موقعنا الجديد، مع التقدير

موقعنا الجديد، مع التقدير
نأسف لإزعاجكم، انتقلنا إلى هنا رجاءً، يرجى الضغط على الصورة للانتقال إلى موقعنا الجديد

الأحد، 22 ديسمبر 2013

أيّها القمر البابلي..

وجهات نظر
عبدالجبار سعد
حين غادرت مأدبة الموت.. كان القوم سكرى يعاقرون الخمرة.. ويدقّون الطبول وكانت القينات تعزف بالمزاهر وكان كل شيء يعيد تصوير مأساة سيّدنا يحيى عليه السلام..
كنت وحدك تتهيّأ لأداء صلاة الفجر.. وكانت المآذن والحجيج يكبّرون تكبيرة عيد النحر..

سرت نسمات الفجر فسريت معها .. ودخلت قلوب المؤمنين .. فما أسرع ما ارتحلت من بين أكف القوادين وزناة العصر وما أسرع ما أقبلت علينا .. كنّا نبكي ولم نكن نعلم لمَ البكاء وقد سكنْت فينا وأقمْت بيننا وتبوّأت مكانك في قلب كلّ مؤمن ومؤمنة..


ترى هل كانت العيون تبكي حزن غيابك عنها أم كانت الأرواح تبكي فرح قدومك عليها؟
أيّها القمر البابلي المتوهّج في كلّ قلبٍ خاشع..
يا تكبيرة العيد تناقلتها المآذن عبر فجاج الأرض .. تحملها إلى سماوات الله ملائكة تتحلّق صفوفا وتنتظم معارج قدسيّة حتى تتّصل بعلياء الله وملكوته..

أيّها القمر البابلي..
يا إشراقة صبح العيد أطلّت لتملأ الدنيا وضاءة وبهاءً..

أيّها القمر البابلي..
يا ندى الفجر يتجّمع قطرات طاهرة تبلّل شفاه الظامئين لحياة العزّة والكرامة الآدميّة..
أيّها القمر البابلي يا شموخ نخيل العراق .. وعطر زهر البرتقال .. وبياض زهر اللّوز ويا وهج النّور على صفحات القلوب المفعمة بعشق الحقّ الخالد..
أَنْــوَارُ وَجْـهِـكَ أشـرَقَــتْ بــفُـــؤادِي

فَمَحَتْ ضَـلالِي وَاسـتَـفـاقَ رَشَــادِي

وَسَمِعْـتُ صَوتَــكَ هَـــادِراً وَمُـغَــرِّداً

بَـيــنَ الـزَّئــيـــرِ وَرَنَّـــةِ الإِنْــشـــادِ

فَمَـلأتَ بالـفَـرَحِ الـقَـدِيــمِ جَـوَانِـحِــي

وَ سَـكَـبْــتَ فِـيــها رَوعَــةَ الأَمْـجَــادِ

مَن أَنْتَ ؟ - قَالَ الشَّامِتُونَ - وَمجـدُنا

أَوْهَـــتْ قُـــواهُ شَــمَــاتَــةَ الـحُـسّــادِ

مـن أنـتَ حَـتَّـى تَنْحَنــي هَـامَـاتُـهُــمْ

ذُلاً لَـدَيــكَ وَأَنْــتَ فِـي الأصْـفــادِ ؟

مَـا زِلـتَ تُومِـئُ نَحْـوَهُـمْ فَتَصِيـدُهُـمْ

وَتَـسُـوقُـهُــمْ أَسْــرَى بـغَــيـرِ قِـيــادِ

مَا زِلـتَ مِـن بَيـنِ الأنـامِ مـحـجـتـي

يَـا عِــزَّ أَيَّـامِـي وَفَـخْــرَ جِــهــادي


أيّها القمر البابلي..
كنت هدية الحقّ لعشّاقه .. وكنت ثبات القيم وشموخ الإيمان وعزّة الاعتماد والثقة بالله وحده جبّار السموات والأرض..
تهيّبك الجبابرة حتّى حين كنت تسير حافي القدمين..
وارتعدت فرائصهم منك وأنت مقيّد الساقين وموثق اليدين..
وسطرت على وجوههم بنظرات الاحتقار أسفار الذلّة والهوان إلى أبد الآبدين..
فحيثما اتجهوا وجدوا الخزي رصدا لهم وعيون الخلق تصفعهم وتصبّ عليهم لعناتها كلّ حين ..

يــا ســــادن النــارِ مزهُـــــوَّا بفعلتــــه

كُفيت غدْري فليس الغـدرُ مــن شيمــيِ
عاجلــتَ نفســكَ بالغــدرِ الأثيــم وبــي

يا موقدَ النارِ فـي أهلــي وفــي حَرمــيِ
أبـلــغ أبــاك الـــذي اسـتـقـبـلــت قبلتــهُ

وجـمـعــه وعـلـى أعـنـاقـهـــم قــدمــيِ
أن الــذي أخضعــت طهـــران وطأتُــهُ

ودَكَّ إيــمــانُــــه قُــدســيــــةَ الـصـنـــمِ
يُمــرِّغُ اليــومَ أنــفَ الكفــرِ مُـنـتـعـــلاً

سُــود الـعـمـائِــمِ فــي مُـبـيـضَّـة اللِّـمَـمِ
فهـم بـ (بغــداد) قــوَّادو الزنـاة وهــم

مواكــبُ الحــزنِ تبكــي بائِــع الحــرمِ
وهــم بـ (طهــران) آيـاتٌ مُزغــردةٌ

لأسرِ مــن صـادَ منهــم نشــوةَ الحُلُــمِ

أيّها القمر البابلي..
قالوا لست ذلك الذي التفّ حبل المشنقة على عنقه صبيحة يوم العيد.. وقالوا لست الذي كان يبسم للموت في لحظة امتقعت فيه وجوه الجلادين المحيطين به .. وقالوا لست الذي انغرست قامته في الأرض وارتفعت هامته تطاول الثريّا .. في لحظة استعلاء على كلّ صغار وذلّة في هذا الوجود..
قالوا .. وقالوا..
وكان نورك الذي يشرق من ذلك الجبين يكذّب كلّ قول صادق.. ويصدّق كلّ قول غير ذلك..
أجل كنت أنت القادم على الموت بجماله وكماله وبهائه وجذله.. مثلما كنت أنت القاهر للموت بعزّة ربّ الأرباب الذي جعلك عنوان سقوطهم الأزلي..
وسيسألون كيف ذلك؟ ونجيبهم: إن ماهو آت آت
نسي الدّجالون وهم يختارون أضحيتهم في يوم عيد النحر أنّ الله خلَّد فداء أحبابه في مثل هذا اليوم .. وتعاموا عن أنّ الله الذي فدى جدّك بذبح عظيم هو من سطر على جبينك بحروف يقرؤها الجاحدون فيرتعبون.. 
"قاصم الجبّارين بإذن الله "
ومادام جبّارو هذه الأرض يتطاولون على العباد تكبّرا فأنت معنيّ بهم وموكل بمحوهم .. واحدا تلو الآخر .. حتّى لا يبقى على وجه البسيطة من ينازع الله سلطانه على أرضه ..
آمـنـــتُ أنَّ اللهَ قـــامِـــع كُفْـرِهِـــم

بـــكَ لا سِـــوَاكَ وَرَبُّـــكَ الــعَــــلاّمُ

ومُـحرِّر الأَقصـــى بجيـــشِ محمـــدٍ

جـيـــش الـعِـــرَاقِ يَــقُـــودُهُ صَـــدّامُ

مَنْ زَلْــزَلَ الدُّنيـــا بآيـــاتِ الوَغَـــى

مِـــنْ هَوْلِـــهَا كَـمْ زُلْــزِلَـــتْ أقـــدَامُ

أَهْفُــو إِلـى أرْضٍ سَـقَـيـــتَ تُرَابَـــهَا

بـدَمِ الغُـــزَاةِ .. وَمَـا عَلَـيْـــكَ مَـــلامُ

كَيْــما أُقَبِّـلَ تُـرْبَـــةً شَـرفَـــتْ بِـكُـــمْ

وَعَلَيْــكَ يَـا سِـبْـــطَ الـنَّـبـــيِّ سَـــلامُ


أيّها القمر البابلي .. متى تطلع من جوف الحقيقة؟

متى تسفر عن وجه العدالة الأزليّ النقيّ الطاهر؟

متى يفرح بك المستضعفون ويفرح معهم بك الوجود كلّه .. في لحظة مسرّة لا تزول؟

متى ينبلج نورك من عين رضوان الحقّ جلّ وعلا .. في أجمل أعراس الوجود؟

هناك تعليقان (2):

Abderahmane Benrabah يقول...

الشهيد صدام مدرسة لمن يريد ان يتعلم معاني الرجولة والبطولة

ماجد يقول...


لسنا نكبيك في ذكرى استشهادك السابعه حيث رحلت كنخلة عراقيه باسقه ابت ان تسقط بمعاول الجبناء .. بل نبكي وطنا مستباحا غابت اسوده وتمرغت ضباعه في عرين الاسود ..حينما شاهدنا العلوج يتسلقون تمثالك في ساحة الفردوس ليضعوا علم بلادهم فوق رأسك لولا ان ادرك المحتل عظمة قدرك .. فأسقطوك لتتلقفك ايدي الخونه والرعاع .. حينما اسقطوا نصبك الشامخ ادركت حينها سقوط الكرامة والغيره وهيبة الوطن.. علوج يسقطون تمثالك وشراذم تنهال على رأس نصبك بالاحذيه وهم لايعلمون انهم سيضربون رؤوسهم لابالاحذيه فحسب بل بجيوات الملالي وبساطيل الامريكان.. حينما اقتادوك لتصعد صهوة جواد الخلود شامخا ومواء القطط وحشرجات المخنثين تحت اقدامك تنظر لهم باحتقار .. لقد وصفك كريم شاهبوري الذي سماه الاحتلال موفق الربيعي بأنك كنت خائفا مرعوبا والعالم كله شاهدت تتقدم الى المشنقه شجاعا مقداما.. كثيرون انهاروا من اقتراب الموت الا انت فقد اقتربت منه في خطى ثابته شامخا كما عرفناك .
حينما ارتكب الجزارون جريمتهم خرج الغوغاء يتبادلون التهاني وارتفعت الهوسات تحمل المجرم الزنديق منقذ الفرعون فوق رؤوسهم القذره وهم يهتفون: وين الحاربك وينه .. صدام النذل وينه ؟ لم تكن نذلا في حياتك ولافي مماتك ..لقد حاربت ايها الشهيد الخالد نذلا صفويا مجوسيا حاقدا وسقيته كأس سم الهزيمه حتى الثماله .. وهاهم اعوانه جاءوا ليثأروا منك وانت في نعشك ..ارادوا اذلالك فأذلهم الله وهاهم جعلوا هذا الوطن رهينة بيد الفرس المجوس حتى ان دهقانهم الصغير مقتدى الصدر صرح في مقابلة صحفيه ان الذي يحكم العراق هو قاسم سليماني فطوبى للعراق والعراقيين ..ثلاثة وعشرون عاما واعدائك لجأوا الى جحورهم المظلمه فلم يرتفع صوت مجوس الخميني مطالبين بالبحرين ولم يتسلط ملالي ايران على مجلس الامه الكويتي ولم تنتشر خلايا التجسس ولم يخرج اعوان المجوس في البحرين وشرق السعوديه بمظاهرات فارسيه .. كنت هيبة وكرامة وعزه في حياتك ...وعنفوانا وبطولة وشموخا في مماتك .. لقد دقوا طبول الفرح باستشهادك وهم اليوم يتحسرون على عهدك .. لقد اشبعت بطونهم طعاما واشبعهم قرامطة الفرس دكا ولطما وزنجيلا ..لقد ادركوا اليوم كم كنت حامي الديار والاعراض وهم يشاهدون استباحة البلد والموت المبرمج والفساد.. اتهموك ياسيدي بتبذير ثروة العراق على بناء القصور وتسليح الجيش ليدافع عن الوطن وظلت القصور يسكنها شذاذ الافاق فلم تكن ملكا لك بل ملك للوطن.. صارت القصور بعدك مواخير دعاره وملجأ للفاسدين والداعرين والداعرات .. اقام فيها يهود الجيش الامريكي مناسباتهم الدينيه امام مرأى ومسمع من الخونة الجبناء .. الذين داست بساطيل الامريكان رؤوسهم العفنه .. وطل رأسك مرفوعا حينما تأرجح جسدك الطاهر في صهوة الكرامه فطوبى لك ايها الشهيد الخالد ..فساعة الثأر قريبة بأذن الله حينما نجد اجساد هولاء القتله تنهشهاالكلاب ..نصر من الله وفتح قريب.

تنويه من المحرر

تنويه من المحرر
وجهات نظر موقع شخصي تماماً لا يمثل أي جهة أو حزب أو منظمة، ولا ينتمي إلا للعراق وأمته العربية والإسلامية، وهو محمي بالقانون وبميثاق الشرف الصحفي ولايسمح بإعادة النشر إلا بشرط ذكر المصدر.. الكتاب يتحملون مسؤولية مقالاتهم، والناشر غير مسؤول عنها..