موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الخميس، 12 ديسمبر 2013

‘مانديلا ‘المسيرة الطويلة للحرية’: سنوات السجن وأحاديث عن الأدب والسينما

وجهات نظر
إبراهيم درويش
من الآن حتى دفنه لن تتوقف المادة الإعلامية عن الحديث عن نيلسون مانديلا (1918-2013) وإنجازاته لبلده ولإفريقيا والعالم، ولن يكف المعلقون عن مقاربة تجربته القصيرة في الحكم وتجارب قادة أفارقة بدأوا مثله ثوريين ثم انتهوا ديكتاتوريين تورطوا في شهوة الحكم.


ولن ينسى المعلقون أن يقارنوا حال جنوب إفريقيا بعد نهاية حكم التمييز العنصري وحاله اليوم، بل ظلت المقاربة واضحة في كل ما كتب عنه وأن من جاءوا بعده من قادة المؤتمر الوطني الإفريقي لوثهم الحكم. وسيتحدث الناس عن مرحلة ما بعد مانديلا مع أن الأخير خارج الحكم منذ أكثر من عقد، لكنه ظل رمزا يجمع سكان هذا البلد الذي عانى من أقسى أنواع الظلم والتمييز لم تعرفه الإنسانية من قبل. وظل مانديلا طوال كفاحه الطويل متسلحا بأمل الحرية وجنوب إفريقيا تتسع للجميع دون تمييز أو قهر أو استبداد. 

هكذا قال مانديلا
ولعل مذكرات مانديلا التي نشرت عام 1994 أي بعد خروجه من السجن تمثل صورة عن مواقفه السياسية والأدبية وكفاحه الطويل والتي أسماها ‘المسيرة الطويلة نحو الحرية’ حيث فسر فيها حياته ضمن رؤية الأمل والكفاح من أجل التحرر. وتغطي المذكرات التي جاءت في 768 صفحة مراحل حياته كطفل في قرية كونو التي سيدفن فيها، ومراحل تعليمه ورحلته إلى جوهانسبيرغ وخروجه من جنوب إفريقيا للعمل العسكري، وجولته التي شملت مصر والجزائر وتونس التي التقى فيها الحبيب بورقيبة، وأثيوبياـ والمغرب والجزائر التي كانت تقاتل من أجل الاستقلال ولقاءه مع أحمد بن بله، وسفره للندن التي قضى فيها عشرة أيام ثم عودته إلى جنوب إفريقيا حيث ألقي القبض عليه ومحاكمته الشهيرة في ‘ريفونيا’ حي من أحياء جوهانسبيرغ، ثم نقله للسجن وتنقله حتى نقل إلى ‘جزيرة روبن’ التي قضى فيها الجزء الأكبر من الـ 27 عاما التي مكث فيها بالسجن ثم خروجه للحرية بعد انهيار النظام العنصري. وعلى الرغم من جمالية المذكرات التي يقول مانديلا إنها جزء من مذكرات كتبها بناء على اقتراح الرفاق في السجن لتعلم عيد ميلاده الستين، كي تنشر في الخارج وتوضح للعالم فكرة الكفاح، وكتبها مانديلا في أربعة أشهر حيث خطها على ورق فولسكاب، ثم نسخت بحروف ورموز شيفرية وهربت خارج السجن، حيث نقلت إلى لندن وطبعت هناك وأعيدت إلى قيادة الحزب في زامبيا واختفت منذئذ كما يقول. ومع أنه تم تدمير الجزء الأكبر من المذكرات إلا ان سلطات السجن اكتشفت جزءا منها وعوقب مانديلا وصديقه أحمد كاترادو على هذا الفعل بالحرمان من الدراسة لمدة أربع سنوات. 

الإنسان والشر
وفي المذكرات حس بالقيادة وضرورة اهتمام القائد بمن يقود وعليه فهمهم. وهناك محاولة تفسيرية من مانديلا للأحداث ووضعها في سياق مسؤولية القائد، والمسيرة نحو الحرية، وتأكيد الأمل، واعتراف من مانديلا بالفجوة الجيلية، فبعد مذبحة سويتو في حزيران (يونيو) 1976وحضور جيل من الشباب الجديد الذي تجاوز جيل مانديلا لاحظ الأخير التغيرات التي مرت على الكفاح، فجيل السجناء من ‘حركة الوعي الأسود’ كان يحمل رؤية من الكفاح مختلفة، جيل متحد لا يعترف بقوانين السجن ولا باحترام السجان، رؤيته عن الكفاح تقوم على تحرر الأفارقة من عقدة الخوف والخروج لمواجهة المضطهِد، جيل في بداية العشرينات من عمره، ينظر لخنوع الجيل الأول من رجال التحرير نظرة شك. وتفصح يوميات أو ذكريات السجن عن محاولة مانديلا البحث في أعماق الشرير عن الجانب الإنساني، فهو يتذكر أن مدير السجن العقيد باندرهوست الذي كان من أسوأ وأقسى المدراء الذين مروا على سجن روبن، فقد سبقت سمعته السيئة حضوره، وقام بإلغاء كل ما حققه السجناء خلال كفاحات عقد من الإضراب عن الطعام، والزنازين الإنفرادية والوقوف عراة في برد الجزيرة التي يضربها الموج من كل مكان. لكن هذا العقيد وفي يوم رحيله عن السجن بعد أن اشتكى السجناء من قمعه طلب مقابلة مانديلا في مكتبه حيث قال باندرهوست إنه راحل ‘ وأردت أن أعبر عن تمنياتي لكم أيها الناس (السجناء) بحظ سعيد’، ويعلق مانديلا ‘لا أعرف إن اصابني كلامه بالصدمة ولكنني دهشت، فقد نطق بهذه الكلمات كإنسان، وأظهر الجانب الذي لم نره من قبل، شكرته على تمنياته وتمنيت له حظا سعيدا في كل ما سيفعله’. هذا الموقف واحد من الكثير من المواقف التي كان مانديلا يبحث فيها عن المشترك الإنساني ويحاول بالتعليم الذي يعده عدو ‘التعصب والتحيز′ نزع الأسطرة عن الكفاح الطويل بين السود والبيض. فباندرهوست وإن ‘كان من أغلظ وأشرس من شاهدنا في جزيرة روبن، ولكنه كشف في ذلك اليوم في مكتبه عن جانب اخر في شخصيته، جانب طمس عليه لكنه ظل موجودا، وذكرنا هذا أنه حتى قساة القلوب في داخلهم جوهر نظيف، وفي حالة لامس شغاف قلوبهم شيء فإنهم قابلون للتغير، في النهاية لم يكن باندرهوست شريرا، فقد دست او فرضت تصرفاته اللا إنسانية عليه من قبل نظام لا إنساني، فقد تصرف بوحشية لأن النظام كافأه على وحشيته’. 

السجن بوتقة
ومن هنا يرى مانديلا للسجن باعتباره ‘بوتقة صهر يتم فيها فحص شخصية الإنسان، فبعض الرجال يظهرون صلابتهم الحقيقية تحت ضعظ السجن، فيما يظهر الاخرون بطريقة أقل مما بدوا عليها’. وفي داخل السجن يواجه السجين نفسه وماضيه وهو في حوار دائم مع تاريخه، سيئا كان أم جيدا، وفيه محاولة أيضا للخروج من أسر الوقت والتغلب على روتين الحياة التي يفرضه السجان عليه، ومن هنا يجد السجين عزاء وراحة بال في كل ما يتاح له، حتى العمل الشاق قرب البحر لاستخراج صخور محارية تصدر إلى اليابان كي يتم استخدامها كسماد طبيعي، كانت تمثل انتصارا للحياة والحرية على القيد، ففي تلك اللحظات التي كان السجناء يقادون فيها للشاطيء للعمل هناك كان السجناء يخترعون طبخاتهم من المأكولات البحرية، ويستمتعون بالبحر ورؤية القوارب وناقلات النفط، منظر كان يختلف عن تلك التي كان يراها السجناء وهم في المحجر حيث الصخور والغبار. ويرى مانديلا في كفاح السجين اليومي مع النظام في السجن، مرحلة في المسيرة نحو الحرية وامتحان قدرة القيادة، فمانديلا كان دائما زعيم السجن وخيار الرفاق في التحدث إلى سلطات السجن، ومن هنا يرى مانديلا أنه هزم مرة واحدة عندما اغضبه مدير السجن وتهجم على زوجته ويني بكلام بذيء وحوكم ماندلا عليها بتهمة التهجم على ادارة السجن ، لكن السلطة قررت ان تسحب الدعوة في اللحظة الأخيرة. 

السجن جامعة
يصف مانديلا السجن بـ ‘الجامعة’ ليس كمؤسسة تعليمية او من ناحية الفرص التي منحت للسجناء للتعلم بالمراسلة ولكن من ناحية تعلم السجناء من بعضهم البعض وتعاونهم ‘لقد أصبحنا لبعضنا بمثابة الكليات والأساتذة والمنهاج والمساقات، وميزنا بين الدراسات الأكاديمية التي كانت رسمية والدراسات السياسية والتي لم تكن كذلك’. وكبرت جامعة السجن وتطورت نتيجة ‘للضرورة’ فعندما بدأ الشباب يصلون للجزيرة لاحظ مانديلا ورفاق السجن القدماء قلة فهم ومعرفة بتاريخ المؤتمر الوطني الإفريقي الذي انشىء عام 1912 وهو تاريخ يجهله الكثيرون في الحزب، ومن هنا شمل المنهاج دروسا عن تاريخ المؤتمر الوطني الإفريقي، وأخرى عن حركات التحرر في الهند، ومساقا عن تاريخ الشعوب الملونة، فيما اهتم مانديلا نفسه بتدريس الاقتصاد السياسي فيما تابع اهتماماته في العمل القانوني حيث كان يعد قضايا ومرافعات لمساعدة السجناء في القسم العام للمطالبة بحقوقهم. يكتب مانديلا عن سنوات السجن بحميمية بطريقة تجعل القارىء ينسى أن هناك ألما ومرارة، وبطريقة تجعل القارىء يحن للمرور بنفس التجربة، فالصبر والحكمة هي ملامح شخصية مانديلا. وفي هذا الإطار يشير إلى طريقة ممارسته العاب خاصة لعبة ‘الداما’ التي حصل على الكثير من الجوائز فيها، وكان مانديلا كما يقول بطيئا في حركاته وعادة ما تنتهي المباراة بينه وبين دون ديفيس الذي كان سريعا في حركاته ويتميز بالغضب ولا تعجبه طريقة مانديلا في اللعب حيث أسماه ‘قهبيو’ والتي تعني ‘اضرب’، فقد كان مانديلا يصرخ بها عندما ينهي حركاته. ولم يكن ديفز يستحثه إعجابا بل استفزازا. ويقول مانديلا إن ديفز كان مدمنا على اللعبة حيث اصابت العدوى مانديلا الذي أهمل دراساته ورسب في واحد من امتحاناته. 

المسرح والقيادة
يكتب مانديلا في أيام السجن وفي معظم المذكرات عن رحلة حياة وتعلم وتفكير في الشخصية الإنسانية، ففي المسرحيات التي كان السجناء يمثلونها في أيام الكريسماس والتي كانت تخلو من مسرح، إضاءة أو موسيقى فقط كان بين يدي الممثلين نص للقراءة، تطوع مانديلا بلعب دور كريون في مسرحية سوفوكليس ‘أنتيغون’ـ ويكتب مانديلا عن كريون بالقول إنه ‘كان ملكا عجوزا يواجه حربا أهلية تدور حول العرش في مدينته الدولة التي يحبها، ومن البداية يبدو كريون مخلصا ووطنيا، وهناك حكمة في خطبه الأولى،عندما اقترح من أن التجربة هي أساس القيادة وان الواجبات تجاه الشعب تسبق الولاء للفرد’. ويرى مانديلا في التجربة أهم عنوان في القيادة والحكم، لكن حكمة كريون رافقتها قسوة ضد أعدائه خاصة عندما أعلن عن رفض دفن جثة شقيق أنتيغون الذي ثار على المدينة، مما أدى لثورة انتيغون التي قالت إن هناك قانونا علويا فوق قانون الدولةـ لكن كريون لا يستمع لها ولا لأحد، بل لشياطينه الداخلية. ويرى مانديلا أن الملك كريون لم يكن مرنا واصبح مريضا بالعمى، لان القائد يجب ان يمزج العدل بالرحمة. ومن هنا يقول إن انتيغون كانت ‘تمثل ثورتنا، فقد كانت بطريقتها الخاصة مقاتلة من أجل الحرية لانها كانت تدافع عن القانون على أرضية أنه لم يكن عادلا’. وتعليقات مثل هذه تظهر رؤية مانديلا العميقة للأدب ودوره في صناعة القائد وتشكيل وعي الأمة.

الرواية والقيادة
ويقول إنه في مرحلة السجن قرأ روايات عدة، المسموح بها، فقد كانت إدارة السجن تمنع أي كتاب في عنوانه كلمة ‘احمر’ او ‘حرب’ مع أنها سمحت لرواية الحرب والسلام لتولستوي الروائي الروسي الكبير، حيث يقرأ الرواية ضمن فمهه لدور القائد وفهمه لجنوده، فالجنرال فلاديمير كوتوزوف الذي أساء كل واحد في البلاط الروسي تقدير قوته. و’قد استطاع كوتوزوف تحقييق النصر على نابليون لأنه لم ينخدع بالقيم الزائفة في البلاط واتخذ قرارته بناء على فهمه لرجاله وناسه’. كما قرأ رواية جون شتانبنك ‘عناقيد الغضب’ التي ‘وجدت فيها تشابها بين مأساة المهاجرين في تلك الرواية ومصير العمال والفلاحين في بلدنا’. ويظهر مانديلا انحيازه للأدب المكتوب بأقلام روائيين من بلده، خاصة روايات نادين غورديمر ‘لقد قرأت كل روايات نادين غورديمر وتعلمت الكثير عن حساسية الليبراليين البيض’. 

كليوباترا اختنا الإفريقية
في مرحلة لاحقة سمح للسجناء بمشاهدة السينما حيث شاهدوا أفلام هوليوود الأولى بالأسود والأبيض، ‘الوصايا العشر’ الذي لعب فيه تشارلس هيستون دور موسى، و ‘الملكة وأنا’ بطولة يول برينر، وهو الفيلم ‘الذي أثار إعجابنا لأنه صور صراعا بين القيم الشرقية والغربية، ويقترح على ما يبدو أن هناك الكثير الذي يمكن للغرب أن يتعلمه من الشرق’. ولكن فيلم ‘كليوباترا’ بطولة ريتشارد بيرتون واليزابيث تايلور لم ينل إعجاب السجناء ‘وأدى لاثارة الجدل حيث اقترح الكثير من الرفاق ان دور كليوباترا لعبته إمرأة امريكية بشعر ساحل وعيون بنفسجية، مع أنها جميلة’. وفي النقاش الذي دار بين السجناء فقد اقترح من هاجموا الفيلم باعتباره دعاية غربية لمحو حقيقة كون كليوباترا إمرأة إفريقية ‘وأشرت إلى رحلتي لمصر وكيف شاهدت تمثالا جميلا لكليوباترا ببشرة أبنوسية’. كما شاهد السجناء أفلاما من جنوب إفريقيا مثل فيها ممثلون معروفون لهم. 

عندما بكى تشرشل
وسمح للسجناء اختيار أفلام وثائقية حيث كانت ادارة السجن حريصة على الأفلام التاريخية، ويقول مانديلا إنه كان يفضل هذا النوع من الأفلام مع أنه لم يكن يفوت أي فيلم تظهر فيه صوفيا لورين. وكانت هذه الإفلام الوثائقية تطلب من المكتبة الوطنية ويقوم باختيارها أحمد كاتارادو الذي كان أمين المكتبة. وفي واحد من الأفلام عن الحرب العالمية الثانية شاهدوا شريطا إخباريا يظهر إغراق اليابانيين سفينة ‘أتش أس أمير ويلز′ ويعلق مانديلا بالقول ‘الذي أثر في أكثر هي صورة وينستون تشرتشل التي ظهرت بشكل مقتضب وهو يبكي لفقدان القارب البريطاني، وقد ظلت الصورة في ذهني لمدة طويلة، واظهرت لي ان هناك فترات قد يبكي فيها القائد ويظهر حزنه بشكل واضح، وهذا لا ينتقص من قيمته في نظر شعبه’. للراديو قصة أخرى فقد قررت إدارة السجن فتح إذاعة أخبارها كانت مصفاة وكانت كلها عن أخبار الدولة وما تفعله من إنجازات لكن الإذاعة كسرت عزلتهم من ناحية أنها فتحت للسجناء الفرصة لقراءة ما بين السطور، ‘فقد علمنا عن نجاح حركات التحرر في انغولا وموزامبيق، وكانت التيار يعمل في صالحنا’.

الحديقة
في مذكرات مانديلا عن سنوات السجن الكثير من الدروس عن الصبر والمثابرة وأهمية الرياضة واللياقة خاصة بعد أن اوقفت السلطات في السجن العمل في المحجر. وكذلك تجارب مانديلا في الزراعة حيث وافقت إدارة السجن السماح له بزراعة قطعة صغيرة بما يريد من الطماطم والفلفل، واهتم بها وكانت تجاربه في الزراعة محلا للاحتفال والذكر في رسائله لزوجته ويني حيث يقول ‘كانت المزرعة هي الشيء الوحيد الذي يمكن للسجين السيطرة عليه، أن تزرع حبة وتراقبها وهي تنمو وترعاها ثم تحصدها كان هذا يعطيك نوعا من الرضى وإن كان بسيطا’. ويقول ‘ لقد نظرت للحديقة باعتبارها رمزا او مجازا للكثير من ملامح حياتي فعلى القائد رعاية حديقته، يزرع الحبة ويراقبها وينميها ثم يحصدها، ومثل البستاني على القائد أن يكون مسؤولا عما يزرع، عليه الحفاظ على عمله، ويدفع عنه الأعداء، ويحافظ على ما يجب الحفاظ عليه ويتخلص من الذي لا يمكنه العيش’. وفي هذا السياق يشير إلى وضع فشل فيه زرعه وذبل وقام بدفنه بعناية في الحديقة، وقد كتب عن هذه الى زوجته، حيث يقول ‘ لم أرغب بأن يحدث لعلاقتنا ما حدث لذلك الزرع، وفي الوقت نفسه شعرت أنني لم أكن قادرا على تربية أو الحفاظ على أهم علاقة في حياتي، في بعض الأحيان لا تستطيع عمل شيء لإنقاذ شيء يجب أن يموت’. 

الأمل وعمل الخير
ولكن مانديلا فعل المستحيل للحفاظ على الأمل ففي أول وزيارة لابنته بعد زواجها ومعهما حفيدته التي ظلت في حضنه طوال الزيارة حيث جاءا من أجل اختيار اسم الحفيدة حسبما تقتضي العادة فاسمها ‘زازيوي’ (أمل) ‘فقد كنت موقنا أن هذه الطفلة ستكون جزءا من جيل في جنوب إفريقيا ستكون فترة الابارتيد بالنسبة ذاكرة بعيدة- وكان هذا هو حلمي’. وفي نهاية هذه المقاربة أختم بالإشارة إلى قصص والدته التي كانت أمية ولكنها أشعلت خياله بقصصها وخرافاتها ومن ضمن التي اختزنتها ذاكرة مانديلا تلك التي تتحدث عن إمراة كانت تعاني من مرض في عينيها وطلبت من مسافر مر بها أن يساعدها على تنظيفها، فأحال بنظره عنها، ومر آخر وفعلت الأمر نفسه معه، فقام الرجل بالعمل مع أنه لم يستطب المهمة، ولكن الوسخ نزل من عينيها واستحالت العجوز لامرأة شابه جميلة وغنية، تزوجها وعاشا حياة سعيدة. يقول مانديلا إن هذه القصة بسيطة لكن الدرس منها أن الخير والعمل الصالح يثاب فاعله عليه بطريقة لا يعرفها ولا يمكنه توقعها.


ملاحظة:
نشر المقال هنا.

ليست هناك تعليقات:

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..