عميل المخابرات الأميركية السفير الروماني رادو أونفري |
وجهات نظر
مازن الشيخ
مازن الشيخ
في حديثه الى قناة دبي الفضائية في الثالث عشر من حزيران الجاري، تطرق السيد ناجي الحديثي آخر وزير خارجية لجمهورية العراق في العهد الوطني قبل الاحتلال 2003 الى المحاولات التي شرعت بها وكالة المخابرات الاميركية للضغط على المسؤولين العراقيين لإعلان انشقاقهم في اطار حملة تضليل للرأي العام العالمي التي كانت تقودها اميركا وبريطانيا تمهيدا لغزو العراق، مشيراً إلى ان تلك المحاولات تراوحت بين الضغط والابتزاز والتلويح بالمكاسب التي يحصل عليها من ينزلق إلى مستنقع خيانة وطنه وشرفه.
وفي هذا المسعى الخبيث الخائب، استعانت وكالة المخابرات الاميركية بعناصر من ادواتها بعضهم عراقيين كانت جنَّدتهم فيما سبق، وآخرين من جنسيات مختلفة، وقد تصاعد نشاط وكالة المخابرات الاميركية في اكثر من ساحة في النصف الثاني من سنة 2002، حتى ان أحد الدبلوماسيين العراقيين العاملين في إحدى الملحقيات الفنية التابعة لوزارات أخرى غير وزارة الخارجية أرسل رسالة الى الوزير المختص يعلمه ان صديقاً سابقاً ارسل له رسالة يدعوه فيها الى الالتحاق به، والانشقاق عن نظام الحكم الوطني العراقي، وان عرضه هذا، كما يزعم (الصديق) جاء انطلاقا من وده وحبه له وللذكريات التي جمعتهما.. ودعاه في ختام الرسالة، من منطلق الحرص عليه وعلى مستقبله، لاهتبال الفرصة، وعرض عليه ان يتصل بشخصية مخابراتية عاملة تحت غطاء دبلوماسي (المستشار السياسي) في السفارة الاميركية في البلد الذي يعمل فيه وزوَّده برقم هاتفه، وبالطبع فإن ذلك الدبلوماسي رفض دعوة صديقه (الجاسوس) وحافظ على شرفه الوطني وولائه لبلده.
كما حدثت وقائع أخرى مماثلة في القاهرة ومانيللا وفي جنيف حينما فاتحت دبلوماسية أميركية أحد الدبلوماسيين العراقيين بالانشقاق عن نظام الحكم الوطني فأهانها وصرخ بوجهها أمام حشد كبير من الدبلوماسيين، ونادى بأعلى صوته الدبلوماسيين الأجانب وأبلغهم ماجرى وفضحها شر فضيحة، بينما راحت تتوسل إليه للكف عن ذلك لستر خيبتها وفضيحتها، وجرى أيضا في غير تلك من العواصم.
وكان وزير الخارجية العراقي الدكتور ناجي صبري الحديثي قد اتخذ إجراء عاجلاً وحازماً بعد أول محاولتين لمفاتحة دبلوماسيين عراقيين جرتا في مالي وكندا، فأصدر أمراً لكل رؤساء السفارات والبعثات العراقية أن يجمعوا كل الدبلوماسيين والفنيين والإداريين في بعثاتهم ويقرأوا عليهم توجيه الوزير الذي أمر فيه كل الدبلوماسيين والموظفين العراقيين في الخارج، وناشدهم ونخاهم، أن يردعوا كل من يفاتحهم للالتحاق بأعداء بلدهم باعتبارها محاولات لإهانة شرفهم الشخصي، وجاء في توجيه الوزير ما مفاده:
إن عناصر المخابرات الأميركية والبريطانية تقوم بمفاتحة الدبلوماسيين العراقيين لخيانة بلدهم والإلتحاق بأعدائهم، لذا أطلب منكم وأدعوكم لإهانة كل من يحاول التجاوز على شرفكم بأقوى الإهانات وبأعلى أصواتكم وأن تبصقوا بوجهه وأن تضربوه بأحذيتكم، ويفضَّل أن يكون ذلك في الأماكن العمومية أو في الحفلات والأنشطة الدبلوماسية.
وفي إطار هذا المسعى الخائب الخسيس، أقدم مسؤول دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية الرومانية على دعوة سفير العراق في بوخارست السيد سعد الدوري لاعلان انشقاقه والتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية، وهي الواقعة التي اشار اليها السيد ناجي الحديثي في المقابلة التلفازية التي عرضتها مؤخرا قناة دبي الفضائية، واترك الحديث عن هذه الواقعة الى السيد سعد الدوري سفير جمهورية العراق انذاك، وهو من تلقى ذلك العرض الوضيع.
كما حدثت وقائع أخرى مماثلة في القاهرة ومانيللا وفي جنيف حينما فاتحت دبلوماسية أميركية أحد الدبلوماسيين العراقيين بالانشقاق عن نظام الحكم الوطني فأهانها وصرخ بوجهها أمام حشد كبير من الدبلوماسيين، ونادى بأعلى صوته الدبلوماسيين الأجانب وأبلغهم ماجرى وفضحها شر فضيحة، بينما راحت تتوسل إليه للكف عن ذلك لستر خيبتها وفضيحتها، وجرى أيضا في غير تلك من العواصم.
وكان وزير الخارجية العراقي الدكتور ناجي صبري الحديثي قد اتخذ إجراء عاجلاً وحازماً بعد أول محاولتين لمفاتحة دبلوماسيين عراقيين جرتا في مالي وكندا، فأصدر أمراً لكل رؤساء السفارات والبعثات العراقية أن يجمعوا كل الدبلوماسيين والفنيين والإداريين في بعثاتهم ويقرأوا عليهم توجيه الوزير الذي أمر فيه كل الدبلوماسيين والموظفين العراقيين في الخارج، وناشدهم ونخاهم، أن يردعوا كل من يفاتحهم للالتحاق بأعداء بلدهم باعتبارها محاولات لإهانة شرفهم الشخصي، وجاء في توجيه الوزير ما مفاده:
إن عناصر المخابرات الأميركية والبريطانية تقوم بمفاتحة الدبلوماسيين العراقيين لخيانة بلدهم والإلتحاق بأعدائهم، لذا أطلب منكم وأدعوكم لإهانة كل من يحاول التجاوز على شرفكم بأقوى الإهانات وبأعلى أصواتكم وأن تبصقوا بوجهه وأن تضربوه بأحذيتكم، ويفضَّل أن يكون ذلك في الأماكن العمومية أو في الحفلات والأنشطة الدبلوماسية.
وفي إطار هذا المسعى الخائب الخسيس، أقدم مسؤول دبلوماسي رفيع في وزارة الخارجية الرومانية على دعوة سفير العراق في بوخارست السيد سعد الدوري لاعلان انشقاقه والتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية، وهي الواقعة التي اشار اليها السيد ناجي الحديثي في المقابلة التلفازية التي عرضتها مؤخرا قناة دبي الفضائية، واترك الحديث عن هذه الواقعة الى السيد سعد الدوري سفير جمهورية العراق انذاك، وهو من تلقى ذلك العرض الوضيع.
يقول السيد الدوري:
تم استدعائي يوم التاسع من اذار 2003 الى ديوان وزارة الخارجية الرومانية، من قبل رئيس دائرة الشرق الاوسط في الخارجية الرومانية، السفير رادو أونفراي، حيث استقبلت من قبل السفير أونفراي وبصحبته شخص اخر يحمل معه دفتراً للملاحظات وهو امر طبيعي الا انني لم يسبق لي ان التقيت بالشخص الآخر سابقا. وكان استقبالي عند الباب الرئيسي للوزارة بغير العادة.
وبعد الترحيب الحار بي، اعتذرأونفراي بانه يرغب بأن نجلس في غرفة التشريفات لأن مكتبه يشهد بعض التصليحات.. ولم امانع من ذلك وقلت له: لاحاجة للاعتذار لاننا في مبنى الوزارة.
بدأ السفير يتحدث عن أسباب إبعاد عدد من موظفي السفارة العراقية مدعيا بان لديهم معلومات موثقه بانهم يعملون لدى.... وفجأة رن هاتفه الخلوي وبعد رده على الهاتف، التفت واعتذر بأنه لابد ان يغادر لأمر مهم وسيعود قريبا جداً.
فور خروج أونفراي، تحدث الشخص الثاني معي فوراً، وقال بأنه كان مسؤولا عن موضوع إبعاد القنصل العراقي مؤخرا، ثم لاحظ استغرابي من طرحه بعد ان قلت له: وهل يعني هذا شيئا؟ قال: اننا نقدرك سعادة السفير وانت عميد السلك العربي ومحبوب من الجميع واولادك يدرسون بالكلية الطبية الرومانية وتتكلم اللغة الرومانية ولديك معلومات كثيرة ... نؤكد لك بأن نظام الحكم في العراق سيسقط ونريد منك التعاون معنا.
وهنا بادرته بالسؤال: من انتم لكي اتعاون معكم؟ انا الان في وزارة خارجية ومانيا وسفير لبلدي في بوخارست.
فرد عليَّ بأنني فهمت كلامه على نحو خاطئ، وقال: نحن الخدمة السرية وعلى استعداد لتقديم كل الخدمات والمكان والمنصب الذي تحتاجه وحساب بالبنك وضمان أمنك وعائلتك واولادك ...
وبين حديثه وغضبي الشديد، ضربت الطاولة التي كانت أمامي فانسكبت القهوة، وقلت له: انا سفير العراق مهد الحضارات وانت واحد سافل، وخرجت من الغرفة، وهو يحاول إيقافي، فدفعته وخرجت، وما إن خرجت من غرفة التشريفات حتى وجدت السفير أونفراي يتمشى في الممر، فذهبت اليه وبصوت قوي وباللغة الرومانية قلت له: انك انسان سافل، وخرجت من مبنى الوزارة.
وفي اليوم الثاني عقدت مؤتمراً صحفياً دعيت له كل وسائل الاعلام والبعثات الدبلوماسية وتحدثت عن هذا الموضوع، وأجبت على عدد من اسئلة الصحفيين وغادرت البلد الى تركيا ثم إلى دمشق ومنها الى بغداد.
وبالفعل طردت عائلتي وفصل اولادي من جامعاتهم وغادروا بوخارست.
بعد الاحتلال عيِّن السفير رادو انفراي منسقاً عاماً لوزارة الخارجية العراقية وقاد الوزارة (العراقية)، ثم عيِّن بعدها سفيرا لرومانيا في الاردن.
ماتقدم عينة من الاساليب التي اتبعتها وكالة المخابرات الاميركية ضد العراق في اطار التهيئة وتمهيد الارض والاجواء وافتعال الاكاذيب ضد قيادته الوطنية تسويغاً لغزوه في اذار- نيسان 2003 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق