وجهات نظر
ذكرى محمد نادر
لاأحد، من هؤلاء الساسة ذوي البدلات المزيفة، وأربطة العنق الحريرية الملونة، اهتم بسؤالنا عن رأينا بأي حرب!
ولا أحد مهم قط فكَّر، للحظة، وهو يضيف ملعقة كافيار في صحنه، كيف تجفُّ، من خوفٍ، أثداء الامهات، فينحف امام أعيننا صغارنا مثل عود نعناع مقطوف قبل الأوان !
لم يمهلنا الساسة برهة لنستر عوراتنا المكشوفة امام شهوة صواريخهم، وبسخرية اخرى ينصحنا رجال الدين ، وهم يقلبون زمرد خواتيمهم: استرن اجسادكن إماء الله قبل أن تمتنّ بذنب عريكن، فتذهبن طعاما لنار الاخرة، وهي كما تعلمن شواء!!
لم يفكر.. ساسة الحروب للحظة وهم يربتون بحنان على ظهور كلاب صيدهم الممشطة اللامعة، لماذا نحن مكرمشات الجلود شعثاوات، مستغربين من عيوننا المجوفة خشية رصاصهم الطائش !
نساء الحروب
نساء الحروب
يا نساء الطين المبتل بدمع ودم..
لا جدوى من الدعاء لأجل صغاركن، فمن لم يمت بقنبلة، وسيارة مفخخة، مات بجوع !
لا أحد يعنيه أن تتبتلنّ بحب، وتبكيَنّ بأسى، فلا تصغي الحروب العابثة لنجوى دعائكن، من قال ان دعوات الامهات يمكنها ان تقي "الاكباد" من انفلاق القنابل؟
منذ الف والف..
منذ المهود الصغيرة وملابس الولادة البيض كأجنحة اليمام، والتي بحجم أكف ايديكن،
منذ القبلة الاولى لحظة يلبث الوليد على صدوركن فتعبئ رائحته الرئات بنشوة العبق،
منذ التهويدات الحزينة، والانتظارات الطويلة، ترقد معكن فوق الوسائد، نخبيء تحتها احجبة الامل، تأمل ان يغفل الفقد عن الاحبة، وانتن تتخفين خلف الاماني: عسى ان ينسى صغيري الموت !
لكن الحرب لكنّ بالمرصاد يسيل لعابها لصغاركن،: صغارنا الذين لا يكبرون قط في قلوب الحب.
عند كل فقدٍ، اسمع، نواحكن: "تراب براسي يمة "!
منذ القبلة الاولى لحظة يلبث الوليد على صدوركن فتعبئ رائحته الرئات بنشوة العبق،
منذ التهويدات الحزينة، والانتظارات الطويلة، ترقد معكن فوق الوسائد، نخبيء تحتها احجبة الامل، تأمل ان يغفل الفقد عن الاحبة، وانتن تتخفين خلف الاماني: عسى ان ينسى صغيري الموت !
لكن الحرب لكنّ بالمرصاد يسيل لعابها لصغاركن،: صغارنا الذين لا يكبرون قط في قلوب الحب.
عند كل فقدٍ، اسمع، نواحكن: "تراب براسي يمة "!
تتمرغلن بالطين مثل طيور ذبيحة ، فيقشعر قلبي!
لكنما.. لن تصل أصوات النحيب لتمس ضمير الساسة، هؤلاء لم يسرقوا منكم بساتين النخيل فقط، ولا شح من نارهم ماء الغدران وحسب، وماتت الازهار بعد ان دبوا بسموم خطواتهم فوق الحقول، القبرات ايضا مثلكن يقتلها الحنين، فلا تحط، الا لماماً، وبذعر، على رؤوس المآذن
فالعمامة لم تعد ملفوفة بطيات الورع !
فالعمامة لم تعد ملفوفة بطيات الورع !
والساسة يبدأون الازمة كي لا تنتهي مطلقا، فهل سمعتن يوما عن نفير حرب اطفأت نيرانها المرتقبة، شموع النذور التي توقدنها في شبابيككنَّ لأجل السلام !
أكثر الامهات تعاسة: تلك التي تحفر بيديها قبر "وليَد كَليبها" وهي تنشغ "عسى موت اللفاك .. يا يمة لفاني"!
الامهات اللواتي عيونهن من احمرار الدمع كما جمر. "عندهن من الاسى جبل"
نساء الحروب.. لن يصغي لأنّاتهنَّ، سوى الطين !
نساء الحروب.. لن يصغي لأنّاتهنَّ، سوى الطين !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق