وجهات نظر
أبوالحق
تمر اليوم ذكرى تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، تلك التي غيّرت وضع العالم كله وبشكل قبيح جداً كان أكثر إنعكاساته منصباً على العراق لا غيره، ولا زال .. نحن مطالبون بالوقوف حداداً على ضحايا تلك الواقعة كي نثبت براءتنا من القاعدة فنحن أما معهم أو ضدهم ، ولا شغل لأحد من الأمريكان أو غيرهم بعدها بما إقترفته أيادي جيشهم الآثمة بحق العراقيين ولا ما يحصل اليوم على يد أذنابهم من الصفويين السفلة وكله عائد لنفس الجهة المجرمة.
يقال والعهدة على الراوي، فيما سيقال في حمامات الرجال على لسان الحكواتي في الزمان المقبل بعد أن يكون العالم قد نسي وقائع ما حصل، يقال أنّ مجموعة منظمة بشكل جدّ سرّي خططت ونفذت هجوماً فريداً من نوعه ضد أميركا وفي عقر دارها (تصوروا! مجموعة شباب لا يبلغ تعدادهم عدد أصابع الأطراف الأربعة للبشر يهاجمون أميركا ..إبزرهه! هذا فلم فاق الخيال العلمي بغرابة حبكته ولا زال ليس له مثيل إلا اللهم ما يجري على أرض العراق من جرائم لا يحاسب مقترفوها مهما أوغلوا بالقتل والنهب والظلم) . يملي إفتراض صحة هذه الرواية الأمريكية أنّ تنظيم ونشاط تلك المجموعة كان أكثر سرّيةً من إستتار وكالة الأمن القومي نفسها التي يصطلح عامة الأمريكان على تسميتها ب (NSA) ،أو: (National Security Agency) في حين يدافع المنكرون لوجود هكذا وكالة بأن الرمز هذا إنما يعني:
(No Such Agency)، فمن تصدق ما لم تغادر وحدة المصطلح وتتجاهل تشابه الحروف ؟ )..هل لا زال هناك من يصدق أن المخابرات الأمريكية كانت مستغرقة في النوم وأنّ أسامه بن لادن تمكن من تحقيق مخططه بكل بساطة هكذا؟
وقتها إنقلبت الدنيا ولم تستعد توازنها لليوم، وكانت العبارة المميزة على شاشات الفضائيات شيئاً آخر ليس (عاجل عاجل) بل (America under attack) مع مناظر الدخان الأبيض تغلف جزيرة مانهاتن وأبنيتها الشاهقة ! كما لو كانت واقعة (بيرل هاربر) قد تكررت بعد نصف قرن وأكثر . ولم يلزم إثرها إلا أن يتردد في صدى البيت الأبيض شعار أهوج هو (كل شهر هو تاسوعاء وكل أرض هي نيويوركاء) ليستعر هياج اليمين الجمهوري ودعاة الحرب من سياسيين ومنظرين وعساكر ويبلغ أقصاه وصولاً للعراق، فالنار التي إشتعلت لم تخمد لليوم ولا أراها ستنطفئ إلى يوم القيامة ، في هذه بالذات تطابقت حقارة اليمين الأمريكي مع الملالي الإيرانيين!
يتذكر من شهدوا تلك اللحظات مشاعر التشفي أو مشاعر الذهول التي رافقت رؤية الأخبار تلك وقتها: لا شيء غير هذين الصنفين من المشاعر كان سائداً فالبعض تشفى بدولة ساندت العدوان الصهيوني طيلة نصف قرن من الزمان بالقليل، دولة استخدمت الفيتو الظالم بكل مناسبة لزمها إستخدامه لتجعل الحق باطلاً والباطل حقاً ،وبقيت تعمي عيونها عن مآسي الشرق الأوسط وبالذات جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين طيلة عمر الدولة العبرية كله ، من تراه يحب هكذا دولة ؟ ولكن جريمتها الكبرى برأيي كانت تنصيب ودعم والتعاون مع كل الأنظمة الدكتاتورية بالمنطقة وصولاً لليوم هذا، وبحسبه إثماً يجعل العربي يعبر عن مشاعره الحقيقية التي إن لم تكن تشفّياً فهي ذهول من هول المفاجأة .
الروس ومخابراتهم التجسّسيّة نفوا وقتها أن يكون هكذا عمل من إمكانيات تنظيم كالقاعدة مهما كانت قدراته ودهاء العقول المخططة فيه، نسبوه لدولة ذات إمكانات هائلة... بمعنى أنه عمل داخلي أمريكي! تدعم هذه النظرية ملاحظات كثيرة منها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي:
1. المبادرة إلى إتهام نظام صدام حسين بالذات دوناً عن السعودية موطن غالبية منفذي العملية (لا بل إبتداع جهة الإتهام هذه بعدما ثبت أنّ تفجير أوكلاهوما الذي سبق هذه الواقعة دارت بشأنه هو الآخر إتهامات موتورة كهذه لكن تأكد أن منفذها هو مواطن أمريكي تم التعتيم على دوافعه هو الآخر كغيره مما سيلي ذكره في 4 أدناه، وتم تناسي الواقعة بشكل مريب)، و تلبيس التهمة على نظام الرئيس صدام حسين وبشكل معدّ مسبقاً مع تقديم ذرائع مصطنعة ثبت لاحقاً كونها غير حقيقية سواء أكانت أسلحة الدمار الشامل أو صلات النظام المزعومة مع القاعدة : إن قال صقور الأمريكان أنهم حسبوها بالخطأ في حينه فتلك أقبح من الإقرار بأنهم فبركوها لأنها تعني غباءً لا يتناسب مع دولة كالولايات المتحدة.
2. الظهور المبكر والمنسّق لجورج بوش بصحبة الكاهن المتسمي بالقزويني داخل مركز إسلامي أمريكي والإستشهاد بآية قرآنية تفيد بمعنى العقاب المقبل وتشرعنه وبتزكية من القزويني المجوسي، فهي مسرحية مفبركة وقرار معد سلفاً، والمنتفعون منها هم الإيرانيون أيضاً إضافةً لليمين المسيحي وصقور الحكم آنذاك .
3. نقل قطعات ومعدات عسكرية أمريكية للعراق لا تتناسب وحجم التحدي أو حجم المهمة المزعومة في العراق: كانت الأرتال تتنقل على الطريق من الجنوب إلى الشمال بدون توقف وليل نهار وكانت تحمل معها حتى عربات ملاعب الغولف الخضراء تلك، فالأمريكان كانوا بصدد قضاء وقت طويل حافل ببرامج الترفيه ولمهمة أكبر من حجم العراق كما تصوروا وخططوا لذلك!
4. ما آلت إليه أمور العراق لاحقاً من تسليم البلد لإيران كمقاول ثانوي رغم مظاهر العداء بين أميركا وإيران ومهازل كبح جماح طموح إيران النووي التي أصبحت أسخف من طرائف دريد لحام :المهزلة المستمرة لليوم في حين أنّ حصة نظام الرئيس صدام حسين من هكذا محاولات كانت شيئاً مختلفاً وأكثر من جدّي ولم تتوقف رغم قيام فرق التفتيش بتدمير مواقع السلاح النووي والكيمياوي والبايولوجي .هناك كيل مغاير وبشكل غير ممكن تبريره ما لم يكن إشتراك النظامين هذين بجريمة تفجير أبراج مركز التجارة العالمي لتبرير غزو العراق لاحقاً واستعماره على مرحلتين .
5. التعمية على دور إيران في تسهيل مرور عناصر القاعدة أولئك إلى أميركا عبر أوروبا رغم إنكشاف تفاصيل الدور الإيراني لاحقاً ، ومثله التعمية على خبر رفع دعوى من قبل مواطنة أميركية ضد النظام الإيراني إثر مصرع زوجها في أحد برجي التجارة العالمي حيث طالبت المواطنة الأمريكية إيران بدفع تعويض مالي جسيم وذلك قبل سنتين تقريباً. تذكرنا هذه النقطة بمسلسل لبناني طويل إسمه (جريمة إغتيال رفيق الحريري) والذي يعرض منذ سنين من دون أيّ حسم ولا تنفيذ لقرارات المحكمة الدولية. قارنوا إغتيال رفيق الحريري ودعوى تغريم نظام الملالي تلك بحادثة لوكربي لتعرفوا كم تختلف معاملة الأمور هذه في المثالين وللثلاث حالات.
6. تغاضي الحكومة الأمريكية الحالية عن كل مظاهر الرفض الشعبي لحكومة طراطير المزبلة الخضراء واعتبار كل التظاهرات والإعتصامات هذه لا تمت بصلة للشرعية ولظاهرة الربيع العربي: الحكومة الأمريكية تساند كل تغيير بالمنطقة إلا العراق ، وتغض الطرف عن جرائم نظام الملالي بحق العراقيين وهذا دليل تحالف الجهتين ضد الإرادة الوطنية العراقية .
