علوان العبوسي
اثناء تصفحي لموقع وجهات نظر استوقفني بيان الحزب الطليعي الاشتراكي الناصري في العراق وهو يحيي الانتفاضة الشعبية ضد نظام الفصل العنصري (كما يصفه) لأردوغان ويطالب العرب الخاضعين للاستعمار التركي باعلان حركتهم الاستقلالية والمشاركة الفعالة في الانتفاضة، مبيناً (ان نظام الفصل العنصري لاردوغان عاث إيغالاً في التآمر والابادة الجماعية للعرب في العراق وليبيا وسوريا ومصر وتونس واليمن وغيرها مدفوع بحقد شعوبي ضد الامة العربية والعروبة ....الخ ).
كلام غريب ومتشنج فيه تجني لامبرر له على السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي يغلب عليه الطابع السياسي المتشدد والغير مترابط شكلاً وموضوعاً صادر باسم هذا الحزب القومي العربي ذو التاريخ النضالي ضد كل اشكال الهيمنة والاستعمار بكل أشكاله ولم نلحظ ان سار الحزب بهكذا اتجاه او اساليب تمس شخوص معينة وانما كانت بياناته تخص قضايا مصيرية تهم امتنا العربية، ويكفي ان يحمل الحزب كنية الرئيس العربي الراحل رائد الوحدة والقومية العربية جمال عبدالناصر والاكثر غرابة ان من اصدر هذا البيان الامين العام للحزب السيد عبدالستار الجميلي المفصول من قبل قيادة الحزب كما جاء في البيان الصادر من القيادة المؤقتة للحزب في 17/12/2011.
بودي ان اتناول هذا الموضوع من جانب انساني واخلاقي لما يجري اليوم في عالمنا العربي من فرقة وتشرذم وانعدام ابسط انواع التنسيق بين قياداته السياسية والابتعاد عن أبسط معاني ومفاهيم الوحدة العربية او العروبة بين أبناء هذا الوطن بتدبير مقصود من قوى غاشمة تقودها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من صهاينة وصفويين ومن لف لفهم في هذا الوطن الذي كان يوماً يهز اركان امريكا واسرائيل، ودليلنا اليوم ماجرى في العراق وما يجري في بلداننا العربية تحت مسمى الربيع العربي باستهداف كل القيم الانسانية والثقافية والقومية والتاريخية، اسبابه الرئيسة المصالح الشخصية والحزبية الفئوية والارتماء بحضن الغرباء بدل الاقرباء حتى بات وطننا مشتتاً يبكي تراثه وتاريخه في عصور مضت وهو يمتلك اعلى ناتج قومي اجمالي بين دول العالم اذا ما تقاربت اجزاؤه وشدة بعضها بعضاً. اما تركيا فقد تناول البيان ما يجري الان فيها من اضطرابات وصفها ضد النظام العنصري لأردوغان ((وانا اقول العكس اردوغان بدد هذه النظرية التي اتصفت بها تركيا عبر قرون مضت واصبح في عهده اكثر تقارباً مما كان في ماضيها وباعتقادي ما يجري اليوم من فوضى ومضاهرات هو من أجل إعادة الماضي التركي والعنصرية التي كان يتسم بها هذا النظام))، الذي عاث كما يقول البيان إيغالاً في التآمر والابادة الجماعية للعرب والعروبة في العراق وليبيا وسوريا وتونس ومصر واليمن (وانا اقول كلام حق يراد به باطل فتركيا الان اكثر تقارباً مع هذه الدول ولها مصالح مشتركة مميزة سواء بالعراق او دول المغرب العربي وباقي الدول العربية) أما أسباب ما يجري الان في تركيا فهي معروفة ملخصها هو تآمر امريكي صهيوني على هذا البلد الذي اصبح اليوم اكثر تقارباً من وطننا العربي والداعم لكل قضايا امتنا العربية والاسلامية بشخص السيد رجب طيب اردوغان من مواقف انسانية واخلاقية ومبدئية وكان بودي ان يتناول البيان ولو اليسير منها وان يثبت ان استطاع محرره مدى تعرض الجانب العربي في دولته التي ذكرها البيان من قهر وظلم بينما تستضيف تركيا اليوم عشرات الالاف من العرب من كل بقاع العالم واهمها العراق وسوريا بعد الذي جرى ويجري لهذه الشريحة من ابناء وطننا العربي .
وبهذه المناسبة بودي ان اُذكر للسيد محرر البيان ما جرى في تركيا على مدى العشر سنوات حيث بات النوذج التركي حلم يراود كل ابناء الوطن العربي خاصةً بعد ان نجح حزب العدالة والتنمية في اعادة بعث الروح من جديد لتركيا ونقلها الى مصاف الدول المتقدمة، حيث احتلت تركيا التصنيف الثالث عشر بين اقتصاديات العالم الكبرى ناهيك عن معدلات النمو الاقتصادي الذي يعتبر من اعلى المعدلات في المنطقة جعله من مصافي الدول الاوربية، وقد زاد بريق تركيا في عيون الشعوب العربية مع اعلان رجب طيب اردوغان في 13 ايار (مايس) الماضي بان بلاده انهت تسديد جميع ديونها لصندوق النقد الدولي مما جعلها عضواً في نادي الدول غير المدينة للمؤسسة الدولية، اما الدور التركي المميز في اسناد قضايا امتنا العربية المركزية فقد بات اردوغان بمثابة بطل قومي في قطاع غزة والمجتمعات العربية بفضل دعمه المستمر للقضية الفلسطينية وبصوت عال ضد الكيان الصهيوني، هل نسينا الموقف المشرف والمبدئي لهذا الرجل في مؤتمر دافوس الاقتصادي بسويسرا عام 2009 ووقوفه بالضد تجاه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز تجاه قضايا امتنا العربية عامة وغزة خاصة؟ كما يجب ان لاننسى حادث مجزرة السفينة مرمرة ضمن اسطول الحرية في 31/5/2010 لنقل مواد اغاثة ومساعدات انسانية ابان محاصرة غزة من قبل الكيان الصهيوني وما تعرض له الاتراك من قتل وقهر لوقوفهم بوجه الالة العسكرية الاسرائيلية مما يعزز ذلك الموقف الانساني لتركيا بشخص السيد اردوغان، في الحقيقة هناك مئات من المواقف الاخرى لايسع المقال لها ولكني اُذَكر كاتب البيان ان هناك مثلا شعبياً نتداوله في العراق يقول (اكره واحجي وحب واحجي) فالعدل مطلوب وغمط أعمال الاخرين لأسباب شخصية تصرف غير سليم، وكم كنت اتمنى ان يذكر كاتب البيان في بيانه ما يجري في العراق ثم يجري مقارنة ما كان وما حصل بعد عشر سنوات من الاحتلال الامريكي الصهيوني الصفوي .
في الختام اني على ثقة ان الحزب الطليعي الاشتراكي الناصري ليس بمستوى هذا البيان ولكن البيان هو تصرف شخصي من قبل كاتبه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق