موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 15 سبتمبر 2013

هَمْ مهدي وهَمْ غاوي!

وجهات نظر
أبوالحق
عرضت لي مساجلة بين صاحب موقع (وجهات نظر) الأستاذ مصطفى كامل وغريم له (كما يبدو وبعيداً عن المجاملات الأدبية والإجتماعية)، وكله إثر موضوع مهم لأمثال الأستاذ مصطفى ولكنه غير جدير بالإهتمام لغريمه السيد (سأطلق عليه لقب الزاير كي أميِّزه عن الأستاذ، وهو يحبه حتماً كما أحسب) والمتسمي بمهدي غاوي كما هو واضح من رده. أعوذ بالله من الهدى الذي تعقبه الغواية، فهو كالوضوء الذي يعقبه الحدث الأعظم (يعرف الرجل ما المقصود بالحدث الأعظم!) وهو كالإسلام الذي تعقبه الردة: سبحان الله  كم هم مفضوحين وقليلي ستر كإست العنز، أسماؤهم تنطق بتناقضهم.

الموضوع بأصله هو عن جريمة إحراق جثة عراقي (سنّي الهوية المذهبية)، الأربعاء الماضي، على يد جموع من (العراقيين الشيعة) عقب تفجير حسينية ببغداد، وهي ممارسة تتكرر منذ مدة، بمعنى أنّ هناك تثقيفاً بشأنها وتعليمات شرطوية حكومية بتنفيذها، ففيها كلها حضور (للأشراف) المتسمين بالشرطة!. وهذه العبارة المسحوب خط تحتها أعلاه هي محض صيغة فحسب مما يمكن أن يصاغ به العنوان للخبر ذاك، فالصيغة المقابلة هي (قيام جموع هائجة من الشيعة بحرق مواطن سني عقب تفجير حسينيتهم بمنطقة الكسره ببغداد بحجة كونه إرهابي) بينما هوى أمثال الزاير مهدي غاوي هو أن يورد الخبر هكذا (قتل وإحراق جثة إرهابي كان بصدد تفجير حسينية أخرى بعد أن فجر زميله نفسه في حسينية بمنطقة الكسره ببغداد)، وبين هذه الأخيرة وتلك الأولى أعلاه توجد صيغة وسطية غالباً ما تلجأ إليها وكالات الأنباء التي لا تنتمي ولا تتعاطف ولا يحترق لها قلب على عراقي قضى ظلماً: سنياً كان أم شيعياً. الصيغة ستكون: (أخبار عن قيام مواطنين بحرق جثة شخص قيل أنه إنتحاري محتمل وذلك عقب تفجير إنتحاري آخر لحسينيتهم في بغداد).  
وكالات الأنباء، كوكالة الأنباء الفرنسية، وليس وسائل الإعلام الأخرى أو صفحات المدونات، لها مسارات وسطية فهي لا تنتمي لأي فريق من الفرق المتناحرة: هذه سوريا تحترق منذ سنتين، وترى بعض وكالات الأنباء تحترق أعصابها لجرو سقط بمجرور عميق لكنها تتناول مقاتل وإغتصابات ومذابح بالجملة في سوريا كما لو كانت تحكي عن قصة ليلى والذئب! والفرق بين التسميتين (وكالة أنباء ووسيلة إعلام) ليس بالفرق البسيط، ولا هو من دائرة معلومات الزاير مهدي غاوي كما يبدو.
اليوم وضمن عصر إنفجار المعلوماتية هذا فإن وسائل الإعلام بغالبيتها غير حكومية وذلك يعني أنّ لها أجندة وتفضيلاً وفق هوى صاحبها أو مجلس إدارتها. الصيغة التالية أقل وضوحاً وشفافية وأكثر ضبابية وإسترضائيةً كأن يقال (حرق جثة مواطن عراقي على يد جموع غاضبة إثر تفجير حسينية في منطقة الكسرة ببغداد). ولأننا دوماً بصدد ثلاثة خطوط: يمين متطرف ويسار متطرف وحياد وسطي عريض فمن الجليّ أنّ الصيغتين الأوليتين تمثلان اليمين واليسار على التوالي، في حين أنّ الصيغة الثالثة هي الخيار الوسطي.
أنا أحاول أن أكون محايداً في تناولي هذا فأنا والأستاذ مصطفى متعارفين منذ أقل من شهر ومن خلال ما أرسله للنشر لا غير، وليس سراً خافياً أن أقول هنا أننا لا نتشابه كما قد يتوقع البعض فهو ينتمي لسلك مهنة الصحافة بكل أتيكيتاته وضوابطه وأبجديته، بينما أنا أنتمي للعسكرتاريا التي تتصرف على راحتها رغم وجود قانون عسكري ثقيل الوطأة ومفصّل جداً، لكن البعض منا لا يُذعِن لغيره بالغالب طالما لدينا صفات القيادة، وعلاقتي بالكتابة هذه هي وليدة يقظة أملتها نكسة البلد وخلو الساحة أمام الهكسوس الصفويين فكان هناك لزوم للرد على ساقطين من أمثال (وجيه عباس) والحثالات المشابهة له ممن إنطلقوا وهم يحسبون أنه لا أحد يستطيع تحطيم شخصياتهم الكسيفة، لكن ما نشترك به أنا والأستاذ مصطفى كامل، كما أحسب، هو الغيرة على الوطن وتولي رفع سلاح القلم في وقت إستأثرت الحوزات والمليشيات والمهووسين التابعين لها بمنابر الإعلام والإنترنيت فأصبحت لهم جيوش إلكترونية تحفل بكل نكرة أصله نفّاط أو عتّاك!
تأملت بإسم الزاير مهدي غاوي بادئ ذي بدء فأحسست بالغثيان! للأفراد حظوظ من معاني الأسماء في الغالب، كما رأيتم من ثنائية إسمي الرجلين المتخاصمين فالأهل يوم يطلقون التسميات إنما يضعون أبناءهم وبناتهم في إطار معاني الإسم، على الأغلب وهي ليست قاعدة بكل الأحوال، الأهل يورثون تفضيلاتهم الأخلاقية والثقافية لأولادهم من خلال الأسماء، خلا البعض ممن يطلقن الأسماء جزافاً فتراهم يفضلون (قيصر) و(فرعون) بينما غيرهم ينصاعون للموضة وفق إسم إشتهر بمسلسل أو فلم، وقد سبق أن حكيت عن الكويتية-السورية المسماة بـ(دلع) المفتي كيف أن إسمها لا يتناسب مع واعظة إجتماعية أو ناقدة للسلوك الإسلامي هنا وهناك!
إذن فالأستاذ مصطفى نشر خبر حرق الجموع الغاضبة لجثة الإرهابي المفترض عقب محكمة موجزة دارت بمركز الشرطة القريب (ضمن مدة أمدها أقل من ساعة بحساب تأخير وصول الخبر لموقع خباثا أو براثا الذي أورد الخبر مقلوباً (عدا عن كون الصورتين تثبتان كذب التهمة وزور الإخبار كله: نحن أمام محكمة ولا محاكم الشعب للمهداوي) ثبتت التهمة على الضحية فقتل وسحل وأحرق. ببساطة.
أثار الخبر هذا بصيغته تلك حفيظة الزاير مهدي غاوي، كون الأخير لا يرى وجه حق بإيراد هكذا صيغة فهي بنظره لا تتسق وأصول المهنة!
من وجهة نظر شخصية بحتة فأنا أرى موقع وجهات نظر منحازاً وغير منصف، أرجو أن يتقبلها مني أستاذ مصطفى حتى ولو قاد ذلك لحجب مقالاتي مستقبلاً، فمن قواعد المهنة الصحافية أنّ هناك مقص رقيب على المنضدة دوماً وهو بحالة (إنذار جيم) لسرعة الإجراء، قد يطال هذا المقص كتاباتي بالكامل لكن ما الحيلة وقد تعَّهدت أن أقول الحقيقة كل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. كان المفروض أن تتم صياغة الخبر هكذا (جموع صربية مؤمنة بفكر آل البيت تسكن منطقة الكسرة في بغداد تحرق جثة إرهابي مالديفي ينتمي لمذهب أبي حنيفة النعمان بعد إستحضار روح الإمام المهدي، غير الغاوي، والتثبت من تورط الإرهابي بتفجير مستقبلي محتمل والموضوع لا علاقة له بالطائفية: فقط للعلم).
لو كان الزاير مهدي غاوي يعرف كتاب الله لحضرته آية لا مجال لنسيانها هنا "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" وهناك قراءتان للآية: تثبتوا وتبينوا، لكن أنّى لمن لم يستوعب الدرس من حادثة الإفك أن يستذكر هذه الآية العظيمة؟ أنى له ولهم!
في واقعة تفجير القبة الذهبية بسامراء تم قتل آلاف من أهل السنة على يد قطعان مقتدى والجعفري والحكيم ولم يثبت لليوم تورط أي سنّي بفعل ذلك، هذا بفرض أنّ قيام سنّي بالتفجير يعطي الحق بقتل كل من يمكن إختطافه، لكان كل الشيعة دمهم حلال بسبب ما فعله ناظم كَزار! لكان كل الفرس مستحقين للقتل بسبب جريمة أبو لؤلؤة!  إتفق على المذابح وقتها من لا يتفقون دوماً، إتفقوا هذه المرة على تلك الجرائم المشابهة لجرائم رواندا (تلك أيضاً تورطت بها الكنيسة هناك) وظهرت مرجعياتهم على شاشات التلفزيون وهي تناقش وتتخذ قرار التصفيات. وقتها ناقشت مهندساً (صربياً) في إحتمالية كون التفجير من تخطيط وتنفيذ جهة أجنبية كالموساد أو فيلق القدس فقال وبيقين أعمى واضح "لا مجال البتّة بهكذا فرضية، فهي المرجعية!" نحن إزاء نظام حوزوي دكتاتوري لو قال فيه آية الله السندوحي أن الأبيض أسود فمن الكفر وعظائم الهرطقات أن يتم التشكيك برأيه ذلك! لقد ذهبوا بالعراق لزمن إضطهاد الكنيسة لغاليلو المسكين لكن بصورة أبشع وأشد تخلفاً، أو إنها محاكم التفتيش من جديد!
على نفس تلك الوتيرة عقب تفجير مرقد الحسن العسكري وعلي الهادي فاليوم التوجيه السائد هو (تناوش أيّ سني قريب من المشهد وقتله وحرقه وتوثيق ذلك فيديوياً ونشره).
أين ذهبت القاعدة التي ساقها الزاير نفسه في مطلع رده عندما أشار لمسافة الأصابع الأربعة: المسافة بين الترّ والفرّ! شبهها بخيط رفيع جداً لا يتعدى الأصابع الأربعة! أيّ خيط رفيع جداً هذا الذي يعادل مسافة أربع أصابع، رحم الله خالتك البلقاء؟ هذه أول فلتة يا مهدي، قاتل الله الباميا واليابسة وتأثيراتهما الضارة على العضلات الملساء!
إذن فمأخذ الزاير مهدي على الأستاذ مصطفى هو أنه لم ير بعينيه بل سمع بأذنيه. جيد وموضوعي! ترى هل رأى الزاير مهدي ما حصل بالحسينية بعينيه أم سمع أو قرأ هو الآخر؟
من المؤكد أنه سيقول بأنه كان حاضراً هناك، وربما سيستعير صورة جروح وشظايا من أحد المصابين الفعليين كي يرسلها كإثبات: نعرف كيف يفكرون بعد كل هذه السنين.
من يمتلك خاصية الحضور هناك عليه أن يقدم توصيفاً دقيقاً أكثر مما أوردته وكالات الأنباء عندما يرسلُ رده: كشف دلالة بالضبط، وإلا فهو الآخر لم يلتزم معاني خيط الحفافة الرفيع النانوي الذي يعادل أربعة أصابع من أصابع غرندايزر! أنا لو كنت أكتب بدلاً عنه لكنت أوردت أسماء الشهداء السنة الذين ذكر أنهم أصيبوا بالتفجير!
كيف يمكن تصديق عبارة مثل (فشل بتفجير الحزام الناسف 3 مرات)؟
تصوروا المشهد معي: الإنتحاري كان يرمي المصلين في الحسينية (الحسينية وليس الجامع، وشتاااااااااااااااااااااااان ما بين الإثنين) من مسدسه الكاتم الذي لم يتوقف لأنه (بلادي) بينما الحزام لم يعمل (لأنه دك النجف)، يعني الإنتحاري كان يتصرف مثل رنغو: وفي تلك اللحظات المصيرية الحرجة كان هناك إما مهدي غاوي نفسه أو من نقل له كما يبدو: شخص يمتلك شجاعةً غير طبيعية، أو حمقاً غير مسبوق، بحيث بقي يراقب الحزام متى ينفجر ويُصوّر بعينيه على السرعة البطيئة كي يتمكن من إحصاء كم مرة فشل الحزام بالعمل وعيناه الجاحظتان مقفلة على أنامل الإنتحاري وهو يداعب مفتاح التفجير!؟ يقولون: حدّث العاقل بما لا يعقل فإن عَقَلَهُ فهو أكبر مطي أو أكبر غاوي!
أسلوب التعمية على القراء هذا أعرفه، فقد مرّ عليّ بكل مناقشة سابقة تقريباً: يستخدمون تسمية الجامع ويتهرَّبون من تسمية البناء بالحسينية، هل لشيء إلا لشعورهم بضعف الحجة ولزوم الكذب كي تحظى رواياتهم بتأثير أكبر خصوصاً على القراء العرب الذي لا يعرفون ما معنى الحسينية، فهي إمتياز عراقي وإيراني صرف؟
وقت أطلق النظام الوطني السابق تسمية موظف على العامل إنتشرت طرفة تقول (توجه شاب لخطبة فتاة يحبها وقدَّم نفسه لعائلة الفتاة بأنه فلان إبن فلان ويعمل.. موظفاً، فقاطعه الأب وبصوت هادئ سائلاً: وليدي أنت موظف قبل القرار الأخير لو بعده؟).
الحسينية هي مقر حزبي ولا علاقة لها بالله، ليست بيتاً من بيوت الله، بيوت الله هي تلك المساجد (الشيطانية) التي يبتنيها (البوسنيون) ولا يذكرون فيها آل البيت أو واقعة الطف، ولا يطبخون في فنائها الهريسة والقيمة! تلك التي تتوجه إليها يا مهدي غاوي، وأنت في قمة غيّك، لتفجَّرها بعد ربط المؤذن بمنارتها، كما فعلتم بمسجد فتاح باشا بمنطقة البياع عام 2006 وقمتم بالتكبير مع التسجيل! تحب أذكرك إذا ناسي!
وفي فقرة أخرى من رده بيّن الزاير مهدي غاوي أنّ (بغداد مدينة السنة والشيعة) وأنه لو حصل التفجير في مسجد من مساجد السنة لكان الشيعة (تناخوا) لحرق المجرمين كما فعلوا هنا.
لا أدري هل يقيم هذا الزاير في بغداد فعلاً أم هو في طهران مثلاً! لا أدري هل خلقه الله بعقل مستقر في الدماغ أم بين الجانبين وسط جسمه؟
ولك يا سنة ويا شيعة اللي بغداد مدينتهم، يا روح ميتينك؟ لقد أفرغتم (أنت وحكومتك وأحزابك ومليشياتك وحوزاتك الساكتة عن الحق) أحياءً كاملة من أهاليها السنة وأنتم بسبيلكم لتلوين بغداد بلون واحد هو الأسود: على من تحسب أنك تضحك؟ من الذي تتصور أن بإمكانك أن تقشمره؟
ولن أتطرق لتهديدات الزاير وربطه اللامنطقي بين صاحب الموقع وتركيا، فتلك مثيرة للسخرية وهي من شأن الأستاذ نفسه أن يرد عليها، لكنني إنتبهت إلى توظيفه لآية كريمة تتضمن عقوبة تقطيع الأطراف من خلاف أو صلب المفسدين في الأرض أو نفيهم من الأرض، وهي آية فيها نقطتان لا بد من ذكرهما هنا:
  1. هي آية تنطبق على كل من هو على شاكلة (الزاير) قبل أن يستطيع قلب معانيها على خصومه، فهو ممن يحاربون الله، كونه خارج عن الملة والتوحيد فهو مشرك بكل الأحوال، وهو ممن يسعون في الأرض فساداً بدفاعه عن حكومته وشرطته، فمن يؤيد القتلة ويسوّغ أفعالهم هو شريك لهم بالجريمة.
  2. هي آية تم تعميمها على الرعاع في الثمانينات (1983-1984) لتبرير جريمة الخمينيين القبيحة والتي وثَّقها مصور إيطالي، يوم قاموا بقطع ساق وذراع متخالفتين لإثنين من الأسرى بواسطة سيارتي لاندكروزر صممتهما شركة تويوتا لخدمة تطلعات المهدي المنتظر ووكيله الولي السفيه في تحقيق الرخاء البشري وإشاعة الرحمة الصفوية! الضحيتان من الأسرى العراقيين كما عرض تلفزيون العراق التسجيل وقتها، انظر هنا: 
 http://www.youtube.com/watch?v=LzU2gE5zOyg 

ثم روّجت الحوزات السريّة في طبقات المجتمعات العراقية أنهما من مجاهدي خلق، وذلك يعني بالضرورة أنهما ماركسيان: أي أنهما كافران بالله وبدينه: أي أنهما يحاربان الله ورسوله: أي أنهما يستحقان هذه العقوبة القاسية: أي أنه حيل بيهم وبأبو زايد!
اللاصق الفارسي العجيب جسب دوقلو
كلش حلو من العجمي عندما يفسر النص العربي السماوي على لسان إلهي كما لو كان عربياً أصيلاً: كلش حلو من يتصور الأعجمي أنه يحق له أن يفسر آيات القرآن الكريم: كلش حلو من يتصور الأعجمي أنه يمكنه أن يفهم كلام رب العالمين من القرآن: كلش حلو لما يقوم الأعجمي بالربط واللحيم بين النصوص باستخدام لاصق (جسب دوقلو الفارسي).
إذن، وبناءً على ما سبق وبعد الإطلاع على حيثيات السجال ذاك تقرر توجيه موقع وجهات نظر أن يختار بين أن يكون (وكالة أنباء) تنقل الخبر على طريقة (صُدِم فلان إبن علان بحضور لفيف من أهالي منطقة ... ولم يُصَب أحد، والحمد لله على سلامتكم، إحنه سنّه وشيعه وهذا عراقنه مانبيعه)! أو أن يكون موقعه (صفحة إعلامية) لها حق إبداء الرأي وفق ضمير صاحبها، وطز بالأمة الأعجمية، وبهذه الحالة عليه أن يقرر مسبقاً: هل يقف مع الحق أم مع الباطل؟ يا أبيض يا إسوِد يعني!
أنا لمست "سبق نظر" عند "وجهات نظر" من حيث التأكيد على كون المعلومات تلك تتحمل الصواب أو عدمه، فهو موقف رصين ومهني معتمد على مبادئ الصحافة وعلى مقولة للشافعي "كلامنا صواب يحتمل الخطأ وكلام غيرنا خطأ يحتمل الصواب"، لكنني لم ألمس أي خطاب منطقي من جانب الزاير مهدي غاوي، بل دفاع عن الباطل لا يقنع أحداً له عقل ومنطق، تهديد رخيص وتوريط سوقي معهود من حيث رمي التهمة على الأستاذ مصطفى ولصق تهمة الإرهاب به وبتركيا، في نداء خبيث أفهم منه وبكل وضوح انه يريد تجريم الموقع والدعوة لحجبه، كما حجبوا كل صوت يعارضهم، كما خنقوا كل صوت يفضحهم، وأخص بالذكر المخرج الشاب هادي المهدي الذي قتلوه في الكرادة حصنهم الحصين وهو شيعي (منهم وبيهم) لكنه رجل عرف الحق فاتبعه وهؤلاء ذاقوا حرام الباطل فأولغوا فيه!
والأستاذ مصطفى كامل طبَّق مقولة فولتير الشهيرة "أنا أكره ما تقول ولكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في قوله" (أو كذا، فهناك أكثر من صيغة نقلت عن هذه المقولة الرائعة)، ترى هل تمتلك المواقع الطائفية التي نشر فيها الزاير تهجمه الموتور أيّ تَقبُّلٍ لآراء (وجهات نظر) ومن هم على مواقفنا المعادية لإيران وعملائها؟ أم أنها بصدد حرقه وتصوير الحريق ونشره على يوتيوب؟
مقولتان لإثنين من أعلام الأمة أهديها لك يا زاير مهدي غاوي لعلك تفقه معانيها وتقلع عن رواية الأربع أصابع فتلك تلزمك أن تخلع كل إيمانك بقصص الطف والجمل والخاتم الذي تصدَّق به الإمام علي وهو ساجد كما لو كانت صلاة (طرّه كتبه)! أنت لم تشهد أيّ شيء من تلك الروايات الحالمة فكيف ترتضي الإيمان بما سمعته فحسب؟ لا تستخدم مقولات لا تفهمها ولا تدرك أنها تنقلب عليك في كل معتقداتك وتفتتها تفتيتاً، ومن فمك أدينك! أعظك وأنت من الجاهلين الغاوين لا شك:
الأولى: "من لم يغضب في مواضع الغضب فهو حمار". مقولة ذهبية لمثل أعلى بالنسبة لأكثرية المسلمين، عمر بن الخطاب سيد الرجال.... لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي والألسنة والضمائر مقابل هكذا قباحات وتجاوزات على الإنسانية والعدل والمواثيق العالمية التي تجمع كلها على معاقبة من يتورط بتنفيذ العقاب بنفسه من دون سلطة مخوَّلة له، فكل من يتم قتله هكذا وحرقه يتحول إلى شهيد رغماً عن أنف القتلة: حتى لو كان متورطاً بالفعل. هل فهمتها أم أكررها كون التكرار ينفعك؟ أنت عندما توافق القتلة على فعلتهم فأنت توافق جيش يزيد وهو يتهم الحسين وجماعته بأنهم مجرمون خارجون عن القانون. بدون بيّنة ومحكمة شريفة (أكرر: شريفة) لا يمكنك أن تقتل إنساناً ولا يمكنك أن تحرقه مهما فعل. كيف يمكنكم أن تحاكموا من نبشوا رمّة الإمام زيد بن علي بن الحسين بينما أنتم تقتلون وتحرقون على مزاجكم؟ هل لو علمت بأن نظام صدام حسين فعل نفس الشيء بأقاربك وبدون محاكمة، هل كنت لترتضي أن يدافع أنصار النظام اليوم بأن المقتولين كانوا مستحقين للقتل حتى من دون محاكمة لأن هناك من تيقَّن من ذلك على طريقته الخاصة؟
ليس هناك من جهة بالعالم كله تحضُّ أتباعها على الجريمة وفرط القسوة مثلكم، يا مهدي يا غاوي فهل لديك تفسير لوحشيتكم هذه؟
والثانية: "لقد إستأثر عثمان فأساء الإثرة وجزعتم فأسأتم الجزع". مقولة لعلي بن أبي طالب يُقال أنه ردَّ بها على قتلة عثمان بن عفان وقت راجعوه (الخوارج الأوائل وليس الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي عقب صفين) ولا أراه قالها، أو انه ما قالها إلا في أجدادك أنت والغوغاء هؤلاء، فأنتم لا شجاعة أو بأس لكم، ترتعبون من الموت أيّما رعب لكنكم تستأسدون على الضعاف من الناس كلما تجمهرتم واستقويتم بكثرة الضباع على الفريسة، وتطبِّقون بحق المشتبه بهم أحكاماً لا يطلقها إلا من سكن الشيطان قلبه. أنتم في هذه أقرب للسيخ والهندوس، يامهدي غاوي.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..