اليوم، يقف الأمريكيون حداداً على ما يقارب 3500 ضحية سقطوا بتفجير البرجين بعدما أزهق بوش المجرم حياة أكثر من هذا العدد من مجندي الجيش الأمريكي كإنتقام مفعم بالغباء، وتسبب بمقاتل هائلة في صفوف العراقيين عسكريين ومدنيين، مع دمار فظيع للعراق أتلف غالبية منجزات الحكم الوطني السابق: هناك شعار يتردد هو (كي لا ننسى) ولكن من جهة أخرى فهناك موقع على الفيس بوك يحكي عن إعادة النظر بالموضوع كله ويحكي عن برج ثالث، الموقع هو (Architects & Engineers for 9/11 Truth) فالرأي الهندسي الأمريكي يقول أنّ المخططين للهجمات كانوا مراقَبين وكل تحركاتهم وإتصالاتهم كانت قيد المتابعة بخلاف ما أعلنته الأجهزة الإستخبارية في عهد بوش، والنيوكونز هؤلاء وظفوا مخطط القاعدة ذاك لما هو أكبر مما كان يراد تحقيقه من قبل القاعدة، فإنهيار البرجين لم يحصل بشكل (إنحناء ومن ثم تهاوي) كما يفترض به أن يحصل على أساس أنّ الوقود المحترق للطائرتين تسبب بحريق هائل قام بإيصال درجة حرارة فولاذ الدعامات إلى قرب حالة الإنصهار مما يستدعي (إنحناء) الهيكل الحديدي قبل تهاويه وبذلك تنتشر مخلفات التهاوي على مساحة أكبر ولمسافات أبعد مما حصل فعلياً ، الإنهيار حصل بشكل مغاير لا يتفق والفرضية أعلاه فواقع الحال هو أنّ البرجين إنهارا بشكل عمودي على البقعة: من الطابق الأعلى نزولاً فوق بقية الطوابق وللأرضية، مما يرجّح إستخدام متفجرات إنصهارية شديدة الإنبعاث الحراري معروفة بال (ثيرميت) تم وضعها عند زوايا البناء في كل برج وتفجيرها عقب لحظة الإصطدام بفاصلة زمنية لأغراض التمويه ، فهي قرصنة طائرات مخطط لها من قبل تنظيم القاعدة إذن ، لكن تمت قرصنة فكرتها من قبل جهاز مخابراتي أمريكي لتحصيل منفعة عالمية إجرامية وفق نوايا طاقم الرئاسة اليميني الحاكم وقتها .
اليوم هو يوم وقفات حداد في عموم أميركا تتخللها نداءات بإجراء مراجعة جذرية لمعرفة حقيقة ما حصل، لكن العراق لا بواكي له، ومصيبته لا تجد من ينادي بضرورة عدم نسيانها، فمن تسيّدوا الموقف فيه هم زمرة خونة وفاسدون للنخاع تدعمهم مليشيات إجرامية من أمثال الخزعلي والبطاط ومن لفّ لفّهم من صراصير الصفوية التي ما كان لها أن تتنفس الأوكسجين الحر لولا الأمريكان وجريمتهم في العراق ، والشعب بغالبيته إختار أن يمنحهم القوة والشرعية من خلال مشاركته بجريمة الإنتخابات للمرة الثانية ومن ثم انتبه لخطيئته فخرج ينادي بتصحيح الوضع لكن لات حين تصحيح، فهو تلزمه الآن قوة خارجية عظمى لتعيد هؤلاء الخونة تحت غطاء السبتكتنك، ويبقى السؤال هو:
من يقف حداداً على العراق اليوم مقابل حداد الأمريكان على جريمة إقترفها نظامهم هم؟
ماذا سنقول للأجيال المقبلة فيما المجرم ينادي بضرورة عدم النسيان رغم كل ما إقترفه جيشهم وشركاتهم هنا؟
هل هي (ثارات الحسين) والمختار ذاك حيث القتل والإنتقام مستمر ليوم القيامة ومن كل إنسان يقع بأيديهم؟
ربما تعلمها الأمريكان من المخابيل هؤلاء وارتأوا أنّ لهم بقية ثأر برقبتنا! من يعرف؟ ألم يفعلوا أبشع الإجرام في أبي غريب وطبقوه على الأسرى العراقيين ومن ثم قالوا: "هي تأثيرات المكان إنعكست على (المحرر) فجعلته مجرماً"؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق