  وبعد ذلك، وبعد ذلك فقط وليس قبله ، يمكن مناقشة هل هي دولة مقاومة وممانعة ام لا ، اما الان فايران دولة يتبنى نظامها ستراتيجية، وليس سياسة ، رسمية معادية للعرب وتتجاوز على حدودهم ووجودهم وهويتهم ومصالحهم وتنشر الخراب والابادة في اقطارهم وهي لذلك معادية وفقا لنفس المعايير التي جعلت اسرائيل معادية .
ولكي نحسم الامر بوثائق دامغة سنكتفي بالتذكير بتصريح واحد من بين عشرات التصريحات والمواقف لقادة ايران يعربون فيها عن عدم معاداتهم لاسرائيل . فهاهو رفسنجاني يكرر موقف ايران الرسمي مؤخرا: (دعا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، آية الله هاشمي رفسنجاني، إلى عودة السلطة للشعب وتصحيح مسار السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مذكرا بأن بلاده ليست في حرب مع إسرائيل إلا أنه أكد "لو حارب العرب إسرائيل سنقف معهم". وجاءت هذه التصريحات في لقاء جمع رفسنجاني بـ300 شخصية سياسية وطلابية وإعلامية من أعضاء حملة تدعوه للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. ) المصدر شبكة قناة العربية 29 أبريل 2013.
هذا التصريح طازج وليس قديما لاحد قادة النظام الايراني ، فهل هو غامض؟ وهل يلومنا احد عندما نتهم حكومة المؤتمر بتزوير هوية النظام الايراني بوصفه بغير صفاته الحقيقية ؟
4 - اما موضوع تسليم حافظ اسد الجولان في عام 1967 بدون قتال لاسرائيل فكان ومازال العار الاكبر للنظام السوري ولم يتجرأ اي عضو في حكومة المؤتمر على التطرق الى هذا العار وفضل تجاهله وكأنه ليس جريمة خيانة قومية عظمى ، ونتحدى الان حكومة المؤتمر ان تفسر لنا وبعد اكثر من اربعين عاما كيف سلم النظام الجولان لاسرائيل ؟ وهذه الحقيقة بحد ذاتها تنسف اي ادعاء بان النظام السوري يقاوم او يمانع . بل هي تشير الى الطبيعة الانتهازية لمن يصمت على هذه الجريمة الكبرى .
هل هذه وغيرها مواصفات نظام مقاومة وممانعة ياحكومة المؤتمر  القومي ؟    هذا هو واقع النظام السوري وحزب الله وايران فهل يوجد عربي ، متجرد من النزعات الساداتية او ان احترافه لمهنة عبادة عجول ذهبية يحركه ،  يستطيع اسباغ صفات عليهم لا تنطبق على واقع الحال ؟ ولمصلحة من تجميل وجه ايران الاشد قباحة كما نراه الان في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن والاحواز ؟
5 –يقول البيان في الفقرة سابعا ما يلي (يوجّه المؤتمر التحية للأسرى الصامدين في سجون الاحتلال الصهيوني الذين جسّدوا أروع معاني التحدي ببطولاتهم وإضراباتهم عن الطعام وتحديهم الأسطوري للنازيين الجدد، ويدعو أعضاء المؤتمر كافة إلى الانخراط في أنشطة تضامنية معهم) . هذا ممتاز فتلك قضية قومية حقا، ولكن هل القضايا القومية تقوم على المعايير المزدوجة رغم انها اهم ممارسات الاستعمار والصهيونية وعصابات المافيا؟ هل اسرى العراق اسرى وبشر مثل اسرى فلسطين وبشرها؟ المنطق القومي يجيب نعم الفلسطيني في الاسر لا يختلف عن العراقي في الاسر، خصوصا وان العراقي الاسير وقع اسيرا بالاصل بيد قوات الاحتلال الامريكية ثم سلمتهم الى عملاء ايران .
 هل هذا يغير في قيمة انسانيتهم وحقهم في الدفاع عنهم؟ وهل الدفاع عن الاسرى مشروط ام مطلق؟
من المحزن هو ان المؤتمر تجنب الدعوة لاحترام ادمية الاسرى العراقيين نساء ورجالا والذين يتعرضون لمعاملات اسوأ بعشرات المرات مما يتعرض له ابناء فلسطين، لدرجة ان الكثير من المنظمات غير العربية، والغربية تحديدا، كشفت وحشية تعامل حكومة المالكي مع الاسرى العراقيين، ومع ذلك تصر حكومة المؤتمر على تجاهل مأساتهم كليا وكأنها غير موجودة! لماذا؟
لا تظهر الطبيعة اللااخلاقية لموقف حكومة المؤتمر الا اذا تذكرنا حقيقة موثقة وهي ان نفس هذه الحكومة  كانت قد ذهبت الى العراق قبل الغزو بفترة قصيرة للتضامن مع العراق وقيادته وليس مع العراق فقط كقطر، وكان من بين قادة العراق عميد الاسرى العراقيين الاستاذ طارق عزيز (فك الله اسره وعافاه) الذي استقبل وفد المؤتمر والقى كلمة فيه ، وصفق له اعضاء حكومة المؤتمر بحرارة وتبادلوا القبل الحارة معه مثلما يتبادلون اليوم القبل مع حسن نصرالله حينما يسمح لهم ب(نيل شرف) مصافحته ! اذن كيف حصل الانتقال من الدعم والمشاركة الوجدانية الى الاهمال ورفض حتى الدعوة لانصافهم في المعاملة ؟ هل هذا موقف اخلاقي ينم عن شجاعة؟ ام انه موقف منافق وبالغ الوضاعة؟ واذا كانت الحكومة المصغرة لا تتذكر علينا تذكيرها: كيف يكون شكل ولون النفاق اذا لم يكن هذا بالتحديد ؟ لقد كانت الحكومة المصغرة بقضها وقضيضها تهرول الى العراق قبل الغزو وتدين حتى سقوط قذيفة عليه اما الان فصمت اهل الكهف هو السمة الابرز في موقفها من العراق ! هذه الحقيقة تجبر اي انسان لديه عقل على طرح السؤال التالي : هل لوجود السلطة وما لديها من مغريات كان السبب في هذا التناقض ؟
ومن اغرب اشكال ازدواجية المعايير لدى حكومة المؤتمر هو انها تطبقها ب(عدالة تامة) حتى على الامانة العامة للمؤتمر! فحينما اعتقل المناضل الدكتور خضير المرشدي في لبنان بطلب من حكومة المالكي هذا العام وهو عضو في الامانة العامة للمؤتمر، وكاد ان يسلم اليها لولا تدخل الخيرين في لبنان والافتقار الى الدليل الواضح على تهمة الارهاب التي وجهت له لسلم الى وحوش المالكي ولتعرض لكل ما يخطر على البال من اشكال الوحشية المتطرفة واقلها فقأ العين بالدريل ! ولكن حكومة المؤتمر رفضت ب(أباء وكبرياء) ملحوظين جدا ادانة الاعتقال او المطالبة باطلاق سراحه والتزمت صمت اهل الكهف رغم توجيه الكثير من النداءات للوقوف الى جانبه !
لذلك لا يستطيع اي شريف في المؤتمر وهم الاكثرية تجنب السؤال التالي: لماذا تشن حكومة المؤتمر حملة ضد اعتقال اي عضو، وهذا موقف صحيح، ولكنها تتجاهل حالة اعتقال خطيرة اخرى وتدفن رأسها في الرمال كي لا تراها؟  اليست تلك معايير مزدوجة تطابق معايير الغرب واسرائيل بل اسوأ منها ؟ حتى المافيات لا تتخلى عن اعضاءها عندما يقعون في يد الشرطة فتعين افضل المحامين للدفاع عنهم ! هل لان المرشدي مناضل عراقي ضد الاحتلال الايراني للعراق وحكومة المؤتمر تفرغت لعبادة (العجل) الذهبي الايراني وتؤمن بمعجزاته لذلك لا تريد ان تقول للعجل حتى بالتوسل: رجاء اطلقوا سراحه كي لا تحرجونا؟
وتصر تلك الحكومة على موقفها الرافض لاي تعاطف مع شعب العراق وحركته الوطنية ، فالانتفاضة قامت وشاركت فيها ملايين عراقية كانت اكثر من كل الملايين التي شاركت في الانتفاضة العربية باستثناء ملايين مصر، وكان الطابع الوطني لها بارزا بوضوح ومع ذلك رفضت حكومة المؤتمر العتيدة دعم الانتفاضة الوطنية العراقية ! وتولى اخرون من مؤتمر شفيق للمؤتمر القومي يؤمن ايضا بعبادة العجل الايراني تنظير المسألة العراقية بطريقة تصورها على انها صراعات طائفية بين عراقيين كلهم وطنيين وعليهم الصلح وادانوا كل طرف يلجأ للعنف في العراق فساووا الشهداء والضحايا بالجلادين! ما خطورة هذا الموقف لكافة عبدة العجل الايراني الذين تحشدهم ايران في مؤتمرات وتنظيمات لنخب مشخصة الخلفية والهوية؟ ان تطابق موقف حكومة المؤتمر مع موقف المالكي يشير الى ، ويؤكد على ، ان كل شيء مرتب مسبقا من قبل عجل ايران الذهبي !
والاكثر مدعاة للازدراء هو رفض هذه الحكومة ادانة مجزرة الحويجة التي ذهب ضحيتها اكثر من 50 شهيدا حسب الاحصاء الحكومي واكثر من مائة حسب احصاء اهالي الضحايا ، بينما تجاوز عدد الجرحى المئات الستة ! ومما يلفت النظر ان وثيقة اثبات ارتكاب مجزرة الحويجة توفرت ووزعت على نطاق واسع وهي افلام مسجلة توثق كيفية قتل متظاهرين سلميين بدم بارد وبطريقة متحدية للعالم كله ! فهل صمت عبدة العجل الايراني المقدس شيء غير انه ممارسة لاكثر اشكال ازداوجية المعايير نفاقا وانتهازية ومصلحية ؟
والعتب ، أكثر العتب ، موجه للعراقيين من اعضاء المؤتمر لانهم صمتوا على تواطؤ حكومة المؤتمر مع المالكي عبر ممارسة المؤتمر صمت اهل الكهف تجاه الانتفاضة وتجاه مجزرة الحويجة .
هنا، ولمساعدة من لم يفهم بوضوح حقيقة ما يجري، نجد انفسنا ملزمين بلفت النظر الى خطة امريكية صهيونية بدأت تنفذ منذ صعد نجم المرحوم جمال عبدالناصر وهي شيطنة القومية العربية عبر الممارسات السيئة لبعض من يدعون الانتماء اليها كما فعل عبدالسلام عارف والنميري وحافظ اسد وغيرهم ، والان تقدم المخطط الصهيوني خطوة اخرى اخطر وهي الاعتماد ، بالاضافة الى نماذج حكومية شيطنت صورة القومية العربية ، على ( فرقة طوارئ ايرانية محمولة ) تضم عربا  وظيفتها الاساسية تقديم عروض بالغة التأثير لكيفية تعهير الفكر القومي عبر الممارسات المنحرفة عنه ! فهل ثمة اسوأ من حزب او جماعة تسمي نفسها قومية ولكن شخصا او اقلية فيها تسيطر عليها فتبيع الاقطار العربية واحدا بعد الاخر للعجل الذهبي الايراني مكملة ما قام به السادات واضرابه ببيع فلسطين للعجل الذهبي الصهيوني ؟ اليس ذلك هو احد اسباب ظاهرة النفور من القومية العربية في اوساط معينة من الناس ؟ فاذا كانت هذه الفرقة المحمولة والمعدة للطوارئ تمثل القومية العربية فلا ضرورة لها وليس مشرفا الانتماء اليها !!!
في ضوء ذلك نقول ، نحن الضحايا من ابناء العراق المشردين في اصقاع الارض والمعذبين كل ساعة المعرضين للموت السريع والبطيئ ، اليست مواقف المؤتمر تجاه العراق وتجاه كل ازمة عربية للعجل الذهبي الايراني خوار فيها تقدم المسوغ لشيطنة الفكر القومي  ؟ فاذا كان مؤتمرا يحمل اسم القومي العربي يبخل بدعم عرب يتعرضون للسبي الصريح في اعراضهم واراضيهم وهويتهم وديارهم وارواحهم ...الخ اذا كان كل ذلك لا يحرك شعرة في جسد حكومة المؤتمر اليس ذلك افضل موقف يجعل القومية العربية معرضة للقذف والتشهير؟
نقول ما تقدم الان وليس قبل عشر سنوات وبعد صبر جميل وانتظار اجمل لمدة عشرة سنوات كانت مثقلة بالكوارث العربية وابرزها  كارثة العراق التي ذهب ضحيتها اكثر من اربعة ملايين عراقي شهداء، وهو رقم اكثر من مجموع شهداء فلسطين منذ غزوها بعشرات المرات، وشرد بسببها اكثر من سبعة ملايين عراقي، وهو رقم اكبر من عدد المشردين الفلسطينيين، وعذب خلالها ولمدة تزيد على العقدين اكثر من 30 مليون عراقي، وهو عذاب اكبر واسوأ من عذابات شعبنا في فلسطين الذي يعيش تحت ظل حكم صهيوني مقيد بضوابط معروفه تجعل اضطهاده منظما بينما الاضطهاد الايراني في العراق مطلقا من اي قيد وخاضعا لنزعات انتقام عميقة ووحشية ولا نظير لها ، واوصلت امريكا وشريكتها ايران العراق الى حافات الحرب الاهلية مرارا ومازالتا .
كل ذلك الصبر الذي فاق صبر ايوب طبيعة وزمنا وسعة الصدر التي ابديناها تجاه مواقف المؤتمر القومي فعلناه لاننا كنا نظن بان وقت الانتباه الى كوارث العراق ربما سيأتي بالفرج ويقف المؤتمر القومي الى جانب شعب العراق ، ولكن كان ذلك سرابا قاتلا ، فبعد عشر سنوات عجاف نرى المؤتمر متمسكا بعناد (فارسي) تقليدي برفض فهم ازمة العراق كما هي واعتماده الكلي والمباشر على عين العجل الذهبي الايراني في رؤية ما يجري في العراق ! فبقيت ضمائر حكومة المؤتمر المصغرة نائمة في كهف اهل الكهف وتشخر على انغام اوتار ذيل العجل الذهبي المقدس سواء كان يخور بالعبرية او بالعربية او يرطن بالفارسية !!!
وحينما يكتشف الانسان العاقل بان ماكان يراه هو السراب فان الاستمرار بذلك الاعتقاد او توقع ان يصبح  حقيقة هو في ان واحد حماقة وغباء ونكوصا عن اهم صفات الانسان : استخلاص الدروس والعبر مما جرب وعرف . هل للصبر حدود ؟ وهل تجاوز الصبر لحدود زمنية معينة يحوله الى استسلام لخطة العجل الذهبي سواء كان امريكيا او صهيونيا او ايرانيا ؟ وهل ثمة امل في ان ينطق عبدة العجل بعد عشر سنوات من الخرس تجاه العراق وكارثته كي نواصل الصمت ؟ هذا الالم واليأس من توقف عبدة العجل الذهبي عن النطق انصافا للعراق وضحاياه ومشرديه وشهداءه جعلنا نرفع الصوت الان بعد عشر سنوات وليس بالامس قبل سنوات ، فغدا ستسأل الملايين من العراقيين والعرب المعذبين واهالي الشهداء وملايين المعوقين : لماذا صمتم على صمت اهل الكهف رغم انهم يمارسون اسوأ اشكال عبادة ابليس متخفيا في العجل الايراني الذهبي ؟
من المفارقات (اللطيفة جدا) التي تدل على وقاحة ان احدهم تساءل عند بدء كتابة مقالي هذا: هل انا المقصود بالمقال ؟ ونحن نرد عليه ونقول نعم انت المقصود بكل حرف كتبناه اذا كنت تعبد العجل الذهبي الفارسي المقدس، نعم انت المقصود فهذا اقل ما تستحق من تشخيص اما اذا كنت لا تقبل بعبادة هذا العجل فلست المقصود، وفي هذه الحالة عليك ان تبرأ نفسك من جريمة الصمت على ابادة العراق فتقول كفى لعبادة العجل الفارسي.  

يتبع

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..