وجهات نظر
علي الكاش
لا يوجد كامل ومعصوم عن الخطأ سوى الله تبارك وتعالى، وكل من يظن خلاف ذلك فهو أما جاهل أو متعصب تعصباً أعمى يفرض على عينه غشاوة وعلى عقله تشويشا.
الخطأ والخطيئة والنسيان سجايا إنسانية بحتة، ومن يفقدها فإنما يفقد صفة الإنسان فيه ويتحول إلى الربوبية. وأهم ما في الخطأ هو الإعتراف به والبوح به كمرحلة أولى. لأن السكوت عنه مع المعرفة به أو إكتشافه لاحقا يسمى الإصرار على الخطأ وهذا أفظع من سابقه، وإستمرار عملية التستر على الخطأ ستتحول بلا شك إلى خطيئة، وهنا سيكون للدين موقف منها.
بعد الإعتراف بالخطأ، الذي يدل على مستوى متطور من الثقافة والوعي والتحضر تبدأ المرحلة الثانيةوهي الإعتذار عن الخطأ، والإعتذار كأسنان المشط لا يفرق بين الكبير والصغير والمثقف والجاهل والغني والفقير، والسيد والعبد، والزعيم والمواطن العادي. إنه حالة عامة تنطبق على كل من إقترف الخطأ سواء بحق نفسه أو بحق الآخرين. ثم المرحلة الثالثة وهي تعويض المتضرر عن الخطأ سواء كان التعويض ماديا أو معنويا.
وهذه الحالة ذات فائدة مزدوجة:
أولا: لمن إرتكب الخطأ لكي يظهر بمظهر الرجل الشهم الواعي الذي لا يجد حرجا في الإعتراف أمام الجميع بأنه أخطا بحق غيره.
ثانيا: لمن وقع عليه الخطأ وأضرَّ بِه، إذ إنه سيشعر بردذِ الإعتبار إليه، وإن كرامته المجروحة قد إلتئمت ولم يبق لها من أثر في النفس وليس في الوجه فقط. فلا فائدة ترتجى ممن يظهر الرضا على وجهه ويبطن الضغينة في قلبه.
وهناك المرحلة الرابعة وهي قبول الخطأ والتسامح من قبل المتضرر بإعتباره إسترد حقه من خصمه ماديا أو معنويا. أما المرحلة الأخيرة فتتمثل في طي صفحة الماضي والشروع بصفحة جديدة بيضاء من العلاقة بين الطرفين مبنية على الإحترام المتبادل.
هذه هي الأخلاق الإسلامية والأعراف العربية الأصيلة التي تربى عليها العراقيون منذ نعومة أظفارهم وتتجلى في سلوكهم العام، على أقل تقدير ما قبل الغزو الأمريكي!
صحيح هناك لكل قاعدة شواذ، لكننا نتكلم عن الحالات العامة وليست الفردية التي توجد في أي مجتمع من المجتمعات، بصرف النظر عن مستوى تقدمها أوتخلفها.
لقد أصبح الإعتذار سلوكا تتباهى به المجتمعات البشرية، بل أمسى مفهوما في التداول اليومي ولا يقتصر على النواحي الإجتماعية والنفسية فحسب بل تعداها إلى الثقافية، حيث أطلق مفهوم جديد في السلوك الإنساني هو (ثقافة الإعتذار). ونسمع دائما في وسائل الإعلام بأن الزعيم والوزىر أو المسؤول الفلاني قد إعتذر لشعبه أو لغيره عن هفوة ما أرتكبها خلال عمله أو فصيحة شخصية وصلت للرأي العام، بمعنى أن يكون الخطأ شخصي ولا يتعدى الذات، أو عام يؤثر على الآخرين. المهم أنه يقدم إعتذاره وللشعب أن يقبل الإعتذار أو لا وفقا لمقدار الضرر ورأي المتضررين منه وطريقة العلاج التي يرتأونها. فهناك أخطاء يمكن معالجتها وهناك أخطاء يصعب معالجتها ولا يستحيل بالطبع علاجها وإنما تحتاج لمزيد من الوقت والصبر والتحمل.
كثير من الزعماء في العالم قد تخلى عن منصبه أراديا كعقوبة لنفسه قبل أن يأخذ القانون مجراه، وهذه حالة طيبة تعكس وعيا سياسيا متطورا عندما يحس الإنسان بذنبه، ويجد بإن الإعتذار غير كاف مع بقاءه محتفظا بالمنصب أو الوظيفة. وهناك من يبالغ في الإعتذار كـأن يقدم على الإنتحار، ونحن كمسلمين نرفض هذا النوع من الإحساس بالذنب الذي ينتهي بجريمة قتل النفس. فهناك طرق كثيرة وسليمة يمكن بواسطتها تسوية الأخطاء وما نجم عنها من أضرار. لكن من المحزن إن يُعالج الخطأ بخطأ آخر وهذه ظاهرة تنطبق على بعض السياسيين، وهي ناجمة عن الجهل والتهور أو الحماقة أو مركب النقص في الشخصية أو قصور في الوعي. وهناك مثل عراقي طريف يصورها (جاء يكحِّلها النوب عماها) أي جاء ليكحل عينيها جمالا فإذا به يعميها.
يلاحظ إن عدم التحلي بثقافة الإعتذار قد يفاقم من المشاكل سيما على صعيد العلاقات الدولية، وأبرز نموذج قريب هو رفض الرئيسة البرازيلية ديلما فانا روسيف لقاء نظيرها الأمريكي باراك أوباما المقرر يوم 24 أكتوبر القادم، بعد أن سرَّب عميل وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن معلومات تفيد بتجسس الوكالة على مصالح البرازيل العسكرية والعلمية والتجارية. وكذلك على الهاتف والبريد الالكتروني الشخصي للرئيسة روسيف وبقية الوزراء. وحاول الرئيس باراك أوباما في مكالمة استغرقت 40 دقيقة أن يثني الرئيسة عن قرارها لكنه فشل في مسعاه، لأن روسيف بقيت متشبثة بموقفها مطالبة بتقديم اعتذار أولا من الرئيس الأمريكي قبل الزيارة.
في العالم العربي لدينا نقص كبير في ثقافة الإعتذار، والحقيقة هو ليس نقصا بقدر ما هو عيبا وتشوها خلقيا في الذات القيادية. فالزعماء العرب بشكل عام يفتقرون إلى ثقافة الإعتذار مهما أوغلوا في أخطائهم وآذوا شعوبهم. وهذا يعني إنهم لا يحترمون شعوبهم ولا يعطونهم أهمية. وفي نفس الوقت يعني إن شعوبهم لا تحترم نفسها لأنها تقبل بهذه الوضع المجحف. والنتيجة الحتمية إن سكوت الجماهير سيدفع الزعماء إلى التمادي في الأخطاء، وربما البعض منها مقصود طالما إنه لا سلطة للشعوب عليهم. وليس هناك من يوقفهم عند حدهم.
وغالبا ما يعمل الرهط المحيط بالمسؤول العربي، ومعظمهم من أقاربه وعشيرته ومنطقته على تبرير وربما تنزيه تلك الأخطاء وتحويلها إلى إيجابيات بمخارج إحيانا تبدو مضحكة، وتعبر عن سخرية كبيرة وإستهتار بعقليات شعوبهم. لو أحصينا الحالات التي أعتذر فيها الزعماء والمسؤولون العرب لشعوبهم عن أخطائهم ولا نقول جرائمهم، فسوف نحتاج إلى كراس صغير وليس سجل كبير لكي ندون فيه تلك الحالات النادرة. بل إن بعض حالات الإعتذار لم تك سوى مسرحية هزيلة يمثلها الزعيم على شعبه، ويقبلها الأخير بكل ترحاب، كإن شيئا لم يكن!
لم لا! فالزعماء العرب يعتقدون إنهم معصومون عن الخطأ، ربما الجماهير تخطأ، ولكن (ظل الله في أرضه) لا يخطأ! إنه جبروت السلطة المنفلتة التي لا تعترف حتى بجبروت الخالق. جبروت السماء عادل ومتسامح يغفر لعباده ويعوضهم بالدنيا أو بالآخرة لأنه يحبهم. لكن جبروت الأرض لا يغفر ولا يتسامح ولا يعترف بخطأه أمام شعبه لأنه يتظاهر بحبهم. وهناك فرق بين من يحب وبين من يتظاهر بالحب، فالأول مصدره الإيمان والثاني مصدره النفاق.
الطغاة في التأريخ القديم والمعاصر هم هم! لا يعترفون بأخطائهم البتة، وهذا الأمر لا يقتصر على أقزام الطغاة بل عمالقته أيضا، فالرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن وتابعه البريطاني الذليل توني بلير، على سبيل المثال لم يعترفا بجرائمهما وأخطائهما الكثيرة والقاتلة في العراق، ورغم كل المصائب التي حلَّت، وماتزال، على الشعب العراقي بسبب الغزو الغاشم، فهما يتبجحان لحد الآن بأنهما قدَّما للعراقيين فتحا ديمقرطيا جديدا سيشعُّ بأنواره على دول المنطقة! ومع كل هذه المصائب والكوارث فإنهم يُصرُّون بأن العراق تقدم للأمام مع إن العراقيين يعترفون، بمن فيهم أقزام العملية السياسية، بأن العراق تراجع مئات الخطوات إلى الخلف وعلى كل الأصعد بلا إستثناء. وحكومة الأقزام التي ولدت في رحم العمالة أخذت نفس جينات الأم، الاحتلال.
منذ الفتح (الديمقراطي) المهلك، فُتحت أبواب جهنم مصارعيها على العراقيين، الحكومة وأجهزتها الأمنية الإرهابية من جهة، والميليشيات الإرهابية التابعة للولي الفقيه من جهة، وتنظيم القاعدة الإرهابي من جهة أخرى، كل منهم يحصد برقاب العراقيين بلا ضمير. بالرغم من وجود أكثر من مليون عنصر أمني نصفهم، مخصص لحماية الخنازير المحمية أصلا في الحظيرة الخضراء. والنصف الآخر أشباح لا يظهرون إلا عند تسلم الرواتب (يسمون حاليا بالفضائيين) ورغم الضجيج الذي أصمَّ آذان العراقيين من زحمة وضجيج أبواق الخطط الأمنية التي تلاحق الأبرياء وتمهد السبيل لعمل الإرهابيين وتتستر عليهم، وتؤمن لهم طرق الفرار من السجون. كل خطط الحكومة وفي كافة القطاعات وليس الأمنية فقط فشلت فشلا ذريعا. ومع هذا لم يعتذر أي مسؤول عراقي للشعب عن فشل وزارته أو مؤسسته، إبتداءً من رأس الأفعى إلى ذيلها! ويفر المتجنسون بجنسيات أجنبية إلى خارج العراق محملين بالمليارات من قوت الشعب الفقير الجائع، ومع أنهم وأموال السحت في أمان وسلامة، لكن مع هذا لا يعترفون بجرائمهم وأخطائهم ولا يعتذرون للشعب.
لا غرابة في تصرفهم هذا، لأنهم على دراية تامة بأن الشعب الذي إنتخبهم ورضا بهم زعماء له رغم فسادهم هو شعب لا يستحق الإعتذار. نقول بكل ألم إنهم في هذا على حق. إن من يعيش في قاع الذل ويتقبل الإهانة ويمضغها بسهولة دون أن تترك مرارة على لسانه، لا يستحق الإعتذار، بل هو أصلا لا يفكر بمسألة الإعتذار ولا تعني له شيئا. طبعا سنترك جحش الدولة (القضاء) جانبا، لأنه الحصن الأمين والملاذ المعين للفاسدين.
فالفساد المالي والإداري والأخلاقي مستشري في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية وليس القضائية فقط، وبالتالي في كل المؤسسات المرتبطه بهذه السلطات المستهترة. حكومة أكثر من ساقطة ومن الصعب جد وصفها بما يليق بها. إن وصفتها بالعاهرة فإنك تظلم بذلك العاهرات وتسيء إليهن! وبرلمان إن وصفته بالمأبون إحتج المأبونون على التسمية واعتبروها إهانة لحقت لهم. وشعب إن وصفته أبكم ردٌ عليك البكم(إحترم نفسك رجاءا)! هذا هو العراق الجديد الذي صنعه النظامان الأمريكي والإيراني بمعونة الأنظمة العربية المتخاذلة!
خذوا واحد من نماذخ السقوط الإخلاقي في العراق الجديد، سبق ان كتبنا عنه مقالا، إنه رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي. يزعم البعض غفلة أو غباءا وربما جهلا في حسابات حسن النية، إنه يمثل أهل السنة، والحق إنه ما عدا الأكراد فإنه لا أحد في الحكومة والبرلمان يمثل أي شريحة من شرائح الشعب العراقي. في زيارته الأخيرة لإيران نوه بأن الغرض منها تنسيق المواقف بشأن الأزمة السورية وتطوير العلاقات بين السيد (إيران) والعبد (العراق) على أسس كسروية جديدة. وهناك من أخذه الشطط بعيدا فأضاف مهمة أخرى للنجيفي وهي إيقاف حمام الدم العراقي الذي أسسه ودعمه ويجدده بإستمرار الولي الكريه، خامنئي.
الحقيقة ان الموقف العراقي من الأزمة السورية مفضوح وليس فيه أي لبس للمطلع على المشهد السياسي، وقد عبر عنه وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري بوضوح (ليس بإمكان العراق وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين من طهران إلى دمشق)! والموقف يتجسد بالألوية الميليشياوية العراقية التي تقاتل مع المجرم بشار الأسد ضد الشعب السوري الشقيق. علاوة على الجسور الجوية والبرية لتسريب الأسلحة والمقاتلين من طهران لدمشق بهدوء تام وعلى مرأى من الأقمار الصناعية. كما إن موضوع تعطيل أو تجميد آلة القتل الإيرانية اليومية، موضوع شائك وفوق طاقة النجيفي والحكومة العراقية. إن الهدف الرئيس من زيارة النجيفي لطهران هي محاولة إسترضاء حكام العراق الفعلين(الخامنئي وسليماني) للحصول على ولاية ثالثة أسوة بالمالكي، أي تنسيق المرحلة القادمة. ولاية الحكومة للمالكي، وولاية البرلمان للنجيفي، هذه هي الحقيقة وما عداها لغو في لغو.
أثار حضور النجيفي لمجلس فاتحة أم الوغد قاسم سليماني، أثار عاصفة من النقد لدى العراقيين الشرفاء والصيادين في المياه العكرة، من رهط العمالة. كانت الزيارة مغامرة حمقاء وطائشة وفق كل الإعتبارات. ولنترك قليلا مشاعر العراقيين التي لا يحترمها أحد من المسؤولين جنبا.
لا أحد يجهل بأن سليماني هو مصاص الدماء العراقية والسورية، وإنه المسؤول المباشر عن معظم العمليلت الإرهابية يشاركه فيها حليفه تنظيم القاعدة. والإدعاء بأن حضور النجيفي لمجلس العزاء كان بصفة شخصية وليس رسمية، كما يحاول الحمقى تمريره على عقولنا المثقلة بالمتاعب، نقول له: صه يا ولد وإحترم عقولنا! بل كانت ضمن زيارة رسمية لإيران، بمعنى إن كل ما يحصل خلالها او يترتب عنها يكون ذو صفة رسمية وليس شخصية.
وهي زيارة طائشة لأن النجيفي سيفقد الكثير من الأصوات إذا لم نجزم الأكثرية في الإنتخابات القادمة بسبب الولاء المفضوح للنظام الإيراني الذي تستر عليه لفترة طويلة وجاءت الزيارة الأخيرة لتشره على الحبل. كما إن فكرة التشبث بالمنصب، المرهونة بموافقة خامنئي، لم تعد سرا. لقد كان د. علي شريعتي محقا بقوله "إن هذا الإنسان الذي يختال فخرا ويعلوا برأسه إلى اعنان السماء نراه يتقبل الذل إلى حد يأباه الكلب من أجل أدنى وأحقر درجة أو إمتياز".
ويبدو ان النجيفي شأنه شأن بقية أقزام المنطقة الخضراء يرفض ثقافة الإعتذار. فكان كالربان الذي هرب من دوامة صغيرة ليقع في دوامة كبيرة. فقد خرج علينا هذه المرة بفصل جديد تصور نفسه استاذ في الفلسفة يلقي محاضر عن النفسانية المنطقية في رياض الأطفال. حيث برر حضوره المأتم السليماني بأنه لإعادة بناء الثقة بين بين الجلاد والضحية.
حسنا! ربما يكون هذا أحد أهداف الزيارة لكن ما علاقته بحضور مجلس العزاء؟ وهل حضور العزاء سيعيد ترميم العلاقة المتصدعة بين البلد والولاية التابعة له؟ ثم ما هي مصلحة العراق من حضور العزاء؟ وإن كان حضور مجالس العزاء من تقاليد العرب والمسلمين فالأحرى بالنجيفي أن يحضر مجالس عزاء أصدقاء العراق وليس أعدائه. وما هو يا ترى عدد مجالس العزاء داخل وخارج العراق التي حضرها النجيفي إحتراما منه وإلتزاما بالتقاليد العربية والإسلامية؟
لنمض مع الكذاب لعتبة داره فهو يدعي، خلال مجلس العزاء وليس بقية النشاطات كما يُستشف من كلامه لأنه يتحدث عن العزاء وليس عن الزيارة، يقول "وقد جرى لقاء تفصيل هناك بحثنا فيه معالقادة الإيرانيين للتعاون على إيقاف عملية القتل في العراق". هل في مثل هذا المكان والزمان يصلح طرح قضايا سياسية ومصيرية؟ وهل من يذهب متوسلا لغرض الولاية، يجرؤ على طرح هكذا موضوع على صاحب الولاية؟!
أما محاولته التعريض بالآخرين بالقول "قد جرت العادة ان تزور الوفود العراقية الذاهبة الى البلدان الأخرى مجالس العزاء، ومنها من زار مجالس عزاء في السعودية وغيرها". نقول له هل يليق برئيس مجلس النواب الجهل بأن هناك فرق بين الحضور لمجلس عزاء زعيم عربي، وبين حضور مجلس عزاء زعيم ميليشيا تقتل العراقيين؟
رحم الله شاعرنا الرصافي وهو ينشد:
من أين يرجى للعراق تقـدمٌ وسبيل ممتلكيه غيـر سبيلـه
لا خير في وطنٍ يكون السيف عند جبانه، والمال عند بخيله
والرأي عند طريده، والعلم عند جهوله، والحكم عند دخيله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق