موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

إنشقاق الاخوان المسلمين في الاردن.. المخفي أعظم

قيادات من مبادرة "زمزم" في اجتماع موسع للهيئة التأسيسية 
وجهات نظر
بسام البدارين
لا أفهم شخصيا هتافا من طراز{الأردن أولا} إلا في سياق الحرص على أردن شاب عصري وأخضر يخلو من الفساد واللصوص ويتميز بالإصلاح ومعادلة الحقوق والواجبات في بنيته واضحة ويتطلع للمستقبل ويقوم بواجبه القومي في تحرير فلسطين والوطني في إستعادة الأرض الأردنية الدستورية التي إغتصبها (الإسرائيليون).

لا أفهم هذا الشعار إلا على أساس أنه لا مصلحة للقضية الفلسطينية إلا بأردن قوي صلب متماسك مع مواطنين حقيقيين لا رعايا.
لم يخطر في بالي يوما كأردني أن تتمأسس أولويتي الوطنية الذاتية التي ينبغي أن تتشكل كأساس ومنطلق لأي ممارسة على حساب إبعادي عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني العظيم.
ولم يخطر في ذهني ولا بالأحلام أن تغيب مكونات في المجتمع الأردني بالكامل أو يتم إقصاؤها عندما يتعلق الأمر بمبادرة وطنية أو يسعى بعض القوم في الإعلام البائس المعلب إلى ترويجها على أساس انها وطنية واعية للمستقبل.
لم أخطط يوما لرصد لعبة {المكونات} عندما يتعلق الأمر بخطاب إسلامي حصريا ..هذه اللعبة تمارس يوميا ومنذ سنوات عند التحلق حول المناسف أو المحاصصة في وظائف إدارية أو توزيع حقائب وزارية هنا وهناك أما أن يحصل إقصاء مقصود وتغيب مكونات باكملها في المجتمع عن وصلة سياسية تدعي تمثيل الإسلام المستنير المستقبلي فتلك لعمري أقرب وصفة إلى التوثق من عبثية التجربة.
لا يمكنك في بلد كالإردن تأسس بدم وعرق جميع أبناء مكوناته من البدو والشركس والأرمن والشيشان والأكراد والفلسطينيين وأبناء العشائر أن تدعي بأي طريقة بأن الوطنية الأردنية تتطلب التمسك بأي هوية فرعية من تلك الفئات.
لا يمكنك وسط الأردنيين العروبيين القوميين تصعيد هوية فرعية بإسم الوطنية ثم الإدعاء بأنك تمثل النظام والدولة والحرص على الإصلاح والمستقبل فذلك يعني ببساطة أن يتمثل الجميع في كل صغيرة وكبيرة.
الحفاظ على الأردن كأولوية يعني العودة لجذور الأشياء الأصيلة ويتطلب الإيمان بمنهجية المواطنة كأساس ومعيار.
وأن تكون من الإسلاميين او الأخوان المسلمين يعني ببساطة أن تعبر كل الهويات الفرعية وحتى الوطنية والجغرافية والإقليمية نحو مفهوم عالمي وإنساني الطابع فمحمد بن عبدلله عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وبعث لجميع البشر والقرآن الكريم ربيع القلوب بمعنى عبوره للذاتي والوطني نحو آفاق الإنسانية والشريعة السمحاء.
راقبت بإهتمام كغيري في الأردن حفل إشهار مبادرة زمزم التي لا تنشد إلا الإصلاح كما يقول أصحابها…أي إصلاح هذا في حفل لم يكن فيه إلا ثلاث فئات فقط: ذكور، ورجال أمن وحكام سابقون، وأصحاب المبادرة أنفسهم.
أين مكونات الشعب الأردني؟…ما الذي تعنيه عبارة {الأردن أولوية} عندما ينطق بها داعية الإسلام؟.
نختلف مع الأخوة في المبادرة ونحترمهم ونرى ان هتاف الأردن أولا لا معنى له إذا كان سينتهي بطبقة فساد تستحكم وطبقة حكم تستبد وبرامج أولويات مؤسسة على أساس تقسيم المجتمع وإقصاء مكوناته الأساسية.
هذا الهتاف لا معنى له إذا أصرت مؤسسة القرار على تصدر طبقة {المعاونين} للمشهد في كل المؤسسات ولم تحصل مراجعة تعيد هؤلاء إلى الصف الثاني بحيث يتمكن رجال الدولة الحقيقيون من العودة إلى مكانهم الطبيعي في الصدارة.
ونفس الهتاف لا معنى له إذا أصرت أجهزة الدولة على تصعيد الإنقساميين تحت يافطة المتغير الإقليمي في عملية تضليلية تخدع الناس وتضلل الحكم وتسحب من رصيد النظام في عمق المجتمع.
لا توجد مسؤولية وطنية تقبل ببرنامج أولويات أردني متمأسس على قاعدة {تأنيث} التمثيل عندما يتعلق الأمر بالمكون الفلسطيني.
والإصرار على التأنيث نفسه عندما يتعلق بإستبدال غزلان وقيادات المجتمع ببهلوانات وقرود تتقافز في الحياة السياسية والإعلامية وتحطم الجرار وتفسد كل شيء بإسم الولاء والإنتماء الكاذبين.
شاهدنا جميعا مطلوبين للقضاء الأردني بجرائم جنائية يتقافزون أمام عدسات الكاميرات بإسم الولاء أو يقودون سياراتهم بالإتجاه المعاكس في الشوارع نكاية بالحراك الشعبي فيما عشائرهم منهم براء.
وجالست شخصيا أركان وقادة وشيوخ عشائر لاذوا كالفرسان بالصمت والكواليس بعدما إسترسل القوم في تقليص هوامشهم ومطاردة حرصهم على العرش والدولة والوطن.
وشاهدنا بأعيننا طبقة المسكوت عنهم كيف أحالت قبة البرلمان إلى مسرح لإستعراض المسدسات والأسلحة وإطلاق الرصاص بإسم هويات فرعية لا تنفع الناس ولا توحد المجتمع.
ورصدنا معا كيف يتم إستبعاد رجال صادقين من مختلف التكوينات الإجتماعية كانوا دوما الأكثر حرصا على وحدة الشعب وتاج الدولة ومؤسسة العرش لصالح عملية إستنساخ غير مفهومة لقيادات بديلة تقول بكل اللغات ويوميا انها لا تصلح للقيادة.
أختلف مع جماعة الأخوان المسلمين ومع أسلوبها وأعتقد أنها بمصر والأردن وتونس أخفقت في تقديم نفسها للشعب والإعلام بسبب تراكمات {رجعية} في ذهنية بعض قادتها.
لكن ذلك لا يمنع ان الأخوان المسلمين في الحالة الأردنية كانوا وما زالوا بتركيبتهم الحالية وببرنامج أولوياتهم المعروف وبإيمانهم بحتمية التناقض مع المشروع الصهيوني من عناصر الإستقرار المركزية في الحالة الأردنية ومن دعاة وحدة المجتمع وفوق كل ذلك من حماة النظام.
الأخوان المسلمون في الأردن إختلفوا عن أقرانهم في كل مكان والإصرار الساذج رسميا على دعم وتغذية إنشقاق عنهم سواء اعبرت عنه مبادرة زمزم أم غيرها لا ينطوي على حكمة ولا على مسؤولية وطنية بل مغامرة بلا حدود تضع البلاد والعباد في فوهة الإحتمالات السيئة لا سمح ألله.
صحف الحكومة التي عبثت بالوحدة الوطنية وتسببت بقفزة هائلة لبعض قادة التيار الإسلامي الحاليين عندما إستهدفتهم لا يمكنها أن تكون بريئة وهي تخصص مانشيتات صفحتها الاولى لتغطية الإحتفال الغريب بمبادرة زمزم.
هذه الصحف تفعل ذلك بتعليمات وتوجيهات رسمية ونحن هنا لا نناقش من نفذ التعليمات بل نناقش التصور الذي يحاول تضليل الشعب الأردني عبر رعاية خطاب يحاول اولا العبث بقواعد لعبة مستقرة ومفيدة للجميع مع الحركة الأخوانية وثانيا يسعى لتكريس هوية فرعية تفصل بين الناس ولا تنتمي للعالم العصري الحديث وغير جديرة بالأردنيين.
المشكلة أن شخصيات وطنية مثقفة وبارزة نحترمها وافقت على الظهور البائس على منصة زمزم وقدمت نفسها كقابلة قانونية ستولد على أكتافها محاولة إنشقاق ملموسة عن الأخوان المسلمين.
هذه الشخصيات نختلف معها بأدب في إجتهادها وظهورها الذي يبدو انه يوافق على شعارات {أردنة} التنظيم الأخواني وعلى حفلة غير مبررة تنهش بجسد الوحدة الوطنية وتلعب على وتر الإيقاع الإقليمي قبل الموافقة على المشاركة بحفلة لا تمثل مكونات الشعب الأردني.
برأيي البسيط لا يمكن {شق} الأخوان المسلمين بهذه الطريقة البائسة فهذا على رأي صديق مخضرم يخاصم الأخوان المسلمين منذ عقود أحد أفشل الإنشقاقات واكثرها إثارة للشفقة.


ملاحظة:
نشر المقال هنا.


ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..