وجهات نظر
أكرم المشهداني
الدور الإيراني الشرير في نشر الفتنة الطائفية ليس إبن اليوم، ولا وليد ماتسمى بالثورة الإسلامية بل هو قديم متأصل في الحكام الفرس مهما تعددت ألوانهم.. وحين نقول ايران هي من ينشر الطائفية في العراق فلدينا الاثباتات على ذلك، ليس من زمن خميني بل منذ زمن الشاه واليكم هذا الدليل....
في عام 1965 انجزت ايران الشاه تصنيع شُباّك ذهبي لوضعه على مرقد سيدنا العباس رضي الله عنه (ولا أعرف لِمَ إيران وليس العراق!) حينها لم ترسل ايران الشباك مباشرة الى كربلاء بل تم ارساله الى بغداد والى جامع براثا بالعطيفية، وتم تنظيم تظاهرة ضخمة (تظاهرة لماذا لا أدري!) ليلاً وليس نهاراً، للذهاب بالشباك المقدس من براثا الى الكاظمية، وكما هو معلوم للجميع فان بين براثا والكاظمية حوالي 3 كم فقط، لكن من خططوا بدهاء للتظاهرة السياسية قرّروا عبورها من على جسر الصرافية الحديدي بإتجاه الأعظمية (المعروفة بهويتها) إمعاناً في التحدي ولتأليب المشاعر الطائفية!، ومن ثم يتم عبور جسر الأئمة الى الكاظمية!
وأتذكر أن الهتاف الرئيس للتظاهرة كان ((ماكو ولي إلا علي.. إنريد حاكم جعفري)) وعبرت التظاهرة جسر الصرافية الحديدي ولم ترافقها قوات شرطة ولا أمن!، واتجهت للكسرة ثم ساحة عنتر وأرادت دخول الأعظمية.. وهناك تصدى لها أهالي الأعظمية الذين استفزهم التحدي، وقاموا بقذف الحجارة على التظاهرة، ومنعها من المرور عبر الاعظمية فعادت التظاهرة أدراجها من جسر الصرافية الى جامع براثا ثم واصلت المسير نحو الكاظمية..
لم يروي لي أحد هذه الرواية، بل كُنتُ شاهد عيان لها وأنا طالب في الدراسة الثانوية، دفعني الفضول للسير بجانب التظاهرة متفرجاً، لعلّي أفهم سببها... وهل يستحق (شباك قبر العباس) ايراني التصنيع، كل هذه التظاهرة... وهذا الحشد الذي يقدَّر بأكثر من 1000 شخص، وما علاقة الهتاف السياسي بقفص ذهبي لمرقد ديني؟
أكثر ما استوقفني في ذلك المشهد انني شاهدت عدداً من أساتذة جامعة بغداد ((وبينهم شيوعيون وعلمانيون!!)) في مقدمة التظاهرة واتحفظ عن ذكر أسمائهم لأنهم جميعا انتقلوا الى رحمة الله.. كما لوحظ غياب تام لأجهزة الامن حينها!
ما حصل في الاعظمية قبل يومين من تزعم أحد الصعاليك، ثائر الدراجي، لتظاهرة غوغائية تلعن الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين، وتحديداً عمر وعائشة، وتسب النواصب ويقصدون بذلك كل السنة، بحماية جيش وشرطة نوري المالكي.. أعاد إلى ذاكرتي تظاهرة شباك العباس المصنَّع إيرانيا والمخطَّط لتظاهرته ايرانياً بشكل لايقبل الشك ولا اللبس ولا معرفة المقصد....
الصعلوك الطائفي ثائر الدراجي |
نعم العراقيون ليسوا طائفيين.. نعم أتفق مع من يقول ذلك، فقد عاش العراقيون قرونا في محبة ووئام.. ولكن من الذي دفع هذا الصعلوك ليتزعم مجموعة من الشبان المغسولة أدمغتهم كي يهتفوا بلعن النواصب (أهل السنة!) ولعن سيدتنا أم المؤمنين عائشة وسيدنا الفاروق عمر، رضي الله عنهما، وفي قلب مدينة الأعظمية بالذات؟ وبحراسة الحكومة واجهزتها الأمنية والعسكرية التي لم تُحرّك ساكناً لإسكات هؤلاء؟
ماذا يعني ذلك؟
ما الفرق بين ان تقوم القاعدة بغسل أدمغة البعض من الشباب وتغرر بهم ليقوموا بأعمال إرهابية نرفضها ونمقتها ونستنكرها، وبين ماقام به صعاليك التظاهرة الغوغائية؟
لافرق بين فعل أهوج من قاعدي مغسول الدماغ وبين فعل هؤلاء الغوغاء المغسولة أدمغتهم، ... فالاثنان يسيران بالبلاد نحو الدمار والفتنة والحرب الطائفية ونشر الكراهية..
ترى أليس من حقنا أن نتساءل أين موقف المرجعية والحوزة من فعلة الدراجي وصعاليكه؟ لم نسمع لا بياناً ولا احتجاجاً ولا إستنكاراً..... وهل السكوت من الرضا؟
الفرق ان أهل الاعظمية تصدّوا لوحدهم لتظاهرة غوغاء 1965 ... ولكنهم لم تمكنهم اجهزة المالكي الامنية والعسكرية من التصدّي لغوغاء 2013 ... لأن التظاهرة الاخيرة تمت بحماية جيش وشرطة نوري المالكي دون تدخل ولا منع. بل أن المالكي وبطانته سكتوا نهائياً وخرسوا عن أي رد فعل لهذه الجريمة المنكرة، ربما من باب حرية التعبير عن الرأي.. أو لعدم إزعاج أمهم إيران التي خططت لتظاهرة شباك العباس 1965 ولتظاهرة غوغاء ثائر الدراجي 2013!
ولعنة الله على كل من يثير الفتنة الطائفية في البلاد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق