موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 6 يونيو 2013

رسالتان إلى الأمين العام للمؤتمر القومي العربي

وجه عضو المؤتمر القومي العربي السيد سلمان عبدالله الرسالة التالية إلى الأمين العام للمؤتمر، عبدالملك المخلافي، قبل نحو شهرين ونصف مذكِّراً إياه بأن الامانة العامة للمؤتمر أغفلت إلى حد كبير الذكرى العاشرة لغزو العراق على يد القوات الأميركية والبريطانية المجرمة، مستعرضاً بعض ما تسبب به الاحتلال المجرم من تأثيرات خطيرة على العراق والأمة العربية، وأردفها برسالة ثانية بشأن الانتفاضة العراقية الباسلة، ننشرها أيضاً..


رسالة إلى الأمين العام للمؤتمر القومي العربي

سلمان عبدالله *
الاخ رئيس المؤتمر 
الاخوات والاخوه اعضاء المؤتمر
قبل ما يقرب من شهرين مرت الذكرى العاشره للاحتلال الامريكي للعراق، ولا  اريد ان اعدد هنا اهداف ذلك الاحتلال، ولكن سأركز على أحد تلك الاهداف الا وهو تدمير الدولة العراقية وتفكيكها وتدمير شعبها.
فمنذ الايام الاولى للاحتلال اصدر الحاكم الامريكي المدني بول بريمر قرارا بحل الجيش العراقي وكل الاجهزة الامنية من شرطة ومخابرات وامن وحتى شرطة المرور (السير) مما ادى الى ترك مئات الالاف من المواطنين دون مورد حتى من استحقاقاتهم التقاعدية، وترك العراق في فوضى امنية، وانتشرت فيه عمليات النهب والسلب والقتل وحرق مؤسسات الدولة من مؤسسات ووزارات ودوائر ومصارف حكومية وبتشجيع من قوات الاحتلال، باستثناء وزاره النفط التي حمتها تلك القوات.
وحين تم البدء بإعادة تشكيل ماسمي بالحرس الوطني تم اختيار المليشيات التي دخلت مع دبابات الاحتلال كنواة لذلك الجيش وعلى اساس التطوع. وأذكر اننا كأمانة عامه للمؤتمر التأسيسي اقترحنا في حينه على ممثل الامين العام للامم المتحدة الأخضر الابراهيمي في مقابلة معه أن يتم تأسيس الجيش العراقي على اساس الخدمة الالزامية (خدمة العلم) كي يساهم كل ابناء العراق في هذا الجيش، لأن اسلوب التطوع قد يؤدي الى ابعاد مكون معين من المشاركة، وللاسف لم يستجب الحاكم الامريكي لمثل هذا الاقتراح لانهم ارادو جيشا ينفذ اوامرهم ويقاتل ويضطهد من يقاوم الاحتلال.
ثم اعقب ذلك بقانون اجتثاث البعث وعين على رأٍس اللجنة المنفذة لهذا القانون أحد عملاء المخابرات الامريكية المعروفين والطائفي المتطرف أحمد الجلبي، والهدف من ذلك اقصاء كل الكفاءات من كافة الاختصاصات العلمية والثقافية، الامر الذي ادى الى فراغ مهول في كل قطاعات الدولة، كما أدى الى تشريد الالاف من المواطنين وتركهم دون مورد أو دخل، ومعظم من شملهم الأجتثاث من مكون معين في حين لم يشمل الكثيرين من المكون الاخر بل تم ترقيتهم وتسلمهم مراكز عليا في الدولة والجيش دون امتلاكهم لأية كفاءة والأمثلة على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، بعد ذلك ألغي هذا القانون واستبدل بقانون اخر سمي قانون المساءلة والعدالة الذي لم تتحقق به أية عدالة لمن شملهم ذلك القانون.
ثم جاء الاحتلال بعمليته السياسية المشوهة والمبنية على المحاصصة الطائفية والعرقية لتحويل العراق من (دولة المواطنة الى دولة المكونات) فكان تشكيل ما سمي بمجلس الحكم مؤلفا من 25 عضوا ثلاثة عشر منهم من الشيعة وخمسة من السنة وخمسة من الاكراد وواحد تركماني واخر اشوري مسيحي، ولقد ترسخت هذه المحاصصة طيلة السنوات العشر الماضية فيما سمي زورا بالانتخابات، وكنتيجة لتحالف مكونات مؤتمري لندن وصلاح الدين مما أدى الى سيطرة مكون معين على مقاليد الحكم.
كما اصدر الأحتلال وأعوانه قانون مكافحة الارهاب واحدى فقراته المعروفة باسم 4 ارهاب الذي استخدم ضد مقاومة الاحتلال الباسلا وأبناء المحافظات التي احتضنت المقاومة وغالبية سكانها من مكون معين، فتم اعتقال عشرات الالاف من أبناء هذه المحافظات نتيجة المخبر السري وبتهمة الارهاب، وتعرضوا لأبشع انواع التعذيب الجسدي والمعنوي بما في ذلك عمليات الاغتصاب الجنسي للنساء والأطفال وحتى الرجال لإجبارهم على توقيع اعترافات معدة ومكتوبة سلفا، وكان اعتقال النساء في الغالب كرهائن بدل الزوج أو الاخ او الابن لعدم تمكن أجهزة الامن من اعتقالهم.
وفوق كل ذلك عانت تلك المحافظات التهميش والحرمان من معظم الخدمات كالكهرباء والماء والرعاية الصحية اضافة الى تفشي البطالة بين ابنائها طيلة السنوات العشر الماضية، كل ذلك أدى الى استياء وتذمر شديد من أبناء هذه المحافظات مما دفعهم الى الخروج بمظاهرات والقيام باعتصامات سلمية مطالبين حكومة المنطقة الخضراء بتلبية عدد من المطالب وفي مقدمتها إطلاق سراح السجناء والمعتقلين والمعتقلات الابرياء ومحاسبة المسؤولين عن التعذيب والاغتصاب، والغاء قانون الارهاب وقانون المساءلة والعدالة وغير ذلك من الامور التي تخص تلك المحافظات .
لقد مضى على هذه الانتفاضة ما يقرب من ستة اشهر وبدلا من ان تستجيب حكومة المالكي الى تلك الطلبات استهزأ المالكي بها في البداية قائلا فقاعات وستزول ثم عمد الى التهديد والوعيد حين قال (انتهو أو تنهوا) بعد ذلك عمد الى استخدام القوة في بعض الحالات مما ادى الى سقوط شهداء بين المتظاهرين في كل من الفلوجة والموصل وسامراء وديالى وغيرها، ثم أقدم على أرتكاب جريمته الشنعاء باجتياح ساحة الاعتصام في الحويجة بمحافظة كركوك من قبل قواته العسكرية ما أدى الى سقوط اكثر من 50 شهيداً وما يزيد عن 200 جريحاً من المعتصمين العزل المسالمين الذين لا يملكون للدفاع عن انفسهم سوى اوتاد الخيام التي كانت تؤويهم، ولقد أظهرت صور الفيديو الإسلوب الإجرامي الذي أتبعه أفراد تلك القوات في قتل المعتصمين حيث ظهر بأن البعض منهم تم اعدامهم باطلاق الرصاص على رأسهم عن قرب.
لقد بلغ استرخاص أرواح العراقيين من قبل الطغمة الحاكمة حدا لا يجوز السكوت عليه، فلقد خرج أحد قادة حزب المالكي المدعو عزت الشابندر ليقول في الاعلام (لماذا تقام كل هذه الضجة حول أمر بسيط مثل مجزرة الحويجة ألا يرتكب في العراق أكثر وأكبر مما يحدث في الحويجة فلماذا كل هذا الضجيج؟) تصوروا ايها الاخوة هذا رأي من يحكم العراق بارواح مواطنين يقتلون على ايدي جيشهم الذي من المفروض ان يكون حاميهم لا ان يكون جزءاً من الارهاب الذي يجتاح العراق يوميا.
كل هذا جرى ويجري في عراق المقاومة ولم يصدر عن المؤتمر القومي سوى بيان مقتضب كان بمناسبة مرور عشر سنوات على الاحتلال وذلك في يوم 18/3 وردت فيه إشارة بأسطر قليلة عن هذه الانتفاضة، وكنت قد ارسلت صباح نفس اليوم رسالة الى الاخ الامين العام استفسرت عن سبب عدم صدور موقف من الامانة العامة حول هذه الاحداث، كما لم يصدر عن المؤتمرين الاخرين القومي الاسلامي أو مؤتمر الاحزاب اي ذكر لما يجري في العراق، أليس العراق وشعب العراق جزء من هذه الامة بحيث يتوجب على المؤتمرات الثلاث متابعة ما يجري فيه وبيان موقف من مثل هذه الاحداث، ولقد علمت بأن الاخ الدكتور خضير المرشدي عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي قد ارسل رسالة الى المؤتمرات الثلاثة يطلب فيها تحديد موقف، دون ان يتلقى ردا. فما هي الاسباب وراء هذا الموقف؟ وهل هناك تبريرات معينة لهذا السكوت, ألا يستحق عراق المقاومة الذي أفشل مخطط الاحتلال في الشرق الاوسط بعض الاهتمام.
أيها الاخوات والاخوة:
لقد بلغ سوء الاوضاع في عدد من المحافظات حدا دفع بالبعض لطرح إقامة اقليم سني في هذه المحافظات، هذا الطرح الذي يؤدي الى تحقيق اهداف الصهيونية والاحتلال في تقسيم العراق الى اقاليم طائفية وعرقية ويتماشى مع ما طرحه جون بايدن قبل عدة سنوات وهو الان نائب رئيس الولايات المتحدة الامريكية، ألا تدعو محاولات تقسيم العراق هذه الى اهتمام المؤتمر القومي العربي وكلاً من المؤتمر القومي الاسلامي ومؤتمر الاحزاب العربية؟
آمل ان يلقى طلبي هذا استجابة فورية من الاخوة في الامانة العامة لاتخاذ مايلزم لدعم انتفاضة شعبنا في العراق. والله ولي التوفيق.

..
الاخ الاستاذ عبدالملك المخلافي الامين العام للمؤتمر القومي العربي المحترم
تحية عربية
مضى مايقرب من ثلاثة اشهر على انتفاضة جماهير الشعب العربي في العراق ضد نظام الحكم الطائفي الذي يقوده رئبس الوزراء نوري المالكي وحزبه حزب الدعوة، مطالبة بحقوقها المشروعة وبطريقة سلمية ولم تتجاوز تلك المطالب تحقيق العدل والمساواة في التعامل مع ابناء الشعب العراقي كافة . فقد طالبت تلك الجماهير باطلاق المعتقلين والمعتقلات الابرياء الذين يعانون ابشع انواع التعذيب بما في ذلك الاغتصاب الجنسي للنساء والاطفال وحتى الرجال كما طالبوا بالغاء القوانين التي وضعها الاحتلال الامريكي وعملائه مثل قانون المساءلة والعدالة وقانون4 ارهاب وغير ذلك من القوانين والاجراءات الجائرة وطلبوا بالمساواة لابناء الشعب كافة دون تمييز
طائفي او عرقي وبالرغم من مضي هذه المدة الطويلة فما يزال المالكي يماطل ولم بستجب لأي من تلك الطلبات بل عمد الى استخدام القوة ضد المعنصمين والمتطاهرين مما ادى الى سقوط شهداء في الفلوجة والموصل كما عمد الى شن حملة اعتقالات ضد بعض الشيوخ وعلماء الدين وبعض المعتصمين ممن يتولون قيادة تلك الاعتصامات والمظاهرات ، كل ذلك يجري لابناء مقاومة الاحتلال الامريكي الذين افشلوا مخططاته في وطننا العربي ولم يصدر عن المؤتمر القومي العربي ما يؤيد هذه الانتفاضة ويدين الاجراءات التي اتخذتها وتتخذها حكومة المالكي الطائفية، فلماذا هذا السكوت، في الوقت الذي يبادر المؤتمر الى اصدار بيانات تدين اقل من هذه الاعمال في اقطار عربية اخرى؟
الا يستحق شعب العراق المقاوم بعض الاهتمام؟
آمل ان تلقى رسالتي هذه بعض الاهتمام
مع فائق شكري وتقديري



*عضو المؤتمر القومي العربي

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..