لا احد يدري او يعلم الى متى تبقى نقابة الصحفيين العراقيين متقمصة شخصية ابي الهول وتبدأ بعد ذلك خطوات فعاله لحماية ارواح الصحفيين ويتوقف عن الجريان دمهم الزكي.
واذا كانت ظروف التعرية المناخية وتقادم الزمن قد جدع انف ابي الهول المصري فإن عواملا اخرى لا ندري كينونتها قد ابقت لسان نقابتنا العتيدة معتقلا داخل الافواه او ان مجلسها الموقر بقي لاهيا بالسفر الى عواصم الدينا وحضور المؤتمرات دون أي اكتراث لما يتعرض له حملة القلم والمشعل.
اقول هذا بعد اغتيال الزميل الصحفي زامل غنام الزوبعي على يد عصابة همجية شعوبية في منطقة الوشاش ببغداد و ممارسة شتى وسائل التعذيب قبل قتله والتي تعكس رغبة وحشية همجية انتقامية.
لقد زاملت الشهيد الزميل الزوبعي منذ بداية عام 2004 عندما ترأست هيئة تحرير جريدة الوطن التي تعرضت الى شتى محاولات عرقلة مسيرتها على أيدي جهات حكومية و اخرى دينية طائفية بغية إسكات صوتها المعبر عن ضمير الامة العربية وجماهير الشعب العراقي الحبيب.
كان رحمه الله تلقائيا وعفويا وبدويا في حياته اليومية داخل الصحيفة وخارجها وكان يتخطى الحواجز الوظيفية بطريقة محببة فكان يحلو له ان يناديني بكلمة (خالي) وكان يتنقل بين غرف و اقسام الصحيفة يوزع النكات و لطائف القول مع الاخبار وكأنه مؤسسة اعلامية متحركة.
بعد واحدة من الهجمات الهستيرية ضد صحيفة الوطن وبعد اغتيال مصور الصحيفة الخاص بالوطن الشهيد صفاء اسماعيل الجبوري على يد زمرة طائفية أثمة
نشرت مقالا أوسمته بجسر الشهادة ذكرت ان الشهيد الجبوري هو رقم 366 من الصحفيين الذين عبروا على جسر الشهادة من هذه الدنيا الى جنات الخلد يومها
دخل الى غرفتي وهو يتأبط رزمة من نسخ جريدة الوطن مستأذنا بالخروج لحضور مجلس الفاتحة الذي أقيم على روح الشهيد قرب منزل ذويه في منطقه الشعب شرقي بغداد..أذنت له استدار ليغلق و خاطبني (خالي راح اوزع هذه الجريدة بالفاتحه بس يرحم ابوك شوكت يجينا السرة ونعبر على جسر الشهادة) تبادلنا الابتسامات وكأن واحدنا يقول للاخر عابرون على الجسر بعد شهر او شهرين شاهدت زامل جالسا على مكتبه مطرق الرأس وعلامات الخوف والأسى بادية على وجهه.. نهض وحاول ان يرسم ابتسامة على وجهه وهو يقول: خالي اخي الكبير ثامر اعتقل ليلة امس من قبل جهة مجهولة في حي الشعب ولا ندري مصيره
(خالي شدكول اخاف ثامر هم عبر على جسر الشهادة).
نشرت مقالا أوسمته بجسر الشهادة ذكرت ان الشهيد الجبوري هو رقم 366 من الصحفيين الذين عبروا على جسر الشهادة من هذه الدنيا الى جنات الخلد يومها
دخل الى غرفتي وهو يتأبط رزمة من نسخ جريدة الوطن مستأذنا بالخروج لحضور مجلس الفاتحة الذي أقيم على روح الشهيد قرب منزل ذويه في منطقه الشعب شرقي بغداد..أذنت له استدار ليغلق و خاطبني (خالي راح اوزع هذه الجريدة بالفاتحه بس يرحم ابوك شوكت يجينا السرة ونعبر على جسر الشهادة) تبادلنا الابتسامات وكأن واحدنا يقول للاخر عابرون على الجسر بعد شهر او شهرين شاهدت زامل جالسا على مكتبه مطرق الرأس وعلامات الخوف والأسى بادية على وجهه.. نهض وحاول ان يرسم ابتسامة على وجهه وهو يقول: خالي اخي الكبير ثامر اعتقل ليلة امس من قبل جهة مجهولة في حي الشعب ولا ندري مصيره
(خالي شدكول اخاف ثامر هم عبر على جسر الشهادة).
منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا وثامر غنام الزوبعي المناضل العربي مجهول المصير ويبدو انه عبر الجسر مع قوافل الشهداء من ابناء شعبنا الكريم.
عندما اضطررنا لنقل الجريدة الى مدينة تكريت لم تكف الاجهزة الحكومية في محافطة صلاح الدين عن مطاردتنا ومحاولة اسكات صوتنا كان الشهيد زامل ساعدي الايمن لانه عمل سكرتيرا للتحرير..
خلال اسبوع واحد تعرضنا للمداهمة من قبل قوات التدخل السريع ومساندة القوات الامريكية مرتين، استطاع الزوبعي في المرة الاولى من الافلات تحت جنح الظلام وانشغال القوة المداهمة بتحطيم مكاتب ومعدات الجريدة غير انه وقع في المرة الثانية بقبضة تلك القوات الاثمة وبقي محتجزا لمدة 12 يوم خرج بعدها وجاء الى مكاتب الجريدة وهو يستنكر توقف الجريدة عن الصدور مطالبا بإعادتها والتصدي لهواجس ورغبات الحكومة ولتبقى الوطن مشعلا كشافا للمؤامرات الامبريالية والشعوبية التي يتعرض لها العراق.
ونحن في طريق عودتنا من طريق تكريت الى بغداد قال لي الشهيد انه شعر بنهايته عندما دخل السجن وساوره هاجس بأنه بدأ خطوته الاولى باتجاه جسر الشهادة..
استدرك ضاحكا وهو يقول: خالي بعد وكتنا ما جاء بس هيه تره ملحوقه مندري شوكت نعبر لأن هذا الجسر قدرنا ومصيرنا.
لم تتح لي فرصه بعد ذلك للقاء زامل ولن تتاح لي مستقبلا لانه حصل على ما يريد وعبر على جسر الشهادة.
سؤال اكرره ويكرره معي الاف الصحفيين: متى تستفيق نقابة الصحفيين وتتخلص من غفوتها ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق