موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 22 سبتمبر 2013

دور القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي في الرد الشامل 23/22 ايلول (سبتمبر) 1980- دراسة توثيقية

ملاحظة تمهيدية من الناشر:
هذه دراسة توثيقية مهمة للغاية، عن بداية الحرب العراقية الإيرانية، توثِّق بأدق التفاصيل الممكنة بدء الرد العراقي العسكري الشامل على عدوانية خميني في 22 أيلول/ سبتمبر 1980.
انها دراسة تستحق القراءة العميقة والحفظ، لما فيها من تفاصيل وثَّقها قلم اللواء الطيار الركن علوان العبوسي، أحد صقور العراق الأبطال الذين كان لهم شرف الدفاع عن العراق الأمة العربية في منازلات الكرامة القومية الفاصلة.

المحرر
.......




القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي في الرد الشامل
23/22  ايلول (سبتمبر) 1980

وجهات نظر
علوان العبوسي                                       
بمناسبة مرور 33 عاماً على الرد العراقي الحاسم في الحرب الايرانية العراقية، يطيب لي استذكار الدور المهم للقوة الجوية والدفاع الجوي بإسناد قواتنا المسلحة وتهيئة الاجواء لتحقيق اهم اهداف الصفحة الاولى في استعادة كافة الاراضي التي احتلتها ايران منذ مجيء نظام خميني، هذه الحرب التي بدأها هذا النظام، منتهكاً كافة الاعراف والقوانين الدولية رغم ماقام به العراق من جهود وسبل دبلوماسية وسياسية لانهائها منذ ايامها الاولى ولكن إيران أصرت على مواصلتها لإسقاط النظام الوطني في العراق وتصدير الثورة الايرانية البغيضة، معبرة عن حقدها الدفين تجاه العراق والامة العربية والاسلامية.
منذ مجيء النظام الايراني الجديد في شباط ( فبراير) 1979 بادر العراق الى الاعراب عن ابتهاجه بهذا النظام موجهاً مذكرة الى الحكومة الايرانية المؤقتة بتاريخ 13 /2/ 1979 توضح سياسة الجمهورية العراقية في اقامة اوثق الصلات الاخوية وعلاقات التعاون مع الشعوب والبلدان المجاورة للعراق على أساس احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخليه واحترام التطلعات المشروعة للشعوب وفق المبادئ التي تختارها بإرادتها الحرة، وقد وجه الرئيس أحمد حسن البكر، يرحمه الله، البرقية التالية الى خميني في 5 /4/1979 (يسعدني بمناسبة إعلان الجمهورية الاسلامية الايرانية أن أبعث باسم العراق حكومه وشعباً وباسمي شخصياً باصدق التهاني لكم وللشعب الايراني الجار الصديق متمنين لكم التوفيق. آملين ان يفتح النظام الجمهوري الجديد فرصا واسعة لخدمة الشعب الايراني الصديق وبما يعزز دور إيران لخدمة السلام والعدل في العالم وأقامت أوثق علاقات الصداقه والجيرة مع الدول العربية عموماً والعراق بشكل خاص والله ولي التوفيق). غير ان جواب خميني كان بعيد عن المجاملة ومجافيا لروح حسن الجوار متعمداً الامعان في دفع علاقات البلدين الجارين على طريق الجفاء والتدهور ، وختم جوابه بكلام الله سبحانه (والسلام على من اتبع الهدى) .

خلفية تاريخية مهمة
شهدت المرحلة ما بعد الثوره الإيرانية وتولي خميني حكم إيران وحتى أيلول 1980 سلسلة من التحرشات والاعتداءات ضد العراق، لكنها لم تتخذ في بداياتها صفة الحرب، وكان العراق يحاول أن يحل المشاكل بالطرق الدبلوماسية والقوانين الدولية وكمثال على الاعتداءات (منذ الثورة الايرانية وحتى 22/9/1980 قام سلاح الجو الايراني بخرق الاجواء العراقية 249) مرة وبَلغ عدد حوادث اطلاق النار على المخافر الحدودية العراقية والقصف المدفعي وعرقلة الملاحة والتصدي لسفننا المدنية والعسكرية في شط العرب وقصف الاهداف المدنية (244) حادثاً، أما عدد مذكرات الاحتجاج الرسمية فبلغت (147) مذكرة، ناهيك عن التجاوزات من قبل الاعلام الايراني بغرض أثارت الفوضى داخل العراق .
في الرابع من ايلول (سبتمبر) 1980  وما بعدها قصف الجيش الايراني بشده مناطق خانقين ومندلي وزرباطية ونفط خانه مستخدماً المدفعية الثقيلة عيار 175 ملم والطائرات، مسبباً أضراراً بالغه بالارواح والممتلكات. وفق هذه المعطيات وما سبقها، كما اشرت، بدأت الحرب فعلا، وبدا انه لاسبيل أمام العراق الا الدفاع عن أرضه وشعبه.
في صباح يوم 7 /9/1980 استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالاعمال الايراني في بغداد وسلمته مذكره حول تجاوزات القوات الايرانية المشار اليها آنفاً والمناطق المحتلة من قبل ايران مؤخراً متجاوزة لخط الحدود الدولية، ومطالبته بردود فعل عمليه من إيران بسحب قواتها خارج الحدود العراقية فوراً .
بالنظر لتسارع الاحداث وعدم اتخاذ اي رد فعل رسمي او عملي من قبل إيران، ففي الساعة 1500 من يوم 7 ايلول 1980 قامت القوات العراقية بعملية عسكرية لتحرير الاراضي العراقية المستولى عليها من ايران وتمكنت من استعادة مناطق (زين القوس، الشكره، بير علي، سربنت) وفي يوم 10 أيلول 1980 شرعت القوات العراقية تحرير واستعادة مخفري (هيله وماي خضر)، وفي يوم 16 ايلول 1980 حررت مخافر (الطاووس والرشيدة والسفرية القديم والجديد في نفس القاطع) في يوم 17 ايلول 1980 باشرت القوات العراقية بالتقدم نحو مخفري (شور شيرين وهنجيرة) في قاطع مندلي.. اما عمليات القوة الجوية في هذه الفتره اقتصرت على مهام الاستطلاع التصويري  والبصري المسلح  بطائرات السوخوي/ 22 والميغ/ 21 الاستطلاعية اضافه الى الدوريات القتالية بطائرات الميغ/ 21 و23 تحسباً لأي خرق جوي  ايراني متوقع  يبدأ من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً  .
في 17 ايلول 1980 ونتيجة لعدم اتخاذ اي رد فعل ايجابي من قبل ايران، واستمرار تدخلها بشؤون العراق الداخلية وقصفها الشديد للمناطق الحدودية في زرباطية ونفط خانه وخانقين ومندلي  شكل متكرر وتعرضها للسفن العراقية في الخليج العربي وشط العرب قرر العراق الغاء اتفاقية الجزائر لعام 1975، واعادة السيادة الكاملة على شط العرب، على اعتبار ان ايران ألغتها بشكل عملي خرقاً لبنودها المتعارف عليها في هذه الاتفاقية، لكنها وكعادتها لاتعترف بذلك معتبرة ان الالغاء تم من طرف واحد .

تدخل القوة الجوية الايرانية للفترة 7 – 22 ايلول 1980 
كان تدخل القوة الجوية الايرانية سافراً، قبل وبعد استعادة القوات البرية العراقية للمخافر الحدودية العراقية، حيث بدأت عملياتها المتمثلة بالقصف الشديد للقوات العراقية والمناطق الآهلة بالسكان المشار اليها آنفاً منذ 4 /9 /1980  وحتى 22 /9/1980 مسببة خسائر في الارواح والممتلكات، وقد بلغ معدل الطلعات اليومية حوالي 20 طلعة قتالية مستخدمه طائرات ف 4 وف 5 اضافة الى الطائرات السمتية، وقد تم اسقاط احداها يوم 7 /9/1980 نوع  ف 5، وأسر قائدها الملازم الاول الطيار حسين لشكري، بواسطة طائرة الميغ 21 من السرب التاسع اسقطها الرائد الطيار كمال عبدالستار البرزنجي. كما اسقطت طائرة عراقية نوع سوخوي 22 يوم 14/9/1980 من السرب 44 يقودها النقيب الطيار نوبار عبدالحميد الحمداني عندما كانت مكلفة بواجب استطلاع مسلح لرصد المدفعية الثقيلة التي كانت تقصف المدن والقرى الحدودية  بقاطع  سربيل زهاب.
في الحقيقة منذ الثورة الايرانية في شباط 1979 كان تدخل القوة الجوية الايرانية كثيفاً وغير مقبول، ولم تعتد عليه القيادة السياسية العراقية في عهد النظام السابق رغم الفتور السياسي مابين الدولتين، حيث لم يأخذ طابع المواجهة العسكرية والتدخل السافر في الشأن الداخلي للعراق.
لقد أعطت هذه التدخلات السريعة للقوة الجوية الايرانية دلائل واضحة للقيادة السياسية العراقية وقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي، بما لاتقبل الشك، بكفاءة القوة الجوية الايرانية ومنظومة دفاعها الجوي ونواياها المبيتة تجاه العراق، حيث أخذ هذا المبدأ بنظر الاعتبار عند اتخاذ قرار الحرب والتخطيط لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي لاحقاً .

القوة الجوية الايرانية 1980
اتسمت القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني منذ تأسيسهما وحتى قيام الثورة الايرانية في شباط 1979 بالقوة وحسن الاستخدام والتنظيم العالي، وكانت بذلك تشكل تهديداً للمنطقة ودول الخليج العربي والشرق الاوسط بصورة عامة، وجاء تسلسلها بالمرتبة الثانية بعد القوة الجوية (الاسرائيلية)، وبلغ تعداد الافراد العاملين فيها 50 الف فرد، وعدد طائرات القتال في بداية الحرب العراقية الايرانية حوالي 473 طائرة متعدد المهام من الانواع (ف 4 ، ف 5، ف 14) إضافه الى عدد من اسراب النقل الثقيل والمتوسط من الانواع (يوينغ 707، 747، سي 130 ، فالكون 50 ، فالكون 20) واكثر من 700 طائرة سمتية من الانواع (بيل 205، 206 ،212، 214، شينوك، كوبرا) وحوالي 100 طائرة تدريب وعدداً من طائرات التزود بالوقود جواً، موزعة على القواعد الجوية والمطارات التالية:
قاعدة مهرآباد ، قاعدة تبريز، قاعدة شاهروخي، قاعدة كرمنشاه، قاعدة بوشهر، قاعدة شيراز، قاعدة خاتمي، قاعدة بندر عباس، قاعدة جاسك، قاعدة الاميدية، قاعدة حيدري.
اما المطارات الثانوية فهناك العديد من المطارات الثانوية تستخدم كمطارات احتياطية تقع ضمن مسرح عمليات القوة الجوية الايرانية وخارجه احياناً وهي:
فرح آباد، كوت عبد الله، شاه آباد، الاحواز، عبادان، خرج، سنندج، الرضائية، سقز، اردبيل، خرم آباد، قزوين، شوشتر..الخ.

الدفاعات الجوية الايرانية
  • المتصديات، في وقت السلم توضع طائرتان بالاستعداد في جميع الاوقات تقلع بانذار (خمس دقائق). في الاحوال الغير اعتيادية  يزيد عدد الطائرات الى زوجين (4 طائرات) في اثناء الحركات يوضع زوج من المتصديات في حالة حوم طوال النهار وفي  الطوارىء يجري تخصيص 60% من الطائرات لأغراض الدفاع الجوي.
القواطع وغرف الحركات 
  • القاطع الشمالي: يقع مركز حركات الدفاع الجوي وغرف الحركات في باب سر.
  • القاطع الوسطي: يقع مركز حركات الدفاع الجوي وغرف الحركات في سوباشي.
  • القاطع الجنوبي: يقع مركز حركات الدفاع الجوي وغرف الحركات في بندر عباس.
  • الصواريخ ارض/ جو.  صواريخ ارض/ جو هوك/ 3 افواج + بطرية،  رابير/ 13 بطرية، تايغر كات/ 4 بطريات.
  • مدفعية مقاومة الطائرات ارض/ جو: 100 مدفع فالكون عيار 35 ملم ثنائي السبطانة مسحوب، 576 مدفع 23 ملم ثنائي السبطانة روسي الصنع، 128 مدفع 57 ملم ثنائي السبطانة روسي الصنع، 36 مدفع 40 ملم.

هذه الاسلحة موزعة بشكل جيد حول الاهداف الاستراتيجية المهمة بضمنها القواعد الجوية، بمعنى ان الدفاع الجوي الايراني في بداية الحرب كان يتمتع بكفاءة قتالية عالية، عليه كان طيارو المقاتلات القاذفة يحسبون حساباتهم الخاصة لتجنب الكشف الراداري اولا، وعدم تعرض طائراتهم لتهديدها ثانياً، مع تجنب اي اشتباك جوي قدر الامكان، لكون المدى التعبوي لهذه الطائرات لا يسمح بذلك لمحدوديته، وقد يتسبب في إفشال المهمة وبالتالي إحداث خسائر غير مقبوله بطائراتهم، ولتجنب وسائل الدفاعات الجوية الايرانية أُستخدم اسلوب الطيران المنخفض جدا (10 – 30) متر فوق سطح الارض وتجنب الاتصالات اللاسلكية بين الطائرات، اضافة الى تجنب المناطق المأهولة بالسكان، وقد ساعدت المناطق الجبلية ايضاً  في التخفي من هذه الوسائل اثناء التقرب للهدف وتحقق تنفيذ الضربات الجوية العراقية بنجاح تام .

القوة الجوية العراقية
كان سلاح الجو العراقي يتألف من 325 طائرة قتال من الانواع والاعداد الاتية (المقاتلات القاذفة 33 سوخوي7، 30 سوخوي 20، 52  سوخوي 22، 25 هنتر،43  ميغ 23)، (المتصديات 86 ميغ 21، 25 ميغ 23)، (الاستطلاع 16 ميغ 21)، (القاصفات 5 تي- يو 16، 10 تي– يو22).
تتمركز هذه الطائرات في القواعد الاتية :
قاعدة الرشيد الجوية،  قاعدة  تموز (الحبانية) الجوية،  قاعدة الحرية (كركوك) الجوية، قاعدة الوليد الجوية، قاعدة ابي عبيدة (الكوت) الجوية، قاعدة الامام علي (الناصرية) الجوية، قاعدة فرناس (الموصل) الجوية، قاعدة الوحدة (الشعيبة) الجوية، قاعدة المثنى الجوية، المطار الدولي، كلية القوة الجوية.
بالاضافة الى طيران الجيش الذي بلغ تعداد أسرابه حوالي 33 سرباً مختلف الانواع والاغراض من طائرات (مي 4، مي6 ،مي 8، مي 17، مي 25، الوت 3، غزال، سوبر فرلون، بي او 105، هيوز 300، هيوز500، هيوز 530، اس تي 214، بي سي 7، بي سي 9، بي كي 117، بوما، اوكستا، سيكورسكي) وقد تجاوز عدد طائرات تلك الأسراب بأنواعها 700 طائرة .


كانت معدلات الكفاءة العددية للقوتين الجويتين ايران: 1.7 والعراق:1.3 
اما معامل التفوق الجوي العام، لمقصود به إدخال كافة العوامل المؤثرة مثل (عدد الطائرات المحتمل إشراكها فعلا بالقتال، النسبة المئوية للطائرات الصالحة، كفاءة الطيارين القتالية، متوسط الطلعات اليومية للطيار المقاتل، كفاءة وسائل الدفاع الجوي المتوفرة بطائرات الضربة الجوية الشاملة، وسائل الحرب الالكترونية..الخ.
وبعد إجراء العمليات الحسابية نحصل على معامل تفوق= 1: 0،436 لصالح القوة الجوية الايرانية (أي ان القوة الجوية الايرانية تتفوق بمقدار اكثر من الضعف على القوة الجوية العراقية) .

الدفاع الجوي العراقي  
كان الدفاع الجوي العراقي قبل الحرب مع ايران يمتلك خبرة لا بأس بها من خلال دروسه المستنبطة من حربي 1967 و1973، وحركات الامن الداخلي، ناهيك عن المتابعة المستمرة للخروقات الايرانية منذ ستينات القرن الماضي، بالاضافة لخروقات سلاح الجو الصهيوني العديدة في المنطقه الغربية من العراق، عليه يعتبر الدفاع الجوي العراقي قوة لا يستهان بها في هذه المنطقة من الوطن العربي، بعد الدفاع الجوي المصري والسوري، والذي استفاد من تجاربهما العديدة في مواجهة التهديدات الجوية الصهيونية.

التنظيم
تعتبر القوة الجوية والدفاع الجوي كتلة تنظيمية واحدة على رأسها قائد القوة الجوية والدفاع الجوي، كما يعتبر معاون قائد القوة الجوية للدفاع الجوي على رأس هرم منظومة الدفاع الجوي يرتبط به مركز عمليات الدفاع الجوي ومديرية حركات الدفاع الجوي ومديرية الانذار والسيطرة وآمرية مقاومة الطائرات وآمرية مشاة الدفاع الجوي واربعة قواطع دفاع جوي هي:
  • قاطع الدفاع الجوي الاول:  يقع في منطقة التاجي، (25) كم شمال بغداد، مسؤوليته وسط وشرق العراق باتجاه العمق الايراني يشمل العاصمة والمقرات والمشاريع الحيوية  ومباني مقرات القيادة السياسية فيها، ومحافظات ديالى وبابل وكربلاء والنجف والقادسية شرقا وحديثة غرباً وسامراء شمالاً.
  • قاطع الدفاع الجوي الثاني: مقره في منطقة الوليد (غرب العراق) مسؤوليته المنطقة الغربية من العراق باتجاه العمق السوري والاردني وجزء من العمق السعودي.
  •  قاطع الدفاع الجوي  الثالث: مقره في قاعدة علي الجوية (قرب محافظة ذي قار) مسؤوليته المنطقه الجنوبية من العراق البصرة، ميسان، ذي قار، المثنى، باتجاه العمق السعودي والكويت وإيران وجزء من محافظة واسط.
  • قاطع الدفاع الجوي الرابع: مقره في قاعدة الحرية (كركوك) الجوية، مسؤوليته المنطقة الشمالية من العراق، محافظات التأميم والسليمانية واربيل ونينوى وصلاح الدين ودهوك.


بلغ إجمالي أسلحة الدفاع الجوي (القطري والميداني) قبل الحرب مع ايران كما يأتي:
35 كتيبة مدفعية م/ط موجهة، 43 كتيبة مدفعية م/ط غير موجهة، 15 بطرية صواريخ ارض/ جو محمولة على الكتف (ستريللا)، 12 بطرية مدفعية رباعية (شلكا)، 5 كتيبة مدفعية كفادرات/ منقول، 6 ألوية صواريخ ارض/ جو مؤلفة من 22 بطرية بيجورا و10 بطرية فولكا، 250 رشاشة رباعية واحادية وثنائية الالوية/ 145، 146، 147، 148،149 ،195.
خصص للدفاع الجوي في بداية الحرب مع إيران سبعة أسراب متصدية من طائرات الميغ 21 و23، أضيفت لها أسراب أخرى من طائرات الميراج ف1 والميغ 25 والميغ 29 خلال سنوات الحرب. وبلغ عدد أسراب التصدي 12 سرباً، إضافة الى ازدياد اعداد بطريات صواريخ ارض/ جو وكتائب مدفعية م/ ط، كل هذه الاسلحة ساهمت بتحقيق موقف جوي ملائم في كافة قواطع العمليات كما سنرى ذلك لاحقاً.  

الخيار الأنسب المتاح لقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي
بتصاعد المواقف السياسية بين العراق وايران، وقيام الأخيرة بغلق الاجواء والمياه الاقليمية والتهديد باسقاط النظام الوطني في العراق وتصدير الثورة، بات واضحاً لدى القيادة العراقية ان الحرب واقعة لامحال. وهناك احتمال تأكد لدى قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية هو احتمال (قيام ايران باستخدام قوتها الجوية المتفوقة بشل القوة الجوية العراقية والاهداف الحيوية الاخرى) وقد اكد ذلك احد الطيارين الهاربين من ايران الى العراق عن طريق احد الزوارق النهرية يدعى الرائد الطيار محمد نعمتي، عندها سيفرض واقعاً يزيد من تهديداتها الاخيرة التي طالت المدن والقرى القريبة من حدودها الى احتلال اجزاء مهمة اخرى من العراق.
لقد كان الخيار الانسب والاسرع والاكثر تاثيراً لدى القوة الجوية العراقية بإمكاناتها المتاحة هو محاولة شل القوة الجوية الايرانية بأي ثمن والعمل على تحقيق المباغتة الاستراتيجية للحد من تأثيرها المحتمل تجاه القوة الجوية العراقية والاهداف الحيوية وعمليات القوات البرية بعد رفع كفاءة طياريها ونسب صلاحية طائراتها بمعدلات عالية وبأسرع ما يمكن .

الفكرة العامة لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية
بعد تصاعد الاستفزازات الايرانية وظهور دلائل تشير الى احتمال قيام إيران بشن عدوان واسع على العراق تمت المباشرة بإعداد خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي لمجابهة  التهديدات الجوية الايرانية جاء في غايتها )تحييد القوة الجوية الايرانية والحصول على موقف جوي ملائم) عليه تم بناء خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية بهدف  شل/ تدمير القوات الجوية الايرانية، وتهيئة الموقف الجوي الملائم للحد من تأثيرها تجاه عمليات القوات البرية العراقية اثناء تقدمها في العمق الايراني لتحقيق الهدف السياسي العسكري وهزيمة القوات الايرانية المتواجدة على الحدود المشتركة واستعادة شط العرب وفرض امر واقع على نظام خميني بعدم التدخل في الشان العراقي.
وقد وضعت قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية خطة استخدامها وفق ماهو متوفر من معلومات وبيانات عن القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني آنذاك، وتبين لها عند موازنة النتائج بين الدفاع والهجوم، أنه فيما لو قامت إيران بالتعرض الجوي فذلك سيشل قدرات سلاحها الجوي ويجعله غير قادر على القيام بمهامها اللاحقة، لذا تقرر سبق إيران بتعرض جوي شامل يستهدف القواعد الجوية والمطارات الرئيسة والدفاعات الجوية للحصول على موقف جوي ملائم وادامته مع الاحتفاظ باحتياط ستراتيجي من الطائرات يستخدم لأغراض الدفاع الجوي .
وكانت الاهداف الايرانية المثبتة في خطة قيادة القوة الجوية العراقية هي الاهداف الحيوية الممثلة بطائرات القتال التعرضية والدفاعية المتمركزة في القواعد الجوية والمطارات الثانوية الايرانية التالية:
قاعدة مهرآباد في طهران/ قاعدة اصفهان/ قاعدة وحدتي في ديزفول/ مطار الاميدية او اغا جاري/ قاعدة شيراز/ قاعدة شاهروخي/ قاعدة بوشهر/ قاعدة تبريز/ قاعدة كرمنشاه/ مطار همدان/ مطار الرضائية/ مطار سقز/ مطار سنندج/ مطار شاه آباد/ مطار الاحواز/ رادار دهلران/ رادار ودفاعات كرمنشاه/ رادار ودفاعات ديزفول) .

فكرة و تسلسل تنفيذ المهام وتركيز الجهود الرئيسة
 لقد خُطِط للقوة الجوية العراقية ان تقوم بكامل جهدها الجوي بتوجيه ضربتين جويتين شاملتين لشل القوة الجوية الايرانية، تعقبها ضربات جوية مفردة (4 – 8) طائرة لإفشال تحضيراتها اللاحقة، مركزة في بداية الحرب الحصول على السيطرة الجوية وشل القوات البرية الايرانية المستعدة للهجوم، ومع تقدم عمليات القوات البرية العراقية تنتقل القوة الجوية بجزء من جهدها الجوي لإسنادها واسناد القوة البحرية، وبجزء آخر لمعالجة الاحتياطات الايرانية (اعمال تجريد قصير وطويل الامد) وحماية القوات والاهداف الحيوية والقيام باعمال الاستطلاع الجوي والقصف الاستراتيجي وقطع طرق المواصلات البحرية.

زخم الهجوم المخصص في خطة قيادة القوة الجوية العراقية ضد الاهداف الايرانية
خصص للضربة الجوية الشاملة الاولى الجهد الجوي الاتي:
  • قاعدة مهرآباد: 4 طائرة تي يو 22  من السرب 36 في قاعدة تموز الجوية.
  • قاعدة اصفهان: 4 طائرة تي يو 16 من السرب 10 في قاعدة تموز الجوية .
  • قاعدة وحدتي (ديزفول): 4 طائرة ميغ 23 B من السرب 29 في قاعدة ابي عبيدة الجوية.
  • قاعدة الاميدية (أغا جاري): 8 طائرة ميغ 23 من السرب 49 في قاعدة تموز الجوية.
  • قاعدة شيراز: 2 طائرة  تي يو 22 من السرب 36 في قاعدة تموز الجوية.
  • قاعدة شاهروخي: 12 طائرة سوخوي 22 من السرب الاول والسرب 44 في قاعدة الحرية الجوية و 6 طائرة ميغ 23 B من السرب59 في قاعدة ابي عبيدة الجوية.
  • قاعدة بوشهر: 12 طائرة سوخوي 22 من السرب 109 في قاعدة الوحدة الجوية.
  • قاعدة تبريز: 16 طائرة سوخوي 22 من السرب الخامس في قاعدة فرناس الجوية.
  • قاعدة كرمنشاه: 12 طائرة ميغ 23 MS من السرب 39 من قاعدة تموز الجوية.
  • مطار همدان: 4 طائرة سوخوي 22 من السرب الاول في قاعدة الحرية الجوية.
  • مطار الرضائية: 8 طائرة  ميغ 21 من السرب 11 في قاعدة فرناس الجوية.
  • مطار سقز: 8 طائرة ميغ 21 من السرب 47 في قاعدة الحرية الجوية.
  • مطار سنندج: 6 طائرة ميغ 21 من السرب 47 في قاعدة الحرية الجوية.
  • مطار شاه آباد: 8 طائرة ميغ 21 من السرب 17 في قاعدة ابي عبيدة الجوية.
  • مطار الاحواز: 4 طائرة  ميغ 23 B من السرب 49 و 4 طائره ميغ 21 من السرب 14 في قاعدة على الجوية.
  • رادار دهلران: 2 طائره سوخوي 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية.
  • رادار كرمنشاه: 2 طائرة سوخوي 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية.
  • رادار دفاعات ديزفول: 4 طائرة سوخوي 7 من السرب 8 في ابي قاعدة عبيدة الجوية.

....
سير العمليات التعرضية لكافة القواعد الجوية العراقية تجاه الاهداف الايرانية يوم 22/9/1980 والنتائج المتحققة  

حسبما جاء بتقرير قيادة القوة الجوية/ الحركات ص 13-19 حول نتائج الضربة الجوية الشاملة الاولى والضربات المفردة يوم 22/9/1980 اوضح الاتي:
  • مطار الاميدية (آغا جاري): تم استهدافه بالساعة 1200 بقوة خمس طائرات ميغ 23 وتم اصابة مدرجي المطار اصابة مباشرة وتعطيلهما.
  • رادار دهلران: تم استهدافه بالساعة 1200 بقوة طائرتين سوخوي 7 واصابته إصابة مباشرة.
  • مطار ديزفول- الطريق العام: تم استهدافه بالساعة 1209 بقوة ثلاث طائرات ميغ 23 وتم تعطيل مدرج المطار، اضافة الى اصابة هناكر الطائرات.
  • مطار الاحواز: تم استهدافه في الساعة 1210 بقوة 2 طائرتين ميغ 23+ 4 طائرات ميغ 21 وتم تعطيل المدرج الرئيس للمطار.
  • الدفاعات الجوية في كرمنشاه: تم استهدافها بالساعة 1210، 1215 بقوة أربع طائرات هنتر وتم اصابة الرادارات اصابه مباشرة.
  • قاعدة وحدتي (ديزفول): تم استهدافها بالساعة 1215 بقوة تسع طائرات ميغ 23 اصيب مدرج القاعدة ومنطقة وقوف الطائرات وكانت كافة الطائرات بالملاجئ، شوهدت مقاومة كثيفة في القاعدة، اصيبت ثلاث طائرات من التشكيل.
  • قاعدة تبريز الجوية: تم استهدافها بالساعة 1216 بقوة 11 طائرة سوخوي 22 وتم اصابة المدرج الرئيسي في منتصفه اصابة مباشرة واصيب الثلث الاول من المدرج الثانوي واصيب طريق الدرج في ثلاث مناطق واحتمال اصابة طائرة نقل بوينغ 747 كانت جاثمة على ارض المطار.
  • قاعدة شاهروخي الجوية: تم استهدافها بالساعة 1218 بقوة ست طائرات ميغ 23 ، وبالساعة 1230 بقوة 12 طائرة سوخوي 22، اصيب المدرج الرئيسي وساحة وقوف الطائرات ومخازن العتاد، شوهدت مقاومة كثيفة في القاعدة.
  • مطار شاه آباد: استهدف بالساعة 1218 بقوة خمس طائرات ميغ 23 MC ولم يشاهد الهدف لسوء الاحوال الجوية في المنطقة.
  • قاعدة بوشهر الجوية: تم استهدافها بالساعة 1226 بقوة 12 طائرة سوخوي 22 حيث استهدف المدرج الرئيسي وطرق الدرج في عدة اماكن وتدمير جزء من منشآت القاعدة.
  • رادار ودفاعات ديزفول: تم استهدافها بالساعة 1228 بقوة ثمان طائرات سوخوي 7 وتم اصابة الرادار اصابة مباشرة.
  • قاعدة كرمنشاه: تم استهدافها في الساعة 1230 بقوة 11 طائرة ميغ 23 MC وتم تدمير المدرج تدميراً كاملا كما استهدفت مناطق وقوف الطائرات.
  • قاعدة مهر آباد (طهران) الجوية: تم استهدافها بالساعة 1243 بقوة أربع طائرات تي يو 22 حيث استهدف المدرج الرئيس وطرق الدرج والطائرات الموجودة في المطار.
  • مطار همدان: تم استهدافه بالساعة 1240 بقوة اربع طائرات سوخوي 22 وتمت اصابة المدرج في نهايته ومنتصفه.
  • قاعدة شيراز الجوية: تم استهدافها في الساعة 1250 بقوة طائرتين تي يو22 وتم شل المطار تماماً.
  • مطار خاتمي (اصفهان): استهدف في الساعة 1251 بقوة ثلاث طائرات تي يو16 تم اصابة ملاجىء المطار والقسم الايسر من المدرج (فقدت طائرة واحدة قبل الوصول الى الهدف).
  • مطار سنندج: تم استهدافه في الساعة 1250 بقوة 16 طائرة ميغ 21 حيث اصيب المدرج وطريق الدرج الفرعي اصابه مباشرة (فقدت طائرة من التشكيل).
  • مطار سقز: تم استهدافه بالساعة 1253 بقوة خمس طائرات ميغ 21 وقد كان عبارة عن شقة نزول متروكة تم استهدافها وتخريبها.
  • مطار الرضائية: نفذ الواجب بالساعة 1210 بقوة ست طائرات ميغ 23 (ولم تتمكن الوصول الى الهدف بسبب الغيوم الكثيفة في المنطقة، وقد تم استهداف تجمعات للقوات الايرانية في المنطقة).

لقد اكتفت قيادة القوة الجوية بالضربة الجوية الشاملة الاولى لهذا اليوم، واستعاضت عن الضربة الثانية المقررة في تقدير الموقف الجوي بالضربات الجوية المنفردة بسبب تحقق اهداف الضربة الاولى .

الضربات الجوية المفردة التي تم  توجيهها لبعض الاهداف الايرانية بعد الضربة الجوية الشاملة الاولى يوم 22 /9/1980
  • قاعدة بوشهر الجوية: استهدفت للمرة الثانية بالساعة 1552 بقوة ست طائرات سوخوي 22 حيث استهدف المدرج الرئيسي وطرق الدرج بعدة أماكن، شوهدت دفاعات جوية مكثفة.
  • قاعدة كرمنشاه: تم اعادة الضربة على القاعدة بالساعة 1652 والساعة 1655 بقوة سبع  طائرات ميغ 23 MC استهدفت المدرج والمواضع الدفاعية شمال شرق المطار، شوهدت اعمال تصليح على المدرج.
  • قاعدة وحدتي (ديزفول) الجوية:  تم اعادة الضربة على هذه القاعدة بالساعة 1710 بقوة ست طائرات ميغ 23 حيث اصيب المدرج وطرق الدرج بإصابات مباشرة.
  • مطار الاحواز: استهدف للمرة الثانية بالساعة 1430 بقوة طائرة واحدة ميغ 23 وأربع طائرات ميغ 21  كما استهدف ايضاً عدد من الاوكار ومرسلة رادار ومنشآت اخرى.
  • مطار الاميدية (أغا جاري): استهدف للمرة الثانية بالساعة 1650 بقوة خمس طائرات ميغ 23 حيث قصف المدرج ومخازن العتاد والوقود و4 ملاجىء للطائرات.
  • قاعدة شاهروخي الجوية: استهدفت للمرة الثانية بالساعة 1621 بقوة أربع طائرات سوخوي 22 وبالساعة 1625 بطائرتين سوخوي 22 حيث عولج المدرج الرئيس للقاعدة، شوهدت أعمال تصليح للمدرج من نتائج الضربة الاولى، كما عولجت ملاجىء الطائرات وشوهدت الانفجارات داخلها، اسلحة مقاومة الطائرات كثيفه جداً في القاعدة.


الضربة الجوية الشاملة الثانية   23 /9/1980
في مقابلة مع آمر جناح طيران قاعدة الحرية الجوية الذي قاد جزءاً من تشكيلات الضربة الجوية الشاملة الاولى أكد مايأتي:
(ظهور نتائج ايجابية واخرى سلبية اثناء التنفيذ، الايجابية:
1.   ارتفاع الروح المعنوية للطيارين الاحداث ممن لم تسبق لهم اية مشاركة فعلية سابقاً وعدم ظهور اي تلكؤ في التنفيذ وسبب ذلك هو انعكاس او رد فعل قادة التشكيلات وشجاعتهم العالية امامهم وعدم تنحي أياً منهم في التنفيذ بدءاً من آمر الجناح وحتى أصغر قائد تشكيل فيه مما سهَّل أمر اعدادهم للطلعات القادمة كثيراً.
2.   نجاح المباغتة ضد الاهداف الايرانية بشكل مطلق.
3.   النشاط المميز للمهندسين والفنيين في سرعة إعادة الملء وتصليح الاعطال ومعالجة اصابة الطائرات بالاسلحة المعادية والحفاظ على نسبة صلاحيات أكثر من 85%.
اما السلبية فهي:
1.   عدم توفر معلومات كافية عن الاهداف الايرانية، ولولا كفاءة الطيار العراقي لما تمكنا من الوصول الى اهدافنا، لأن طائرات الضربة الروسية ليست لديها اية امكانية لمساعدة الطيار في تحقيق ذلك.
2.   بنفس اسلوب تنفيذ الضربة الجوية الشاملة الاولى تم التحضير للضربة الثانية ولكن التوقيت كان صباحاً وقبل الشروق لمباغتة القوة الجوية الايرانية قبل تمكنها من الطيران تجاه قواعدنا الجوية، الا ان ذلك لم يتحقق حيث قامت القوة الجوية الايرانية بالاقلاع مبكراً مستهدفة بعض قواعدنا الجوية (قاعدة الرشيد الجوية) وبعض الاهداف المدنية داخل بغداد، وذلك لفارق الوقت الكبير بين توقيتات الشروق بيننا وبينهم (30 دقيقة) مما يتطلب منا الطيران ليلا حتى الهدف، وهذا لم نعتد عليه في تدريباتنا بتشكيلات كبيرة، ومع ذلك اقلعت تشكيلات الضربة الشاملة الثانية قبل الضياء الاول بقليل في الساعة 0530 باتجاه اهدافها المحددة في أمر التنفيذ وهو تكرار الضربة الاولى لشل القوة الجوية الايرانية.
انتهت المقابلة مع آمر جناح قاعدة الحرية الجوية.

لقد حققت النتائج العامة للضربات الجوية الشامل والمفردة ليومي 22- 23/9/1980 تأمين موقف جوي ملائم وشلِّ القوة الجوية الايرانية بشكل محدود ومنعها من التدخل الفعال والمؤثر على سير عمليات القوات البرية العراقية نتيجة المباغتة الاستراتيجية الناجحة، والاهم من ذلك تفويت الفرصة على ايران من المبادأة في ضربتها الجوية ضد العراق، رغم استعدادها لها، هذا ما بينه الرائد الطيار الايراني نعمتي (طيار على طائرات الفانتوم ف 4) المشار اليه آنفاً.
كانت خسائرنا في الضربة الجوية الشاملة الاولى طائرتان تي يو 16 ارتطمت بأحد الجبال القريبة من اصفهان واستشهد طاقمها المؤلف من ستة افراد، وطائرة واحدة ميغ 21 فوق مطار سنندج اسر قائدها (الملازم علاء) من السرب 47.
بعد تنفيذ الضربتين الشاملتين الاول والثانية ليومي 22– 23 /9/1980 اصبحت الحرب سجالاً بين القوتين الجويتين.
وقد استمرت فعاليات القوة الجوية العراقية في تنفيذ ضربات جوية منفرده بقوة 2 -4 طائرة بغرض احباط الاستعدادات الايرانية والاستمرار في إدامة الزخم الجوي لشل القواعد الجوية الايرانية وإرباك سياقات عملها التقليدية، اضافة الى توجيهها ضد المعسكرات والتحشدات الايرانية، بعد ان خُصص لهذا النوع من المهام عدد من الاسراب العاملة في القواعد الجوية العراقية.
في نفس الوقت حاولت  القوة الجوية الايرانية ان تسلك نفس سلوك القوة الجوية العراقية ولكن بشكل محدود.
وقد تكبَّد الطرفان بعض الخسائر بالطائرات والطيارين.
واختلطت هذه المهام بمهام القوة الجوية الاخرى كالتجريد والإسناد الجوي القريب نتيجة لسرعة المعركة ومتطلباتها النهائية في تحقيق الهدف القومي واستعادة كامل الاراضي المستولى عليها من قبل ايران .

هذا الذي جرى خلال اليومين 22- 23 /9/1980 اما ماتبقى من حرب الثمان سنوات، فقد نتطرق لأدوار قوتنا الجوية البطلة في مناسبات اخرى إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..