موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

السبت، 21 سبتمبر 2013

رأي في وثيقة الشرف

وجهات نظر
عبدالحكيم عبدالرحمن السعدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه... وبعد
فقد ضجَّت وسائل الإعلام العراقية المأجورة بنقل اجتماع للسياسيين في العراق وهم يعلنون بل يوقعون وثيقة أطلقوا عليها اسم "وثيقة شرف ".
ولكي نبين رأينا في هذه الوثيقة نورد أمرين:


أولهما: إن معنى الشرف كبير، وإن هذه الكلمة لا يدرك كنهها إلا من كان له من الأخلاق والالتزام الديني والأدبي والاجتماعي حظ وافر، لذلك فهي بعيدة كل البعد عن كل خائن لله ولرسوله ولوطنه، بعيدةٌ عن كل من تعاون مع المحتل لغزو بلاده، بعيدةٌ عن كل من ائتمر بأمره ونفذ مخططاته تحت أي اسم وأية ذريعة ومن أي توجه أو مكون.
ثانيهما: ولكي نبعد اليأس عن أنفسنا وأنفس الآخرين تشبثاً بأمل في الأحلام، أورد لكم هذه القصة:
قال لي أحد الأصدقاء: كنت يوماً مع صديق لي على جسر الجِمار في مِنى متوجهين نحو رميها، وإذا برجل يصلي فوق الجسر، وبعد أن تخطيناه بخطوتين أخَذَنا الفضول لسؤاله، ما هذه الصلاة؟ فلا الوقت وقت صلاة ولا المكان مكان صلاة! فرجعنا الخطوتين وإذا بالرجل يبدو عليه أنه من بسطاء صعيد مصر، فسألناه ماذا تصلي؟ فأجاب بدون تلكؤ: "ركعتين بتوع إبليس". فقلنا له: "ليش إبليس بيتصلالو"؟!. فقال: "أيوه يمكن ربنا يهديه". فضحكنا وانصرفنا.  
وبعد هذه القصة فلنفترض الشعب العراقي "بسيطا ساذجا" مع اعتذاري لجميع الشرفاء من الشعب العراقي فهم ليسوا كذلك لأنهم كما يقول المثل العراقي "مفتحين بالدهلة" أو "بالطين".  
نقول:
على من تضحكون؟
ألستم من جئتم على ظهور دبابات العدو لغزو البلاد؟
ألستم من اشتركتم في تخريبها ونشر الفساد والطائفية والمحاصصة وكل البلاوي فيها؟
ألستم من مضى لكم أكثر من 10 سنوات وأنتم مستحوذون على خيراته سرقةً ونهباً وتحايلاً ومكراً؟
ألستم الذين جوَّعتم الشعب وانتهكتم حرماته وأشعتم فيه الطائفية وقسمتموه أوصالا ورضيتم بالاحتلالين الأمريكي والفارسي حتى صرتم خدماً وعبيداً لهما؟
كل ذلك من أجل مصالحكم الشخصية وخدمة لأسيادكم أعداء العراق.
أليست هذه الوجوه التي رأيناها توقِّع على وثيقة الشرف هي نفسها من فعل ذلك؟ فعن أي شرف تتحدثون؟ وأي ميثاق سوف يلزمكم بعد أن جرَّبكم الشعب العراقي مايزيد على عقد من الزمن؟!
ومع هذا فإننا لا نيأس، وعملا بقول هذا البسيط الذي أوردنا قصته عن أمله في هداية إبليس " يمكن ربنا يهديه" نقول "يمكن ربنا يهديكم"!
وبناءً على هذا، فإنّا لكي نصدِّقكم ننتظر ما يأتي:
  • المبادرة فوراً بتلبية مطالب الشعب العراقي المنتفض الثائر منذ ما يقرب من 10 أشهر وهو معتصم، يتحمل برد الشتاء وحر الشمس وكل المخاطر، في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، ونبذ الطائفية، ورفع المظلومية بطريقة حضارية سلمية.
  • الإعلان فوراً عن حل الميليشيات الطائفية، وإعادة الجيش العراقي الأصيل، الذي سيكون الأمل الوحيد لحماية البلاد، وطرد المستعمرين والمحتلين بشتى صنوفهم وألوانهم، وبناء الشرطة بناءً وطنياً لا حزبياً ولا طائفياً.
  • الإعلان فوراً عن البدء بمحاسبة المفسدين الذين أنهكوا البلاد ونهبوا ثرواتها.
  • الإعلان فوراً عن البدء بمحاسبة المجرمين مِن القواتِ الحكومية ومَن ساندها، الذين عاثوا في الأرض فسادا من تهجير وتقتيل للأبرياء وهتك للأعراض.
  • الإعلان فوراً عن انتخابات تقوم على أساس تعداد ماقبل الاحتلال، مع الأخذ بنظر الاعتبار الزيادة السكانية المعتبرة عالمياً خلال العشر سنوات، وعدم الاعتماد على تعداد ما بعد الاحتلال الذي دخلت فيه أعداد غفيرة من غير العراقيين اكتسبت الجنسية العراقية من أجل التغيير الديموغرافي المذهبي في كثير من المناطق الجنوبية. وعلى أن لاتكون الانتخابات قائمة على أساس حزبي أو عرقي أو طائفي، بل على أساس عراقي صرف.
  • الإعلان فوراً عن تشكيل لجنة مستقلة مكونة من فقهاء دستوريين وقانونيين عراقيين، ينتدبهم أهل الحل والعقد من الشرفاء غير المسيسين، وتحت إشراف دولي وعربي لإعادة صياغة الدستور الحالي، واستبداله بدستور يضمن للعراقيين حقوقهم ويحفظ هويتهم.

إذا تحقق هذا وغيره من المطالب العراقية الأخرى فإننا سنقول: إن هدايتكم بدأت، وتوبتكم عند الله قُبلت، وحينئذٍ يكون لميثاق الشرف الذي وقَّعتموه معنى. وإن لم يتحقق ذلك، فإنكم كما يقول المثل "تيتي تيتي مثل ما رحتِ جيتي". وما عليكم إلا التنحي، والجلوس في بيوتكم، والاكتفاء بما أثقل جيوبكم، وخزانات البنوك الخارجية والداخلية من سرقاتكم وتجاوزاتكم، لتفسحوا للشرفاء المخلصين من العراقيين المجال ليعيدوا للعراق عزته وكرامته، وبناءه وفق أسس الوطنية والمحبة والإخاء والأمانة والإخلاص.
والسلام على جميع الشعب العراقي الأصيل ورحمة الله وبركاته...


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..