"ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"
وجهات نظر
مصطفى كامل
من المأثور عن سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قوله "رحم الله إمرءاً أهدى إليَّ عيوبي".
وإذ أتذكر هذا القول أتقدم بالشكر والدعاء باستنزال الرحمات إلى السيد مهدي غاوي الذي حاول أن يهدي إليَّ عيوبي، فكتب مقالة من 646 كلمة، أرسلها على عنواني البريدي من عنوانه (mahdykh52@yahoo.com) ثم نشرها في موقع صوت الحرية، وفي موقع صوت العراق الطائفي الكريه الذي ينشر إعلانات صهيونية! مقالة هي الأولى له على الإطلاق، حاول فيها انتقاد واحد من الموضوعات المنشورة في وجهات نظر. والنقد حق مكفول، في إطار تداول الرأي والرأي الآخر. وبناءً على ذلك سأتناول ماتفضل بإيراده السيد غاوي بالنقاش الموضوعي، قدر الإمكان.
وسأنشر كل فقرة من فقرات مقالة السيد غاوي، ليطَّلع عليها القراء الكرام، بكل وضوح. وستكون سطور مقالة السيد الفاضل بلون مغاير للون السطور التي أناقشها فيها، وعلى النحو التالي:
يمكن الضغط على الصورة لرؤيتها بحجم أوضح |
أنحطاط النهج الأعلامي ... ( وجهات نظر) أنموذجا
يفترض بالاعلام أن يكون صادقا ودقيقا في نقل ما يقع على الأرض دون تشويه أو تزييف للحقائق وبما أن الأعلام وسيلة من وسائل أيصال الأخبار والمعلومات كان لابد لأي أعلامي شريف أن يقف موقف الحياد تجاه القضايا المطروحة وهذا ما لا يمكن السيطرة عليه اليوم مع أفق الفضاء المفتوح وهيمنة الشبكة العنكبوتية على بقية وسائل الأتصال الأعلامي .
أن المسافة بين صدقية المعلومة وكذبها خيط رفيع جدا لا يتعدى حدود الأصابع الأربعة كالفرق بين ما سمعت بأذنك وما شاهدت بعينك وهو مقياس الشرف في مهنة الصحافة الأ أن وللأسف الشديد أنتشرت أخيرا ظاهرة المدونات والمواقع الشخصية التي يحررها أناس لا تربطهم بالأعلام أية علاقة أنما أتخذوا من هذه المواقع منابر موتورة لتغذية الضغائن والاحقاد وتزوير الحقائق علانية دون أي وازع من ضمير أو مخافة من العلي القدير .لاشك أن الصدقية في نقل الأخبار مطلوبة جداً، ولعلها واحدة من أهم أسس الإعلام الناجح وبالطبع فإن الحيادية في نقل الأخبار مهمة وضرورية وهي في نفس الوقت شاقة ويصعب تحقيقها دائماً، غير أن هناك فرقاً كبيراً بين نقل الأخبار وتحليلها، وهنا يكون القرب والابتعاد عن الحياد، فالذي يؤمن بفكرٍ ما لا يمكن أن يكون حيادياً في التحليل، وإن التزم الحياد في النقل. وأنا أشاطر السيد غاوي في صعوبة السيطرة على مايكتب في أفق الفضاء المفتوح، مع وجود اكثر من 8 مليارات موقع على شبكة الإنترنت.
كذلك أجد نفسي أشاطر السيد غاوي في قضية الصلة بين من يدير بعض هذه المواقع وحرفيات العمل الإعلامي، فهناك الكثير ممن يجهلون قواعد النحو والإملاء ويديرون مواقع إعلامية إلكترونية، وربما صحفاً أيضاً، أو يكتبون مقالات، ويظنون أنهم بذلك أصبحوا إعلاميين! والحقيقة ان ذلك ينطبق على ما كتبه السيد غاوي نفسه، حيث جاءت مقالته مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية، ولن أقف عند ذلك تفصيلاً فكونه (كاتب مبتدئ) حال دون أن يكتب بلغة سليمة وإملاء صحيح!
أما كاتب هذه السطور، فمع انه نشأ في بيئة إعلامية خالصة، إلا انه لا يتعكَّز على ذلك في ممارسته للعمل الصحفي، بل يستند إلى تجربة تمتد لثلاثين عاماً إبتدأها وهو شاب صغير، في جريدة الخليج بالشارقة، أشرف على تدريبه خلالها الأستاذان جمعة اللامي ومحمد الرديني، وأعتقد انهما غنيين عن التعريف لدى القراء الكرام.
ثم انتقل للعمل في صحف ومجلات عراقية وعربية عدة، منها الجمهورية والثورة وألف باء والعراق، والرأي الأردنية والبيان الإماراتية والنهار اللبنانية، وغيرها ومواقع ألكترونية أجنبية، وكان آخر موقع تبوّأه في الصحافة العراقية موقع سكرتارية النحرير في جريدة الجمهورية عام 1996، قبل أن يغادر العمل في الصحافة العراقية نهائياً عام 1998. علماً انه حائز على العضوية العاملة في نقابة الصحفيين العراقيين قبل 21 عاماً.
وسأترك قضية التعليق على الخيط الرفيع جداً، وهو بعرض الأصابع الأربعة، إلى القراء الكرام، ليحللوا هذه العبارة!
وكنموذج لهذا الأنحطاط الفكري والاخلاقي ما يقوم به مصطفى كامل صاحب مدونة ( وجهات نظر ) المجانية والذي أتخذ من أسطنبول ملاذا آمنا له وهو يبث سمومه يوميا على صفحات مدونته الموتوره والتي كان آخرها ذرف دموع التماسيح على الأرهابي المجرم الذي تم ألقاء القبض عليه قبل تفجير نفسه على المصلين في أحد جوامع بغداد مدعيا أن ( هذا المواطن الشريف من أهل السنة ) وأن الجامع كان ينظم حملة تطوع للقتال في سوريا عندما قام أحد الأنتحاريين بتفجير نفسه عليهم حيث قاموا بالقاء القبض على هذا الشاب ( المسالم الطاهر ) وقتلوه وحرقوه لأنه من أبناء السنة ثم قاموا بالهتاف ( الله أكبر ) وهم بالطبع لا يقصدون الله الرحمن الرحيم بل لهم رب آخر وتفضل بأسداء النصح لأبناء السنة بعدم الذهاب الى أي منطقة شيعية لأن مصيرهم سيكون مثل مصير هذا الشاب ( المؤمن ) .
يضرب السيد غاوي، مثالاً على الانحطاط الفكري والأخلاقي الشائع في إعلام اليوم، بما يقوم به كاتب هذه السطور في (وجهات نظر) وأحيل السيد غاوي، رداً على هذا التقييم، إلى ماكتبه السادة القراء من تعليقات وردود وتقييم مُشرِّف خلال سنتين من عمر هذه النافذة الإعلامية، والتشرف باستقطابها لخيرة الكتاب العراقيين والعرب، وإلى حصولها على أكثر من مليونين و 306 آلاف قارئ خلال مسيرتها القصيرة.
أما الإدِّعاء بأن مصطفى كامل يتخذ من إسطنبول ملاذاً آمناً، فهو إدعاء زائف، إذ يريد السيد غاوي الإيحاء للقراء بأنه يعرف الشخص المقصود جيداً، لاعباً على الفرية السمجة القائلة بأن تركيا تدعم معارضين لسلطة عملاء الاحتلال وتعمل على إثارة الفتن والقلاقل في العراق، وهي كذبة مفضوحة، وأطمئنه بكل ثقة، أنني لا أقيم في إسطنبول، وإن كنتُ أكثرُ من زيارتها بسبب التسهيلات التي تُقدِّمها السلطات في دخول كل العراقيين بلا تأشيرة دخول.
أما كوني إتَّخذُ من خارج العراق ملاذاً آمناً، فهذه منقصةٌ تُسجَّل على النظام الذي يُدافع عنه، نظام مابعد الاحتلال الذي أجبر كثيراً من العراقيين الشرفاء على مغادرة وطنهم وترك بيوتهم، حفاظاً على حياتهم وحياة عوائلهم، بعد أن تَسيَّد الرعاع في مواقع السلطة والمسؤولية ببركات أميركا المحتلة وإيران التي تقاسمت النفوذ في العراق معها.
وبخصوص موضوع الشاب الضحية الذي تمَّ حرقه في منطقة الكسرة ببغداد يوم الأربعاء 11 أيلول/ سبتمبر 2013، الذي ينتقد السيد غاوي موقفي فيه، فقد قلت "إذا صحَّت المعلومات التي توفرت لدينا" وهذا يعني أنني لم أجزم بصحَّتها، وانما بنيتُ كلامي اللاحق لهذه المعلومة على افتراض صِحَّتها، فإذا لم تَصحّ، انتفى كل مابُني عليها، وقد كرَّرت هذا القول مرة أخرى في الموضوع ذاته، بقولي "إذا صحَّت هذه المعلومات" مايعني أنني أعدت التأكيد على عدم جزمي بصدقيتها، وهذا واضح لكل ذي عقل.
ثم أنني ناقشت بالصورة وبالفيديو، وبالأخبار المنقولة من موقع براثا، ومعروفة صفته وهويته، كذب الرواية القائلة بأن انتحارياً ثانياً تم إلقاء القبض عليه قبل أن يُفجِّر نفسه، وكشفت كيف انه، حتى وفق هذه الرواية، فإن القوات الأمنية (عصابات المالكي) هي التي سلَّمت الشخص المعني إلى الرعاع الوحوش لقتله وسحل جثته ثم حرقه.
ويبدو أنَّ الجهد المبذول في فضح هذه الفرية أزعج السيد غاوي، ومن يقف معه في خندق التضليل المقصود، وحرَّك كوامن (الإبداع) في نفسه فكتب مقالته هذه، وهي الأولى في حياته!
ويعرف السيد غاوي، وأبناء العراق جيداً، أن منطقة الكسرة منطقة تجمعٍ لعصابات جيش المختار، وعلى ملعب الكشافة فيها، وفي أزقَّتها استعرضت كراديس من ميليشيا عصائب أهل الحق التي يتزعّمُها الميليشاوي قيس الخزعلي.
أما إسدائي النصح لمن يعنيهم الأمر، فهو واجبٌ يُحتِّمه عليَّ كل ما أؤمن به من معتقدات، بعد أن تكرّرت تلك المشاهد الإجرامية، أم ان السيد غاوي لا يتذكر حرق مواطن عراقي في منطقة جسر ديالى قبل نحو أسبوعين؟ ولا يتذكر تنور الزهرة الشهير الذي تأججت نيرانه خصيصاً لأهل السنة في منطقة الحرية، وربما في غيرها أيضاً؟
وتبيانا لكذب وأفتراء هذا الموتور فأن أنتحاريان قد قدما وقت أذان المغرب حين كان المصلين يدخلون الجامع فقام الأول بتفجير نفسه على الداخلين مخلفا 30 شهيدا و57 جريحا أغلبهم أصاباتهم خطيرة جدا بسبب ما كان يحمله هذا المجرم من متفجرات.
أما الأنتحاري الثاني فقام بأطلاق النار من مسدس كاتم للصوت على أفراد حماية الجامع وقتل منهم ثلاثة وجرح الرابع ثم دخل الى داخل الحرم وهو يطلق النار بشكل عشوائي وهستيري ولما نفذ عتاده حاول تفجير نفسه الأ أن الحزام لم ينفجر ثلاث مرات مما شجع المصلين من ألقاء القبض عليه وقتله في الحال ثم حرق جثته .
هذه هي حقيقة ما حدث مع العلم أن أثنين من شهداء الحادث الأجرامي هم من أبناء السنة الذين كانوا قد سلكوا طريقهم الى منازلهم ساعة وقوع الحادث وما زالت مجالس الفاتحة على أرواحهم مقامة الى هذه الساعة .
ولن أناقش التفاصيل التي أوردها السيد غاوي في هذه الفقرة، حيث لا علم لديَّ بها، ولكن لأن الموضوع الذي نشرناه الليلة الماضية، يهدف بالأساس إلى فضح الأكاذيب المحيطة بهذه القضية، نعيد التأكيد على أنَّ هذه مزاعم يُطلقها مؤيدو جريمة حرق الشاب الضحية، وليس هناك ما يُثبتُها على الإطلاق، وبما انهم عَمَدوا إلى نشر صورة مزيفة لاتَمتُّ بصلة إلى الحادث، فإنني أفترض أن هذه الرواية، برمَّتها، يحيط بها الشك من كل جانب، إذا لم تكن ملفَّقة بالكامل. فمن يكذب على الناس بصورة يُمكنه ببساطة أن يكذب في رواية!
أن بكاء ( كامل ) على هذا الأنتحاري المجرم ورفيقه الذي فجر نفسه على المصلين لا يمكن تفسيره بأي حال من الأحوال ألا ضلوعه بهذا المخطط الأرهابي الطائفي القذر الذي تموله تركيا ودول الخليج لأشعال نار الفتنة الطائفية بين أطياف المجتمع العراقي المتآخي والذي لا تهزه مثل هذه التفاهات المسمومة الحاقدة ولن تنال من وحدته مهما تكالبت عليه قوى الشر والطغيان وليعلم ( كامل ) ومن لف لفه أن كل مناطق بغداد تضم السنة والشيعة على حد سواء دون تمييز أو تفرقة مذهبية كما يصورها عقله العفن وأن تعرض أي مسجد من مساجد أهل السنة الأشراف الى أي عمل أرهابي فأن أبناء الشيعة سيكونون أول من يتناخون للدفاع عنه .
ولو كان هذا الانتحاري قد قام بفعلته في أي مسجد للسنة لكان أبناء الشيعة قتلوه وحرقوه كما قتلوا وحرقوا صاحبكم المجرم وهو يحاول أن يفجر نفسه في بيت من بيوت الله .
برغم انه افترض عقلي (عفناً) إلا أنني أؤيد السيد غاوي بقوله إن كل مناطق بغداد تضمُّ نسيجاً من كل المذاهب والأديان والقوميات، وأؤكد ان شعبنا، قبل احتلال العراق واستيراد المسموم من الأفكار وطرحها على وفق مخططٍ مدروس، لم يكن يعرف هذه الفتنة الطائفية على الإطلاق، وبالطبع فإن العراقيين، أياً كان دينهم ومذهبم وعرقهم، يرفضون الاعتداء على الحرمات، وبيوت الله من أقدس تلك الحرمات، واننا بحكم معيشتنا لأكثر من 40 عاماً في العراق لم نسمع أن جامعاً للسنة أو حسينية للشيعة أو كنيسة للمسيحيين أو مندى للصابئة المندائيين أو كنيساً يهودياً، ولا حتى معبداً يزيدياً، تعرَّض لأذى أو هجوم أو حرق أو تفجير، ولكننا بعد احتلال العراق، وتسلُّط الرعاع الأوباش صرنا نسمع عن هذه الجرائم كل يوم. وأحيل السيد غاوي، ومن غوى معه ومن يُريد أن يغويهم، إلى الحقيقة التي لا يستطيع أحد نُكرانها والقائلة إن أكثر من 300 مسجد للسنة تعرَّض إلى الهدم والتفجير والحرق والتدمير والاغتصاب، خلال بضعة أيام في أعقاب فتنة تفجير مرقد سامراء في شباط/ فبراير 2006. وماتزال عشرات من تلك المساجد مغتصبة بحوزة من لايقيم لبيوت الله حرمة ولايرعى لروادها ذمة، وإن كل تلك الأعمال، وكثير منها موثَّق بالصورة والصوت ويمكن الحصول عليه ببساطة في موقع يوتيوب، تم على أيدي الميليشيات الطائفية المجرمة، وكلُّها تدَّعي أنها (شيعية) بدلالة أنها كانت تنفذ جرائمها وهي تصلي على (محمد وآل محمد) وتلعن عدوهم وتدعو بتعجيل فرج قائمهم، الخرافي!
وأنصح السيد غاوي أن ينظر إلى جواره، ليرى من يُحرِّض على الفتن وبأي لسانٍ يتحدث، أفارسيٌ هو أم تركي؟
وليتذكر مصطفى كامل و من يموله لأذكاء هذه الفتن بأن الشعب العراقي كشف أوراقكم كاملة فأصبحتم عراة لا يواري سوئاتكم شيئا وأن ما تنشره من أكاذيب يجعلك في موقع الشراكة مع هؤلاء الظلاميين وأن من يدنس بيوت الله أنما يعلن الحرب على الله والله كفيل بالدفاع عن بيوته . بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة : 33]صدق الله العظيم
فرِحت جداً لما بشَّرني به السيد غاوي، من أن الشعب العراقي كشف أوراق الطائفيين ومثيري الفتن حتى باتوا عراة لايستر سوأتهم شيء، فهذه والله بشرى خير وبركة أن منَّ الله تعالى على العراقيين بما يُنوِّر بصائرهم ويدفع عنهم شر كلِّ ذي شر وفتنة كلِّ طائفي حاقد.
كما أريد أن أطمئن السيد غاوي إلى حقيقة يجهلها، وهي أن وجهات نظر، موقع شخصي، بكل معاني الكلمة، لا يموَّله أحد ولا ينطق بلسان أحد، سوى العراق الواحد وأمته العربية والإسلامية.
لكنني أريد ان أقول للسيد غاوي، كلاماً سيجعله يفكر في كتابة مقالته الثانية، أقول: إن الحسينيات بيوت للحسين، وهو وإن كان سيد شباب أهل الجنة، إلا أنها ليست مساجد لله ولكني بالطبع لا أدعو لتفجيرها ولا أقبل بذلك، ومع ذلك ليُفسِّر كلامي كما يشاء، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين"التوبة 18، ولم يَقُل جلَّ شأنه: إنما يعمر حسينيات الحسين.. وفي كل الأحوال هذا ليس مدار حديثنا اليوم.
وبعد كل هذا تعالوا، سادتي الكرام، ومعنا الغاوي الذي رفض أن يهتدي فسقط في قعر غوايته، تعالوا نفترض ان هذا الشاب الذي ظهر في الفيلم إرهابي حاول تفجير نفسه في جمعٍ من الناس وأخفق، وانه يستحقُّ عقاباً على شنيع فعلته، عقاباً حازماً ورادعاً لأمثاله، هل يجوز أن يكون التعامل معه هكذا؟ أم ان ذلك جائزٌ في شرع الذين يُصلّون على (محمد وآل محمد)؟
وهل يقبل كل ذي عقل أن يجري هذا المشهد المهول بحضور من يُفترض أنهم أدوات تطبيق القانون وإنفاذه، وأدوات حماية البشر، حيث يظهر بوضوح عدد من عناصر الجيش أو الشرطة المالكية في العراق الجديد الفيدرالي الديمقراطي، وهي تحضر حفلة الشواء السادية هذه وتنظِّم التفرج عليها!
أم أنَّ ذلك يجب أن يتمَّ وفق سياقات قانونية تُنظِّمها الدولة بأجهزتها القضائية والأمنية والاجتماعية والدينية؟ ودع عنك القول: إن من فعلها هم أهل الضحايا المكلومون.
لو كان هذا الشاب إرهابياً مسؤولاً عن قتل أبرياء، فأنا مع إعدامه في محلِّ تنفيذ جريمته وبنفس الطريقة التي نفَّذ جريمته بها، ردعاً لكل من يسفك دماً بريئاً، ولكن بعد محاكمته في قضاءٍ عادلٍ، غير مسيَّسٍ ولا مُطوأفْ (إذا أجاز لنا اللغويون هذا الاشتقاق) كما قضاء العراق المحتل اليوم، أما أن يُحكَم عليه من قبل صبية رعاعٍ أو ضباعٍ مهووسة متوحشة ومتعطِّشة للدماء، ويُحرَق في الشارع، ثم نمضي وكأن شيئا لم يحصل، ما دمنا نصلي على (محمد وآل محمد) فهذا أمر مرفوض، لا يقبله إنسان ولا يمكن أن تقبل به حتى وحوش أميركا التي سمحت لكائنات المجاري هذه أن تتصدر المشهد في العراق بعد احتلاله!
وحتى تتضح الأمور أكثر ولا ندع مجالاً للالتباس نقول:
لا يمكن لكائن من يكون أن يرضى بفعل الإرهاب المجرم الذي يقتل الناس بلا هوادة، ونعلن رفضنا التام لكل ممارسة إرهابية يقوم بها سنة أو شيعة، عرب أو أكراد أو تركمان، مسلمين أو مسيحيين، ذلك أن سفك الدماء جريمة لا يمكن القبول بها، وحرمة الدم المعصوم المغلَّظة معروفة باعتبارها واحدة من الكبائر التي لا تُغتَفر، والفساد في الأرض، ومنه مشاهد القتل التي تجري بين الأبرياء في العراق اليوم، من أعظم الذنوب التي تُركِس مرتكبها في النار خالداً أبدا، نجّانا الله وإياكم، سادتي، من ذلك.
ولعلي أهمس في أذن قرائي، وأعرف أن هذا الهمس سيصل لأذنيّْ السيد غاوي، فأقول لقد شرَّفني الله بصحبة ومحبة نخبة من أطيب وأشرف العراقيين، من الشيعة، وهم مثالٌ للشرف والوطنية والالتزام الخلقي الرفيع والإيمان بالحق والعدل والإنصاف، منسجمين في ذلك مع الفطرة السويَّة التي فطر الله تعالى البشر عليها، وهم عندي من أصدق الأصدقاء وأحب الأحباب وأقرب المُقرَّبين، وأضيف أن منهم من نصحني بقراءة مواقع الخبث الطائفية الحاقدة، وفضح ماتبثُّه من سموم.
وبهذه المناسبة، يشرفني أن أطمئن السيد غاوي، ومن عرف طريق الحق فاهتدى إليه، أن هذه المقالة، بكل ماحملته من تشهير مقصود وعبارات نابية، لن تثني عزيمتنا ولن تَفُتَّ في عضُدنا لملاحقة كل أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا أدواتاً قذرة ضد العراق وشعبه، منفذين برامج المحتلين، أميركيين كانوا أم فرساً.. فتلك مهمة نبيلة نتشرف بالقيام بها، دون هوادة.
وبهذه المناسبة، يشرفني أن أطمئن السيد غاوي، ومن عرف طريق الحق فاهتدى إليه، أن هذه المقالة، بكل ماحملته من تشهير مقصود وعبارات نابية، لن تثني عزيمتنا ولن تَفُتَّ في عضُدنا لملاحقة كل أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا أدواتاً قذرة ضد العراق وشعبه، منفذين برامج المحتلين، أميركيين كانوا أم فرساً.. فتلك مهمة نبيلة نتشرف بالقيام بها، دون هوادة.
أخيراً، أبدي عميق امتناني للسيد مهدي غاوي، الذي حاول أن يهدي إليَّ عيوبي، فخاب سعيه وأخلد إلى الأرض، وقانا الله جميعاً شرور الغواية، فهي أول ما فعله الشيطان مع أبينا آدم عليه السلام، وهدانا إلى شِرعة الحق المبين!
ملاحظتان لاحقتان:
- بلغني من مصدر موثوق أن موقعي صوت العراق وصوت الحرية، يديرهما الطائفي الشعوبي عدنان بدر المقيم في هولندا، والمدعوم من المجرم نوري المالكي، تعاونه فيهما مجموعة من ساقطي مخيم رفحاء من عملاء الانتفاضة الشيطانية. وإذا صحَّت هذه المعلومة فإنَّ هذا يعني أن جهداً مقصوداً ضد وجهات نظر، يجري التحضير له من قبل هؤلاء الطائفيين الحاقدين..
- أرسل السيد غاوي رداً على المقال الأول، تضمَّن نفس المعلومات الواردة في مقاله المشار إليه في اعلاه، مدَّعياً هذه المرة أنه شاهد عيان لما حصل، لذا اكتفينا بنشر المقال تجنباً للتكرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق