فلاح ميرزا
الحديث عن الصراع العربي الاسرائيلي فيه كثير من العبر والقصص والرويات قال بها كبار الساسة والمثقفون
واصحاب المذاهب والاحزاب ورؤوساء دول وملوك وهيئات دولية وامم وشعوب على مدى اكثر
من نصف قرن، والكل تعرف على تفاصيلها من كان له شأن بها او من لم يكن له شأن!
وافضل من يوضح ذلك هو الاستماع الى زعماء وقادة الشعب الفلسطيني
الى مايجري بهذا الشان من مخططات تقوم بها اولا السلطة الفلسطينية التي فضلت
الحلوس على كراسي السلطة وادارة الازمة بالمفاوضات والتخلي عن المقاومة ومشاركة
الفلسطينين في مسؤليتهم عن تحمل اعبائها الى الاعتماد على ماتمنحه لهم الدول من
مساعدات انسانية مخجلة وهي اشبه بقوت لايموت في الوقت الذي كانت بندقية المقاتل الفلسطيني
والعربي وهو ابسط سلاح ارعبوا به الصهيونية وكيانها المسخ وثانيها الانظمة العربية
التي لطالما رقصت على انغام انهاء الصراع العربي الاسرائيلي الذي جلب لهم صداع
طيلة نصف قرن.
ففي محاضرة اليقت من قبل الدكتور صائب عريقات السياسي الفلسطيني
المسؤول عن المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي والامريكي والاوروبي في مؤتمر عقد في
قطر مؤخرا والذي اشار فيه الى انه قدم استقالته من وظيفته لانه وجد ان موضوع
فلسطين والسلطة الممنوحة لهم باسمها وما يحاك بشانها في طريقه الى الزوال كما خطط
له من قبل الولايات المتحدة واسرائيل وان بقاءه في وظيفته يعني انه متفق معهم بهذا
الموضوع واشار بان نتنياهو يسعى الى جعل السلطة بلا سلطة و السلطة بلا كلفة اي ان
اسرائيل لاتتحمل اية نفقات في ادارتها للاراضي المحتلة بعد حرب 1967 هكذا اشار
عريقات في كلمته وطالب الانظمة العربية ان تتولى من جديد موضوع فلسطين بعد ان تخلت
عنه بتاسيس السلطة الفلسطينية واشار ايضا الى ان المقاومة هو السلاح المشروع
لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني وبالتاكيد فان خيبةالامل التي اصابت القيادة الفلسطينية من الفخ
المرسوم للسلطة من قبل نتنياهو قد يدفعها الى الغاء المفاوضات نهائيا مع الكيان
الصهيوني والى رمي الكرة في ساحة الانظمة العربية او ايران مثلا التي تدعي انها
تضع يدها مع الفلسطينين لازالة اسرائيل ولكي نحاول ان نثبت ذلك علينا الانتضار نصف
قرن اخر وعند هذا الحد يكون قد تحقق للشعب الفلسطيني ماكان يحلم به من امنيات
واولها استعادة ارضه كما تريد حكومة ايران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق