موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 15 سبتمبر 2013

علماء العراق ودورهم في توجيه الجماهير

وجهات نظر
جاسم الشمري
العلماء الصادقون العاملون هم الأمل الحقيقي للأمة، وهم بلسم للجراح في زمن الغدر والخيانة، وهم الدرع الحصين للدين والأمة والوطن؛ لأنهم حينما يعملون لا يبتغون إلا مرضاة الباري عزوجل، وهدفهم تحقيق العدل والإنصاف والأمن والأمان لجميع المواطنين بغض النظر عن دينهم ومعتقداتهم؛ لأن ديننا الاسلامي الحنيف، هو دين التعايش والسلم والمحبة والصدق في الظاهر والباطن.


المحنة التي يمر فيها العراق منذ احتلاله عام 2003، وحتى الساعة دفع الأخيار من العراقيين من علماء الدين والوجهاء وشيوخ العشائر والإعلاميين والصحفيين وأساتذة الجامعات وغيرهم إلى العمل، كل من موقعه، لتخليص العراق، من هذه الكارثة الانسانية التي حلت ببلاد الرافدين، وهذا جزء من الواجب الشرعي والوطني وحق من الحقوق المترتبة على الجميع.
وقبل أكثر من شهرين تباحث بعض الفضلاء مع الشيخ الدكتور حارث الضاري؛ للعمل من أجل محاولة لم الشمل وتنظيم مؤتمر يضم علماء العراق، وبعد مشاورات مع العديد من العلماء في داخل العراق وخارجه تمت دعوة نخبة من علماء الشريعة، ومنهم:
  1. الأستاذ الدكتور عبدالملك عبدالرحمن السعدي    
  2. والأستاذ الدكتور أحمد حسن الطه
  3. والأستاذ الدكتور محمد رمضان عبدالله
  4. والأستاذ الدكتور هاشم جميل عبدلله
  5. والأستاذ الدكتور عبدالله محمد الجبوري
  6. والأستاذ الدكتور أحمد عبيد الكبيسي 
  7. والأستاذ الدكتور رافع طه الرفاعي
  8. والأستاذ الدكتور حسين خلف الجبوري
  9. والأستاذ الدكتور حارث سليمان الضاري
  10. والأستاذ الدكتور عبدالحميد حمد العبيدي
  11. والأستاذ الدكتور محمد عبيد الكبيسي
  12. والأستاذ الدكتور عبدالحكيم عبدالرحمن السعدي
  13. والأستاذ الدكتور مساعد مسلم آل جعفر    
  14. والأستاذ الدكتور عيادة أيوب الكبيسي      
  15. والأستاذ الدكتور عبدالمنعم خليل الهيتي
  16. والأستاذ الدكتور إسماعيل كاظم العيساوي
  17. والشيخ عدنان وهاب العاني.

وقد حضر غالبية هؤلاء العلماء لهذا اللقاء التشاوري، واعتذر بعضهم بسبب الظروف الصحية، ومنهم الاستاذ الدكتور عبدالكريم زيدان، الذي لم يوقع على البيان؛ لأن حالته الصحية- عافاه الله- متدهورة حالياً، ونسأل الله له الصحة والسلامة، وقد حاول الشيخ الضاري الاتصال به، أكثر من 10 مرات، إلا أن حالته الصحية حالت دون إتمام الاتصال، فيما اعتذر بعض العلماء عن الحضور لأسباب أمنية وغيرها.   
وبعد جهود متواصلة، من قبل الشيخ الدكتور حارث الضاري، أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق، تم ترتيب اللقاء التشاوري بين علماء العراق، والذي عقد للفترة (14-15/شوال/1434هـ الموافق 21-22/8/2013م).
وركز المشاركون في اللقاء التشاوري على ثلاثة محاور:
المحور الأول: الأسس والثوابت
المحور الثاني: الأوضاع الحالية والمستجدات
المحور الثالث: التظاهرات والاعتصامات الشعبية
وضمن المحور الأول: الأسس والثوابت، ناقش العلماء المحاور الآتية:
أولاً:  سيادة العراق
ثانياً: وحدة العراق
ثالثاً: هوية العراق
رابعاً: العملية السياسية والدستور.
وتناول المحور الثاني: الأوضاع الحالية والمستجدات، وناقش القضايا الآتية:-
أولاً: حوادث التفجير
ثانياً: الاعتقالات والتهجير
ثالثاً: الفساد المالي والإداري.
ومن خلال بيان كبار علماء العراق النهائي يمكن أن نسجل هنا أهم ما تطرق إليه البيان الختامي في محوره الأول:
1. التأكيد على سيادة العراق، والعمل بكل الامكانيات المتاحة للقضاء على إنهاء النفوذ الأجنبي وبقايا الاحتلال، ورفض التدخل الاجنبي في الشؤون العراقية، الداخلية والخارجية.
2. الحفاظ على وحد العراق، ورفض التقسيم، والبقاء على التعايش السلمي بين جميع المكونات العراقية.
3. المحافظة على اللحمة بين جميع مكونات الشعب العراقي على مختلف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم ويتساوى جميعهم في المواطنة حقوقاً وواجبات.
 4. تحميل الساسة في العملية السياسية السقيمة الجارية في العراق المسؤولية الكاملة عن الاوضاع المزرية التي وصل اليها العراق، وهم الذين تسببوا بالمزيد من الفرقة بين العراقيين نتيجة السياسات السقيمة التي انتهجوها والقائمة على منهج المحاصصات الطائفية والعرقية، وأساليب الإقصاء والتهميش، وأن تتوخى العدل والإنصاف.
5. ضرورة اعادة كتابة الدستور الحالي الذي كتب تحت رماح المحتل الأمريكي،  ويجب أن "تتمثل فيه الإرادة الصادقة والحقيقية لجميع أبناء الشعب من دون تمييز".   
أما المحور الثاني: فيتعلق بالأوضاع الحالية والمستجدات، ويمكننا أن نسجل أهم ما تم تناوله في هذا المحور عبر النقاط الآتية:
1. فشل الحكومات المتعاقية على حكم بلاد الرافدين في تأمين الأمن للمواطنين، وهي المسؤولة شرعاً وقانوناً عن الانهيار الأمني المستمر في البلاد.
2. مسؤولية الحكومة عن الاعتقالات الطائفية في سجونها السرية والعلنية، وهي تحتجز اليوم مئات الآلاف من العراقيين، وهي مستمرة حتى الساعة في اعتقالاتها، التي تنفذ اثنائها جرائم قتل واغتصاب، وكل ذلك بعلم ودراية الحكومة.
3. تجاهل الحكومة لعلميات التهجير المنظمة في مناطق حزام بغداد، وديالى وغيرها من المدن، التي تعبث بأمنها وبأرواح مواطنيها المليشيات الطائفية المدعومة من قبل الحكومة، "فضلاً عن عمليات الاغتيال المنظمة والممنهجة بالأسلحة الكاتمة وغيرها".
4.  تفشي الفساد المالي والإداري ي عموم الدولة الحالية، وهذه الحقيقة أكدتها منظمات دولية ومحلية، وآخرها "لجنة النزاهة النيابية أقرت بأن حجم الأموال التي هربت الى خارج العراق منذ عام 2003 يصل إلى (130) مليار دولار، وأن هيئة النزاهة بصدد تحريك دعاوى بحق أكثر من (200) نائب لعدم الكشف عن ذممهم المالية".
5. استمرار انعدام الخدمات وتخريب البنى التحتية، وفقدان المياه الصالحة للشرب، والكهرباء، وارتفاع "  نسب البطالة والفقر والأمية، وذلك كله هو الآخر لا يبقي للحكومة أية شرعية".
اما المحور الثالث والمتعلق بالتظاهرات والاعتصامات الشعبية، فيمكن تسجيل أهم فقراته على النحو الآتي:
1. اعتزاز العلماء بالمواقف "المشرفة للمتظاهرين والمعتصمين في ساحات العزة والكرامة والغيرة والشرف منذ أكثر من ثمانية أشهر، ويعدون التظاهرات والاعتصامات الشعبية السلمية للمطالبة بالحقوق المسلوبة ورفع الظلم؛ ضرباً من ضروب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن أهم الوسائل للوصول إلى الأهداف".
2. يطالب العلماء من العراقيين في جنوب البلاد أن ينظموا الى الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة الحالية.
3. ادانة الجرائم المستمرة في العراق عموماُ وضد المتظاهرين خصوصاً، وبالتحديد في (الفلوجة) و(الموصل) و(الحويجة) و(جامع سارية) بديالى وغيرها من الساحات، ويطالب العلماء" بملاحقة المسؤولين عنها قانونياً وتقديمهم للمحاكم المحلية والدولية".
4. وختم هذا المحور بالوصية الآتية للمعتصمين:
أ. المطاولة وطول النفس في مثل هذا العمل المبارك من قبل أبناء شعبنا في المحافظات الست، الذي نشد فيه على أيديهم ونقف فيه إلى جانبهم.
ب. المحافظة على سلمية هذه التظاهرات وعدم السماح للمندسين بتشويه وجهها الناصع.
ج. عدم تسييس التظاهرات والاعتصامات، وعدم السماح للسياسيين والنفعيين بأن يركبوا موجتها للوصول الى أهدافهم الخاصة.
بيان علماء العراق ختم بالدعوات الآتية:
1. دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية؛ للوقوف مع العراقيين في محنتهم الحالية.
2. دعوة المجتمع الدولي إلى أن يتبنى سياسة عادلة ومنصفة في تعاملها مع أوضاع العراق، تركز على ما ارتُكب في حق أبنائه من ظلم وقهر وتنكيل وجرائم ضد الإنسانية.
هذا البيان الذي وقعه كوبة من كبار علماء العراق يُعد من البيانات المهمة التي تناولت بالتفصيل الدقيق أهم المخاطر التي يواجهها العراق، في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه، والعلماء الموقعون يمثلون- تقريباً- كافة التجمعات والكيانات العراقية.
نأمل أن يكون هذا البيان بداية لمرحلة جديدة من تاريخ العراق الحديث، تكون سماتها الرئيسة هي التلاحم والتعاضد والتناصر والبعد عن أسباب الفرقة والتناحر، وأظن أن الشعوب الحية، ومنها الشعب العراقي، هي التي تتلاحم في وقت الأزمات؛ للوصول إلى شاطئ الأمان على الرغم من كل الكوارث التي تحيط بها.
العراقيون قادرون على تخطي هذه المرحلة الخطيرة التي يواجهونها؛ لأن الشعب الذي نجح في طرد الغزاة، الأمريكان، وهم الجيش الأول في العالم، هذا الشعب قادر- بلا شك- على دحر بقايا الاحتلال، وآثاره، وقادر على افشال المؤامرات التي تحاك ضده.
الخلافات المستمرة في العراق اليوم ليست خلافات اجتماعية بين العراقيين، وإنما هي خلافات مصلحية سياسية، بين السياسيين الذين لا يشغلهم إلا الثراء، والمصالح الحزبية والطائفية والفئوية.
العراقيون سينجحون في الاختبار العسير الذي يمرون به اليوم، وهذه الحقيقة سيؤكدها المستقبل القريب.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..