موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 14 سبتمبر 2013

حديث اللاموضوعية ، وغياب الإنصاف!

وجهات نظر
خضير المرشدي 
هذه المقالة تعقيب على حديث لأحد سياسيي العراق مابعد الاحتلال، ورأيت أن تكون على هيئة رسالة الى رئيس حكومة (إقليم كردستان)... أقول رئيس الحكومة وليس رئيس الإقليم، ولعلمي أنهم سيان ومن بيت واحد.. ولكن كل يُسأل عن مايقول... وأقول :
كن منصفا أيها السيد!!


في حديثك قبل أيام بمناسبة وضع حجر الأساس لمشروع احد السدود الاروائية القريب من أربيل العراقية.. تطرقت الى جملة من الأحداث التي مرت في العراق، وتناولتها للأسف بطريقة مغلوطة، وفسرتها على هواك!! وكيفتها بطريقة تخدم الأجندات السياسية التي يسير الوضع في العراق على أساسها، والتي وضعت بموجب دستور الاحتلال المشبوه الذي ولد عملية سياسية فاشلة وفاسدة اضافة الى انها باطلة وغير شرعية بموجب قانون المحتلين ذاته !!!
لقد خلطت الأوراق، وبعثرت الافكار وتنكرت للحقيقة بقولك أن الشعب الكردي قد واجه في زمن (النظام البعثي البائد) مشكلتين رئيستين: هما مشكلة (العداء للشعب الكردي والتصرف بعنصرية)، وما رافقها من تهجير للعديد من العوائل الكردية في القرى الحدودية ، مما حرمهم من فرصة استثمار أراضيهم وزراعتها وتنميتها !!!!
والمشكلة الثانية حسب وصفك، هي نظام البطاقة التموينية بموجب قرار النفط مقابل الغذاء والدواء الذي فرض على الشعب الكردي وعطل طاقاته وشل قدرته، ومنعه من ممارسة مهنة الزراعة في أراضيه التي هجر منها مما سبب تأخر الزراعة وتدهورها في  (كردستان)!!!
ولابد لأي عراقي، كرديا كان أم عربيا أم غير ذلك، أن يشعر بالأسى لمستوى السياسة المتدني، ومنطق السياسيين الذين يقودون العراق الآن، وهم يلوون الحقائق ويزورون التاريخ بهذه الطريقة الفجة التي تفرغ اي عمل وطني من محتواه ومضمونه وهو الصدق، وتجرد السياسة من قيمتها وهي المبادئ واهمها مبدأ الوفاء والأخلاق فيما يكتب أو يتحدث السياسيين!! ولربما نعطيك العذر ايها السيد، بسبب من كونك من خريجي مدرسة السياسة البراغماتية المصلحية المجردة من اي مبدأ وفق مفهوم العصر ومستلزمات الظرف الذي ولده الاحتلال في العراق .
ولهذا يحق لي، بل من واجبي القول بأن:
  • نظام البعث في العراق لم يكن في يوم من الأيام معاديا لشريحة من الشعب أو قومية أو طائفة أو دين ، بل كان حزبا لكل العراقيين ، ونظامه حقق المنجزات الكبرى لعموم الشعب وفي مقدمة ذلك الشعب الكردي العزيز .. وليس كما تقول وتدعي ايها السيد ، مستغلا بحديثك طيبة وفطرة وحاجة غالبية الشعب الكردي المحروم والمهمش في ظل عمليتكم السياسية الفاشلة والفاسدة مهما حاولتم النفخ في قربتها المثقوبة .
  • العنصرية التي تحدثت عنها، هي مرض خبيث في عقول وضمائر البعض من السياسيين العراقيين (كردا أو عربا أو غيرهم) ممن جاءوا مع ، أو ظهروا بعد الاحتلال  ، وقد حاربها البعث بضراوة ، كما حارب الطائفية والارهاب والمناطقية والعشائرية كأمراض وتحديات ، وليس كواقع وانتماءات نعتز بها جميعا ، ومنذ نشأته الأولى ، وقدم التضحيات الكبيرة من أجل القضاء على تلك النزعات التدميرية للدولة والمجتمع والامة ، ولا زال وسيظل يحاربها فكرا وعقيدة وسياسة وبرامجا وممارسات الى ماشاء الله ، لأن البعث قد اعتبرها وهي كذلك فعلا ، نقيضا حقيقيا وتحديا خطيرا للوحدة الوطنية والتآخي والعيش الكريم المشترك بين العرب والاكراد وغيرهم من الاقوام منذ الاف السنين ، وعادت واستفحلت تلك الامراض الخبيثة في ظل الاحتلال وعمليته السياسية  والتي انتم جزء منها وتعتزون بها وتناضلون من اجل انجاحها !!!!

 فما بالك اذا كان هدف البعث الاستراتيجي الثابت هو وحدة الأمة بأجمعها وبكل اقوامها واديانها وطوائفها وانتماءاتها الفكرية والسياسية والاجتماعية !!!
كما لابد من الاشارة الى أنك لم تكن موفقا في ماذهبت اليه في حديثك، وليس له من مبرر، الا للتغطية على الفشل والفساد والنزعات العنصرية الانفصالية المتجدرة في نفوس الكثيرين منكم ، والشعب الكردي الكريم منها براء، لأنكم أيها السيد، قد فشلتم  في تحقيق مايصبو اليه شعبنا الكردي الكريم من العيش بعز وكرامة ورفاهية واحترام... ولا تنسى بأن ماذكرته يتناقض تماما ولا ينسجم مع حقيقة معروفة ، أنكم تحكمون منطقة الحكم الذاتي فعليا منذ عام ١٩٩١ ولحد الآن .. وضمنيا منذ بداية ثورة تموز المجيدة وكان لكم ما لاخوتكم من ابناء العراق من حقوق وواجبات المواطنة، فكيف ينسجم هذا مع ماذكرت من أحداث لها ظروفها واستحقاقاتها المعروفة؟
لقد كنت ايها الاخ نيجرفان، من المقربين شخصيا لدى البعث وقيادة العراق الوطنية.. والعارف بخفايا الامور ومجريات الأحداث، وظروف ما أتخذ من إجراءات، فكيف يمكن لسياسي شاب مثلك يرأس حكومة تمثل جزءاً من شعب العراق (بصرف النظر عن الموقف منها ومن مجمل مايجري في العراق)، أن لايتحدث بصدق ، بل يجب عليه أن يتمتع بمقدار من مصداقية ولو بحدودها الدنيا وهو يتحدث لشعب ذكي واع لمّاح بالفطرة، ولن ينسى الاحداث، وبهذه الطريقة المغلوطة والمزورة للحقائق؟ 
هل ينسى الشعب العراقي بأجمعه، وتحديدا الشعب الكردي العزيز، بأن قرار ترحيل القرى الحدودية اتخذ بسبب ظروف الحرب مع ايران؟ وأن تلك المناطق قد أصبحت ساحة حرب؟ وأن الترحيل له مبرراته الوطنية والانسانية؟
قد تكون عوائل كردية كريمة، تضررت ماديا ومعنويا بفعل تلك الإجراءات، ولكن بالتأكيد فإن السبب ليس كما تقول وتدعي وتتهم قيادتك في ذلك الوقت، بأنها كانت (عنصرية)!
أين هي هذه الدعوات المرفوضة والمشبوهة والمعروفة بمقاصدها، من قانون الحكم الذاتي الذي صاغه البعث وقيادته طبقا لمبادئهما وايمانهما المطلق بحق الشعب الكردي العزيز وبقية الاقليات في العراق والوطن لأن يكونوا مع أخوتهم في الوطن متساوين في الحقوق والواجبات؟
وكان الحكم الذاتي لاكراد العراق هو التعبير الحقيقي عن النظرة الانسانية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والمجسد لفكره ومبادئه واهدافه وعقيدته القومية الاشتراكية ، وهو ليس وليد ممارسات سياسية رخيصة، وكسب حزبي بائس، كما يجري الان من قبل احزاب سلطة الاحتلال !! بل انه ضرورة من ضرورات العمل الوطني والقومي الصحيح والأصيل.. الذي آمن به البعث ، ووضع استراتيجيته على أساسه.
وهكذا ولد الحكم الذاتي لأكراد العراق ليكون هو الافضل بين انظمة الحكم الذاتي على مستوى العالم .. ولمن يريد الاطلاع على التجارب المماثلة، فسيتأكد مما نقول!
السيد (رئيس حكومة الاقليم)، ومن خلالك لكل اخ منصف من أبناء شعب العراق العظيم
اذا كان ماقلته حول برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء صحيحا، بحق منطقة الحكم الذاتي، فإن الاكثر صحة ومنطقا وموضوعية وصدقا في الحديث هو أن كل شعب العراق من أقصاه الى أقصاه قد تضرر وناله الاذى بفعل ذلك الحصار الجائر الظالم الذي فرض من قبل (احبائكم) والذين أتوا بعمليتكم السياسية ودستورها الخائب المشبوه والملغوم، والتي تحكمون العراق بموجبها الان!!
وكانت البطاقة التموينية التي كانت وليدة ذلك البرنامج هي الخيار الذي ليس أمام العراق وقيادته الوطنية الا القبول به اضطرارا وهي غير راغبة ، لمواجهة حالة الحصار الذي أودى بمليون و750 الف عراقي، ولم يفرق ذلك الموت بين عربي او كردي او غيرهم من ابناء العراق الكرام .
 ومن نافلة القول إن (إقليم كردستان العراق) اثناء تلك الفترة قد كان تحت إدارتكم الفعلية والمباشرة ومنذ عام ١٩٩١... فما الذي كان يمنع اصحاب القرار في (كردستان) من النهوض بالواقع الزراعي والصناعي والخدمي لعموم محافظات الحكم الذاتي؟  
وما الذي يمنعهم الان ايضا من القيام بذلك؟ ولعلمي وعلم الملايين من العراقيين والاكراد منهم تحديدا، بأن غالبية الشعب الكردي العزيز الان، وفي ظل (عمليتكم السياسية واحزابكم الانسانية والديمقراطية بإمتياز!)، والمليارات من أموال العراق، يعاني العوز والفاقة والفقر والجهل والمرض والحرمان والاستبداد وفقدان الحريات وانعدام الارادة، كما هو باقي شعب العراق وفي جميع محافظاته العزيزة!
وأخيرا ولنفترض، وهو افتراض ليس في محله، بأن ماقلته في كلمتك كان صحيحا، ألم يكن ماقلته، إن كنت منصفا، وهي صفة شحَّت في زمن الرذيلة، جزءاً من معاناة عامة وشاملة تعرض لها شعب العراق بسبب ذلك العدوان الهمجي والحصار الظالم القاسي؟
ولا بد لي في نهاية هذه الرسالة أن أقول بأن العراق رغم الحصار والعدوان المستمر وخطوط العرض والطول التي فرضت بموجب قرارات دولية باطلة وظالمة، فإن القيادة الوطنية لدولة العراق، كانت قد وضعت برنامجا شاملا للتطوير الصناعي والزراعي والخدمي، حيث تجاوز العراق بذلك البرنامج حدود الخطر، وبدأ ينهي تأثيرات ذلك الحصار المجرم، وبجهود رجاله ونسائه وأمواله الحلال، ووصل الى حد الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات، وفي معظم المحاصيل الزراعية رغم المراقبة الدولية وحرق المزارع بالمشاعل النارية!
وهل تعرف أيها السيد؟ ماهو سبب حرمان منطقة الحكم الذاتي الذي ذكرته في كلمتك غير المنصفة، من برنامج التطوير الشامل هذا؟
أنا سأجيبك:
  • إنها النزعة الانفصالية، والعقيدة العنصرية المتجذرة في عقلية من يحكم في كردستان والذي كان سببا في ازمات واقتتال جرَّ الويلات على الشعب العراقي بأجمعه بعربه واكراده ، وبدعم واسناد من دول اقليمية واجنبية ذات مصالح واهداف معادية لوحدة العراق وامنه واستقراره ... ولعل مسؤولية من يدعي تمثيل الأكراد ويحكم كردستان في ذلك كبيرة.
  • عزل منطقة الحكم الذاتي عن باقي مناطق العراق باجراءات دولية، ومباركة وقبول وتحريض قيادات الحزبين الكرديين المتنفذين... هذا هو الذي حرم كردستان العراق من فرصة التطوير والإنماء والوحدة.

وأخيرا أقول جازماً: لا تقدم وعيش كريم، لا كرامة وعزة لاحد ، لا مستقبل حر سعيد منشود، بدون العودة لحضن العراق الكبير... ومن لم يبادر لتجاوز ضغائن ومآسي الماضي التي يتحمل مسؤوليتها الجميع، فإن الزمن والفعل الوطني الذي ينتهجه البعث والقوى الوطنية المتكاتفة معه، عربية او كردية او من قوميات عراقية كريمة أخرى، لتحرير العراق والحفاظ على وحدته الأزلية وبنائه بمحبة وإخوة وعيش مشترك كريم، كفيل بأن يصحح الأحوال المفروضة بإرادة الأجنبي، وعندئذ سيندم الذين ظلموا وتكبروا وتجبروا.. وإن غداً لناظره قريب.


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..