موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 9 يونيو 2013

العين بالسن.. والسن بالعين

فاتح عبدالسلام
حملات تعبئة كبيرة تجري في مدن كثيرة في جنوب العراق للالتحاق بكتائب قتالية يجري تدريبها في ايران ومن ثم نقلها إلى سوريا للقتال دفاعاً عن حكم الرئيس بشار الأسد تحت شعارات استهلاكية شتى. ومن ثمَّ تستقبل البصرة والعمارة وبلداتهما الجنائز بالجملة. كأنَّ الموت الذي يقتات عليه العراقيون من موائد المفخخات والمتفجرات والعبوات المصدرة إليهم لم يعد كافياً.


ألا يكفي ما تملكه إيران من قوات حرس ثوري وباسيج لكي تطلب المدد من داخل العراق، أم إنَّ المسألة مخطط لها من أجل التعبئة الطائفية التي يجري الاعداد لها بدقة مرسومة لتؤدي مهمات جديدة في استغلال واضح لراية الحسين وآل البيت عليهم السلام دائماً وأبداً؟ تلك الرايات التي تظلل القتال في معارك النظام في حلب وحمص وريف دمشق.. وليس في ضاحية السيدة زينب التي تقع تحت حماية النظام حتى الآن.
ماذا سيكون الحال لو أنَّ التعبئة العلنية للقتال في سوريا انطلقت في الأنبار والموصل وديالى وتكريت وسواها من المدن، تحت راية الرسول محمد العربي عليه أفضل الصلاة والتسليم كما ترفع اليوم تلك الراية في القتال الداخلي السوري؟ وماذا لو جرت التعبئة تحت راية الرسول محمد في دول عربية ضد الوضع التعبوي المضاد لهم في العراق، وتستطيع الدول العربية أن تتخذ موقف الحكومة العراقية نفسه من تجاهل الأمر والصمت عليه.
هل حان أوان الصراع بين رايتي محمد والحسين؟ ولمَنْ ستكون الغلبة؟ أيّ جنون هذا؟ ولعلّه جنون يجري على أرض الواقع بالفعل في استغلال واضح لجهلة الناس والبسطاء، في حين إنّ اللعبة يمسك بها لاعبون مهرة من وراء حجب مستترة بدعم من جمهوريات وملكيات وإمارات وإقطاعيات المال والنفط والشعارات الفارغة.
هل يوجد رؤية سياسية ــ سيادية للنظر في هذا النوع من جرّ العراق إلى أتون حروب الجوار. يا ترى، أين سيقاتل العراقي خارج بلده بعد سوريا؟ أوجهتهُ لبنان التي تغلي أم البحرين التي تخوزقت معارضتها وهي ترى أمثلة لا تسرها أبداً، حيث يد خارجية تمثل حزب اللّه تدمر معارضة بلد آخر، وهي التي تعرف أنَّ أمامها قوات درع الجزيرة على أرض البحرين؟

خلط عجيب للأوراق. واحتفالات بتحرير كلّ شيء إلاّ الأجزاء المحتلة من أرض العرب ونفوس العرب وكرامة العرب.. وياليتهم كانوا عرباً.. أو ما أقسى إنْ كانوا عرباً.
إنّها فعلاً معارك العين بالسن.. والسن بالعين.

ملاحظة
نشر المقال هنا

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..