وجهات نظر
أبوالحق
أول شيء يترتب على موافقة النظام السوري بخصوص نزع ملابسه الداخلية الكيمياوية هو تبديل إسم رئيسه من بشار أسد إلى بشار نعامة.. هذه هي الأولى، كي نكون على بيّنة واتفاق منذ البداية! يعقبها لزوم شطب شعار (سوريا دولة مواجهة) فالنكتة هذه أصبحت أكثر من سمجة!
هناك ضرورة لإجراء غسيل دماغ وفرمتة شاملة لأدمغة كل أنصار الممانعة والصمود من المتوهمين بأنّ النظام السوري له شغل أو يمكنه فعلاً أن يحرر شبراً من الأراضي الفلسطينية، تجدونهم منتشرين على صفحات عربية كثيرة وكل المواقع العراقية الحكومية يتعاوون معلقين الآمال في تحرير فلسطين على جيش الأسد وقنابل إيران النووية وهي لا زالت في الشهر الرابع من الحمل! إنه أوان اليقظة أيها الغافون في خمائل التمنيات يا مستصعبي الجهاد ومتمنّي الأماني على الله وعلى أي ناعق ينعق، يا قرعان متباهون بشعر أختكم (الأسدية) التي أسلمت سلاحها بكل ترحيب وتركتكم تلعقون جراحكم وحجتكم باطلة ، إنه أوان غسل الجنابة أيها المستحلمون العرب!
وثاني شيء يترتب على ذلك هو أن تستعد هذه النعامة لما هو أقبح من دفن الرأس بالرمال، فتهافت النظام المخزي على الموافقة على المطلب الأمريكي بنزع سلاحه الكيمياوي سيصطدم بحقيقة أنه ستعقبه مطالب أخرى بكشف كل ما يتعلق بمصدرية السلاح سواء أكان مُورَّداً من جهة إيران أو روسيا أو غيرهما من الجهات الداعمة للنظام المجرم مثل كوريا الشمالية، ما أتعسكم من حلف ليس فيكم من نظام مقبول ولا دولة محترمة.
أما إن كان السلاح مصنَّعاً في سوريا فتلك الأدهى لأن إستسلام النعامة سيتضمن قبولها بالتأسيس لإتلاف ومراقبة مواقع تصنيع السلاح وهذا يعني دخول الغرب لسوريا وخروج الروس منها بحيث تصبح كأي مرافق عمومية في بروكلين.
تقول أخبار اليوم أن الإتفاقية الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية تنص على إتلاف الأسلحة على أراضي الدولة التي قامت بتصنيعها، يعني باعتبار (طباخ السمّ ذوّاقه) و(إنّ من بدأ المأساة ينهيها) و(جحا أولى بلحم ثوره الكيمياوي) فمن المجرم الذي قام بالتصنيع؟ وكيف سيصار لنقل أطنان الأسلحة تلك إلى إيران أو كوريا أو روسيا؟
الغرب يفكر بتوفير بنى تحتية أو قاعدة إنشائية ومعداتية لإتلاف الأسلحة فيها وبواسطتها، سيناريو معقد ومترهّل بكل شيء!
وثالث شيء هو لزوم تحديد الجهة التي أمرت بإطلاق السلاح الكيمياوي ولكذا مرة وعلى أية أوامر إستندت شفهية كانت أم تحريرية، في هذه سيبدأ عمل تحقيقي يهتك ما تبقى من سيادة وعرض الدولة الأسدية ويسلبها زمام المبادرة لأن تداول هكذا أمر إجرامي من المؤكد والبديهي كذلك أنه لا يتعدى دائرة العائلة الحاكمة نفسها.
ورابع شيء هو حتمية إجراء محاسبي يتعقَّب الوارد والصادر من تلك الأسلحة للتأكد من عدم تهريب بعضها هنا وهناك لشركاء الجريمة المعروفين! فلدينا حزب اللات المجرم المتسرطن في غالبية لبنان ولا أقول جنوبها وبسلامة الحكومة المضحكة وجيشها المهزلة، ولدينا نظام الصفويين في مزبلة بغداد الخضراء لجهة الشرق: واجهة إيران التي تأتمر بأمر الملالي والتي يحكمها قصر جمهوري يسمونه: السفارة الإيرانية، لأغراض التمويه!
النظام المجرم سيلجأ لبعض الحيل المستهلكة من قبيل تزوير الأوراق واعتمادات التسديد وتمويه أشكال البنايات وإخفاء المسؤولين الحقيقيين وتنصيب دمى شكلية محلهم وغير ذلك من ملاعيب العيد.
النظام المخادع سيتصور أنه يستطيع أن يوهم العالم بخلاف الحقائق، كذا سيفكر فهو قد شرع بنقل مخازن أسلحته الكيمياوية إلى 50 موقعاً متصوراً أن الصهاينة والأمريكان غافين في العسل، كما هو حاله، لكن فاته أنّه منذ مدة طويلة وهو تحت المراقبة كأية جرثومة تحت عدسة المجهر!
سيفكرون بإخراج شاحناتهم في ظلمة الليل لأنهم يحسبون أنّ ذلك سيعينهم، وسيزودهم الروس بتوقيتات شروق الأقمار الصناعية وغروبها كي ينقلوا ماكنة القتل تلك تحت جنح العتمة الفضائية ما بين الغروب والشروق. ستزودهم إيران بملف فرق التفتيش في العراق والذي أوصله لهم د.علاء مهدي السعيد* كما تسرَّب إلينا من دائرة الرقابة الوطنية في حينه: حمولة عشرات آلاف الأوراق من محاضر التفتيش وتثبيت الأدلة على المواقع المحظورة وأساليب فرق التفتيش الدولية والإستخبارات الغربية في تعقب مواقع الأسلحة المحظورة وتثبيت الأدلة من حيث تحليل مياه الصرف الصحي وتعقب إستهلاك الكهرباء وبقية الأمور التي تجاوز سقف العقلية المتخلفة لنظام بشار نعامة.
* صفوي عراقي درس على نفقة الدولة في بريطانيا وعاد لينقل هذه المعلومات التي لا تقدّر بثمن إلى عدو العراق الأول: إيران الخمينية، هنيالك يا عراق على هالنمايم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق