موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 21 سبتمبر 2013

مسرحية (عراقية) من ثلاثة فصول

وجهات نظر
ملاذ الامين
لا اود دعوتكم لمشاهدة المسرحية التي ارغمت على مشاهدتها يوم الخميس الماضي، على خشبة مسرح - تقاطع المسبح الكرادة- في بغداد، واظن انه تتم اعادتها في اليوم الواحد اكثر من مرة مع تغير مكان المسرح.
المسرحية اعدت بشكل جيد ومثلت بشكل ممتاز - مع جل احترامي لزملائي الفنانين- الا ان الثلة التي شاركت في المسرحية التي ستطلعون عليها في الاسطر القليلة ادناه ستذهل اصحاب الفن الحقيقي للامكانيات والطاقات التي تمتلكها هذه الثلة من النصابين. 


مجموعة نصابين لايتجاوز عددهم اصابع اليدين يؤدون دورا لإرعاب اصحاب السيارات الحديثة وايهامهم بانهم تسببوا بدهس احد الاشخاص، لتتحول العملية الى فصل عشائري وابتزاز الاموال من صاحب السيارة.

الفصل الاول 
 ساروي لكم الفصل كما شاهدته والذي يبدأ برمي احدى المتسولات -عمرها 38 عاما - نفسها على سيارة حديثة متوقفة تقودها فتاة -24عاما- بانتظار اشارة المرور، ثم تصرخ المتسولة اسفل السيارة لتوحي بان السيارة "المتوقفة" صدمتها ،وتأخذ بالتأوه والسب والشتم ، في هذه الاثناء يدخل المشهد من الجانب الاخر للشارع طفلان مشردان بعمر 10 - 12 سنة وهم يبكون وينادون : أمي، ماما، ثم يسقطون بانفسهم عليها، ويرفع احدهما رأسه الى الفتاة سائقة السيارة ليصرخ بوجهها "لقد قتلت امي ،الله ينتقم منك"..طبعا لم اتمكن من تدوين الالفاظ النابية التي تطلق من الام وطفليها.
وبعد الصراخ والعويل والسباب يدخل المشهد رجل كبير السن ذو لحية بيضاء مشذبة ويتحدث بهدوء الى الفتاة صاحبة السيارة ويقول لها" ابنتي ،انت من عائلة محترمة ،لكنك اخطأت وصدمت هذه المرأة المسكينة ،وان شاء الله تكون اصابتها بسيطة .."، ويختم كلامه "انصحك بان تحاولي التراضي معهم ،بدلا من الذهاب الى مركز الشرطة والمحاكم والمستشفيات ".
هنا يترجل شابان مفتولا العضلات من سيارة اخرى تتوقف بالقرب من المشهد ،ويعرفان انفسهما على انهما من اقرباء المجني عليها ،ويكيلان السباب والشتائم على الفتاة التي انهارت نفسيا ،وصدقت بانها دهست المرأة المتسولة ، ثم يدخل رجل المرور على انه واسطة خير ليقنع الفتاة على انها صدمت المرأة المتسولة ،ويطلب منها حل المشكلة بالتراضي ،وينادي على احد الشابين المفتولي العضلات، للتفاهم قبل نقل المتسولة المصدومة الى المستشفى.

الفصل الثاني
طبعا الاحداث حقيقية  والمسرحية لاتتجاوز عشر دقائق، لتمهد لفصول اخرى معقدة وقد ينتقل المسرح الى مكان اخر يتطلب ممثلين وابطالا جدداً يدخلون في العمل  الجهنمي.
يبدأ الفصل الثاني في الموقع نفسه، بصراخ وتهديد وسباب مع شتائم قد يتطور الى الضرب من قبل مفتولي العضلات مع الفتاة صاحبة السيارة، ثم يتم اخذ مفتاح واوراق السيارة، مع رفع المتسولة المصابة الى المستشفى مع اولادها وهو اخر ظهور لهم في المسرحية.
تبقى الفتاة حائرة وحدها في مكانها وتصاب بالصدمة ،ولا تعرف كيف تتصرف ،في هذه الاثناء يقترب منها الرجل ذو اللحية البيضاء ليخبرها بالا تخاف وانه معها وهي كابنته، ويحاول ان يتعرف عن اهلها وهل لديهم مبالغ جاهزة ليدفعوا مقدار "الفصل" الذي يحدد مقداره مع مقدار ثروة اهل الفتاة ،وحتما فانه لايقل عن مليوني دينار ولايزيد عن عشرة ملايين دينار.

الفصل الثالث 
 اجتماع مجلس عشائري في منطقة عشوائية ،  اهل الفتاة من جهة واهل المجني عليها من جهة ثانية ، لتحديد مبلغ "الفصل" ،طبعا هناك ممثلون عن اهل الفتاة يجيدون الحديث ، ويرتدون العباءة والكوفية والعقال ويتعطرون باجود انواع العطور ويكثرون من الصلاة على النبي وال بيته ويحفظون الاحاديث عن ظهر قلب نقلا عن الائمة الاطهار ،وكذلك لهم خبرة بالعشائر والانساب والنقاشات والحسم ،واخيرا يتم الاتفاق على المبلغ الذي لايقل عن مليوني دينار لتطوى الصفحة الى النهاية ويسدل الستار على المسرحية لتتكرر يوميا وفي تقاطعات اخرى وادخال شخصيات جديدة تحدد لهم ادوار مهمة للضغط على سائق السيارة الذي يجب ان يجبر على الاقتناع مرغما بانه وقع فريسة لمجموعة من النصابين ولا يمكن التملص منهم الا بانتهاء الفصل الاخير وهو الدفع.

قصص اخرى
روايات كثيرة سمعتها وشهدتها ،لكن الاغرب هو يحدث حاليا من ابتكار شخصية جديدة ،وكما قال لي (ياسر نبيل) صاحب محل للمواد المنزلية في بغداد الجديدة ان"بعضهم يضع علبة كارتونية كبيرة فيها جثة طفل صغير متوفى حديثا ،على جنب الشارع بالقرب من احد التقاطعات ،وينتظر اية سيارة فخمة لتدهس العلبة ومن فيها ليبدأ الفصل الاول من المسرحية وتنتهي في الفصل الثالث.

الشرطة
رجال الشرطة قد يكون دخولهم عرضيا في الموقف في حال احيلت القضية اليهم ،الا انها سرعان ما تنتهي وتغلق القضية كون ان اصحاب المسرحية لايريدون تدخل القضاء  لان التدخل الرسمي يعني الغاء الفصل الثالث وهو اهم فصل فيها.
وينصح الرائد (..) من مركز شرطة (..) في بغداد السائق الذي تعرض لهذا الموقف ان"يطالب الممثلين بتسجيل دعوة في اي مركز للشرطة ،لاتخاذ الاجراءات القانونية ،وبهذا الامر يأخذ الجاني عقوبته والمجني عليه حقوقه".
وقال ان "هذه المسرحية قديمة الاخراج الا ان موقع المسرح واحد وهو الشارع وقرب التقاطعات المرورية ،والبطل المتغير هو صاحب السيارة الذي يكون دائما بمفرده كي يسهل التاثير عليه بسهولة وسرعة "،مشيرا الى انه "بالامكان ان يمثل المجنى عليه الفصل الاول من المسرحية في عدة اماكن خلال يوم واحد".
واضاف ان"رجال الشرطة المحلية لادور لهم الا بعد ان يقدم المجني عليه بلاغا يتهم الجاني بالتسبب بالاضرار،والا فان القانون لايحمي المغفلين ،وعلى المواطن الاحتراس من هؤلاء الشخوص وعدم الانزلاق في مطباتهم".

اختيار المواقع
 احد الزملاء وقع في هذا المطب قبل سنتين ،يقول "تعرضت الى ذات المطب ،في منطقة المنصور،الا اني تيقنت انهم نصابون، وحين حملوا -المصدوم- وكان رجلا، للعلاج الى المستشفي  اصررت على الذهاب معهم واتصلت باخي لمرافقتي ،الا ان المستشفى كان بعيدا واستغرقنا وقتا للوصول وكان مفتولو العضلات في سيارتي يرافقونني كي تستمر عملية الابتزاز الا اني اخبرتهم باني لا املك مالا وان اخي ضابط كبير في الشرطة ،ما جعلهم في وضع مغاير وقرروا تركي   دون ان  يحصلوا على درهم واحد".
واشار الى  ان "اختيار  المسرح امر مهم ويجب ان يكون بعيدا عن المستشفى الحكومي، وان يقوم مفتولو العضلات بالتهديد  وحتى الضرب  وبث الرعب  كي يرضخ سائق السيارة لمطالبهم.

ملاحظة:

نشر التحقيق هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..